السلام عليكم؛
من أشرك بالله تعالى فإنه لا يكون مسلما، لأن التوحيد بشقيه (الإيمان بالله والكفر بالطاغوت) هو حقيقة الإسلام، فمن لم يوحّد الله فإنه ليس بمسلم، سواء أشرك بالله جاهلا أم عالما، وسواء أكان جهله ناشئا عن عجز حقيقي أم كان ناشئا عن إعراض. الكلام هو في العقاب فقط، فلا يُعَذَّب من كان جهلُه جهلا ناشئا عن عجز حقيقي، بل يُمتحن في الآخرة كباقي أهل الفترة. أما إثبات الإسلام لهذا المشرك الذي اتصف بنقيض الإسلام وضدّه، فهذا لا يصح.
وكلام بعض العلماء الوارد في "عدم تكفير المشرك قبل أن تقوم عليه الحجة"، فإنه إنما هو في الكفر المعذّب عليه، فهم لا يكفّرونه باعتبار أنهم لا يثبتون له كل أحكام الكافر، بل ينفون عنه شق العذاب (في الدارين)، ولكنّك لا تجدُهم يثبتون له الإسلام.
فسؤالي هو: هل يوجد من أقوال العلماء ما هو صريح في إثبات الإسلام لمرتكب الشرك الأكبر قبل قيام الحجة عليه؟ ولا تذهبوا إلى ما تقوم به الحجة وما لا تقوم ، فهذا يشتّت النقاش. أريد أن أعرف إن كان هناك من علماء التوحيد من أثبتَ الإسلام لمن ارتكب الشرك الأكبر عن جهلٍ مُعجِز، كحديث العهد بالإسلام. هل يوجد كلام صريح في إثبات الإسلام لهذا؟ وأقول "صريح" لأن نفي التكفير ليس صريحا في إثبات الإسلام، فإنهم يعنون نفي بعض أحكام الكفر، وقد عُلِم في كلام العرب أن الإسم الواحد قد يُنفَى ويُثبَت بحسب الأحكام المتعلقة به كما قال ابن تيمية: (مِثَالُ ذَلِكَ: الْمُنَافِقُونَ قَدْ يُجْعَلُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي مَوْضِعٍ، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ يُقَالُ: مَا هُمْ مِنْهُمْ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إلَّا قَلِيلًا).