قال أَبُو حاتم في كتابه روضة العقلاء ص216
العاقل يلزم الرفق في الأوقات والاعتدال في الحالات
لأن الزيادة على المقدار في المبتغى عيب كما أن النقصان فيما يجب من المطلب عجز وما لم يصلحه الرفق لم يصلحه العنف
ولا دليل أمهر من رفق
كما لا ظهير أوثق من العقل
ومن الرفق يكون الاحتراز
وفي الاحتراز ترجى السلامة
وفي ترك الرفق يكون الخرق
وفي لزوم الخرق تخاف الهلكة
ولقد أنشدني الأبرش ...
عليك بوجه القصد فاسلك سبيله ... ففي الجور إهلاك وفي القصد مسلك
إذا أنت لم تعرف لنفسك قدرها ... تحملها مالا تطيق فتهلك ...
و قال ايضا
الرافق لا يكاد يسبق كما أن العجل لا يكاد يلحق
وكما أن من سكت لا يكاد يندم
كذلك من نطق لا يكاد يسلم
والعجل يقول قبل أن يعلم
ويجيب قبل أن يفهم
ويحمد قبل أن يجرب
ويذم بعد ما يحمد
يعزم قبل أن يفكر
ويمضي قبل أن يعزم
والعجل تصحبه الندامة
وتعتزله السلامة
وكانت العرب تكني العجلة أم الندامات.
فاذا كانت هذه صفة العاقل اللبيب ايه الاخ المحب
فمما ينبغي علينا
أن لا نحرص في إبداء ارائنا في كل أمر
وألا نقول كل ما يعلم
بل اللائق بنا أن نراعي المصالح
فلا يحسن بنا أن نبدي رأينا في كل صغيرة وكبيرة،
ولا يلزم أن نتكلم بكل نازلة؛
لأنه ربما لم نتصورها والحكم على الشيء فرع عن تصوره