السلام عليكم
قال الله تعالى
(ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ )
قال الطبري رحمه الله في تفسيره:
وقيل: أتينا طائعين، ولم يقل طائعتين، والسماء والأرض مؤنثتان، لأن النون والألف اللتين هما كناية أسمائهما في قوله( أَتَيْنَا ) نظيره كناية أسماء المخبرين من الرجال عن أنفسهم، فأجرى قوله( طَائِعِينَ ) على ما جرى به الخبر عن الرجال كذلك. وقد كان بعض أهل العربية يقول: ذهب به إلى السموات والأرض ومن فيهنّ.
وقال آخرون منهم: قيل ذلك كذلك لأنهما لما تكلمتا أشبهتا الذكور من بني آدم.
وقال البغوي رحمه الله في تفسيره
و { قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ } [ولم يقل طائعتين] ، لأنه ذهب به إلى السموات والأرض ومن فيهن، مجازه: أتينا بما فينا طائعين، فلما وصفهما بالقول أجراهما في الجمع مجرى من يعقل.
قال القرطبي رحمه الله في (الجامع لأحكام القرآن)
وقال: " طائعين " ولم يقل طائعتين على اللفظ ولا طائعات على المعنى، لأنهما سموات وأرضون، لأنه أخبر عنهما وعمن فيهما،
وقيل: لما وصفهن بالقول والإجابة وذلك من صفات من يعقل أجراهما في الكناية مجرى من يعقل،
ومثله: " رأيتهم لي ساجدين " [ يوسف: 4 ] وقد تقدم.
في الكشاف للزمخشري
فإن قلت : هلا قيل : طائعتين على اللفظ؟ أو طائعات على المعنى؟ لأنها سموات وأرضون .
قلت : لما جعلن مخاطبات ومجيبات ، ووصفن بالطوع والكره قيل : طائعين ، في موضع : طائعات . نحو قوله : ( ساجدين )
في معاني القرآن الفراء:
وقوله: {أَتَيْنَا طَآئِعِينَ...}.
ولم يقل: طائعتين، ولا طائعياتٍ. ذُهب به إلى السماوات ومن فيهن، وقد يجوز: أن تقول، وإن كانتا اثنَتين: أتينا طائعين، فيكونان كالرجال لمّا تكلمتا.
___________________
استفسار: هل (طائعيات) في النص المنقول من (معاني القرآن للفراء) خطأ مطبعي؟ فقد نقلته من المكتبة الشاملة