بارك الله في الإخوة جميعًا ... كأنَّ الموضوع أخذ حقَّه، إذ كان محل فكاهة وإحماض فانقلب إلى تراشق بالتشدد، أوالتساهل، فحبَّذا لو وقف هذا.
من لطيف ما يذكر في هذا الباب،جواب أبي سليمان الداراني حين سئل عن النكاح حيث قال:
"الصبر عنهن خيرمن الصبر عليهن و الصبر عليهن خير من الصبر على النار.."
أخي هداك الله أي فكاهة حين تتهم المتزوج بأنه يموت ميتة الكلاب وتتعم العزب بأنه يعيش عيشة الكلاب؟!
ثم قولك إن حكاية الكفر ليست بكفر ...إلخ ليست على إطلاقها هكذا ولنا أن نسأل عن الغرض أو الباعث من حكاية الكفر أو غيره:
هل لبيان قبحه والرد على أصحابه والتحذير منهم؟!
أو للمزاح والتفكه والتندر وجعل أصحابه من جملة من يرجع لرأيهم في الموضوع؟!!
ويلزم من قولك- ولا أقول انك تقصد ذلك- أن من حكى استهزاء المستهزئين بالسنة للتفكه والمزاح لا شيء عليه ؟!
لماذا يصعب علينا الاعتراف بالخطأ إن أخطأنا؟!
لا يجوز فتح موضوع لنقل ما يقال في ذم ماورد الشرع بمدحه واسألوا العلماء عن ذلك.
ولابد أن نعلم بأننا محاسبون على ألفاظنا وشهادتنا ولا مزاح في الأحكام الشرعية أو في التزهيد فيما رغبت فيه الشريعة، والرجاء من الأخ الذي فتح الموضوع أن يذكر لنا الباعث وراء ذلك.
وللتذكير، أذكر حديثا يؤدب المؤمنين في كلامهم وأفعالهم:
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السَّوْءِ الَّذِي يَعُودُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَرْجِعُ فِي قَيْئِهِ" رواه البخاري ومسلم
قال الحافظ في شرحه( قَوْلُهُ : ( لَيْسَ لَنَا مَثَلُ اَلسَّوْءِ ) أَيْ لَا يَنْبَغِي لَنَا مَعْشَرَ اَلْمُؤْمِنِينَ أَنْ نَتَّصِفَ بِصِفَةٍ ذَمِيمَةٍ يُشَابِهُنَا فِيهَا أَخَسُّ اَلْحَيَوَانَات ِ فِي أَخَسِّ أَحْوَالِهَا قَالَ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : ( لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ اَلسَّوْءِ وَلِلَّهِ اَلْمَثَلُ اَلْأَعْلَى ) وَلَعَلَّ هَذَا أَبْلَغُ فِي اَلزَّجْرِ عَنْ ذَلِكَ وَأَدَلُّ عَلَى اَلتَّحْرِيمِ مِمَّا لَوْ قَالَ مَثَلًا : لَا تَعُودُوا فِي اَلْهِبَةِ .)
فإذا كان العائد في هبته قد ارتكب محرما وهو مذموم شرعا ومع هذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال قبل أن يشبه فعله بفعل الكلب !!
فأين هذا ممن يصف المتزوج والعزب بصفات الكلاب ثم يقال: هذا مزاح ؟!!
أخي الكريم غفر الله لك
لم تفهم مراد إخوانك فحجرت واسعا ورميتهم بما هم منه براء
الأمر يحتاج إلى سعة أفق
أنظر معي
هل تظن أن إخوانك لا يعلمون ما جاء في الحث على الزواج من نصوص وآثار؟!
هل تظن أنهم صوفية يدعون إلى رهبانية؟!
فإنها أشهر من نار على علم ولا يخفى على مبتدئي الطلبة
إذن الأمر يا أخي الكريم خرج مخرج أهل الأدب والظرافة
دار بيني وبين إخوان لي حديث عن الزواج _وكنت حديث عهد بكتاب العلماء العزاب (ابتسامة) _ فرشقني بعضهم بأبيات وأسجاع في الحث عليه فأردت أن أقابله بالمثل على طريقة أهل الأدب والظرافة غير متبنيا لما ترشد إليه
هذا كل ما في الأمر
فالأمر هيّن هيّن
فلا تضيق ولا تشدد على إخوانك
أما ماذكر من التشبيه بالكلب فقد أخبر صاحبه أنه لا يوافقه في الجملة وإنما أراد مجرد جمع كل ما قيل في الموضوع فتنبه
كل ما في الأمر أنه يحتاج سعة أفق
بارك الله فيك
صدقت يا شيخ أمجد.. كان سلفنا الصالح أبعد ما يكونون عن سوء الظن بإخوانهم والتعمق الزائد و....
ولا أبرئ نفسي ... نستغفر الله مما نعلم ومما لا نعلم .
أخي لا دخل بسعة الفق فيما ذكرته أنت أو أنا ، ثم مادار بين وبين إخوانك هذا أمر خاص معروف سياقه وأنت تعرف إخوانك وهم يعرفونك ...إلخ
أما ما طرحته أنت هنا فخطأ ، ولو ذكرت السبب الباعث لك على هذا لكان أهون قليلا، أما أن تذكر الموضوع هكذا على العموم:"من يدلُّ على مظان ذم الزواج ومدح العزوبية ؟! "
فلا دخل لهذا بالظرافة أو الفكاهة أو ما ذكرته، وأكرر: لا يجوز ذم ما رغب الشرع فيه هكذا بإطلاق ولو كان للمزاح!
وأنا لم أرد على ما تعرفه أنت أو إخوانك الأفاضل أو اتهمكم بشيء بل رددت على ما كتبتموه هنا، ولا مسوغ له، وهل أصبح التفكه والظرافة من مسوغات السخرية من المستحبات؟!!
يا أخي لو تكلمت على أصحابك المتزوجين ووصفتهم بما ذكره الأخوة هنا فأنت أعلم بأصحابك،
أما أن تتكلم على المتزوجين عموما بما فيهم من أنبياء وعلماء و...إلخ في سياق الذم مع دعوى أننا نعرف قصدك وقصد إخوانك فشيء لا يقبل، ألم ينه الله المؤمنين عن أن يقولوا راعنا للنبي صلى الله عليه وسلم مع أنهم لا يقصدون إلا المعنى الصحيح؟!
وشواهد هذا من الشرع كثيرة، وكل ما في الأمر أنني وبعض إخوانكم هنا نصحنا بعدم التمادي في الموضوع فما كان منكم إلا الاتهام بضيق الأفق وعدم فهم المقصود من الكلام ...إلخ
وقد أوضحت لكم رأيي ولا أظن بكم بإخواني إلا خيرا ، ومع هذا أقول بعدم جواز ذكر هذا الموضوع هكذا على العموم وتعميم الذم ومدح الرهبنة، والله يوفقنا جميعا ويهدينا إلى الحق والأمر يستحق ما ذكرته في مشاركاتي وأكثر فلا تهون الموضوع بارك الله فيك، وحاكمني لكلامي لا لنيتي كما حاكمتكم أنتم لكلامكم لا لنياتكم، والسلام.
في الظرائف واللطائف واليواقيت في بعض المواقيت
للإمام عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبي منصور الثعالبي ( المتوفى: 429هـ ) :
باب ذم التزوُّج
سئل بعض الحكماء البلغاء عن التزوج فقال: فرح شهر، وغم دهر، وغرم مهر، ودق ظهر.
وقال آخر : إذا قيل للرجل: املك. فقال: أهلِك.
وقال آخر: الملك هو المملوك، إلا أن ثمنه عليه.
وقال بعض الأعراب :
يقولون تزويج وأشهد أنه ... هو البيع إلا من يشاء يُكَذِّبُ
وقيل للعتابي: أنت أعزب فلو تزوجت. فقال: وجدت الصبر عنهن أيسر من الصبر عليهن.
وقيل مثل ذلك لمالك بن دينار، فقال: لو استطعت لطلقت نفسي.
وفي كتاب ملح النوادر: أن ذئبا كان بثنيَّاتِ بعض القرى يتعبثُ فيها، فترصَّده أهلها حتى صَادوه، وتَشاوَروا في تعذيبه وقتله، فقال بعضهم: تُقطع يداه ورجلاه وتدق أسنانه ويخلع لسانه، وقال آخر : لا، بل يصلب ويرشق بالنبال.
وقال آخر: لا، بل توقد نار عظيمة ويُلقى فيها.
وقال بعض الممتحنين بنسائهم: لا، بل يُزَوَّجُ وكفى بالتزويج تعذيبا.
وفي هذه القصة يقول الشاعر:
ربَّ ذئب أخذوه ... وتمارَوا في عقابه
ثم قالوا: زوّجوه ... وذروه في عذابه أهـــ
قلت : وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، فالزواج سنة الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.
ذكرته هنا :
http://majles.alukah.net/t150640/#post811308