تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: للمناقشة : متي يكون النفخ في روح الجنين ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,354

    افتراضي للمناقشة : متي يكون النفخ في روح الجنين ؟

    من المعلوم الخلاف الواقع بين العلماء في متى ينفخ الروح في الجنين ، فهل من مشمِّر عن ساعد الجد ؟
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,354

    افتراضي رد: للمناقشة : متي يكون النفخ في روح الجنين ؟

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    513

    افتراضي رد: للمناقشة : متي يكون النفخ في روح الجنين ؟

    بحثت في هذا من قبل فلم أجد ما يحدد ذلك و قد يكون الله استأثر بعلم ذلك كما استأثر بعلم متى يولد الجنين
    قال بن عمــر
    "مجلس فقـــه خيـــر من عبـــادة ستيــن سنـــة"

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: للمناقشة : متي يكون النفخ في روح الجنين ؟

    قال الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع :

    قوله: «ويستحب عن الجنين» أي: يستحب إخراج زكاة الفطر عن الجنين.
    والجنين هو الحمل في بطن الأم، وسمي بذلك لاجتنانه أي: استتاره، وأصل مادة الجيم والنون من الخفاء فالجنين مشتق منه، وكذلك الجن؛ لأنهم مستترون، وأيضاً الجنَّة للبستان الكثير الأشجار؛ لأنه يستر من فيه، ومنه الجُنَّة لأنه يستتر بها عند القتال.
    وظاهر كلام المؤلف، أنه يستحب الإخراج عن الجنين، سواء نفخت فيه الروح أم لم تنفخ؛ لعموم قوله: «عن الجنين».
    والإخراج عنه قبل نفخ الروح فيه نظر؛ لأنه ليس إنساناً، قال تعالى: {{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ}} فهو ميت لا حياة فيه، فالذي يظهر لي أننا إذا قلنا باستحباب إخراجها عن الجنين فإنما تخرج عمن نفخت فيه الروح، ولا تنفخ الروح إلا بعد أربعة أشهر لحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو الصادق المصدوق قال: «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ثم يؤمر بكتب أربع كلمات، رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد».
    ولذلك قال العلماء: السقط قبل أربعة أشهر لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه، وبعد أربعة أشهر يغسل، ويكفن، ويصلى عليه، ويدفن في مقابر المسلمين.

    binothaimeen.com -



    السؤال:إنني أعرف أن الجنين لا تنفخ فيه الروح إلا بعد 120 يوماً ، فكيف يكون هناك ضربات قلب للجنين عند عمل الأشعة عليه بعد 8 أو 12 أسبوعاً من حدوث الحمل ؟ كيف يأتي هذا ؟ .

    الجواب :
    الحمد لله
    ينبغي أن نفرق هنا بين نوعين من الحياة :
    الحياة النباتية ، التي يخالف بها الجماد ؛ فينمو ويزيد بوجودها ، أو يذبل ويموت بفقدها ، وهذه حياة خاصة ، لا ترتبط بوجود الروح فيه .
    والحياة الحيوانية : وهي التي ترتبط بنفخ الروح فيه .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " والحياة نَوْعَانِ : حَيَاة الْحَيَوَان ، وحياة النَّبَات ؛ فحياة الْحَيَوَان خاصتها الْحس وَالْحَرَكَة الإرادية ، وحياة النَّبَات النمو والاغتذاء " انتهى من "مجموع الفتاوى" (21/98) .
    إذا تبين ذلك : فالحياة الحيوانية هي الحياة التي تختص بنفخ الروح ، وأما الحياة النباتية فليس فيها نفخ للروح .
    والجنين في بطن أمه حياته من جنس حياة النبات ، فهو ينمو ، ويتغذى ، ويتحرك حركة لا إرادية ، من جنس حركة بعض النباتات ، كدوار الشمس ، أو تفتح البراعم ، ونحو ذلك .
    وأما بعد نفخ الروح ، فإنه يتحرك الحياة الحيوانية الإرادية .
    فالحركات اللاإرادية تدل على وجود نمو للجنين ، لكنها ليست دليلاً على نفخ الروح فيه ، بخلاف الحركات الإرادية فإنها لا تكون إلا بعد وجود الروح في بدنه .
    كما أنه ليس هناك علاقة بين نبض قلب الجنين والخلاف القائم بين العلماء في وقت نفخ الروح في الجنين ؛ لأن نبض قلب الجنين يبدأ في اليوم الثاني والعشرين من التلقيح ! والذين يخالفون الجمهور في وقت نفخ الروح في الجنين يقولون إنه تُنفخ الروح في اليوم الأربعين فما بعده ، وهذا يؤكد ما قلناه من أن نبض قلب الجنين هو من الحركات اللاإرادية ، وهي التي تدل على النمو لا على وجود الروح ، والعلماء والأطباء يستدلون على حياة الجنين بالحركات الإرادية فحسب .

    قال ابن القيم – رحمه الله - : " فإن قيل : الجنين قبل نفخ الروح فيه هل كان فيه حركة وإحساس أم لا ؟ قيل : كان فيه حركة النمو والاغتذاء كالنبات , ولم تكن حركة نموه واغتذائه بالإرادة , فلما نُفخت فيه الروح انضمت حركة حسيته وإرادته إلى حركة نموه واغتذائه " انتهى من " التبيان في أقسام القرآن " ( ص 218 ) .
    وهذا الذي قاله ابن القيم رحمه الله يؤكده الأطباء المعاصرون .
    قال الدكتور محمد علي البار – وفقه الله - : " الجنين قبل نفخ الروح فيه كانت فيه حركة النمو والاغتذاء ، بل إن القلب ينبض ويعمل منذ اليوم الثاني والعشرين منذ التلقيح ! وتبدأ الدورة الدموية عملها منذ تلك اللحظة ، ومع هذا لم يقل أحد من علماء الإسلام إن الروح قد نفخت في هذا الجنين في هذه الفترة ... .
    وما يهمنا ها هنا هو التأكيد على أن الفقهاء لم يجعلوا الحركة الاضطرارية دليلا على وجود الروح ، بل على العكس من ذلك ، كما أنهم لم يجعلوا انتظام نظم القلب وضرباته ووجود الدورة الدموية في الجنين دليلاً على نفخ الروح فيه ، بل اعتبروا ذلك كله بمثابة النبات أو الحيوان وليس فيه أي دليل على نفخ الروح في الجنين ... .
    وهذا دليل قوي على عدم اعتبارهم للدورة الدموية كدليل على وجود الروح ؛ إذ يمكن أن تكون هناك دورة دموية كاملة والقلب ينبض دون وجود الروح ، وهذا بالضبط ما يقوله الأطباء حيث إن القلب يمكن أن يستمر في النبض والدورة الدموية بمساعدة العقاقير والأجهزة وبوجود منفسة تقوم بعملية التنفس ، ولا يعد الشخص في تلك الحالة حيّاً بل هو ميت إذا مات دماغه بشروط معينة لا بد من توافرها في تشخيص موت الدماغ " انتهى من بحث بعنوان " ما الفرق بين الموت الإكلينيكي والموت الشرعي ؟ ".

    والله أعلم

    http://islamqa.info/ar/165456

    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    513

    افتراضي رد: للمناقشة : متي يكون النفخ في روح الجنين ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    ولا تنفخ الروح إلا بعد أربعة أشهر لحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو الصادق المصدوق قال: «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ثم يؤمر بكتب أربع كلمات، رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد».
    أنظر بحث للشيخ عبد الله المصلح و عبد الجواد الصاوي
    نفخ الروح في الجنين - ملتقى أهل الحديث
    قال بن عمــر
    "مجلس فقـــه خيـــر من عبـــادة ستيــن سنـــة"

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,354

    افتراضي رد: للمناقشة : متي يكون النفخ في روح الجنين ؟

    جزاكم الله خيرًا ، البحث قيم ووجيه .
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,354

    افتراضي رد: للمناقشة : متي يكون النفخ في روح الجنين ؟

    ورأيت أن أنقله هنا لتعم الفائدة :

    بحوث الإعجاز العلمي... وأثرها في القضايا الفقهية
    د. عبدالله المصلح / د. عبدالجواد الصاوي


    لقد ثارت تساؤلات كثيرة حول عدة فتاوى تتعلق بخلق الأجنة وحملها وبنيت عليها أحكام خطيرة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط العلمية ، وهي الفتوى بجواز إسقاط الأجنة قبل أربعة أشهر والتي أودت بقتل هذه الأجنة ولها من صفات معتبرة شرعًا تحرم عدم جواز إسقاطها ، والفتوى بجواز بقاء الأجنة في الأرحام لعدة سنوات ، والتي يمكن أن تؤدي إلى اختلاط الأنساب وشيوع الفساد ثم من الله ببحوث الإعجاز العلمي الطبية فصححت كثيرًا من هذه المفاهيم . وسنحاول في هذا البحث الإجابة على ثلاثة أسئلة وهي : ما الدليل على أن الروح لا تنفخ في الجنين إلا بعد أربعة أشهر؟ ، وما هي أقصى مدة للحمل ؟ ، وهل يمكن للمرأة الحامل أن تحيض؟

    القضية الأولى : هل الروح لا تنفخ في الجنين إلا بعد مائة وعشرين يوما ؟
    شاع فهم بين كثير من علماء المسلمين السابقين والمعاصرين على أن زمن أطوار الجنين الأولى: النطفة والعلقة ، والمضغة ، مدته مائة وعشرون يومًا ؛ بناء على فهم منطوق حديث جمع الخلق الذي رواه الإمام البخاري وغيره ؛ عن عبد الله بن مسعود قال : حدثنا رسول الله وهو الصادق المصدوق ـ قال : إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكاً يؤمر بأربع كلمات ويقال له: اكتب عمله ورزقه، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح وبما أن الحديث قد أشار إلى أن نفخ الروح في الجنين يحدث بعد انتهاء زمن طور المضغة الذي ينتهي بنهاية الأربعين الثالثة حسب هذا الفهم ، فعليه أفتى بعض علمائنا الأجلاء بجواز إجهاض الجنين وإسقاطه خلال الشهور الأربعة الأولى من عمره، بلا ضرورة ملجئة ، لأن حياته في هذه الفترة حسب فهمهم حياة نباتية ، لم تنفخ فيها الروح الإنسانية بعد، لكن هذا المفهوم لزمن أطوار الجنين الأولى وأنها تقع في ثلاثة أربعينات ؛ قد ثبت يقينا اليوم أنه يتعارض مع الحقائق العلمية المعتمدة في علم الأجنة الحديث .
    مما جعل بعض المحاربين للإسلام يتوهم أن حديث الإمام البخاري يعد خنجرًا بأيديهم يمكن أن يطعنوا به سنة النبي ؛ لكن بالجمع بين النصوص التي وردت في نفس الموضوع نجد أن حديث الإمام مسلم في جمع الخلق والذي رواه نفس الراوي لحديث الإمام البخاري قد أزال هذا الإشكال وزاد عبارة صححت المفهوم وتوافقت مع ما يشاهد الآن في أطوار الجنين على وجه اليقين . وقد قمنا بنشر هذا الموضوع مفصلًا في العدد الثامن من مجلة الإعجاز العلمي فليرجع إليه. لكن يمكن تلخيصه في عدة نقاط:

    نصوص السنة تحدد زمن أطوار الجنين الأولى:
    1. روى الإمام مسلم بسنده عن عبد الله ابن مسعود قال: حدثنا رسو ل الله وهو الصادق المصدوق قال : (إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح. ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد). رواه مسلم
    2. روى الإمام مسلم بسنده عن حذيفة بن أسيد أن رسول الله قال : ( إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة ،بعث الله إليها ملكا، فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ، ثم قال : يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك). رواه مسلم .
    صلى الله عليه وسلم أخبر في نفس الحديث أن أطوار الجنين الأولى؛ العلقة والمضغة تبدأ وتكتمل أوصافها وتنتهي خلال هذه الأربعين. فالحديث يتكلم عن التحديد الزمني لقضيتين : الأولى : زمن جمع الخلق لخلايا أعضاء الجسم في صورة براعم أولية .
    والثانية : زمن أطوار الجنين ؛ العلقة والمضغة نصًا والنطفة لزوما ؛ لأنه لا وجود لكلمة النطفة في الروايات الصحيحة . والحديث بهذا اللفظ للإمام مسلم يختلف عن حديث الإمام البخاري في زيادة عبارة (في ذلك) والتي صححت الفهم وأظهرت التطابق التام مع حقائق علم الأجنة الحديث فأزالت شبه الزائغين وردت كيد أعداء السنة والإسلام إلى نحورهم. بناء على هذه الرواية للحديث فخلق الجنين يجمع خلال الأربعين يوما الأولى من عمره . وأطوار النطفة والعلقة والمضغة تقع وتكتمل كلها في خلال هذه الأربعين؛ لأن لفظ ( في ذلك ) يعود إلى الوقت ، أي إلى الأربعين يومًا ، أما اسم الإشارة في قوله ( مثل ذلك) ، فلا بد أنه يعود إلى شيء آخر غير الوقت ، وأقرب شيء إليه هنا هو جمع الخلق . والمعنى إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا ، ثم يكون في ذلك (أي في ذلك العدد من الأيام) علقة (مجتمعة في خلقها) مثل ذلك ، (أي مثلما اجتمع خلقكم في الأربعين ) ، ثم يكون في ذلك (أي في نفس الأربعين يومًا) مضغة (مجتمعة مكتملة الخلق المقدر لها) مثل ذلك ، (أي مثلما اجتمع خلقكم في الأربعين يوما) .وذلك من ترتيب الإخبار عن أطوار الجنين لا من ترتيب المخبر به . وهو ما توصل إليه وحققه ابن الزملكاني في القرن السابع الهجري . واستنتج من ذلك أن النطفة والعلقة والمضغة تتم وتكتمل خلال الأربعين يومًا الأولى وليراجع كلامه الدقيق في كتابه البرهان في إعجاز القرآن أو في بحث أطوار الجنين ونفخ الروح في العدد الثامن من مجلة الإعجاز العلمي. وعلى هذا يتضح أن معنى (مثل ذلك) في حديث عبد الله ابن مسعود لا يمكن أن يكون مثلية في الأربعينات من الأيام . فينبغي فهم حديث ابن مسعود برواية البخاري بما ينسجم مع رواية مسلم ومع الأحاديث الأخرى المتعلقة بالموضوع . وينبغي التنبيه على أن هناك كلمة أدرجت في رواية البخاري عمقت المفهوم الخاطئ لأطوار الجنين وهي : كلمة نطفة في الجملة الأولى من الحديث : (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة…الحديث) فكلمة نطفة غير موجودة في رواية البخاري فضلا عن عدم وجودها في أي رواية صحيحة.
    3. أخبر النبي في الحديث الثاني (حديث حذيفة بن أسيد) أن الجنين قبل اليوم الثاني والأربعين لا يمكن تمييز صورته الإنسانية ولا تخلق أجهزته بصورة تامة إلا بعد هذا التاريخ؛ فالحديث يشير بوضوح إلى أن تشكل الجنين بتصويره وخلق سمعه وبصره وجلده ولحمه وعظامه وتمايز أعضائه الجنسية لا يحدث إلا بعد اليوم الثاني والأربعين .
    4. روى حديث ابن مسعود السابق كل من الإمامين البخاري ومسلم ، ولكن رواية مسلم تزيد لفظ (في ذلك) في موضعين قبل لفظ (علقة) وقبل لفظ (مضغة) وهي زيادة صحيحة تعتبر كأنها من أصل المتن جمعا بين الروايات. وعلى هذا تكون الرواية التامة لألفاظ الحديث كما هي ثابتة في لفظ مسلم.
    5. ذكر القرآن الكريم أن العظام تتكون بعد طور المضغة، وحدد النبي في حديث حذيفة أن بدء تخلق العظام يكون بعد الليلة الثانية والأربعين من بدء تكون النطفة الأمشاج؛ وبالتالي فالقول بأن العظام يبدأ تخليقها بعد مائة وعشرين يوما يتعارض وظاهر الحديث الذي رواه حذيفة تعارضا بينا .كما يتعارض قطعا مع ما أثبتته حقائق علم الأجنة الحديث من أن تكون العظام يبدأ بعد الأسبوع السادس مباشرة، وليس بعد الأسبوع السابع عشر مما يؤيد المعنى الواضح الظاهر لحديث حذيفة. حيث يتخلق الهيكل العطمي الغضروفي، وتظهر أولى مراكز التعظم في الهيكل الغضروفي في بداية الأسبوع السابع، فيتصلب البدن وتتميز الرأس من الجذع وتظهر الأطراف. وقد نبه على هذا التعارض الواضح مع الحقائق العلمية الواقعية لأطوار الجنين علماؤنا الأجلاء السابقين فقال ابن رجب الحنبلي : بعدما أورد حديث ابن مسعود برواية الإمام أحمد والتي تشبه رواية البخاري فضعف متنه وسنده حيث قال: ورواية الإمام احمد تدل على أن الجنين لا يكسى إلا بعد مائة وستين يوما، وهذا غلط لا ريب فيه، وعلي ابن زيد هو ابن جدعان لا يحتج به. وقال في موضع آخر: وظاهر حديث ابن مسعود يدل على أن تصوير الجنين وخلق سمعه وبصره وجلده ولحمه وعظامه يكون في أول الأربعين الثانية، فيلزم من ذلك أن يكون في أول الأربعين الثانية لحما وعظما.
    6. التعارض مع الوصف القرآني لأطوار الجنين حيث لا ينطبق التفسير للوصف القرآني مع الطور الموصوف؛ فالجنين في اليوم العشرين أو الثلاثين أو التاسع والثلاثين لا يمكن وصفه كقطرة الماء ويختلف في شكله وحجمه عنها على وجه القطع. والجنين في اليوم الخمسين أو الستين لا يمكن وصفه بأنه على شكل الدودة التي تعيش في البرك وتمتص الدماء أو أنه يظهر على شكل قطعة دم جامدة حيث يكون الجنين في هذه الفترة قد تشكل وتطور وتم خلق جميع أعضائه. والجنين بعد اليوم الثمانين وإلى اليوم المائة والعشرين لا يمكن وصفه بحال بأنه مضغة لا شكل فيها ولا تخطيط أو أنه مخلق وغير مخلق حيث تكون أجهزة الجنين قد تخلقت منذ زمن بعيد، والجنين نفسه في منتهى الحيوية والنشاط ويمارس جميع حركاته وانفعالاته .
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,354

    افتراضي

    سبحان الله
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    بناء على هذه الرواية للحديث فخلق الجنين يجمع خلال الأربعين يوما الأولى من عمره . وأطوار النطفة والعلقة والمضغة تقع وتكتمل كلها في خلال هذه الأربعين؛ لأن لفظ ( في ذلك ) يعود إلى الوقت ، أي إلى الأربعين يومًا ، أما اسم الإشارة في قوله ( مثل ذلك) ، فلا بد أنه يعود إلى شيء آخر غير الوقت ، وأقرب شيء إليه هنا هو جمع الخلق . والمعنى إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا ، ثم يكون في ذلك (أي في ذلك العدد من الأيام) علقة (مجتمعة في خلقها) مثل ذلك ، (أي مثلما اجتمع خلقكم في الأربعين ) ، ثم يكون في ذلك (أي في نفس الأربعين يومًا) مضغة (مجتمعة مكتملة الخلق المقدر لها) مثل ذلك ، (أي مثلما اجتمع خلقكم في الأربعين يوما) .وذلك من ترتيب الإخبار عن أطوار الجنين لا من ترتيب المخبر به . وهو ما توصل إليه وحققه ابن الزملكاني في القرن السابع الهجري . واستنتج من ذلك أن النطفة والعلقة والمضغة تتم وتكتمل خلال الأربعين يومًا الأولى وليراجع كلامه الدقيق في كتابه البرهان في إعجاز القرآن أو في بحث أطوار الجنين ونفخ الروح في العدد الثامن من مجلة الإعجاز العلمي. وعلى هذا يتضح أن معنى (مثل ذلك) في حديث عبد الله ابن مسعود لا يمكن أن يكون مثلية في الأربعينات من الأيام . فينبغي فهم حديث ابن مسعود برواية البخاري بما ينسجم مع رواية مسلم ومع الأحاديث الأخرى المتعلقة بالموضوع . وينبغي التنبيه على أن هناك كلمة أدرجت في رواية البخاري عمقت المفهوم الخاطئ لأطوار الجنين وهي : كلمة نطفة في الجملة الأولى من الحديث : (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة…الحديث) فكلمة نطفة غير موجودة في رواية البخاري فضلا عن عدم وجودها في أي رواية صحيحة.
    3. أخبر النبي في الحديث الثاني (حديث حذيفة بن أسيد) أن الجنين قبل اليوم الثاني والأربعين لا يمكن تمييز صورته الإنسانية ولا تخلق أجهزته بصورة تامة إلا بعد هذا التاريخ؛ فالحديث يشير بوضوح إلى أن تشكل الجنين بتصويره وخلق سمعه وبصره وجلده ولحمه وعظامه وتمايز أعضائه الجنسية لا يحدث إلا بعد اليوم الثاني والأربعين .
    4. روى حديث ابن مسعود السابق كل من الإمامين البخاري ومسلم ، ولكن رواية مسلم تزيد لفظ (في ذلك) في موضعين قبل لفظ (علقة) وقبل لفظ (مضغة) وهي زيادة صحيحة تعتبر كأنها من أصل المتن جمعا بين الروايات. وعلى هذا تكون الرواية التامة لألفاظ الحديث كما هي ثابتة في لفظ مسلم.

    وهذا ما ذكره ابن رجب رحمه الله :

    - وقد جمع بعضهم بين هذه الأحاديث والآثار ، وبين حديث ابن مسعود...وقد يقال : إن لفظة (ثم) في حديث ابن مسعود إنما يراد به ترتيب الإخبار، لا ترتيب المخبر عنه في نفسه ، والله أعلم .


    وأيضا ذكر ابن رجب رحمه الله رواية أخرى لابن مسعود رضي الله عنه:

    وقد روي عن ابن مسعود نفسه ما يدل على أن تصويره قد يقع قبل الأربعين الثالثة أيضا ، فروى الشعبي عن علقمة ، عن ابن مسعود قال : النطفة إذا استقرت في الرحم جاءها ملك فأخذها بكفه ، فقال : أي رب ، مخلقة أم غير مخلقة ؟ فإن قيل : غير مخلقة ، لم تكن نسمة ، وقذفتها الأرحام ، وإن قيل مخلقة ، قال : أي رب ، أذكر أم أنثى ؟ شقي أم سعيد ، ما الأجل وما الأثر ؟ ، وبأي أرض تموت ؟ قال : فيقال للنطفة : من ربك ؟ فتقول : الله ، فيقال : من رازقك ؟ فتقول : الله ، فيقال : اذهب إلى الكتاب ، فإنك ستجد فيه قصة هذه النطفة ، قال : فتخلق ، فتعيش في أجلها وتأكل في رزقها ، وتطأ في أثرها ، حتى إذا جاء أجلها ، ماتت ، فدفنت في ذلك ، ثم تلا الشعبي هذه الآية {يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة}. فإذا بلغت مضغة ، نكست في الخلق الرابع فكانت نسمة ، فإن كانت غير مخلقة ، قذفتها الأرحام دما ، وإن كانت مخلقة نكست نسمة .
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,354

    افتراضي

    قال بدر الدين العيني في: (عمدة القاري): (3/ 293 - 294): ( وظاهر قوله: (أن الله وكل بالرحم ملكًا)، يدل على أن بعثه إليه عند وقوع النطفة في الرحم؛ ولكن فيه اختلاف الروايات ففي الصحيح عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: (أن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد)، وظاهره إرسال الملك بعد الأربعين الثالثة، وفي رواية: (يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو خمسة وأربعين ليلة فيقول يا رب شقي أو سعيد)، وعند مسلم: (إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون أو ثلاثة وأربعون أو خمسة وأربعون)، وفي أخرى: (إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكًا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها)، وفي رواية حذيفة بن أسيد: (أن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ثم يتسور عليها الملك)، وفي أخرى: (أن ملكًا وكل بالرحم إذا أراد الله أن يخلق شيئًا يأذن له لبضع وأربعين ليلة).
    وجمع العلماء بين ذلك بأن الملائكة لازمة ومراعية بحال النطفة في أوقاتها، وأنه يقول: يا رب هذه نطفة هذه علقة هذه مضغة في أوقاتها وكل وقت يقول فيه ما صارت إليه بأمر الله تعالى وهو أعلم.
    ولكلام الملك وتصرفه أوقات:
    أحدها: حين يكون نطفة ثم ينقلها علقة وهو أول علم الملك أنه ولد إذ ليس كل نطفة تصير ولدًا، وذلك عقيب الأربعين الأولى وحينئذ يكتب رزقه وأجله وشقي أو سعيد، ثم للملك فيه تصرف آخر وهو تصويره وخلق سمعه وبصره وكونه ذكرًا أو أنثى، وذلك إنما يكون في الأربعين الثانية وهي مدة المضغة وقبل انقضاء هذه الأربعين وقبل نفخ الروح؛ لأن النفخ لا يكون إلا بعد تمام صورته والرواية السالفة:
    (إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة)، ليست على ظاهره قاله عياض وغيره؛ بل المراد بتصويرها وخلق سمعها إلى آخره أنه يكتب ذلك، ثم يفعله في وقت آخر؛ لأن التصوير عقيب الأربعين الأولى غير موجود في العادة وإنما يقع في الأربعين الثانية وهي مدة المضغة كما قال الله تعالى {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة} الآية، ثم يكون للملك فيه تصرف آخر وهو وقت نفخ الروح عقيب الأربعين الثالثة حتى يكمل له أربعة أشهر.
    واتفق العلماء أن نفخ الروح لا يكون إلا بعد أربعة أشهر ودخوله في الخامسة
    وقال الراغب: وذكر الأطباء أن الولد إذا كان ذكرًا يتحرك بعد ثلاثة أشهر، وإذا كان أنثى بعد أربعة أشهر.
    فإن قلت: وقع في رواية البخاري: (أن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين، ثم يكون علقة مثله، ثم يكون مضغة مثله، ثم يبعث الله فيه الملك فيؤذن بأربع كلمات فيكتب: رزقه وأجله وشقي أم سعيد، ثم ينفخ فيه الروح)، فأتى فيه بكلمة: (ثم) التي هي تقتضي التراخي في الكتب إلى ما بعد الأربعين الثالثة، والأحاديث الباقية تقتضي الكتب عقيب الأربعين الأولى.
    قلت: أجيب بأن قوله: (ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات فيكتب)، معطوف على قوله: (يجمع في بطن أمه)، ومتعلقًا به لا بما قبله، وهو قوله: (ثم يكون مضغة مثله)، ويكون قوله: (ثم يكون علقة مثله، ثم يكون مضغة مثله)، معترضًا بين المعطوف والمعطوف عليه وذلك جائز موجود في القرآن والحديث الصحيح وكلام العرب، وقال عياض: والمراد بإرسال الملك في هذه الأشياء أمره بها والتصرف فيها بهذه الأفعال؛ وإلا فقد صرح في الحديث بأنه وكل بالرحم ملكًا، وأنه يقول يا رب نطفة يا رب علقة، وقوله في حديث أنس: (وإذا أراد الله أن يقضي خلقًا قال يا رب أذكر أم أنثى)، لا يخالف ما قدمناه ولا يلزم منه أن يقول ذلك بعد المضغة؛ بل هو ابتداء كلام وإخبار عن حالة أخرى فأخبر أولًا بحال الملك مع النطفة، ثم أخبر أن الله تعالى إذا أراد خلق النطفة علقة كان كذا وكذا، ثم المراد بجميع ما ذكر من الرزق والأجل والشقاء والسعادة والعقل والذكورة والأنوثة يظهر ذلك للملك فيؤمر بإنفاذه وكتابته؛ وإلا فقضاء الله تعالى وعلمه وإرادته سابقة على ذلك.
    قوله في حديث أنس:
    (فيكتب)، بيانه في حديث يحيى بن زكريا بن أبي زائدة حدثنا داود عن عامر عن علقمة عن ابن مسعود يرفعه: (أن النطفة إذا استقرت في الرحم أخذها الملك بكفه قال أي رب أذكر أم أنثى ما الأمر بأي أرض تموت فيقال له انطلق إلى أم الكتاب فإنك تجد قصة هذه النطفة فينطلق فيجد صفتها في أم الكتاب).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,354

    افتراضي

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •