تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: كيف تقيد الفوائد أثناء القراءة ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    74

    افتراضي كيف تقيد الفوائد أثناء القراءة ؟

    *~• كيف تقيد الفوائد أثناء القراءة ؟ •~*
    قال ابن منظور في لسان العرب : " الفائدة ما استفدته من علم أو مال وجمعها الفوائد وهما يتفاودان العلم أي يفيد كل واحد منهما الأخر " .
    إن من ثمرات قراءة الكتب تقييد الفوائد ، حتى ذكر الكثير من أهل العلم أن قراءة الكتب قد لا يتحقق منها الفائدة المرجوة إلا بتقييد هذه الفوائد .
    قال عبد السلام هارون –رحمه الله - : " فإن الحكيم العربي كان يقول وقوله حق : ( العلم صيد والكتابة قيد . وإذا ضاع القيد ذهب الصيد) .وكثيراً ما يقرأ الإنسان شيئاً فيعجبه ، ويظن أنه قد علق بذاكرته ، فإذا هو في الغد قد ضاع منه العلم ، وضاع معه مفتاحه ، فانتهى إلى حيرة في استعادته واسترجاعه " .
    ولكن يبقى السؤال المهم ألا وهو: ما الفوائد التي ينبغي تقييدها عند قراءة الكتب ؟
    وكيف يتم تقييد هذه الفوائد ؟
    وأين تقيد هذه الفائدة ؟
    وما ذا بعد تقييد هذه الفوائد ؟ففيما يتعلق بماهية الفوائد ، فقد ذكر بعض أهل العلم ما ينبغي تقييده من الفوائد.
    قال ابن جماعة – رحمه الله – فيما ينبغي لطالب العلم : " إذا شرح محفوظات ، وضبط ما فيها من الإشكالات والفوائد المهمات ، انتقل إلى بحث المبسوطات ، مع المطالعة الدائمة ، وتعليق ما يمر به أو يسمعه من الفوائد النفيسة والمسائل الدقيقة والفروع الغريبة ، وحل المشكلات والفروق بين أحكام المتشابهات من جميع أنواع العلوم ، ولا يستقل بفائدة يسمعها ، أو يتهاون بقاعدة يضبطها ، بل يبادر إلى تعليقها وحفظها " .
    وقال الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله – في الفوائد التي ينبغي تقييدها:
    "الفوائد التي لا تكاد تطرأ على الذهن ، أو التي يندر ذكرها والتعرض لها ، أو التي تكون مستجدة تحتاج إلى بيان الحكم فيها ، هذه اقتنصها ، قيدها بالكتابة لا تقول هذا أمر معلوم عندي ، ولا حاجة أن أقيدها ، فإنك سرعان ما تنسى ، وكم من فائدة تمر بالإنسان فيقول هذه سهلة ما تحتاج إلى قيد ، ثم بعد فترة وجيزة يتذكرها ولا يجدها ، لذلك احرص على اقتناص الفوائد التي يندر وقوعها أو يتجدد وقوعها وأحسن ما رأيت في مثل هذا كتاب " بدائع الفوائد " للعلامة ابن القيم ، فيه بدائع العلوم ، ما لا تكاد تجده في كتاب آخر ، فهو جامع في كل فن ، كلما طرأ على باله مسألة أو سمع فائدة قيد ذلك ، ولهذا تجد فيه من علم العقائد ، والفقه ، والحديث ، والتفسير ، والنحو ، والبلاغة " .
    وقال الشيخ بكر أبوزيد في " حلية طالب العلم " : " ابذل الجهد في حفظ العلم (حفظ كتاب) ، لأن تقييد العلم بالكتابة أمان من الضياع ، وقصر لمسافة البحث عند الاحتياج ، لا سيما في مسائل العلم التي تكون في غير مظانها ، ومن أجل فوائدها أنه عند كبر السن وضعف القوى يكون لديك مادة تستجر منها مادة تكتب فيها بلا عناء في البحث والتقصي " .
    وبعد هذه النقول يمكن تلخيص كلام العلماء حول الفوائد التي يجدر بنا أن نُعنى بتقييدها فيما يلي:
    1- المسائل التي تكون في غير مظانها ، فمن يطالع كتاباً مثل كتاب " الحيوان " للجاحظ يلاحظ أنه حوى الكثير من الفوائد في الكلام عن الكتب وفضائلها مما ليس له علاقة بموضوع الكتاب الأساس وهكذا في كثير من كتب الأعلام القدماء.
    2- الفوائد التي يندر وقوعها ، أو يتجدد .
    3- الضوابط العلمية والقواعد التي يبنى عليها العديد من المسائل الجزئية .
    4- الطرائف والنوادر والقصص المعبرة .
    5- المسائل المشكلة .
    6- دقائق الاستنباطات .
    7- الفروق الدقيقة والنظائر والأشباه .
    8- الفائدة التي يتفرد بها عالم عن غيره ، ولم يسبق إليها ، ومثال ذلك : عند قراءة كتب التفسير ، أن يذكر ابن كثير تفسير لآية ، لا توجد عند غيره من المفسرين .
    أما كيف يتم تقييد هذه الفوائد وأين ؟
    فهناك كلام نفيس لبعض أهل العلم حول هذه المسألة المهمة .
    قال عبد السلام هارون –رحمه الله - : " والباحثون ، ولا سيما في أيامنا هذه ، يقيدون هذه المعارف في جذاذات ، يرجعون إليها عند الحاجة ، ولكني سلكت طريقاً أوثق من طريق الجذاذات ، هو دفتر الفهرس ، وهو الذي سميته " كناشة النوادر " ،أقيد فيها رءوس المسائل مرتبة على حروف الهجاء ، مقرونة بمراجعها " .
    وقال الشيخ بكر أبوزيد : " اجعل لك كناشاً أو مذكرة لتقييد الفوائد والفرائد والأبحاث المنثورة في غير مظانها ، وإن استعملت غلاف الكتاب لتقييد ما فيه من ذلك فحسن ، ثم تنقل ما يجتمع لك بعد في مذكرة ، مرتباً له على الموضوعات ، مقيداً
    رأس المسألة ، واسم الكتاب ، ورقم الصفحةوالمجلد، ثم اكتب على ما قيدته " نقل "
    حتى لا يختلط بما لم ينقل ، كما تكتب : " بلغ صفحة كذا " فيما وصلت إليه من قراءة الكتاب حتى لا يفوتك ما لم تبلغه قراءة " .

    وقال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان :
    " تقييد الفوائد التي تسمعها : على الكتاب ، أو في دفتر خارجي ، وهذه الفوائد إذا حرص الإنسان على تقييدها ، وعلى مراجعتها مرة بعد مرة ، فإنها بإذن الله تعالى تكون عنده ملكة في الكلام ، وفي التحضير ، وفي إزالة الإشكال ، وقل مثل هذا في القراءة .
    وقال : " فإذا قرأت كتاباً (سواء على شيخ أو قراءة حرة ) فاحرص كل الحرص على أن تقيد ما تسمع أو تقرأ من الفوائد ، أو ما يمر عليك من الشوارد والفرائد ، فإذا أتممت قراءة الكتب ثم تصفحت تلك الفوائد ، ستشعر أنك جمعت كنزاً عظيماً ، خاصة إذا جعلتها منظمة بحيث تحكم تبويبها .
    فإذا قرأت كتابين أو ثلاثة ، ثم علقت على جنباتها ما قرأت من الفوائد ، ثم لخصتها ونظمتها وجعلتها في دفتر فيكون لديك كثير من الفوائد المنتوعة : في المعتقد ، وفي الأصول ، وفي الجرح والتعديل ، وفي النحو … وهلم جرا .
    واجعل لك دفترأً شاملاً مقسماً ، بحيث يكون فيه :
    قسم للفوائد الأصولية ، وقسم للفوائد النحوية ، وقسم للجرح والتعديل … وهلم جرا
    فسترى أنك تستطيع أن تحضر دروساً ومحاضرات ، وتكتب بحوثاً في كل فن على حدة خاصة أن هذه الفوائد قل ما تكون موجودة في كتاب مجموع ، وأنت قد وجدتها في كتب متفرقة .
    وأزيدك أيضاً فائدة تجعل العلم لا يتفرق من ذهنك ، ويبقى ميسراً إذا أردت تَذَكَّرهً :
    فمثلاً إذا قرأت كتاباً في الرؤى والأحلام ، ثم قرأت كتباً أخرى متنوعة ، ومن هذه الكتب استخرجت فوائد تتعلق بالرؤى والأحلام ، فاحرص كل الحرص على أن تفرغ هذه الفوائد من جميع هذه الكتب بأرقام الصفحات فقط ، على الغلاف الداخلي لكتاب الرؤى والأحلام ، فتقول : انظر الاعتصام (1/121)انظر إعلام الموقعين (2/…) إلخ .
    ولن تعرف قيمة هذا الحصر إلا إذا أردت أن تقرا قراءة مستقلة في هذا الموضوع ، فترى أنك جمعت متفرقات ، وألفت بين مختلفات في موضوع واحد ، وإذا رتب الكلام في الموضوع فترى أنك أحطت بأوله وآخره . وهذا الكلام مجرب ومقروء ومشاهد ، كذلك إذا سمعت فائدة خارجية فاحرص على أن تضيفها للكتاب ، ومع كثرة الفوائد الخارجية يخرج لك كتاب آخر " .
    وبعد هذه النقول يمكن أن ألخص الطرق التي تقيد بها الفوائد بما يلي :
    1- تسجيل الفوائد على الغلاف الداخلي للكتاب .
    2- تقييد الفوائد على بطاقات ومن ثم يتم تصنيفها ، وهذه الطريقه أفضل ما تكون عندما يكون الهدف كتابة بحث أو رسالة علمية .
    3- تخصيص كراساً أو كناشة لتقييد هذه الفوائد ومن ثم ترتيبها على الموضوعات .
    4- تسجيل الفوائد على غلاف الكتاب ثم نقلها إلى كراسٍ مخصص لهذا الأمر ، وهذه طريقة جربتها ووجدت نفعها ولله الحمد .
    5- تقييد الفوائد وحفظها في الحاسوب الذي يتولى فهرستها وترتيبها آلياً ، فتعم فائدتها ويسهل الرجوع لها .
    ومن المهم هنا الإشارة إلى بعض الأخطاء التي قد يقع فيها كثير ممن يقرأ الكتب فيما يتعلق بتقييد الفوائد ، من هذه الأخطاء:
    1- إهمال تقييد الفائدة بحجة أنه يعرفها قال الإمام النووي –رحمه الله – وهو يرشد الطلاب إلى تعليق الفوائد : " ولا يحتقرن فائدة يراها أو يسمعها في أي فن كانت ، بل يبادر إلى كتابتها ،ثم يواظب على مطالعة ما كتبه " .
    2- عدم عزو الفائدة لأهلها فقد قيل من بركة العلم أن يعزى إلى أهله .
    إذا أفادك إنسان بفائدة من العلوم فأدمن شكره أبدا، وقل فلان جزاه الله صالحة أفادنيها وألق الكبر والحسدا .
    3- الاشتغال بالفوائد أثناء البحث ، إذا كنت تبحث عن مسألة ما وأثناء تقليبك للكتاب وجدتَ فائدة فلا تنشغل بها لأن الفوائد كثيرة ، وقد يضيع عليك الوقت لانشغالك بهذه الفوائد ، وإن علَّمت على هذه الفوائد وأشرت إليها بالقلم فهذا حسن ، حتى تنتهي من بحثك ثم تعود إلى هذه الفوائد .
    4- تأخير تقييد الفائدة ، قال الإمام النووي –رحمه الله - : " ولا يؤخر تحصيل فائدة –وإن قلت – إذا تمكن منها ، وإن أمن حصولها بعد ساعة ، لأن للتأخير آفات ، ولأنه في الزمن الثاني يحصل غيرها " .
    5- التقليل من شأن الفوائد التي يأتي بها القرين .

    وأخيراً أهم ثمرات تقييد الفوائد ، منها :

    1- حفظ العلم .
    2- إيجاد مادة تستفيد منها عند الكتابة أو تحضير موضوع أو خطبة أو كلمة وغير ذلك .
    3- تقييد الفوائد يسهم في رسوخ المعلومات في ذهن القارئ .
    4- تقييد الفوائد يعطي ملكة عند الحديث وإفادة الآخرين .
    5- يسهل الرجوع إلى الكتاب الذي سبق قراءته وتكرار الاستفادة منه .
    6- الفوائد ثمرة تجارب ومشاهدات فهي كالرحيق من الزهرة وكالشهد من العسل . وهي خلاصة الخلاصة ، والعرب تقول : " يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق "
    اسم الكاتب : عبدالإله الشايع
    ..منقول للفائدة...

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    223

    افتراضي رد: كيف تقيد الفوائد أثناء القراءة ؟

    جزاكم الله خيرا
    كل ما يخالف الحق أي نظرية ، أو استدلال يعارض به ما جاء عن الله ، ورسوله صلى الله عليه وسلم = فهو باطل منذ الوهلة الأولى ، ،وليس بلازم أن يكون الإنسان عنده القدرة على تزييف تلك الشبهة بما يلزم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    298

    افتراضي رد: كيف تقيد الفوائد أثناء القراءة ؟

    جزاكم الله خيرا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    1

    افتراضي رد: كيف تقيد الفوائد أثناء القراءة ؟

    جزاكم الله خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •