الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين
وبعد
هناك فرق بين الكلمتين وبون شاسع
فالملتزم إنسان بعيد عن المحرمات .
الالتزام أخلاق ، فالملتزم يتمسك بأصول ومبادئ عامة . ينظر للحق بالحق .
الملتزم يعلم أن العلماء بشر وأنه بشر يخطئ ويصيب ، وليس معصوما .
الملتزم يتكلم ويسمع أكثر مما يتكلم ، ويناقش ليصل للحق لا يجادل ويماري ويضيع وقته ووقت الآخرين ، الكلمة الطيبة لا تفارق فكيه ، والدليل المنطقي وحسن الظن بالناس ديدنه .
الملتزم يجيز الخلاف ويكره التعصب للرأي ويحاول الوصول للحق ،ويحمل الناس عليه بألطف الوسائل باللين والحب .
همُّ الملتزم تجميع الناس على الأصول ، لايبالي ولايغالي في الفروع .
يعلم الملتزم أن الاختلاف في فروع الفقه ضرورة وسعة ، وهي من ميزات هذا الدين .(اختلاف المفاهيم لنصوص الشارع )
أما المتعصب : فهو لا يعترف بالآخرين ، يحجر على آراء مخالفيه بل أحيانا يلغيها ، يثبت رأيه ويتعصب لنفسه.
هذا المسكين عمي بصره عن الأدب دائما لا يفتح إلا المسائل المختلف فيها . ويجحد رأي الآخرين بل لا يذكرها وكأنها حرام ، يعميها على الناس ويظن أنه خائف عليهم .
همه وشغله بالفروع والمكروهات والمندوبات .
فلو فرغ نفسه لمحاربة المحرمات ، وخدمة الدعوة وتحبيب الناس في الدين ، ولكن هيهات فهو لايعرف إلا ألفاظ التبدع والتفسق والتكفير أحيانا ، لايروق له بالا إلا إذا سب عالما أو أهان شيخا ، لو كتب كتابا لا تجده عن الدين عن الله أو الرسول أو الصحابة أو الفقه ولكن تجد كتابه في تجريح الهيئات والشخصيات مستندا على حجج واهية
.
تجده دائم الخصومات لأهل الخير كثير الغيبة والنميمة وأحيانا البهتان .
يكرهه الأسوياء ولا يحبونه بل يبغضونه في الله ، وإن صاحبوه فمن باب بئس أخو العشيرة خوفا من لسانه لأنه دائم اللوم على العلماء وشينهم والنيل منهم .
يقول أحد الدعاة : " وليس العيب في الخلاف ولكن العيب في التعصب للرأي والحجر على عقول الناس وآرائهم "
ويقول أيضا : " والخلاف الفقهي في الفروع لا يكون سببا للتفرق في الدين ، ولايؤدي إلى خصومة أو بغضاء ، ولكل مجتهد رأيه ولا مانع من التحقيق العلمي النزيه في مسائل الخلاف في ظل الحب في الله ، والتعاون على الوصول إلى الحقيقة من غير أن يجر ذلك إلى المراء المذموم والتعصب "والخلاف الفقهي لابد منه وألفة القلوب أعظم من أن ينال منها خلاف فقهي
واعتصموا بحبل الله جميعا
وصل اللهم على محمد وآله وسلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
عادل الغرياني