فضلا أعطني ربطة شعري!


هند الزميع



نحن بحاجة أحيانا لرفع الغرة عن وجوهنا ولو ساعة من زمن لنبصر الحقيقة واضحة, لننزل عن كواهلنا أثقال الموضة الهوجاء لنتعرف على شخصياتنا الحقيقية بدون أقنعة ولا مغالطات!!
كلنا يحب التغيير ويعشق الجمال, ومما يدعم عندنا ذلك الميول أن ديننا دين الجمال, ولم يحرّم علينا زينة خلقها الله, ولكن المشكلة أن نجهل حقيقة أنفسنا فنكون أشبه بالإسفنج يتشرّب كل ما يأتيه دون تمييز, مشكلتنا لا تكمن في جهلنا بماهية الصادر إلينا ولكنها في جهلنا بذواتنا,
ألسنا نرى من بعض الساذجات من ظنت أن قيمتها في مظهرها وهندامها؟؟
أليس من حولنا من اختصرت ثقافتها في بضع ماركات تحسبها هي كل الثقافة؟
ألم يقلقنا انحدار مستوى اهتمامات الفتاة؟
إنّ كل ما نحياه هو من صنع الجاهلية الذاتية,
لست أتكلم من برج عاجيّ ولا من شاهق بعيد ولكن من واقع أعيشه ويعيشه الكثير, لقد آن الأوان لأن نكشف الستار عن شخصيّاتنا في ظل تزاحم الشخصيات التي تُسلّط عليها أضواء لا تسوق إلى الحقيقة, بل هي بريق خادع جرف الجهّال ورائه ظنّا أنه يصنع الأبطال!
إن الفتاة المحسوبة على الثقافة والفهم والإدراك
هي من تتعامل مع المستجدات بعقلانية وفلترة, تعلم أنها عاشقة الجنان فلا تتنازل عن مبادئها لأجل بريق إعلامي أو مجاراة جانبت الصواب, بل هي دائما متجددة ولكن في ظل ما يرضي الله, لأنها تمقت ضعف الشخصية الذي أودى بالكثيرات إلى امتصاص الغث والسمين.
والسؤال الذي يتبادر بحق إلى الأذهان هو:
كيف تواجه الفتاة موج الغزو الفكري الهادر؟
إن الإجابة ببساطة على مثل هذا السؤال
هي بصدق الرجوع إلى الله عز وجل, والتمسك بالمبدأ مهما زاحمه الهوى والدعاية, وإدراك الحقيقة الغائبة وهي أن المرأة دائما ما تُستخدم كطُعم للإيقاع بالأمة لأنّ غيرها أدرك قوة مركزيتها في المجتمع في حين جهلتها هي أو تجاهلتها.
نحن بحاجة إلى تطوير الرؤى الفكرية والثقافية والمعرفية لا اللهث وراء الرؤى العاطفية والهامشية.
نحن بحاجة إلى
فتاة تمتلك كل مقومات القوة لكي تحقق التميّز المنشود, لست أتكلم هنا عن حلم أتغنى بتحقيقه, ولكن لأنني أدرك من هي الفتاة التي أخاطبها أجد أنني بخستها الحق من الآمال والطموحات المرجوة, ولكن يبقى أيتها الغالية أن تعطيني ربطة الشعر لأرفعه عن عينيك فتدركي كل ما حولك بعين البصر تدعمها عين البصيرة.