تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: نماذج في علو الهمة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي نماذج في علو الهمة

    نماذج للعلماء المتقدمين في علو الهمة

    أبو الفرج ابن الجوزي:

    يصف ابن الجوزي علو همته في طلب العلم وهو يخاطب ابنه فيقول:
    (وانظر يا بني إلى نفسك عند الحدود، فتلمَّح كيف حِفظُكَ لها؟ فإنه من راعى رُوعي، ومن أهملَ تُرِك... فإني أذكر نفسي ولي همةٌ عالية، وأنا في المكتب ولي نحو من ست سنين، وأنا قرينُ الصبيان الكبار قد رُزِقتُ عقلًا وافرًا في الصغر يزيدُ على عقلِ الشيوخ، فما أذكر أني لعبتُ في طريقٍ معَ صبيٍّ قط، ولا ضحِكتُ ضحكًا جارحًا، حتى إني كنتُ ولي سبعُ سنين أو نحوُها أحضرُ رحبةَ الجامع، ولا أتخيرُ حلقةَ مشعبذٍ، بل أطلب المحدث، فيتحدث بالسند الطويل، فأحفظُ جميعَ ما أسمع، وأرجع إلى البيت فأكتبه.
    ولقد وُفِّقَ لي شيخنا أبو الفضل ابن ناصر رحمه الله، فكان يحملني إلى الأشياخ، وأسمعني (المسند) وغيره من الكتب الكبار، وأنا لا أعلم ما يُراد مني، وضبط لي مسموعاتي إلى أن بلغت، فناولني ثبتها، ولازمته إلى أن توفي رحمه الله، فأدركتُ به معرفة الحديث والنقل.
    ولقد كان الصبيان ينزلون دجلة، ويتفرجون على الجسر، وأنا في زمن الصغر آخذ جزءًا، وأقعد حُجزةً من الناس إلى جانب الرَّقة فأتشاغلُ بالعلم) (1) .
    ثم قال: (ولم أقنع بفنٍّ واحد من العلم، بل كنت أسمع الفقه والوعظ والحديث وأتبع الزهاد. ثم قرأت اللغة ولم أترك أحدًا ممن قد انزوى أو يعظ، ولا غريبًا يقدم إلا وأحضره وأتخير الفضائل...
    ولقد كنت أدور على المشايخ لسماع الحديث، فينقطع نفَسي من العَدْوِ لئلا أُسبَق، وكنت أصبح وليس لي ما آكل، وأمسي وليس لي شيء، وما أذلَّني الله لمخلوق، ولكنَّه ساق رزقي لصيانة عِرضي، ولو شرحتُ أحوالي لطال الشرح) .
    (
    يحيى بن شرف النووي:
    كان النووي عالي الهمة في طلب العلم منذ صغره، فقد ذكر ابن داود العطار عن ياسين بن يوسف المراكشي قال: (رأيت الشيخ محيي الدين، وهو ابن عشر سنين بنوى، والصبيان يُكرهونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي، لإكراههم، ويقرأ القرآن في هذه الحالة، فوقع في قلبي محبته، وجعله أبوه في دكان، فجعل لا يشتغل بالبيع والشراء عن القرآن،
    قال: فأتيت الذي يقرئه القرآن، فوصيته به،
    وقلت له: هذا الصبي يُرجى أن يكون أعلم أهل زمانه وأزهدهم، وينتفع الناس به،
    فقال لي: أمنجم أنت؟
    فقلت: لا، وإنما أنطقني الله بذلك، فذكر ذلك لوالده، فحرص عليه، إلى أن ختم القرآن وقد ناهز الاحتلام) .

    http://www.dorar.net/enc/akhlaq/1084

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    نماذج للعلماء المعاصرين في علو الهمة

    محمد الأمين الشنقيطي:
    محمد الأمين الشنقيطي صاحب (أضواء البيان) (حفظ القرآن في بيت أخواله وعمره عشر سنوات، وتعلم رسم المصحف العثماني عن ابن خاله وقرأ عليه التجويد في مقرأ نافع برواية ورش، وقالون من رواية أبي نشيط، وعمره ست عشرة سنة... وقد صور الشيخ شدة انشغاله في شأن طلب العلم في شبابه، بقوله رحمه الله: ومما قلت في شأن طلب العلم، وقد كنت في أخريات زمني في الاشتغال بطلب العلم دائم الاشتغال به عن التزويج؛ لأنه ربما عاق عنه، وكان إذ ذاك بعض البنات ممن يصلح لمثلي يرغب في زواجي ويطمع فيه، فلما طال اشتغالي بطلب العلم عن ذلك المنوال، أيست مني، فتزوجت ببعض الأغنياء، فقال لي بعض الأصدقاء: إن لم تتزوج الآن من تصلح لك؛ تزوجت عنك ذوات الحسب والجمال، ولم تجد من يصلح لمثلك. يريد أن يُعجلني عن طلب العلم، فقلت في ذلك هذه الأبيات:
    دعاني الناصحون إلى النكاح
    غداة تزوجت بيض الملاح
    فقالوا لي تزوج ذات دلٍّ خلوب اللحظ جائلة الوشاح (1)
    ضحوكًا عن مؤشرة رقاق تمج الراح بالماء القراح (2)
    كأن لحاظها رشقات نبل تذيق القلب آلام الجراح
    ولا عجب إذا كانت لحاظ لبيضاء المحاجر (3) كالرماح
    فكم قتلت كميا ذا دلاص (4) ضعيفات الجفون بلا سلاح
    فقلت لهم دعوني إن قلبي من الغيِّ (5) الصُّراح اليوم صاح
    ولي شغل بأبكار عذارى كأن وجوهها غرر الصحاح
    أبيت مفكرًا فيها فتضحي لفهم الفدم خافضة الجناح)
    (6)
    محمد ناصر الدين الألباني:
    كان الألباني همته عالية، وشغفه بالعلم ليس له حدود في عصر وصف بــ(عصر الفتن والغوايا وخساسة الهمم، عصر الزهد في العلم، والقصور في طلبه) (7) .
    فقيض الله لهذه الأمة عالما (بكَّر في طلبه للعلم ودوَّنه، وصبر على تلقيه صبرًا طويلًا، وحرَّض شباب الأمة على طلبه، ودلَّهم على مصادره ومظانه) (8) .
    فاهتم بعلم الحديث وأصبح شغله الشاغل (حتى كان يغلق محله ويذهب إلى المكتبة الظاهرية، ويبقى فيها اثنتي عشرة ساعة، لا يفتر عن المطالعة والتعليق والتحقيق، إلا أثناء فترات الصلاة، وكان يتناول طعامه البسيط في المكتبة في كثير من الأحيان فيها... ولهذا قدرته إدارة المكتبة، فخصصت له غرفة خاصة به؛ ليقوم فيها مع بعض أمهات المصادر بأبحاثه العلمية المفيدة، فكان يدخل قبل الموظفين صباحًا، وفي بعض الأحيان كان من عادة الموظفين الانصراف إلى بيوتهم ظهرًا ثم لا يعودون؛ ولكن الشيخ يبقى في المكتبة ما شاء الله له البقاء فربما يصلي العشاء ثم ينصرف.
    وإنَّ كلَّ من رآه في المكتبة يعرف مدى اجتهاده وحرصه على الاستفادة من وقته... وكان يجيب عن بعض الأسئلة التي توجه إليه، وهو ينظر في الكتاب، دون أن يرفع بصره إلى محدثه، بأوجز عبارة تؤدي إلى الغرض...) (9) .
    (ويقول محمد بن إبراهيم الشيباني: الشيخ لم تسنح له الفرصة ليكتب قصة حياته بنفسه؛ لانشغاله بطلب العلم والتنقل في فنونه، وإلا لأصبحت قصته مؤثرة حزينة مبكية، وقد قال لي يومًا: لو كان عندي فسحة من الوقت، لكتبت ما لم تسمع به من القصص.
    ومن شدة العنت والفقر الذي عاشه الشيخ، أنه كان لا يملك قيمة ورقة يشتريها ليسودها بما مَنَّ الله تعالى عليه من علم فيها، فكان يطوف في الشوارع والأزقة (10) يبحث عن الأوراق الساقطة فيها من هنا وهناك؛ ليكتب على ظهرها)
    1) .
    http://www.dorar.net/enc/akhlaq/1086

  3. #3

    افتراضي

    موضوع رائع شكرا لك

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    رحمهم الله جميعا،، بارك الله فيكِ
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2016
    المشاركات
    582

    افتراضي

    رحمَهما اللهُ وكتبَ أجرَهما،ونفعَ الأمّةَ بعلمِهما.
    ولا ننسى الشيخَ الوالدَ ابنَ العثيمينَ رحمَهُ اللهُ.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    آمين .
    نفع الله بكن أخواتي .
    نعم الشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن باز وغيرهما.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •