يتميز الإنسان ( ذكرا و أنثى ) في الإسلام بكونه مادة وروحاً ، مصداقا لقوله تعالى : ( و بدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه و نفخ فيه من روحه ) فالله تعالى خلق الإنسان ( ذكراً و أنثى) ليكون محور مخلوقاته كلها من حيث الرتبة والأهمية : ( و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البرّ و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) كما جعل الغاية من خلق هذا الإنسان أن يكون مُظهرا لحكمته سبحانه وعظمته ، وعدالته في الأرض بما يلتزم به من عبودية لله عز و جلّ . فالإنسان مادة وروح وعقل وغرائز ، وهو( ذكرا كان أو أنثى ) أرقى درجةً عند الله من الملائكة إذا حقق إنسانيته وهو أقرب من الشيطان إذا حاد عن الصراط السّويّ .
ويعرِّف القرآن الكريم الإنسان بأنه الخليفة المنتدب لعمارة الأرض و الكائن المكلف و المسؤول : ( إنا عرضنا الأمانة على السموات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا )
ودور الإنسان في هذه الحياة هو إقامة العبودية لله تعالى في كافة المجالات ، بأن يعبِّد الحياة لله رب العالمين : ( و ما خلقت الجنّ و الإنس إلا ليعبدون )
والإنسان كذلك ( ذكراً و أنثى ) ضعيف ما لم يدركه الله تعالى بقوته ، ومن طبائعه النسيان كما أشار إلى ذلك الحق سبحانه : ( فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما و قال ما نهاكما ربّكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملَكيْن أو تكونا من الخالدِين )
. وقد بين الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم أن الإنسان ( ذكرا و أنثى ) من شأنه الخطأ نتيجة النسيان والغــفلة ، وأن ذلك لا ينبغي أن يقوم حائلا بينه وبين مولاه عز و جلّ ، بل عليه أن يتخذ ذلك سلما إلى خالقه ، قــال صلى الله عليه و سلم : " لولا أنكم تذنبون لذهَب الله بكم و أتى بأقوام يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم " فأصل الإنسان النقص ، أما الكمال فمن شأن الخالق سبجانه وحده .
و ما دام الإنسان حيا فبمقدوره تحقيق بعض درجات الكمال : ( و في ذلك فليتنافس المتنافسون )