قال البخاري رحمه الله: ((بَابُ عِيَادَةِ النِّسَاءِ الرِّجَالَ، وَعَادَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ المَسْجِدِ مِنَ الأَنْصَارِ))([1]).
وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ، وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمَا، قُلْتُ: يَا أَبَتِ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ وَيَا بِلَالُ كَيْفَ تَجِدُكَ؟([2])
وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُهَا، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهَا بَكَتْ، فَقَالَا لَهَا: مَا يُبْكِيكِ؟ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَتْ: مَا أَبْكِي أَنْ لَا أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنْ أَبْكِي أَنَّ الْوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ مِنَ السَّمَاءِ، فَهَيَّجَتْهُمَ ا عَلَى الْبُكَاءِ، فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ مَعَهَا([3]).
قال ابن حجر رحمه الله: ((قَوْلُهُ: بَابُ عِيَادَةِ النِّسَاءِ الرِّجَالَ. أَيْ: وَلَوْ كَانُوا أَجَانِبَ، بِالشَّرْطِ الْمُعْتَبَرِ))([4]).
قلت: والشروط هي: التستر، وعدم الخلوة، وأمن الفتنة؛ كامرأة عجوز([5]).
[1])) ((صحيح البخاري)) (7/ 116).
[2])) متفق عليه: أخرجه البخاري (5654)، ومسلم (1376)، واللفظ للبخاري.
[3])) أخرجه مسلم (2454).
[4])) ((فتح الباري)) (10/ 117).
[5])) انظر: ((الفروع)) (3/ 262).