يسألك الناس عن الساعة


أبو الهيثم محمد درويش

{يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} [الأحزاب 63]
التصنيفات: التفسير -
{يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ} :
يستعجل البعض و ينكر آخرون قيام الساعة , و قد أهملوا أكبر دليل تشاهده أعينهم ليل نهار و هو قيام ساعة كل من ذاق الموت , و الحقيقة الواضحة كالشمس هي أن كل من قبلنا قد مات و قامت قيامته , و هو بين يدي خالقه سبحانه و رأس ماله في داره الجديدة هو كل عمل صالح و كل لحظة قضاها في رحاب الله .
سابقوا إلى الله بعمل الخير وانشروا كلمة الله و أذيعوها , وقبل أن تعملوا بها وتذيعوها أحبوها من شغاف قلوبكم فلا نجاة للجميع إلا في كلمات الله و رسالاته ولا طريق إلا طريق الله , من ثبت عليه في الدنيا و سار , سيسهل عليه السير فوق الصراط يوم القيامة, و من ابتعد و تكاسل أو استكبر و عادى و تمادى في العداء فشأنه بين يدي خالقه و سيرى مغبة ما قدم بين يديه يوم يقف الموقف الأكبر .
{يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} [الأحزاب 63]
قال السعدي في تفسيره:
أي: يستخبرك الناس عن الساعة، استعجالاً لها، وبعضهم، تكذيبًا لوقوعها، وتعجيزًا للذي أخبر بها. { {قُلْ} } لهم: { {إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ } } أي: لا يعلمها إلا اللّه، فليس لي، ولا لغيرى بها علم، ومع هذا، فلا تستبطؤوها.
{ {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} } ومجرد مجيء الساعة، قرباً وبعدًا، ليس تحته نتيجة ولا فائدة، وإنما النتيجة والخسار، والربح، والشقاء والسعادة، هل يستحق العبد العذاب، أو يستحق الثواب؟ فهذه سأخبركم بها، وأصف لكم مستحقها.