السلام عليكم ورحمة الله

قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه "صيد الخاطر" :
"إسألوا الله العافية" :
والسعيد من ذل لله و سأل العافية، فإنه لا يوهب العافية على الإطلاق، إذ لا بد من بلاء، و لا يزال العاقل يسأل العافية ليتغلب على جمهور أحواله، فيقرب الصبر على يسير البلاء.
وفي الجملة ينبغي للإنسان أن يعلم أنه لا سبيل إلى محبوباته خالصة، ففي كل جرعة غصص، وفي كل لقمة شجأ:
وكم مَن يعشق الدنيا قديماً *** و لكن لا سبيل إلى الوِصال
وعلى الحقيقة ما الصبر إلا على الأقدار، و قلّ أن تجري الأقدار إلا على خلاف مراد النفس.
فالعاقل من دارى نفسه في الصبر بوعد الأجر، و تسهيل الأمر، ليذهب زمان البلاء سالماً من شكوى، ثم يستغيث بالله تعالى سائلاً العافية.
فأما المتجلد فما عرف الله قط، نعوذ بالله من الجهل به، و نسأله عرفانه، إنه كريم مجيب. اهـ.

وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال :
قلت يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله، قال : "سل الله العافية" فمكثت أياما ثم جئت فقلت : يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله، فقال لي: " يا عباس، يا عم رسول الله، سل الله العافية في الدنيا والآخرة" -السلسلة الصحيحة-

وقال التابعي مُطرف بن عبد الله بن الشخير رحمه الله تعالى :
" لَأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنِ ابْتَلَى فَأَصْبِرَ " -رواه أحمد رحمه الله في الزهد وغيره-

اللهم إنا نسألك العافية.... اللهم آمين

والحمد لله ربّ العالمين