أسئلة وأجوبة في الحج والعمرة


الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله


س1:
ما حكم الحج وما الدليل؟

جـ1: واجب وركن من أركان الإسلام، والدليل قوله - تعالى -: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾ [آل عمران: 97]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله فرض عليكم الحج، فحجُّوا)) رواه مسلم[1].

س2: على من يجب الحج؟
جـ2: يجب الحج على كل مسلمٍ، بالغ، عاقل، حر، مستطيع.

س3: ما هي شروط وجوبه؟
جـ3: شروط وجوب الحج خمسة، وهي:
(1) الإسلام.
(2) والعقل.
(3) والبلوغ.
(4) والحرية.
(5) والاستطاعة.

س4: ما حكم حج الصبي الذي لم يبلغ؟
جـ4: حج الصبي يصحُّ ويثاب عليه، ولا يجزيه عن حَجة الإسلام، فإذا بلغ فعليه أن يحج حجة أخرى.

س5: هل الحج واجب على الفور، أو على التراخي، مع الدليل؟
جـ5: الحج واجب على الفور إذا تمت شروط وجوبه؛ لقوله - تعالى -: ﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ[2] ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ[3] وقوله: صلى الله عليه وسلم ((تعجلوا إلى الحج - يعني: الفريضة - فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له))؛ رواه أحمد.

س6: ما حكم حج من لم يصلِّ؟
جـ6: لا يصح حج من لم يصلِّ؛ لأن أركان الإسلام كلٌّ لا يتجزأ، فمن آمن بها عمل بها كلها، ومن ترك واحدًا منها مع القدرة بطلَتْ وفسدت كلُّها، والصلاة من الإسلام بمنزلة الرأس من الجسد، فكما أنه لا حياة لمن لا رأس له، فلا دين لمن لا صلاة له، والصلاة عمود الدين الإسلامي الذي يقوم عليه، وهي شعار المسلم، وتكفِّر الذنوب، فأولى بمن لا يصلي أن يتوب إلى الله - تعالى - ويصلي باستمرار ثم يحج.

س7: ما الذي ينبغي لمن أراد الحج؟
جـ7: ينبغي له:
أولًا: أن يتوب إلى الله توبة نصوحًا بعد ترك المعاصي، والندم على ما فات منها، والعزم على عدم العودة إليها في المستقبل.

ثانيًا: أن يختار لحجه نفقةً طيبة من مال حلال؛ لأن الله طيِّب لا يقبل إلا طيبًا.

ثالثًا: أن يصحب في سفره الأخيارَ من أهل العلم والطاعة والفقه في الدين؛ ليرشدوه وينفعوه.

رابعًا: أن يحفظ جوارحه ولسانه عن الكلام المحرَّم، والنظر المحرم، والسماع المحرم.


س8: ما هو الحج المبرور الذي وُعد صاحبُه بالمغفرة والجنة؟
جـ8: الحج المبرور هو المقبول الذي لا يخالطه معصية، بأن يأتي الحاج فيه بالواجبات والمستحبَّات، ويترك المحرَّمات والمكروهات، ويحج كما شرع الله وكما حج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.

س9: ما هو دعاء السفر؟
جـ9: الله أكبر - ثلاثًا - سبحان الله - ثلاثًا - سبحان الذي سخَّر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا البرَّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى - اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوِ عنا بُعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في الأهل والمال والولد[4].

س10: ما الذي يقوله المسافر إذا نزل منزلًا؟ ولماذا؟
جـ10: أعوذ بكلمات الله التامات من شرِّ ما خلق - إذا قال ذلك لم يضره شيءٌ حتى يرحل من منزله ذلك[5].

س11: ما حكم ترْك الحج مع القدرة، مع الدليل؟
جـ11:حرام وكبيرة من كبائر الذنوب، وقد يكون كفرًا؛ لقول الله - تعالى -: ﴿ وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ[6]، وفي الحديث: ((من استطاع الحج فلم يحج، فليمت إن شاء يهوديًّا أو نصرانيًّا))؛ رواه الترمذي والبيهقي.

س12: اذكر شيئًا من فضائل الحج؟
جـ12: من فضائل الحج ما ثبتتْ به الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل: قوله صلى الله عليه وسلم: ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينها، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة))[7]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمُّه))[8]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبثَ الحديد والذهب والفضة))[9]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((الحُجاج والعمار وفدُ الله، إن دعَوْه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم))؛ رواه النسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما.

س13: ما هي خصائص البيت الحرام؟
جـ13: من خصائص هذا البيت:
(1) أن الصلاة فيه أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد[10].

(2) أنه أفضل بقاع الأرض.

(3) أنه قبلة المسلمين أحياء وأمواتًا في مشارق الأرض ومغاربها.

(4) وجوب الحج إليه.

(5) أن قصده يكفِّر الذنوب والآثام، وليس لقاصده ثواب دون الجنة إذا اتقى الله - تعالى - وبر وصدق.

(6) أن من دخله كان آمنًا.

(7) أنه يؤاخذ فيه على الهم بالسيئات؛ قال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ[11].

(8) تحريم قطع شجره الأخضر.

(9) تحريم قتل صيده.

س14: ما الذي يشرع لمن وصل إلى الميقات في الحج أو العمرة؟
جـ14: يشرع له أن يتجرَّد من المخيط إذا كان رجلًا، وإن يغتسل ويتنظف ويتطيب، ثم ينوي الإحرام، ويلبس الثياب للإحرام، ويتلفظ بما نوى فيقول: لبيك عمرة، أو لبيك عمرة وحجًّا، أو لبيك حجًّا.

س15: ما الأشياء المحرَّمة على المُحرِم بحج أو عمرة؟
جـ15: يحرم عليه عشرة أشياء، هي:
(1) أخذ الشعر من الرجل والمرأة.

(2) تقليم الأظافر.

(3) الطِّيب.

(4) لبس الثوب المخيط إذا كان رجلًا.

(5) تغطية الرأس بالنسبة للرجل، والوجه للمرأة إذا لم يرها أجنبي.

(6) قتل صيد البر.

(7) عقد النكاح له أو لغيره.

(8) الجماع، وهو يفسد الحج إذا كان قبل التحلل الأول.

(9) المباشرة فيما دون الفرج؛ كالقبلة، والنظر لشهوة.

(10) قطع شجر الحرم ونباته الرطب.

وهذا عام للمحرم وغيره.

س16: ما الذي يفعل الحاج إذا وصل إلى البيت الحرام؟
جـ16: يطوف طواف العمرة سبعة أشواط، ثم يصلي خلف مقام إبراهيم ركعتين، ثم يخرج إلى المسعى، فيبدأ بالصفا ويختم بالمروة سبعة أشواط، ثم يقصر من شعر رأسه، ثم يلبس ثيابه العادية إلى اليوم الثامن من ذي الحجة.

س17: اذكر صفة الحج باختصار؟
جـ17: يحرم الحاج في اليوم الثامن من ذي الحجة من مكة أو قربها من الحرم، ثم يذهب إلى منى فيبيت بها ويصلي بها خمس صلوات: الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، فإذا طلعت الشمس من اليوم التاسع سار إلى عرفة وصلى بها الظهر والعصر جمع تقديم قصرًا، ثم يجتهد في الدعاء والذكر والاستغفار إلى أن تغرب الشمس، فإذا غربت سار إلى مزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء حين وصوله، ثم يبيت بها إلى أن يصلي الفجر، فيذكر الله - تعالى - ويدْعوه إلى قبيل طلوع الشمس، ثم يسير منها إلى منى فيرمي جمرة العقبة ثم يذبح الهدي، وهو شاة أو سبع بدنة أو سبع بقرة، ثم يحلق رأسه ثم يذهب إلى مكة فيطوف طواف الحج[12]، ثم يرجع إلى منى، ثم يبيت بمنى تلك الليالي؛ أي: ليلة الحادي عشر والثاني عشر من شهر ذي الحجة، ويرمي الجمرات الثلاث بعد زوال الشمس، كل واحدة بسبع حصيات متعاقبات، يبدأ بالصغرى - وهي البعيدة من مكة - ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، فإذا انتهت تلك الأيامُ وأراد السفر لم يسافر حتى يطوف بالبيت طواف الوداع سبعة أشواط، إلا المرأة الحائض والنفساء فلا وداع عليهما.

س18: اذكر أركان الحج؟
جـ18: أركان الحج أربعة، وهي:
(1) الإحرام.
(2) والوقوف بعرفة.
(3) وطواف الإفاضة.
(4) والسعي بين الصفا والمروة.

س19: ما هي واجبات الحج؟
جـ19: واجبات الحج سبعة، وهي:
(1) الإحرام من الميقات المعتبر.
(2) والوقوف بعرفة إلى الليل.
(3) والمبيت بمزدلفة.
(4) والمبيت بمنى.
(5) والحلق أو التقصير لشعر الرأس، والحلق أفضل.
(6) ورمي الجمار.
(7) وطواف الوداع.
س20: ما أركان العمرة وواجباتها؟

جـ20: أركان العمرة ثلاثة، وهي:
(1) الإحرام.
(2) والطواف.
(3) والسعي.

وواجباتها شيئان:
(أ) الإحرام من الميقات.
(ب) والحلق أو التقصير.

س21: ما هي سنن الحج؟
جـ21: من سنن الحج:
(1) الاغتسال عند الإحرام.
(2) والتلبية.
(3) وطواف القدوم بالنسبة للمفرد أو القارن.
(4) والمبيت بمنى ليلة عرفة.
(5) والرَّمَل والاضطباع في طواف القدوم.

س22: ما حكم من ترك ركنًا أو واجبًا أو سنة في الحج؟
جـ22: حكم من ترك ركنًا لم يصح حجُّه إلا به، ومن ترك واجبًا جَبَره بدم، ومن ترك سنة فحجه صحيح وليس عليه شيء.

س23: ما حكم فيمن فعل محظورًا من محظورات الإحرام عامدًا أو جاهلًا أو ناسيًا؟
جـ23: من فعل محظورًا جاهلًا أو ناسيًا، فلا حرج عليه ولا فدية، ومن فعل محظورًا غير الجماع وقتل الصيد، فهو مخير بين ثلاثة أشياء: صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين، أو ذبح شاة، أما في الصيد فجزاء مثل ما قتل من النعم[13]، وفي الجماع (بدنة)[14].

س24: ما حكم الحج بالمال الحرام؟
جـ24: الذي يحج بالمال الحرام حجُّه غير صحيح، ويعيد الحج بعد التوبة النصوح.

زيارة المسجد النبوي:
س25: ما حكم زيارة المسجد النبوي؟
جـ25: زيارة المسجد النبوي سُنة، والصلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام؛ رواه مسلم وغيره.

س26: ما حكم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟
جـ26: السفر لأجل ذلك غير جائز؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى))[15]، وأما من كان بالمدينة من المقيمين فيها والزائرين للمسجد النبوي، فإنه يسنُّ لهم زيارة قبره صلى الله عليه وسلم وقبرَيْ صاحبيه - رضي الله عنهما.

س27: ما صفة زيارة قبره صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه؟
جـ27: أن يأتي الزائر ويقف مستدبرًا القبلة، مستقبلًا القبر بهدوء وخفض صوت، قائلًا: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا عمر، ولا يدعو الله مستقبلًا القبر، ولا يضع اليمنى على اليسرى كهيئة المصلي، ولا يتمسح بالحجرة.

س28: ما حكم زيارة النساء للقبور، بما في ذلك قبره صلى الله عليه وسلم؟
جـ28: لا يجوز للنساء زيارة القبور عمومًا؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور؛ رواه أهل السنن.

والصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم تصله من الشخص في أي مكان كان، والله أعلم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
-----------------------------------------

[1] رواه مسلم "مختصر صحيح مسلم"، جـ1 ص 171.

[2] سورة المائدة، الآية 48.

[3] سورة آل عمران، الآية 133.

[4] رواه مسلم وغيره "رياض الصالحين" ص 459.

[5] رواه مسلم (المصدر السابق 463).

[6] سورة آل عمران، الآية 97.

[7] متفق عليه.

[8] متفق عليه.

[9] رواه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

[10] رواه أحمد وابن ماجه بإسناد صحيح "الترغيب والترهيب" جـ2 ص 337.

[11] سورة الحج، الآية 25.

[12] ويصلي خلف مقام إبراهيم ركعتين، ويسعى بين الصفا والمروة إن كان متمتعًا أو مفردًا، أو قارنًا ولم يكن سعى بعد طواف القدوم.


[13] أو كفارة طعام مساكين، أو عدل ذلك صيامًا.

[14] قبل التحلل الأول، وبعده شاة.

[15] رواه البخاري ومسلم.