تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الوصية بعدم إقامة عزاء للميت

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2011
    المشاركات
    7,011

    افتراضي الوصية بعدم إقامة عزاء للميت

    بعض طلاب العلم كتب في وصيته بعدم إقامة عزاء له بعد وفاته لأنه من البدع عند بعض العلماء ، وحدثني من حضر جنازة الشيخ أحمد غزلان رحمه الله ( إمام وخطيب مسجد الأنصار بمحافظة الزرقاء بالممكلة الأردنية الهاشمية ) بأن المتحدث على قبره قال : الفقيد أوصى بعدم إقامة عزاء له .

    فما رأي العلماء وطلاب العلم في هذه الوصية ؟

    ومن المعروف للقاصي والداني بأن الشيخ ابن عثيمين عندما توفي والده رحمهما الله تعالى لم يفتح عزاء له .

    نعم ورد أثر في البخاري يدل على مشرعية اجتماع النساء للتعزية :

    قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه :

    5417 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا مَاتَ المَيِّتُ مِنْ أَهْلِهَا، فَاجْتَمَعَ لِذَلِكَ النِّسَاءُ، ثُمَّ تَفَرَّقْنَ إِلَّا أَهْلَهَا وَخَاصَّتَهَا، أَمَرَتْ بِبُرْمَةٍ مِنْ تَلْبِينَةٍ فَطُبِخَتْ، ثُمَّ صُنِعَ ثَرِيدٌ فَصُبَّتِ التَّلْبِينَةُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَتْ: كُلْنَ مِنْهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «التَّلْبِينَةُ مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ المَرِيضِ، تَذْهَبُ بِبَعْضِ الحُزْنِ» .
    __________
    [تعليق مصطفى البغا]
    5101 (5/2067) -[ ش أخرجه مسلم في السلام باب التلبينة مجمة لفؤاد المريض رقم 2216
    (خاصتها) من تخصه ببرها وودها من غيرهن. (ببرمة) قدر من حجارة أو نحوها. (تلبينة) طعام رقيق يصنع من لبن ودقيق أو نخالة وربما جعل فيه عسل سميت بذلك تشبيها باللبن لبياضها ورقتها. (ثريد) خبز يفتت ثم يبل بمرق. (مجمة) استراحة. (لفؤاد) لقلب]
    [5365، 5366]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2011
    المشاركات
    7,011

    افتراضي رد: الوصية بعدم إقامة عزاء للميت

    منقول من أبي الحارث العبادي

    أنا شخصيا أوصيت بهذا .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2011
    المشاركات
    7,011

    افتراضي رد: الوصية بعدم إقامة عزاء للميت

    منقول من الدكتور أمجد المستريحي حفظه الله

    بيوت عزائنا تحولت إلى مجالس للبهرجة والتسلية
    الشيخ أمجد المستريحي الحسني القرشي
    إنّ تعزية المسلم لأخيه المسلم في مصابه حقٌ من الحقوق الشرعية الواجبة التي أوجبها الإسلام الحنيف،وفيها من الأجر العظيم عند الله تعالى،حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من عزّى أخاه بمصيبةٍ كساه الله من حُلل الكرامة يوم القيامة))، إضافةً لما في ذلك من تخفيف آلام أهل الميت وما فيه من توطيد لأواصر المحبة والتواصل والتعاضد والشعور بين الناس،لكن شريطة أن يكون هذا ضمن الضوابط الشرعية خالياً من البدع المنكرة،والعادا ت الدنيوية السيئة.
    وإنّ إقامة بيوت عزاء فخمة، والإعداد لمراسيم تتسم بـ«الأبّهة» لتقبُّل العزاء، ظاهرة أصبحت تتكرر في كل منطقة أردنية، يزيد من مشقتها أن كثيراً ممن يعملون ويقيمون في المدن، عمّان تحديداً، يقرّرون دفن موتاهم وإقامة بيوت العزاء في مسقط الرأس، وغالباً ما يكون قرية؛ ما يعني، من جهة أخرى، عبئاً إضافياً على أولئك «المضطرّين» إلى التعزية، لقرابةٍ أو نسبٍ أو زمالة أو علاقة مصلحيّة مع المتوفى.
    تغيرات كثيرة أصابت أنماط المواساة في البلاد. فإلى وقت قريب، وربما حتى منتصف التسعينيات، كان العزاء يقام في بيت المتوفى أو والده، ويتوافد الناس إلى بيت العزاء بعد الصلاة والدفن حاملين معهم الأرز أو القهوة أو السكّر، أو بعضاً مما تنتجه أرضهم، للإسهام في تخفيف الأعباء على أهل المتوفى، وهذا ما ظل عليه الوضع سائراً في المجتمعات الفلاحية المستقرة تاريخياً، إذ يتكاتف الناس في السراء والضراء.
    هذا النمط المبنيّ على التعاضد والتكاتف أو تحركه دوافع الصداقة الوثيقة، يبدو معرّضاً للزوال بالتدريج، مع شيوع أنماط الاستهلاك في المجتمع، مثلما حدث مع مناسبات اجتماعية أخرى كالأعراس.
    الحزن في الماضي، كان يبدو على ملامح المعزين الذين يقصدون بيت العزاء الذي يتسم بالبساطة، قبل أن تتبدل الحال. حتى ذهب البعض من المواطنين إلى وصف كثير من بيوت العزاء التي تقام حالياً بـ((الأعراس))!!!، نظراً لاهتمام ذويها بالجانب ((الجمالي)) للمكان، ونصب أفخم أنواع خيم العزاء، عدا المبالغة الملحوظة في الضيافة.
    لقد بات مألوفاً أن يشاهد المرء في أحياء المدينة والقرية، صيوانات مفروشة بالسجاد المخملي ومؤثثة بالمقاعد الوثيرة. والمفارقة أن هذه ((الفخفخة))!!!، لا تعكس بالضرورة الوضع المادي للمتوفى وأسرته، بل إنها في كثير من الأحيان تعبير عن إنفاق استهلاكي وبهرجة زائفة، أو لإظهار صورة المتوفى وأهله على غير ما هي عليه.
    لكن هناك من يرى أن ذلك يدخل في باب ((الضرورة الاجتماعية))!!!. و يقول إن إظهار ((الأبّهة)) و ((الفخامة))!!! من خلال صواوين العزاء، أمرٌ لم يعد بالإمكان تجنبه، بخاصة إذا كانت عائلة المتوفى ذات مكانة في المجتمع، فـ((النخب)) تحرص على زيارة بيوت العزاء من هذا النوع.
    المعاناة العاطفية الأشد هي عندما يجد أهل المتوفى أن بيت عزاء فقيدهم الغالي قد تحوّل إلى ((ساحة علاقات عامة))!!!، يعمد فيها بعضهم إلى تسويق أنفسهم. حيث توفر بيوت العزاء فرصةً للتعارف، والحوار في الشؤون العامة، وإبداء الآراء حول مسائل معيشية، مثلما تتسع لأحاديث الانتخابات، وفرص الفوز، وغير ذلك من موضوعات ذات صلة،خصوصاً بمثل هذه الأيام التي تشهد العرس الديمقراطي الإنتخابات البرلمانية.
    إذا كان هناك من ((يحترف))!! العزاء طمعاً في منصب، فإن هناك من يحترفه طمعاً في ((وجبة طعام))!!!؛ فهناك،صنف من المعزّين يؤمُّون بيت العزاء طيلة أيامه، ولكن في أوقات الغداء حصريّاً، ويغادرون بعده مباشرة. ومنهم من ينهمك في ((تفحّص)) اللحوم المستخدمة في إعداد المناسف، لمعرفة إن كانت ((بلدية))!! أم ((مستوردة))!!، وربما يبدي تعليقاً على مستوى جودة الطعام، رغم أنه غير مدعو أصلاً، ولا يرتبط بصلة مع المتوفى أو أقاربه.
    بيوت العزاء في المجتمع تحولت من مناسبة للتعاطف والمواساة، إلى عبء اجتماعي، وتسرب إليها النفاق الاجتماعي، وانتقلت إلى خانة الاستعراض والبهرجة، فطالتها بذلك تحوّلات طالت العديد من مظاهر الحياة في المجتمع، ويبدو أن الطرفَين، أهل المتوفى والمعزّين به، مضطرَّان كلاهما إلى دفع ضريبتها، في وقت لم تعد تنفع فيه وثائق شعبية كثيرة وقَّع عليها أبناء مناطق مختلفة في البلاد، للتخفيف من الأعباء التي تثقل كاهل أهل المتوفى.
    أنا هنا لا أدعو لإلغاء العادات الإجتماعية في مجتمعاتنا،فالعا دات والأعراف التي لا تصادم نصوص الشريعة لا بأس بها ولا حرج منها وكما تقول القاعدة الأصولية: ((والعرف في الشرع له اعتبار))،ولكن أدعو إلى الإتزان والإنضباط بضوابط الشرع والإبتعاد عن البدع والعادات السيئة التي ترهق كاهل الناس وتوقعهم بالحرج،حتى صار الذي يموت له ميت ينفق عليه وعلى مراسم تقبل العزاء أكثر مما ينفق على زواج ولد من أولاده،!!! كل ذلك مشيا ومسايرة للعادات والتقاليد والأعراف السائدة والتي لا تمت للإسلام بصلة. والله المستعان.
    ( نشرت في صحيفة الدستور)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •