تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: التِبيان في دِراسة جَرح التَابعيّ حَرِيْزُ بْن عُثْمَان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي التِبيان في دِراسة جَرح التَابعيّ حَرِيْزُ بْن عُثْمَان

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وأبي هريرة وأمهات المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديقة وبقيتهن ربات البيت الحصين أفضل الصلاة وأتم التسليم وبعد :
    من بركة العلم أن ينسب الفضل لأهلهِ فقد سبقنا في هذه الدراسة الأخ الحبيب الفاضل " أبو حاتم الشريف " هُنا ، وقام قبله الأخ الحبيب محمد الأمين - وفقهم الله - في موقعهِ ، وأردت أن أتوسع قليلاً في دراسة هذا التابعي الجليل والراوي المكثر القدير ، وأن أناقش ما روي في نصبهِ ، وما ثبت فيه برائته مِنْ تلك التهمة ، والذي يظهر جلياً مما إطلعت عليه من الدراسات والبحوث في رواية حريز بن عثمان الرحبي - رضي الله عنه - أنه لا يخرج عَن أمرين :
    [1] إما بريءٌ من تهمة النصب براءةً تامةً .
    [2] أنهُ رمي بها ثُم تاب ورجع عن تلك التهمة وترحم على عليٍ - رضي الله عنه - .
    ومن الظفر بتراجم الرواة وأقوال الأئمة الثابتة عَنهم لابد لطالب العلم أن يتحرى أسانيد تلك الأقوال المروية عنهم في جرح الرواة وتعديلهم ، فلا نكتفي بتهذيب الكمال أو تهذيب التهذيب ومِن أوسع الأئمة الذين كانوا ينقلون عن الأعلام بالأسانيد جرحهم وتعديلهم في الرواة الخطيب البغدادي في كتابه التاريخ ، والإمام ابن عدي في كتابه الكامل في ضعفاء الرجال ، وابن عساكر في تاريخه وقد كان لأئمة الشأن كالمزي والذهبي وابن حجر أن نقل أقوال أئمة الجرح بأسانيدهم إليهم .
    فرب جرحٍ أنت آخذه دون إسنادٍ فترجع إلي أصله فتجد فيه مَنْ لا يمكن أن تقبل روايته ! أو ضعيفٌ في إسنادهِ وما أحسن صنيع الأئمة إذ ينقلون أقوال الأئمة قاطبةً فلابد مِن التحري والتبيان فقد تجرح إماماً عالماً ثبتاً وترميه بتهمةٍ هي بحد ذاته لا تثبت عنه لضعف أو جهالةٍ في أحد الرواة المسندين لجرح الإمام العالم أو عنه ما يثبت بدعته وقوله ، فلابد مِن الحرص والبيان سائل المولى عز وجل أن يوفقنا وإياكم في معرفة صحيح الأخبار من سقيمها والله تعالى المستعان .
    الفصل الأول : ترجمة حريز بن عثمان الرحبي .
    [1] إسمه ونسبه : حريز بن عثمان بن جبر بن أحمر بن أسعد الرحبي المشرقي أَبُو عثمان، ويُقال: أَبُو عون الشامي (1) الحمصي، ورحبة بالفتح: في حمير .
    [2] شيوخه : حدث - رحمه الله - عن خلقٍ كثيرٍ جداً وكانوا جميعاً ثقات ، وقد استوعب بعضهم الإمام الحافظ المزي - رحمه الله - في تهذيب الكمال (5/567) .
    [3] تلاميذه : وحدث عنه جمعٌ مِن الأئمةِ قد ذكرهم الإمام المزي في التهذيب (2) ، ومنهم : آدم بْن أَبي إياس، وإسحاق بْن سُلَيْمان الرازي (ق) ، وإسماعيل بْن عياش، وبشر بْن بكر التنيسي، وبقية بْن الوليد (س) ، وبكر بْن بكار البَصْرِيّ، وثور بْن يزيد الرحبي وهو من أقرانه، وجنادة بْن مروان، والحارث بن النعمان بن سالم البزاز أَبُو النضر الأكفاني، وحجاج بْن مُحَمَّد الأَعور (د س) ، والحسن بْن مُوسَى الأشيب، وأَبُو اليمان الحكم بْن نافع البهراني . أخ،آدم بْن أَبي إياس، وإسحاق بْن سُلَيْمان الرازي (ق) ، وإسماعيل بْن عياش، وبشر بْن بكر التنيسي، وبقية بْن الوليد (س) ، وبكر بْن بكار البَصْرِيّ، وثور بْن يزيد الرحبي وهو من أقرانه، وجنادة بْن مروان، والحارث بن النعمان بن سالم البزاز أَبُو النضر الأكفاني، وحجاج بْن مُحَمَّد الأَعور (د س) ، والحسن بْن مُوسَى الأشيب، وأَبُو اليمان الحكم بْن نافع البهراني . أهـ .
    [4] وفاته - رحمه الله - : قال الإمام الذهبي (3) : (( تُوُفِّيَ حَرِيْزُ بنُ عُثْمَانَ: سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ، وَلَهُ نَيِّفٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً.وَحَدِيْ ُهُ عَالٍ مِنْ ثُلاَثِيَّاتِ البُخَارِيِّ )) أهـ .
    الفصل الثاني : إمامته وتوثيقه عند أهل العلم .
    قال علي بن عياش الحمصي (4) : (( جمعنا حديث حريز بْن عثمان في دفتر نحوا من مئتي حديث فأتيناه بِهِ فجعل يتعجب من كثرته ويقول: هذا كله عني! مرتين )) .
    قَال أَبُو بكر البغدادي صاحب"تاريخ الحمصيين" (5) : (( لم يكن له كتاب، إنما كَانَ يحفظ، لا يختلف فيه، ثبت في الحديث )) . قُلت : رحمه الله كان إماماً وحافظاً ثبتاً ثقةً مقبول الرواية ، فهذا الإمام أحمد بن حنبل يقول فيه : (( ثقةُ ثقةٌ ثقةٌ )) فرحمة الله على هذا الإمام العالم والمحدث الثقة الثبت حريز بن عثمان الرحبي ، وإنا والله لنراك بريئاً مِن كل التهم التي تلوح حولك .
    قال البخاري (6) : (( قال مُحَمَّد بْن المثنى: حَدَّثَنَا معاذ بْن معاذ قال: حَدَّثَنَا حريز بْن عثمان أَبُو عثمان، ولا أعلم أني رأيت أحدا من أهل الشام أفضله عليه )) أهـ .
    وقال البخاري - رضي الله عنه - (7) : (( قَال أَبُو اليمان: كَانَ حريز يتناول من رجل ثم ترك يعني عليا رضي الله عَنْهُ )) أهـ . قلت : وهذا عَن أبو اليمان إشارةٌ عن كونه تاب عَن تناوله من هذا الرجل والنيل منهُ ، وقلنا سابقاً أننا بين أمرين إما أنه تاب - رضي الله عنه - أو أنها لم تكن لتثبت عنه - رحمه الله - وسنراه ذلك جلياً في الخلاصة إن شاء الله .
    قال الإمام أحمد بن جنبل (8) : (( سألت أحمد بْن حَنْبَلٍ، عن حريز، فَقَالَ: ثقة، ثقة، ثقة )) .
    وعَنه (9) : (( سمعت أَحْمَد قال: ليس بالشام أثبت من حريز، إلا أن يكون بحير، قيل لأحمد: فصفوان؟ ، قال: حريز ثقة )) ، وعنه : (( وَقَال أَبُو دَاوُدَ: سمعت أَحْمَد وذكر له حريز وأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبي مريم وصفوان، فَقَالَ: ليس فيهم مثل حريز، ليس أثبت منه، ولم يكن يرى القدر، قال: وسمعت أَحْمَد مرة أخرى يقول: حريز ثقة، ثقة )) أهـ .
    قال يحيى بن معين (10) : (( ثقة )) .
    وقال يحيى بن معين - رضي الله عنه - (11) : (( عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يزيد بْن جابر، وأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبي مريم، وحريز بْن عثمان هؤلاء ثقات )) أهـ .
    وقال الإمام الثبت المعلل المحدث الثقة علي بن المديني (12) : (( وسئل علي ابن المديني عن حريز بْن عثمان، فَقَالَ: لم يزل من أدركناه من أصحابنا يوثقونه )) أهـ .
    قال دحيم (13) : (( حريز بْن عثمان حمصي، جيد الإسناد، صحيح الحديث )) .
    وقال (14) : (( ثور، وحريز، وأرطاة، كل هؤلاء ثقة )) .
    وقال أبو حاتم عن دحيم (15) : (( سمعت دحيما يثني على حريز )) .
    وقال المفضل بن غسان (16) : (( ويُقال في حريز بْن عثمان مع تثبته أنه كَانَ سفيانيا، وَقَال في موضع آخر: حريز بْن عثمان ثبت )) أهـ .

    وقال العجلي (17) : (( شامي، ثقة، وكَانَ يحمل على علي )) أهـ .
    قُلت : وثقه أبي حاتم الرازي ونفى عنه تهمة ما قيل في رأيه ، وأكتفي بهذا القدر ممن قال بوثاقته وإمامته في الحديث ، ومَن كان بمثل هذه الإمامة والوثاقة لا يمكن أن تترك روايته فهذه الأنفس التي وثقته وقالت بإمامته لم تتطرق أبدا إلي نصبه وبعض مَنْ سنذكرهم وثقوه وقالوا بنصبه - رضي الله عنه - وإنا والله لنترضى على علي بن أبي طالب ولا نقبل أن ينال منه ولكنا لا نرضى أن يرمى أحد الأئمة الأعلام والثقات الأثبات بالنصب وهي أصلا لا تثبت عنه - رحمه الله - كما سيتبين لك إن شاء الله تعالى ، وبالجملة فلا يمكن الحط من رواية حريز بن عثمان وقد رأينا الأئمة الأعلام والأثبات يوثقونه ويصححون روايته ، وهو صحيح الرواية ثبتاً لا ترد روايته .
    وقد قال إمام العلل وأمير المؤمنين في الحديث علي بن المديني - رحمه الله - أن الأئمة تتابعوا على الاحتجاج بحديثهِ وهذا مِنْ إمام متقدمٍ علمٍ مِن الأعلام ، وقد أخطأ من رد حديث حريز بن عثمان لأجل بدعة النصب وقد سلك الشيخ بشار عواد ذلك المسلك والله المستعان .
    الفصل الثالث : مَن رماه بالنصب من الأئمة .
    وقال العجلي : (( شامي، ثقة، وكَانَ يحمل على علي )) أهـ .
    قال عمرو بن علي (18) : (( كَانَ ينتقص عليا وينال منه، وكَانَ حافظا لحديثه، سمعت يَحْيَى يحدث عن ثور عنه )) أهـ ، وقال : (( ثبت شديد التحامل على علي )) .
    وعلق الشيخ بشار عواد تعليقاً شديداً على قوله هنا ! فقال : (( والله لا أدري كيف يكون ثبتا من كان شديد التحامل على أمير المؤمنين علي بْن أَبي طالب، نعوذ بك اللهم من المجازفة )).
    هونك شيخنا - وفقك الله - ما هكذا ترد أقوال الأئمة الأعلام ، وإعلم أن حريز بن عثمان الرحبي كما تقدم من الثقات الأثبات ولابد من الرجوع إلي رواية المبتدع عند أهل الحديث ، والذي لا يخفى أن النصب بدعة متوسطةٌ وليست غاليةً ، وقد قال الحافظ ابن حجر (19) : ((
    فأكثر من يوصَفُ بالنّصْبِ يكون مشهوراً بصِدقِ اللهجة والتمسّك بأمور الديانة. بخلاف من ‏يوصَفُ بالرّفضِ، فإن غالبهم كاذبٌ ولا يتورّع في الإخبار )) أهـ ، وحاصله أن مَن عرفت إمامته ووثاقته ممن رمي بالنصب بغض النظر عن ثبوتها كما سترى فإن روايته مقبولة عند أهل الحديث ، ولو ردت رواية أهل الشام لما عرف من نصبٍ لذهب كثير من الأخبار والسنة .
    ولو أن شيخنا أمعن النظر في كلام ابن المديني لرأيته يثبت روايته وأن الأئمة احتجوا بحديثه وتتابعوا على ذلك ، فأئمة الشأن وأعلامهم وفحول الحديث ما كانوا لينتقدوا على حريز بن عثمان ما فعل الشيخ وأحسب أن الشيخ لو أمعن في كلامهم لما قال في حاشية التهذيب ما قاله وإنا لنحسن الظن بالشيخ - وفقه الله - والحق أنه محتجٌ بما يرويه .
    ومما يثبت تراجع الشيخ عَنْ ما قيل في حاشية تهذيب الكمال ، ما نقله أحد الاخوة الأفاضل في معرض الدفاع عن الدكتور وهذه رابط المشاركة هُنا ، فقد شرح صدرنا بذلك التراجع فجزى الله الشيخ المحقق المحدث كل خير فذلك دأب أهل العلم وقد أحسنا الظن بهِ في بادئ الأمر وكان عند حسن الظن فجزاه الله تعالى كل خير وبارك فيه وفي عمله وعمره .
    وقال ابن عمار الموصلي - رحمه الله تعالى - (20) : (( يتهمونه أنه كَانَ ينتقص عليا، ويروون عنه، ويحتجون بحديثه وما يتركونه )) .
    قال أبو حاتم (21) : (( حسن الحديث، ولم يصح عندي ما يقال في رأيه ، ولا أعلم بالشام أثبت منه، هو أثبت من صفوان ابن عَمْرو، وأبي بكر بْن أَبي مريم، وهو ثقة متقن
    )) .
    قال الرهاوي (22) : (( سمعت يزيد بْن هارون يقول: وقيل له: كَانَ حريز يقول: لا أحب عليا، قتل آبائي، قال: لم أسمع هذا منه، كَانَ يقول: لنا إمامنا ولكن إمامكم )) .
    قال الحسن بن علي الخلال (23) : (( قلت ليزيد بْن هارون: هل سمعت من حريز بْن عثمان شيئا تنكره عليه من هذا الباب؟ قال: إني سألته أن لا يذكر لي شيئا من هذا مخافة أن أسمع منه شيئا يضيق علي الرواية عنه، قال: وأشد شيء سمعته يقول: لنا أمير ولكم أمير يعني لنا معاوية ولكم علي فقلت ليزيد: فقد آثرنا على نفسه؟ قال: نعم )) .
    قال الخلال (24) : (( حَدَّثَنَا عِمْران بْن أبان، قال: سمعت حريز بْن عثمان يقول: لا أحبه، قتل آبائي يعني عليا )) ، وقال اسماعيل بن عياش (25) : (( عادلت حريز بْن عثمان من مصر إلى مكة فجعل يسب عليا ويلعنه )) . والله أعلى وأعلم .
    الفصل الرابع : مَن نفى عنه تهمة النصب من الأئمة .
    وقد نفى عنه تهمة النصب الإمام أبو حاتم فقال : (( حسن الحديث، ولم يصح عندي ما يقال في رأيه ، ولا أعلم بالشام أثبت منه، هو أثبت من صفوان ابن عَمْرو، وأبي بكر بْن أَبي مريم، وهو ثقة متقن )) ، ونفاها عنه كذلك الخطيب البغدادي في التاريخ ، وقد نقل المزي في التهذيب تضعيفه لما روي في أن حريز بن عثمان كان ينال من علي - رضي الله عنهم - (25) : (( كان حريز ثقة ثبتا، وحكي عنه من سوء المذهب والاعتقاد ما لم يثبت عليه )) أهـ .
    وقد نقل عن الإمام الدارقطني (26) : (( رمى بالإنحراف عن علي بن أبي طالب، عليه السلام، وعنه في ذلك اختلاف، توفي سنة ثلاث وستين ومئة )) .
    قُلت : وهذا الذي عن الإمام الدارقطني لم يكن على سبيل الجزم وهو إشارةٌ إلي وقوع الإختلاف في نسبته إلي النصب من عدمهِ ، وقد نقل ذلك الحافظ ابن حجر على سبيل الشك .
    الفصل الخامس : الروايات التي فيها إثبات نصب حريز بن عثمان .
    [1] قال العقيلي (27) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أيوب بْن يَحْيَى بْن الضريس ، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ المغيرة قال: ذكر جرير أن حريزا كَانَ يشتم عليا على المنابر .
    قُلت : رجاله ثقات إلا أن يحيى بن المغيرة لم يلقى جريراً .
    [2] قال العقيلي (28) : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن علي الحلواني، قَالَ: حَدَّثَنَا عمران بْن أبان، قَالَ: سمعت حريز ، يقول: لا أحبه، قتل آبائي، قتل آبائي، يعني عليا.
    قلت : العقيلي هو الإمام الثبت ، ومحمد بن إسماعيل وهو البخاري إمام المحدثين وأميرهم فيه - رضي الله عنه - ، وشيخه الحسن بن علي الحلواني (( ثقة )) ، وعمران بْن أبان قال فيه يحيى بن معين (29) : (( واسطي ليس بشيء )) ، وقال العجلي (30) : (( ليس بثقة )) ، وقال أبو حاتم الرازي (31) : (( ضعيف )) ، وقال ابن عدي (32) : (( وَعِمْرَانُ هَذَا لَهُ أَحَادِيثُ غَرَائِبُ وَيَرْوِي عَنْ مُحَمد بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ خَاصَّةً، ولاَ أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا وَلَمْ أَرَ فِي حَدِيثِهِ شَيْئًا مُنْكَرًا فَأَذْكُرُهُ )) ، وقال ابن الجوزي (33) : (( قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَالنَّسَائِيّ ضَعِيف الحَدِيث )) ، وحاصله أن هذا الرجل ضعيف الحديث لا يعتد بما يرويه ، وقد أغرب في روايته ولم يذكر فيه إسم حريز فالرواية ضعيفةٌ وليست صالحة لإثبات نصب حريز بن عثمان الرحبي - رحمه الله - .
    [3] وروى ابن حبان (34) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ ثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ الْجُبْلانِيُّ بحمص ثَنَا عبد الله عَبْدِ الْجَبَّارِ الْخَبَايِرِيُّ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ وَكُنْتُ زَمِيلَهُ فَسَمِعْتُهُ يَقَعُ فِي عَلِيٍّ فَقُلْتُ مهلا يَا أَبَا عُثْمَان بن عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَوْجُ ابْنَتِهِ فَقَالَ اسْكُتْ يَا رَأْسِ الْحِمَارِ لأَضْرِبُ صدرك فألقبك مِنَ الْحملِ.
    قلت : وإسنادها لا يفرح بهِ فيها من لم أعرفهُ ، وهو ربيعة بن الحارث الجبلاني فلا أعلم أحدا من الأئمةِ وثقهُ أو قال فيه جرحاً وحاصله أنه مجهول الأحوال ، وقد صح عن حريز بن عثمان بأسانيد ثابتة أنه لم ينل من علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ، وهي أولى من هذه الأسانيد التي ترى فيها الضعيف والمجهول ، فلا يعتد بهذا القول في إثبات نصبه .
    [4]
    قال عمرو بن علي : (( كَانَ ينتقص عليا وينال منه، وكَانَ حافظا لحديثه، سمعت يَحْيَى يحدث عن ثور عنه )) أهـ ، وقال : (( ثبت شديد التحامل على علي )) .
    قُلت : وذكر إسناده الخطيب البغدادي في التاريخ فقال : أخبرنا محمد بن الحسين القطان، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، قال: حدثنا سهل بن أبي سهل، قال: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي ... ثُم ذكر الكلام ، وعمرو بن علي الفلاس - رحمه الله - بينه وبين حريز بن عثمان مفاوزٌ ولم يلقه ولم يعاصره ولعل عمدته في قولهِ هذا ما نقله عن الأئمة من الأقوال في أنه كان يتحامل على علي بن أبي طالب ، فالفلاس وإن كان إماما ثبتاً ثقةً فإنه وثقه وقال بانه حافظ ثبت مقبول الرواية أما وحمله إياه على التحامل على علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فلا يثبت لأنه لم يعاصرهُ ولم يكن قد أدركه ، ولعله نقل عن غيره هذا القول . والله أعلم .
    [5] قال الخطيب البغدادي (35) : أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ قَالَ سمعت بعض أصحابنا يذكر عَنْ يزيد بْن هارون قَالَ قَالَ حريز بْن عُثْمَان: لا أحب من قتل لي جدين.
    قلت : وهذا الإسناد ضعيف فيه مبهمٌ لا نعرفهُ وهو قوله (( سمعت بعض أصحابنا )) فلا تكونن عمدتك في إثبات النصب على هذا التابعي الصغير والمحدث الثقة الثبت إسناداً مبهماً أو مجهولا أو ضعيفاً ، ووالله إني لأرى فيك حقاً وبياناً ولأنصفنك فذلك سبلينا .
    [6] قال الخطيب (36) : أخبرنا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أبان الهيتي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّهِ بْن روح الجواليقي، قَالَ: حَدَّثَنِي هارون بْن رضى مولى مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن إسحاق الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سنان، قَالَ: سمعت يزيد بْن هارون، يقول: رأيت رب العزة فِي المنام، فَقَالَ لي: يا يزيد تكتب من حريز بْن عُثْمَان؟، فقلت: يا رب ما علمت منه إِلا خيرا، فَقَالَ لي: يا يزيد لا تكتب منه فإنه يسب علي .
    قُلت : وهذا إسناده ضعيف لا يصح فيه من لا أعرفه ، وهو الحسين الجواليقي وشيخه هارون بن رضى مولى محمد بن عبد الرحمن فهذا الإسناد لا يعول عليه .
    [7] قال الخطيب (37) : أخبرنا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الأزرق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن النقاش المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مسبح بْن حاتم، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن سافري الواسطي، قَالَ: كنت فِي مجلس أَحْمَد بْن حَنْبَل، فَقَالَ له رجل: يا أبا عَبْد اللَّهِ رأيت يزيد بْن هارون فِي النوم، فقلت له: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي وَرحمني وَعاتبني، فقلت غفر لك ورحمك وعاتبك؟، قَالَ: نعم، قَالَ لي: يا يزيد بْن هارون، كتبت عَنْ حريز بْن عُثْمَان، قلت: يا رب العزة ما علمت إِلا خيرا، قَالَ: إنه كَانَ يبغض أبا الْحَسَن علي بْن أَبِي طالب .
    قلت : إسناده ضعيف آفته محمد بن الحسن النقاش المقرئ (( منكر الحديث )) ، قال طلحة بن محمد الشاهد : (( كان النقاش يكذب في الحديث ، والغالب عليه القصص )) ، وقال البرقاني : (( كان حديث النقاش منكرا )) وبالجملة فالإمام أحمد قد ثبت عنه توثيقه وإمامته عنده ، وأما حضوره فحضوره لا يعني إقراره بما قيل في حقه ، والرجل ضعيف منكر الحديث .
    وقد جاء عند الخطيب رواية عبد الوهاب فقال في تاريخه : عبد الوهاب بن الضحاك كان معروفا بالكذب في الرواية ولا يصح الاحتجاج بقوله .. وهذا عنه ضعيف لا يعول عليه في إثبات نصب حريز بن عثمان الرحبي ، وبالجملة فإن كثيرا من الأخبار التي وردت عنه ضعيفة لا تصح .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: التِبيان في دِراسة جَرح التَابعيّ حَرِيْزُ بْن عُثْمَان

    [8] قال ابن عساكر : نا أبو أحمد نا ابن أبي عصمة نا أحمد بن يحيى قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول حديث حريز نحو ثلاثمائة وهو صحيح الحديث إلا أنه يحمل على علي بن أبي طالب .
    قُلت : وهذا إسنادٌ كذبٌ لا يصح إلي الإمام أحمد بن حنبل فأحمد بن يحيى البغدادي (( كذاب )) ، قال ابن عدي (38) : (( سمعت مُوسَى بْنَ الْقَاسِمِ بْنِ مُوسَى بن الحسن بن موسى الأشعث يقول: حَدَّثني أبو بكر، قَالَ: سَمِعْتُ إبراهيم الأصبهاني يقول: أبو بكر بن أبي يَحْيى كذاب )) ، وقال ابن الجوزي (39) : (( وَقَالَ ابْن عدي غير لَهُ حَدِيث مُنكر عَن الثِّقَات )) ، وهذا على ضعفه فإن قوله ثلاثمائة حديث ليس بصوابٍ فقد ثبت بإسناد صحيح أن حديثه مائتان (40) : أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر، قال: حدثنا ابن الغلابي، قال: حدثنا علي بن عياش الحمصي، قال: جمعنا حديث حريز بن عثمان في دفتر، قال: نحوا من مائتي حديث، فأتيناه به فجعل يتعجب من كثرته ويقول: هذا كله عني؟ مرتين ... وهذا دليلٌ على ضعف ما رواه ابن عساكر - رحمه الله - .
    [9] قال العقيلي (41) : نا محمد بن اسماعيل نا الحسن بن علي قال قلت ليزيد بن هارون هل سمعت من حريز بن عثمان شيئا تنكره عليه من هذا الباب قال أني سألته أن لا يذكر لي شيئا من هذا مخافة أن اسمع منه شيئا يضيق علي الرواية عنه قال فأشد شئ سمعته يقول لنا أمير ولكم أمير يعني لنا معاوية ولكم علي فقلت ليزيد فقد آثرنا على نفسه قال نعم .
    قلت : وهذا إسنادهُ صحيح ، وهذا دليلٌ قويٌ قد يحتج بهِ من يثبت نصب حريز بن عثمان وقوله هنا محتملٌ ولكن الذي يظهر لي أن يزيد بن هارون وهو أحد تلامذته قد بلغته هذه الأخبار عنه قبل أن يحدثه فتأثر بها ، وقد تبين لك فيما مضى أن أكثر الأخبار التي رويت في أنه كان يسب علياً - رضي الله عنه - لا تصح إسناداً إليه ، وقد ثبت أن حدث عنه - رحمه الله - .
    [10] قال أبو اليمان (42) : كان حريز يتناول من رجل ثم ترك ذلك .
    قُلت : وهذا وما سبق عن يزيد بن هارون أقوى ما قد يحتج به في إثبات تهمة النصب على حريز بن عثمان الرحبي - رحمه الله - وإنا لنحسن الظن في حريز بن عثمان لما روي عنه من الترضي على علي بن ابي طالب - رضي الله عنه - وإن احتج محتجٌ علينا فقال كيف تبرأه من هذه التهمة فأقول ! والذي يترجح لك مما روي في ترضيه على علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وإعلانه الترحم عليه دليلٌ على رجوعه عن السب وهذا يثبت توبته ، ومن تاب ورجع عما كان عليه كمن لا ذنب له ، وعليه فإنا نحكم لحريز بن عثمان بالبراءة من تهمة النصب .
    الفصل السادس : ما روي في ترضي حريز وترحمه على علي ورجوعه .
    [1] قال الدوري (43) : سَمِعت يحيى يَقُول سَمِعت على بن عَيَّاش يَقُول سَمِعت حريز بن عُثْمَان الرَّحبِي يَقُول لرجل وَيحك أما تتقي الله تزْعم أَنِّي شتمت عليا لَا وَالله مَا شتمت عليا قطّ .
    قُلت : هذا إسنادٌ صحيح ، فعباس الدوري ( ثقة ) ، ويحيى وهو - ابن معين - إمام الجرح والتعديل مِن أوثق الناس ، وعلي بن عياش ( ثقة ) وثقه النسائي وغيره وكان من خيار أهل الشام ، فالإسناد إلي حريز بن عثمان صحيحٌ وهذا عنه وهو أدرى بنفسه قوله : (( ما شتمت عليا قط )) وهذا نفيٌ تامٌ لوقوع الشتم منه لعلي بن أبي طالب ، مما يثبت أن ما ملنا إليه من القول بأنه بريء التهمة هذا صحيحٌ لما عرف عنه من الصدق والامانة ومخافة الله عز وجل .
    [2] وقال العقيلي (44) : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبي جعفر قال: أخبرنا يوسف ابن أَحْمَدَ، قال: حَدَّثَنَا العقيلي، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسماعيل، قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الحلواني، قال: حَدَّثَنِي شبابة، قال: سمعت حريز بْن عثمان قال له رجل: يا أبا عثمان ، بلغني أنك لا تترحم على علي، قال: فَقَالَ له: اسكت، ما أنت وهذا، ثم التفت إلي فَقَالَ: رحمه الله مئة مرة.
    قُلت : وهذا إسنادهُ صحيح . والله أعلم .
    وقد قرنه الإمام أحمد بن حنبل مع الإمام الاوزاعي في القدر ، ففي العلل : (( سمعته يقول: سعيد بن عبد العزيز فوق صفوان بن عمرو فقلت له: فوق صفوان قال: نعم قلت فحريز بن عثمان الرحبي قال: سعيد فوقه قلت له فهو فوق صفوان أعني حريزاً قال نعم حريز فوق صفوان قلت فالأوزاعي قال هؤلاء كلهم ثقات وابن جابر معهم يعني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر )) ، وهذا منه توثيقٌ لهُ وإثباتٌ لإمامته - رحمه الله - ، وقد نفى عنه أن يقول بالقدر ولو كان الإمام أحمد يرى أنه يقول بالنصب لأثبت عليه ! كما نفى عنه بدعة القول بالقدر . والله أعلم .
    وفي أحلك الأحوال لو أنك أثبت عليه تلك البدعة فلابد أن تقر بتراجعه عن ذلك وتوبته لما روي عنه من نفي الشتم قط ، وما روي بإسناد صحيح أنه كان يترحم عليه وهذا منه إن كان ذلك ثابت عندك أنه تراجع عن ذلك وتاب وهذه فضيلة منقبة لا مثلبة ، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له وأما إن أقررت وأثبت أن ما ورد عن أبي اليمان ويزيد بن هارون - رضي الله عنهما - هو من قبيل التأثر بما نقل عنه من القول بالنصب ، وأكثرها لا يصح عنه بالقول بالنصب وصح قول يزيد بن هارون وقول أبي اليمان ، والأرجح عندي والله أعلم أنه بريء من تلك التهمة كما قال ذلك أبي حاتم الرازي - رضي الله عنه - وهو ما ظهر لي على قصر علمنا . والله أعلم .

    أملاه العبد العاثر الفقير /
    أبي الزهراء بن أحمد آل أبو عودة الغزي ثم الأثري
    حامدا الله تعالى ومصلياً له وعلى نبيه
    العدنان محمد صلوات ربي عليه وعلى آله وصحبه
    وأمهات المؤمنين جميعاً
    وأسأل الله تعالى أن يحفظ لي والدتي وأن يطيل
    في عمرها وأن يتقبل عملها ويغفر لها ذنبها ..


    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ ــ
    (1) تاريخ يحيى برواية الدوري: 2 / 106، وبرواية الدارمي، رقم 241، 375 وطبقات خليفة 315، والعلل لأحمد: 1 / 369، وتاريخ البخاري الكبير: 3 / الترجمة 356، وتاريخه الصغير: 2 / 155، والكنى لمسلم، الورقة 71، والمعارف: 397، وثقات العجلي، الورقة 9، والمعرفة ليعقوب: 1 / 151، 157، 258، 2 / 303، 313، 315، 317، 343، 386، 388، 427، 428، 429، 430، 522، 755، 3 / 174، 175، 205، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي: 154، 213، 215، 272، 333، 390، 398، 543، 595، 603، 622، 703، وضعفاء العقيلي، الورقة 58، والجرح والتعديل: 3 / الترجمة 1288، والمجروحين لابن حبان: 1 / 268 269، والكامل لابن عدي: 1 / الورقة 299، 300 وأسماء الدارقطني، الترجمة: 263، وثقات ابن شاهين، الورقة: 18، وتسمية من أخرجهم الإمامان للحاكم، الورقة 18، ورجال البخاري للباجي، الورقة: 52، وتاريخ بغداد: 8 / 265، وموضح أوهام الجمع: 2 / 68، وإكمال ابن ماكولا: 2 / 86 85، والجمع لابن القيسراني: 1 / الترجمة 452، وأنساب السمعاني: 6 / 95، 96، وتاريخ ابن عساكر (تهذيبه: 4 / 116) والضعفاء لابن الجوزي، الورقة 44، ومعجم البلدان: 4 / 604، واللباب لابن الاثير: 2 / 19، وتذكرة الحفاظ: 1 / 176، والعبر: 1 / 241، وتذهيب التهذيب: 1 / الورقة 128، 129، والكاشف: 1 / 214، وميزان الاعتدال: 1 / 476 475 (رقم 1792) ، والمغني: 1 / الترجمة 1358، وديوان الضعفاء، الترجمة: 872، والمشتبه: 151، وسير أعلام النبلاء: 7 / 79، 81، وإكمال مغلطاي: 2 / الورقة: 146، والوافي بالوفيات: 11 / 347، وبغية الاريب، الورقة 85، ونهاية السول، الورقة 61، وتوضيح ابن ناصر الدين: 1 / الورقة 129، وتهذيب ابن حجر: 2 / 237، 241، وخلاصة الخزرجي: 1 / الترجمة 1293، وشذرات الذهب: 1 / 257. وتوهم الصفدي فذكر أن مسلما روى له.
    (2) تهذيب الكمال (5/567) .
    (3) سير أعلام النبلاء (7/79) .
    (4) رواه عنه المفضل بن غسان الغلابي تاريخ بغداد الخطيب البغدادي (8/266) .
    (5) نقله من تاريخ الخطيب: 8 / 270.
    (6) تاريخه الكبير: 3 / الترجمة 356 وانظر المعرفة ليعقوب: 2 / 388، والكامل لابن عدي: 1 / الورقة 299، وتاريخ الخطيب: 8 / 268.
    (7) قال المحقق : تاريخه الكبير: 3 / الترجمة 356 ولعل هذا هو السبب الذي جعله يخرج له في "الصحيح"حديثين ، وما فعل حسنا، فانتظر تعليقنا على ترجمته.
    (8) تاريخ الخطيب: 8 / 269 عن أبي داود سؤالات الآجري .
    (9) المصدر السابق .
    (10) رواه عن يحيى بن معين إِسْحَاق بْن منصور ، ومعاوية بْن صالح ، والمفضل بْن غسان الغلابي، وعباس الدوري ، وعثمان بْن سَعِيد الدارمي ، وقد نقلته في تاريخ ابن معين رواية المفضل بن غسان الغلابي في ملتقى أهل الحديث وهو منشورٌ فيه .
    (11) تاريخ ابن عساكر.
    (12) تاريخ الخطيب: 8 / 269.
    (13) من ابن عساكر، وهو ليس في تاريخ الدارمي.
    (14) المعرفة: 2 / 386.
    (15) الجرح والتعديل: 3 / الترجمة 1288.
    (16) وهي من رواية الأحوص أبو أمية عن أبيه وهو تاريخ مفقود متفرق في كتب الرجال كتاريخ الخطيب وابن عساكر وهذا من ابن عساكر (تهذيب: 4 / 117) .
    (17) الثقات، الورقة 9، وتاريخ الخطيب: 8 / 266.
    (18) تاريخ الخطيب: 8 / 266 والكامل لابن عدي: 1 / الورقة 299.
    (19) تهذيب التهذيب (8\410).
    (20) تاريخ الخطيب ك 8 / 266.
    (21) الجرح والتعديل: 3 / الترجمة: 1288.
    (22) تاريخ ابن عساكر (تهذيبه: 4 / 117) .
    (23) تاريخ الخطيب: 8 / 267.
    (24) ضعفاء العقيلي، الورقة 58.
    (25) تاريخ بغداد (8\278) .
    (26) موسوعة أقوال الدارقطني في الرجال (1/191) .
    (27) تهذيب الكمال (5/576).
    (28) تاريخ بغداد (9/182) .
    (29) تاريخ ابن معين رواية ابن محرز (1/52) .
    (30) ثقات العجلي (2/87) .
    (31) الجرح والتعديل (6/292) .
    (32) الكامل في ضعفاء الرجال (6/166) .
    (33) تاريخ الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/220) .
    (34) المجروحين لابن حبان (1/268) .
    (35) تاريخ بغداد (8/181) .
    (36) تاريخ بغداد (9/181) .

    (38) الكامل لابن عدي (1/321) .
    (39) الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/91) .
    (40) تاريخ بغداد للخطيب (9/182) .
    (41) تاريخ دمشق (12/348) .
    (42) البخاري في الكبير(3/103) .
    (43) تاريخ ابن معين رواية الدوري (4/475) .
    (44) تهذيب الكمال (5/578) .


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    326

    افتراضي رد: التِبيان في دِراسة جَرح التَابعيّ حَرِيْزُ بْن عُثْمَان

    بارك الله فيك أخي الكريم
    تنبيه:
    قلت بارك الله فيك:
    [2] قال العقيلي (28) : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن علي الحلواني، قَالَ: حَدَّثَنَا عمران بْن أبان، قَالَ: سمعت حريز ، يقول: لا أحبه، قتل آبائي، قتل آبائي، يعني عليا.
    قلت : العقيلي هو الإمام الثبت ، ومحمد بن إسماعيل وهو البخاري إمام المحدثين وأميرهم فيه - رضي الله عنه

    وشيخ العقيلي هو محمد بن إسماعيل الصائغ المكي،
    والبخاري ليس هو شيخ العقيلي، وإنما يروي عنه بواسطة

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: التِبيان في دِراسة جَرح التَابعيّ حَرِيْزُ بْن عُثْمَان


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: التِبيان في دِراسة جَرح التَابعيّ حَرِيْزُ بْن عُثْمَان

    الأخ الحبيب الفاضل المبارك / أبو مالك المديني - وفقه الله - .
    أحسنتم التنبيه والاستدراك وجزاكم الله تعالى كل خيرٍ أصبتم وأخطأ أبي الزهراء - نفع الله بكم - .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: التِبيان في دِراسة جَرح التَابعيّ حَرِيْزُ بْن عُثْمَان

    مواضيعك وأبحاثك طيبة جدا ، نفع الله بك ، وهكذا كما عرفتك متواضعا خلوقا .
    واسمح لي أن أشاركك :
    قولك : شيوخه : حدث - رحمه الله - عن خلقٍ كثيرٍ جداً وكانوا جميعاً ثقات ..
    أعلم أن هذا قول أبي داود رحمه الله . واعتمده جمع من أهل العلم .
    لكن هناك بعض شيوخه تكلم فيه بعض أهل العلم ومنهم :
    ـ عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي ، أبو سلمة الشامي الحمصي.
    قال علي بن المديني : مجهول لم يرو عنه غير حريز بن عثمان. وقال الحافظ في تقريبه: مقبول.
    ـ يزيد بن صالح ، ويُقال : ابن صليح ، ويُقال : ابن صبيح ، الرحبي الحمصي.
    وقَال الدَّارَقُطْنِي ُّ : حمصي لا يعتبر به ( سؤالات البرقاني )، وَقَال ابن حجر في "التقريب" مقبول .
    وغيرهما ، نعم قد وثق هؤلاء بعض العلماء كابن حبان والعجلي ، ممن فيه تساهل في التعديل .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: التِبيان في دِراسة جَرح التَابعيّ حَرِيْزُ بْن عُثْمَان

    الأخ الحبيب اللبيب الطيبِ / أبو مالك المديني - أيده الله بنصره - .
    وأما القول الذي اعتمدته فهو قول أبي داود - رحمه الله - كما أشرت وهو تعديلٌ بالجملة ، قال ابو داود سؤالات الآجري : ((
    شيوخ حريز كلهم ثقات )) وقال ابن عدي في كامله (2/453) : (( وحريز يحدث عن أهل الشام، عن الثقات منهم )) فالذي يتجلى لنا أن قول ابن عدي وأبي داود تعديلٌ لشيوخه الذين حدث عنهم ، والذي لا يروي إلا عن ثقةٍ على ضربين :
    [1] مَنْ عرف أنه إمامٌ لا يروي إلا عن ثقةٍ بسبب تحريه وإنتقاءه الراوية عن الثقات عنده الذين عرف روايتهم وهم الإمام يحيى بن سعيد القطان ، والإمام أحمد بن حنبل ، ومالك بن أنس ، والإمام أبي زرعة الرازي ، وشعبة أمير المؤمنين بالحديث .
    [2] مَن عرف بالتتبع أنه لا يروي إلا عن ثقةٍ ، بسبب تتبع شيوخه الذين ثبت حديثه عنهم وروى عنهم ، فيكونون ثقاتٍ عند من أطلق عبارة التوثيق في شيوخه كأن يقول : (( يحيى بن أبي كثير اليمامي لا يروي إلا عن ثقة )) ، كشأن قول أبي داود في شيوخ حريز بن عثمان الرحبي : (( شيوخ حريز ثقاتٍ )) كذلك قول ابن عدي في الكامل .
    وهاتان صورتان يمكن أن يطلق فيها القول بأنه لا يروي إلا عن ثقةٍ والأرجح عندنا بعد التحري وإن كانت تعارضت بجرح مفسرٍ فإنها لا تكون على إطلاقها إلا أن هذا الأمر غير متوفرٍ في عبد الرحمن بن ميسرة فلا نطلق تساهل الأئمة في شأن مَن عرف أنه تابعي فأنت تعلم أن الحافظ ابن حجر كان يطلق كلمة مقبول على طبقة التابعين وإن كان جهله أحد الأئمة ، ولكنه لم يتفرد بتوثيقه ! إذا انفرد الإمام علي بن المديني بتجهيل بن ميسرة ، وقال ابن حجر مقبول ووثقه العجلي وقال شامي تابعي ثقة ، وقد حدث عنه جمعٌ مِنْ الثقات وهذا كفيلٌ بزوال الجهالة وهي جهالة الحال عنه ، قال الإمام الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيئاً من فقهها : ((
    قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات غير عبد الرحمن بن ميسرة، قال ابن المديني: " مجهول ". لكن قال أبو داود: " شيوخ حريز كلهم ثقات ". وقال العجلي في " الثقات " (ق 34 / 2 - ترتيب الهيثمي) : " شامي تابعي ثقة ". ونقله عنه الحافظ في " التهذيب " ولم يزد، وفاته أنه ذكره ابن حبان أيضا في " ثقاته " (1 / 131 - الظاهرية) . وقد روى عنه جماعة من الثقات كما في " التهذيب ". وتابعه ثور بن يزيد عن عبد الرحمن بن ميسرة به كما في " تحفة الأشراف " للحافظ المزي (2 / 97) . وقال البوصيري في " زوائد ابن ماجه " (ق 168 / 1) : " وإسناده صحيح، رجاله ثقات " )) فعبضاً من شيوخه مجروحٌ كشبيب ويزيد بن صالح وحمزة بن هانئ عن أبي أمامة الباهلي وقد ذكرهم الإمام الألباني والذي يترجح بيناً أن القاعدة ليست على إطلاقها إلا أن عبد الرحمن بن ميسرة مقبول وقد حدث بحديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين وهو حديث صحيح الإسناد وقد سبق وأن خرجنا حديثه وحكمنا له بالوثاقة .
    بالجملة فإن القاعدة وهي التوثيق المطلق لشيوخه ليست على إطلاقها إذ أن منهم من لا يعرف وأما من عرف حاله وروى عنه الثقات ووثقه أئمة كالعجلي وابن حبان وقال الحافظ مقبول وهو من أهل الاستقراء التام فهذا لاشك في قبول روايته ولا نعلم أحداً يقول بأنه مردود الرواية إلا مَن أخطأ خطأً شنيعاً ! والله المستعان ومثلكم نتعلم منه وإني في الخلاصة لأوافقكم على أن هذه القاعدة ليست على إطلاقها وإنما اعترضت على توثيق عبد الرحمن بن ميسرة فهو كما يظهر لنا مقبول . والله أعلم .

  8. افتراضي رد: التِبيان في دِراسة جَرح التَابعيّ حَرِيْزُ بْن عُثْمَان

    جزاك الله خيراً أبا زرعة .
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: التِبيان في دِراسة جَرح التَابعيّ حَرِيْزُ بْن عُثْمَان

    بالجملة فإن القاعدة وهي التوثيق المطلق لشيوخه ليست على إطلاقها إذ أن منهم من لا يعرف ..
    هذا الذي أردته ، جزاك الله خيرا ، ونفع بك .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: التِبيان في دِراسة جَرح التَابعيّ حَرِيْزُ بْن عُثْمَان

    الشيخين الحبيبين الودودين / أبو مالك ، أبو عاصم - نفع الله بهما - .
    بارك الله تعالى فيكم متابعتكما لموضوع العبد العاثر المُخطئ نفع الله بكم وبارك فيكم وحشرنا في زمرة الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وفي زمرة أصحابه الكرام رضي الله عنهم وزوجاته عليهن السلام .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: التِبيان في دِراسة جَرح التَابعيّ حَرِيْزُ بْن عُثْمَان

    للفائدة والمدارسة ..

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: التِبيان في دِراسة جَرح التَابعيّ حَرِيْزُ بْن عُثْمَان


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زُرعة الرازي مشاهدة المشاركة
    قلت : وهذا عَن أبو اليمان إشارةٌ عن كونه تاب عَن تناوله من هذا الرجل والنيل منهُ
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زُرعة الرازي مشاهدة المشاركة
    كما قال ذلك أبي حاتم الرازي - رضي الله عنه
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زُرعة الرازي مشاهدة المشاركة
    قُلت : وثقه أبي حاتم الرازي ونفى عنه تهمة ما قيل في رأيه
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زُرعة الرازي مشاهدة المشاركة
    أملاه العبد العاثر الفقير / أبي الزهراء بن أحمد آل أبو عودة الغزي ثم الأثري
    يا أبا زرعة تركت ما هو أولى بك من الحديث

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: التِبيان في دِراسة جَرح التَابعيّ حَرِيْزُ بْن عُثْمَان

    الأخ الشيخ الكريم / أبو عبد الإله المسعودي - وفقه الله - .
    لا أدري أهذا منكم طعنٌ فينا أم ماذا بالضبط ! وكأنك تتصيد لنا أخطاءاً وقعنا بها بسبب الكتابة ؟! فهل لكم ما تستدركون به علينا أو أن لكم مآخذاً علينا فحبذا لو بينت ما لديك ، نعم أنا أعترف أني أقع في الأخطاء في الكتابة ماذا في ذلك ! .

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: التِبيان في دِراسة جَرح التَابعيّ حَرِيْزُ بْن عُثْمَان

    الأخ الشيخ الودود المكرم / أبو عبد الإله المسعودي - وفقه الله - .
    ما أشرتم إليه وهو اللحن في الكتابة - نفع الله بكم - واقعٌ منا وبإذن الله تعالى سنصحح الأمر بإذن الله تعالى وأعتذر لك أن أسأت فهمك وفهم نصيحتكم لنا نفع الله تعالى بكم فالخطأ واقعٌ ونعترف بذلك ونسأل الله تعالى أن ييسر لنا ويسهل لنا الأمر .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •