قال تعالى :*" ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم "*
الإيمان متقدم على الشكر تقدم الخاص على العام ،فهو متقدم عليه بالأهمية والزمن والطبع ، ولكن الآية الكريمة تترتب من العام إلى الخاص ، ومن الأهم إلى الأقل أهمية كذلك عدولا عن الأصل ،لأن الآية الكريمة استفهام إنكاري ،والمعنى :كيف يعذبكم الله إن شكرتم مع إيمانكم؟ فهذا شيء مستبعد،ولو أنكم آمنتم فقط فقد يقع العذاب عليكم،لأن الإيمان لايكفي،ويجب أن يصدِّقه العمل ،فالعذاب لن يقع عليكم مع شكركم ، ولهذا تقدم الشكر على الإيمان ليلتقي مع الاستفهام الاستنكاري بحسب الأهمية المعنوية ،لإفادة نفي وقوع العذاب مع الشكر ، ويشبه هذا قول أحدنا :كيف أعاقبك إن تميزت ونجحت؟فالعقاب مستبعد مع التميز.