زاد المعاد ج5/ص630
وها هنا نكتة حسنة وهي أنهم يقولون : فعلته لثلاث ليال خلون أو بقين من الشهر وفعلته في الثاني أو الثالث من الشهر أو في ثانية أو ثالثة ، فمتى أرادوا مضي الزمان أو استقباله أتوا باللام ومتى أرادوا وقوع الفعل فيه أتوا بفي
وسر ذلك : أنهم إذا أرادوا مضي زمن الفعل أو استقباله أتوا بالعلامة الدالة على اختصاص العدد الذي يلفظون به بما مضى أو بما يستقبل
وإذا أرادوا وقوع الفعل في ذلك الزمان أتوا بالأداة المعينة له وهي أداة (في) وهذا خير من قول كثير من النحاة إن اللام تكون بمعنى قبل في قولهم : كتبته لثلاث بقين ، وقوله (( فطلقوهن لعدتهن )) الطلاق 1 وبمعنى بعد كقولهم : لثلاث خلون وبمعنى (في) كقوله تعالى ((ونضع الموازين القسط ليوم القيامة )) الأنبياء 47 وقوله (( فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه )) آل عمران 25
والتحقيق أن اللام على بابها للاختصاص بالوقت المذكور كأنهم جعلوا الفعل للزمان المذكور اتساعاً لاختصاصه به فكأنه له فتأمله .

وفرق آخر : وهو أنك إذا أتيت باللام لم يكن الزمان المذكور بعده إلا ماضيا أو منتظرا ومتى أتيت بفي لم يكن الزمان المجرور بها إلا مقارنا للفعل وإذا تقرر هذا من قواعد العربية فقوله تعالى (( فطلقوهن لعدتهن )) الطلاق 1 معناه لاستقبال عدتهن لا فيها