المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله عمر المصري
لكن مع شوال خصوصاً لا يجوز لأن المطلوب أن يكون صيام الستة بعد صيام الثلاثين يوم وليست داخلة فيهم
أخي الكريم ما تفضلت بطباعته يكاد يكون بلا معنى .. وتكرمت فقلت ( لا يجوز ) وهذه تشبه الفتوى والفتاوى يلزمها الدليل أو التعليل الشديد الظهور .. ربما كان قصدك ( محال ) أو ( ممتنع ) أو ( لا يمكن ) أو ( لا يعقل ) .. لأن ( لا يجوز ) ينبغي أن تخرج ممن هو جدير بقولها أحسن الله إليك .. وذلك أنه لا يمكن أن يُقضى رمضان داخل رمضان .. وصيام الست إنما هي على التراخي وليست متوقفة على أول شوال من آخرها .. وصيام قضاء الفرض - ولا ينطبق هذا أبدا على غير صيام رمضان - له وجوب وأجر مستقل لا يدخل فيه غيره إذ أن إبطال صيام القضاء بعد عقد النية عليه لا ينسلخ بالفطر بل يجب إعادته حتى يتم .. بعكس كل الصيامات الأخرى التطوعية - مهما اختلفت درجة سنيتها وأجرها - الذي ورد عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع النيات في العبادات التطوعية .. لأن كل عبادة لها أجر مستقل بذاته كصيام الست وإن وافقت الايام البيض مع الخميس فصارت 3×1 .. فما دام اشتراك وقتها أمر غير ممتنع على وجه الإختيار فلا يمنع شئ من اشتراك ثوابها أيضا .. وسبب جواز اشتراكها بالعمل هو أن عملها بالتطوع المتراخي الذي لا عزيمة فيه .. بينما صيام رمضان عبادة عزيمية لا ترخي فيها ولا وجه اختيار بين أيامه وأيام تطوعية أخرى تدخل فيه .. والتراخي إنما يكون في القضاء - كما ثبت ذلك عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها كانت تؤخر قضاء رمضان حتى يدخل شعبان - .. ولكن في يوم قضاء الصوم لا يشترك معه أي صوم تطوعي آخر لأنه أصلا إعادة لعبادة فائتة وقتها كان في رمضان .. وفي رمضان لم يقل ولن يقول أحد أبدا بأنه لو وافق صوم رمضان - طيلة الثلاثين شهرا - أيام الخميس والإثنين أو الأيام البيض فيجترئ أحدهم فيقول أصوم نهار رمضان مع نية أجر البيض أو نية أجر الإثنين والخميس .. إنما هي نية باطلة لأنه يجب عليه الصوم على كل حال ولا يسقط عنه فيه يوم واحد يتصور معه استبداله بصيام تطوع آخر .. ولا يمكن إفساد وجوب الفرض بتوهم نية التطوع .. لأن التطوع يمكن قطعه وإبطاله بأي وقت من غير إثم ولا قضاء لأنه احتساب .. وربنا قال ( ما على المحسنين من سبيل ) .. بينما صيام الفرض لو قطعه وأبطله وجبت عليه الإعادة مع شديد الإثم إن كان بغير عذر .. ووجبت أيضا الإعادة حتى لو كان بعذر .. فشتان بين هذا وبين ذاك .. ولأجل ذلك قلت آنفا : إنما الجمع بين النيات في التطوع لا فيما أوجبه الله .. لأن ما أوجبه الله يترتب على تركه إثم عظيم .. وما لم يوجبه لا يتوجب عليه شئ .. والله يوفق الجميع .