تقديم اليهود على النصارى
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قوله :"ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصيروفي هذه الآية الكريمة ما يلي :
أولا:جاء الله – تعالى - بأداة النفي "لن" التي تنفي الفعل المستقبلي ، فهم لن يرضوا عنك لا الآن ولا في لمستقبل
ثانيا: تقديم اليهود على النصارى لأن هذه الآية الكريمة مبنية على عدم الرضا عن الرسول – – والمباني هي :اليهود والنصارى ، واليهود يتقدمون على النصارى في عدم الرضا عن الرسول – – ، ولهذا تقدموا نحو المبني عليه بحسب الأهمية المعنوية يليهم النصارى ، الذين تأخروا عن المبني عليه بسبب ضعف منزلة المعنى مع المبني عليه ، لأن اليهود كفروا عن عناد وبغي أما النصارى فكفروا عن جهل وضلال ، ولهذا قال تعالى :"غير المغضوب عليهم ولا الضالين " والمغضوب عليهم هم اليهود والضالون هم النصارى ، وقال تعالى:" لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون فالنصارى ألين عريكة من اليهود ،واليهود أشد عداوة للإسلام والمسلمين .
ثالثا:تقديم شبه الجملة "عنك" على الفاعل نحو الفعل بحسب الأهمية المعنوية من أجل التخصيص ،وتأخر الفاعل للجمع بين المتعاطفات .
رابعا:قال :إن هدى الله هو الهدى" بتقديم المعرف بالإضافة على المعرف بأل ، أو بتقديم الأقل تعريفا على الأكثر تعريفا عدولا عن الأصل ،لأن هذه الآية الكريمة رد من الله على من يزعمون أن دينهم هو الدين الصحيح فجاء الرد بتقديم "هدى الله" ليقول لهم :إن هدى الله هو الهدى الصحيح لا هداهم الذي وصفه بالهوى .
خامسا:جاء الله – - بضمير الفصل الذي يفيد التوكيد فقال:"إن هدى الله هو الهدى" فهدى الله هو الهدى الصحيح لا هدى غيره.
سادسا:قال :" ما لك من الله من ولي " فجاء بحرف الجر الزائد الذي يفيد التوكيد ، والاحتياج المعنوي واضح بين أجزاء الآية الكريمة .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس .