الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين ،، خَالِقِ السَّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِين ،، الهًادِي إلَى الصِّراطِ المُسْتَقِمِ و الدِّينِ المَتِينِ ،، مُنْزِلِ الوَحْيِ بِوَسَاطَةِ الرُّوحِ الأَمِينِ ،، عَلَى نّبِيِّهِ لِيَكُونَ مِنَ المُنْذِرِينَ ،، بِلِسانٍ عَرَبيٍّ مُبِينٍ ،، ثُمَّ الصَّلاةُ و السَّلامُ عَلَى أَشْرَفِ الخلْقِ و المُرْسَلين ،، نبيِّنا و حبيبِنا محمَّدٍ –صلَّى اللهُ عليهِ و سَلَّم- مَنْ بُعثِ رحمْةً للعَالمين ،، و هِدايةً لأَهْلِ الضَّلالِ و الكَافِرِينَ ،، و قَاهِرًا لِرَايَةِ المُشْرِكِينَ و المُلْحِدِينَ ،، مُؤَيَّدًا بِالمُعْجِزَاتِ البَاهِرَاتٍ للمُنْكِرينِ ،، مُحَذِّرًا و مُرَهِّـبًا للمُعْرِضِين ،، و مُبَشِّرًا وَ مُرَغِّبًا للطَّائِعِينَ المَهْتَدِين ،، القائِلِ وَ هُوَ الصًّادِقُ المَصْدوقُ: ((منْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهُّ فِي الدِّينِ)) ،، ثُمَّ أَمَّا بَعْدُ ،،
فَإنَّ منْ فضلِ اللهِ –تعالى- و منِّه و كرمه و إحسانه ،، أن تفضَّل على الشيخ المحقق محمد محمود ولد محمد الأمين الأمسمي ،، بإتمامِ تحقيق و تنقيح و مراجعة كتاب التوضيحِ على جامع الأمَّهاتِ ،، للشيخ العلامة الكبير الفهَّامة الدرَّاكة أبي الضياء ،، سيدي خليل بن إسحاقٍ الجندي المالكي ،، المُتوفَّى سنة 776هـ على الصحيح ،، وكان الشيخ المحقق قد أتمَّ تحقيق الكتاب منذ وقت طويل على أصل خطيٍّ واحد فقط ،، فطُبع من الكتاب المذكور جُزْؤُهُ الأوَّلُ فقط ،، وفيه من النواقص و الأغلاط ،، و التحريف و السَّقطات ما الله به عليم ،، و لا عجَبَ في ذلك إذْ كان المُعْتمد على مخطوطة واحدة فقط ،،
ليفتح الله بعد ذلك على الشيخ المحقق ،، ليقف بعد فترة وجيزة من طِباعة الجزء الأوَّل على أَحَدَ عَشَرَ أَصْل خطي و مخطوطة ،، منها المتكامل و المتفاوت الواضح و منها الناقص المصحّف السَّاقط ،، و ليس بينها واحدة مكتملة ،، حصل عليها من مصادر و مكتبات متفرقة منها مكتبة الملك عبدالعزيز ،، و مكتبة المسجد النبوي ،، و مكتبة الكتب القومية بمصر ،، و مكتبة أهل انيفرار بموريتانيا ،، و مكتبة أهل المحبوبي بموريتانيا ،، و غيرها من المكتبات ،،
فقام بتَرَوٍّ و تؤدة بمقابلة الأصول الخطية و عرضها على الأصل الوحيد الذي كان عليه المُعتمد في طباعة الجُزء الأوّل ،، فاستدرك على نفسه ما فاته ،، و صحّح من الأخطاء و الأغلاط الشَّيء الكثير ،، و أعمل الفكر و بذل الجهد ،، و أسهر الليل و وصل النهار ،، و استعان بأهل الفضل و العلم و البصيرة لإتمام هذا العمل الجليل ،، ليخرج لنا بهذا العمل العظيم بعد استنفار تام لمدة خمس سنوات متواصلة ،، و عرض الكتاب بأكمله على نخبة من أهل العلم ليصححوه و يتداركوا على المحقق ،، فتمّ ما أُريد له ،، فجاء الشرح كاملا متكاملا خاليا من الأخطاء و السقطات و التحريفات ،، لتأتي المكرمة من حكومة دولة الامارات العربية المتحدة –على عادتها- ،، المتمثِّلة في صندوق الشيخ خليفة بن زايد الخيري ،، لتتكفَّل بطباعة الكتاب و نشره في ستة مجلدات ضخمة ،، فتمّ إلى الآن طباعة 3000 نسخة هذا السفر العظيم ،، فجزى الله ولاة الأمور في هذا البلد الطيّب الكريم خير الجزاء على ما يبذولنه لخدمة مذهب إمام دار الهجرة ،،
و قد أخذت على عاتقي نقل هذه البشارة إليكم علَّ الله –تعالى- أن يكتب لي الأجر بذلك ،، و أنْ أكون أوّل من ساهم في الترويج و التشهير لهذا العمل العلمي الاسلامي الفقهي المبارك ،، و قد طُبع الكتاب في ستة مجلدات ضخمة ،، و سأقوم في هذا الموضوع بعرض تقاريظ أهل العلم لهذا الكتاب ،، مع مقدّمة المحقق كاملة ،، مع عرض موجز لبيانات كلَّ مجلد على حدة مع الفهارس العامة لها ،،
و المحقق –غفر الله لنا و له- عجَّل بخروج الشرح مكتفيا بضبطه و مقابلة الأصول الخطية و مصححا تصحيحا علميا دقيقا فقط ،، مع إهمال عزو الأحاديث بتوسّع و الترجمة للأئمة و الأعلام المذكورين في الشرح ،، و غير ذلك مما اعتدناه في الرسائل العلمية و التحقيقات الحديثة ،، و ذلك خوفَ اخترام المنية و رغبةً في إشباع نهم و تعطّش و تطلُّع طلبة العلم و العلماء لرؤية هذا الكتاب في عالم المطبوعات ،، و خوفا من تطويل الكتاب و تضخيمه مما سيساهم في رفع سعر الكتاب فيخرج عن نطاق المعقول ،، مع توعُّدِهِ بمحاولة تخريج الأحاديث تخريجا مختصرًا مع عزوها و عزو أقوال أهل العلم و نقولاتهم لمصادرها و مراجعها الأصيلة ،، و الإحالة إلى المراجع و المصادر المُترجمة للأعلام الوارد ذكرهم في الشرح ،، و لعلّ هذا يكون في الطبعات القادمة بإذن الله ،، و قد أشار هو إلى جميع ذلك في المقدمة فقال: (نظرًا لأنّ الغاية المنشودة من هذه الطبعة الأولى للتوضيح هي إخراج متن هذا الكتاب مصححا و منقحا ، ارتأينا عدم إدراج كل ما يؤدي إلى الإطالة و تضخيم حجم الكتاب ، و لذا وجب التنويه بالآتي:
• عدم الإشارة إلى فروق النسخ و السقط الحاصل في بعضها ، مع اعتماد الكلمة الأصح في أيّ النسخ كانت ، دون تعليق إلا إذا كان ضروريا.
• عدم ذكر تراجم الأعلام ، إذ يمكن الرجوع إلى الكتب المعروفة المختصة بالتراجم كالدياج المذهب ، و ترتيب المسالك ، و شجرة النور ، و قد أفرد الشيخ محمد بن عبدالسلام الأموي –منعلماء القرن التاسع- تأليفا خاصا للتعريفبأعلام جامع الأمهات ، حقه الثنائي حمزة أبوفارس و محمد أبوالأجفان ، طباعة دار الحكمة بطرابلس – ليبيا 1994م.
• رغم أنه يتم الرجوع إلى مصادر المؤلف عند الاقتضاء ، لم تتم الإشارة إلى ذلك أيضًا.
تفاديا للتطويل لم نعرّج على الفهارس التفصيلية ، و إنما تمّ الاقتصار على التبويب الأصلي للكتاب و الفهرسة بناءًا على ذلك) [التوضيح 1/8]
و خوفا من التطويل و إدخال السآمة و الملل في نفوس القرّاء ،، أبتدئ بعرضٍ موجز لكلِّ جزء من أجزاء هذا الشرح بذكر عدد صفحات مجلد الجزء و الكُتُبِ الواردة فيه مع إيراد الفهارس العامة له ،، علما أن المحقق قام في نهاية كلِّ جزء من الكتاب بإيراد متن جامع الأمهات الفرعي للإمام ابن الحاجب المشروح في هذا الجزء لمن أراد الرجوع إليه ،، وآن أوان الشروع في المقصود ،،
ملاحظة: سأقوم في نهاية الموضوع بإرفاق صور لبعض المخطوطات و مقدمة المحقق و خاتمته و تقاريظ أهل العلم لهذا التحقيق ،، مع الصفحات الأولى و الأخيرة و الفهارس العامة لكلّ جزء من أجزاء هذا الكتاب ،،
عنوان الكتاب: كتاب التوضيح في الفقه المالكي للإمام العلامة خليل ،، على شرح جامع الأمهات الفرعي للإمام العلامة جمال الدين بن الحاجب المالكي (570هـ - 646هـ) ،،
وصف الكتاب: هو شرح كبير و وافٍ في الفقه المالكي للعالم العلامة الكبير الفهامة الدراكة أبي الضياء سيدي الشيخ خليل بن إسحاق الجندي المالكي المتوفى سنة 776هـ ،، مع العلم أنّ هذا الكتاب كان مخطوطا و لأول مرّة يُطبع كاملاً ،،
التحقيق: تمّ التحقيق و التصحيح و المراجعة من/ محمد محمود ولد محمد الأمين الأمسمي المالكي
الناشر: دار يوسف بن تاشفين / مكتبة الإمام مالك ،، و الكتاب مُجازٌ أجازةَ نشْرٍ و تداوُلٍ من دائرة الشؤون الإسلامية و العمل الخيري بمدينة دبي ،،
عدد أجزاء الكتاب: ستة أجزاء ضخمة
بيانات أجزاء الكتاب:
1. الجزء الأول: يقع هذا الجزء في 576 صفحة ،، و هو متضمن لمقدمة الناشر و لكتاب الطهارة و الصلاة
2. الجزء الثاني: يقع هذا الجزء في 677 صفحة ،، و هو متضمن لكتاب الزكاة و الصيام و الحج و الصيد و الذبائح و الأضحية و العقيقة و الأيمان و النذور
3. الجزء الثالث: يقع هذا الجزء في 619 صفحة ،، و هو متضمن لكتاب الجهاد و النكاح
4. الجزء الرابع: يقع هذا الجزء في 632 صفحة ،، و هو متضمن لكتاب اللّعان و البيوع و السّلم و الرهن
5. الجزء الخامس: يقع هذا الجزء في 655 صفحة ،، و هو متضمن لكتاب التفليس و الحجر و الصلح و الحوالة و الضمان و الشركة و الوكالة و الإقرار و الاستلحاق و الوديعة و العارية و الغصب و الاستحقاق و الشفعة و القسمة و القراض و المساقاة و المزارعة و الإجارة و الجعالة و إحياء الموات و الوقف و الهبة و اللقطة.
6. الجزء السادس و الأخير: يقع هذا الجزء في 700 صفحة ،، و هو متضمن لكتاب اللقيط و الأقضية و الشهادات و تعارض البينتين و الدعوى و الجواب و اليمين و النكول و البينة و موجبات الجراح و القصاص و الجنايات و العتق و الوصايا و الفرائض و الخاتمة.
قرَّظَ هذا الكتاب جَمع من أهل العلم المالكيين من بلاد شنقيط و من غيرها و هم:
1. عبدالله بن الشيخ المحفوظ ولد بيّه
2. أ.د.سيد زكريا الصباغ ،، باحث فقهي بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بجمهورية مصر العربية
3. العلامة محمد عبدالله الصديق ،، المفتي سابقا بدائرة القضاء الشرعي في أبوظبي
4. أ.د.محمد الروكي ،، أستاذ الفقه و أصوله بجامعة محمد الخامس بالرباط المغرب ،، و خبير أول بمجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة (معلمة القواعد الفقهية)
5. محمد المختار بن امباله
6. محمد بن سيد يحيى
7. د.عبدالله بن عمر نصيف
8. أ.د.محمد بن سيدي محمد بن مولاي ،، أستاذ الفقه و التفسير في المعهد العالي للدراسات و البحوث الإسلامية بنواكشوط
9. أحمد محمود بن عبدالله بن حدُّ
10. أحمد فال بن أحمدنا
11. د.محمد بن أبوه بن المحبوبي
12. الشيخ عبدالله ولد أباه ولد محمد سالم ولد ألـمّا ،، الأمين العام لزاوية الشيخ محمد سالم ولد ألـمّا
13. عبدالدائم بن الشيخ أحمد أبي المعالي ،، القاضي بالمحاكم الشرعية بدولة قطر
14. أ.محمد ولد محمد سيد الأمين
و أنا أختم هذا الموضوع بنقل عن المحقق و تنبيه سبق ذكره ،،
أما التنبيه فهو أنني قمت برفع مقدمة المحقق و خاتمته كاملة ،، مع بعض التحفظات على خاتمته و التي سيتنبّه لها طلبة العلم و لاشك ،، كما قمتُ برفع الصفحات الأولى و الأخيرة و الفهارس العامة لكل جزء ،، و تمّ إدراج تقاريظ أهل العلم لهذا التحقيق مع رفع بعض الصور للأصول الخطية التي كان عليها المعتمد في تحقيق هذا السفر العظيم ،، و هي مرفقة مع هذا الموضوع ،،
و ختامًا ،، قال محقق الكتاب في ذيل مقدّمته: (و نحن إذ نقدّم بين يدي طلبة العلم هذا الكنز الثمين ، في هذه الحلّة البهيّة ، لنؤكد أنّه رغم الجهود المبذولة و الكفاءات العلمية المتخصصة ، فإنّ أيّ جهد بشري يبقى محلاً للنقص و التدارك و المآخذ ، سائلين الله –تعالى- أن يوفقنا لما يحبه و يرضاه ، و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين) [التوضيح 1/9]
و أرجو من المولى القدير ،، أن يكتب لي الأجر و المثوبة ،، و أن يتولاني و إياكم بعفوه و رحمته و مغفتره ،، و أن يجمعنا و إياكم و والدينا في مستقر رحمته في الفردوس الأعلى ،، و أن يجعل أعمالنا خالصة لوجه نقيّة من الرياء و العُجب ،، و أن يُطهّر قلوبنا من الغلّ و الحسد و البغضاء ،، و أن يطيل في أعمارنا على طاعته ،، و أن يختم لنا بحسن الختام ،، و أن يقبضنا إليه غير ضالين و لا مضلين ،،
كما أسأله –تعالى- أن أكون ممّن دلّ على الخير فنال أجر فاعله ،، و أن ينفعني و إياكم بهذا السفر العظيم ،، و أن يجزل لمؤلّفه و مولّف المتن و محقّقه الأجر و المثوبة ،،
ملاحظة: كُنَّا قد سمعنا و قرأنا أنَّ مركز نجيبويه قد قَام بتحقيقِ الكتاب كاملا و طباعته في تسعة مجلدات ،، و لكنني اتخذت الأسباب و بذلت الجهد للظفر بنسخة من الكتاب ،، بلا فائدة ،، و الحصول على مطبوعات المركز من الصعوبة بمكان و الله المستعان ،،
المُرفقات: تمَّ إرفاق مُقدِّمة المحقق الناشر ،، و خاتمته ،، مع عيّنات من المخطوطات المستخدمة في التحقيق (حاولت رفع العينات و لكن حدث خلل ما فلعلّي أحاول رفعها في الردود القادمة ) ،،