إِنَّما العاجِزُ مَن لا يَستَبِدْ ..


لَيتَ هِنداً أَنجَزَتنا ما تَعِدْ ... وَشَفَت أَنفُسَنا مِمّـا تَجِدْ
وَاِستَبَدَّت مَـــرَّةً واحِـدَةً ... إِنَّما العـاجِزُ مَن لا يَستَبِدْ


هذه أبيات لعمر بن أبي ربيعة ، من شعراء الدولة الأموية .. والاستبداد الذي عُـنِـي في هذا الموضع : الحزم وعدم التردد في اتخاذ القرار وتنفيذه .. ومن هنا جعلت العرب في حِكَمها : < إنما العاجز من لا يستبد > ..


و الاستبداد عندما يقرن بـــ < العدل> يكون حكمةً وعدلاً .. أما الاستبداد من دون عدل ، فهو : الطغيان والظلم ..


وهذا المعنى المقرر : فهمه هارون الرشيد لما أسرف < البرامكة الفارسية > في التحكم في أرض الخلافة ، واللعب بأموال الإسلام في الضياع والمعاصي ، وحُرِمت العرب وغيرها من مصالح الدولة ، ولم يكن للخليفة سوى الاسم .. < وهي قصة مكررة في سائر العصور !! > ..


فأرسل له أحدُ شعراءِ العرب مذكراً بحقيقة ولي الأمر ، وعدله وحزمه في إدارة الدولة ، والأخذ على يدي العابثين ..


لَيتَ هِنداً أَنجَزَتنا ما تَعِدْ ... وَشَفَت أَنفُسَنا مِمّـا تَجِدْ
وَاِستَبَدَّت مَـــرَّةً واحِـدَةً ... إِنَّما العـاجِزُ مَن لا يَستَبِدْ


فاستيقظ هارون من غفلته ، وأخذ بحزم المنع ، وقطع يدي السفاهة البرمكية ، وأعاد العدل إلى موضعه ، وكفى الله المؤمنين شرَّ الفاسدين


حسن بن محمد الحملي.