ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في شأن يونس عليه السلام أنه قال: ايها الحوت انه ليس طعاما لك وإنما أنت مسكنا له إلى حين.
ماصحة هذا الحديث ؟
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في شأن يونس عليه السلام أنه قال: ايها الحوت انه ليس طعاما لك وإنما أنت مسكنا له إلى حين.
ماصحة هذا الحديث ؟
ورد في الحديث القدسي :( أوحى الله إلى الحوت: أن لا تضرى له عظماً ولا لحماً. ثم ابتلعه حوت آخر فنادى في الظلمات ظلمة الحوت وحوت آخر وظلمة البحر ) رواه أحمد في الزهد ص34. وهو أثر ضعيف لم يثبت رفعه وإنما صح موقوفا على سالم بن أبى الجعد وهو من التابعين له رواية عن أبى هريرة وابن عمر وابن عباس وجابر وأنس وأبى امامة وغيرهم.
و في مجمع الزوائد ج6 ص 478 : قوله تعالى: {فالتقمه الحوت وهو مليم}عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لما أراد الله تبارك وتعالى حبس يونس في بطن الحوت أوحى الله إلى الحوت أن لا تخدشن له لحماً ولا تكسرن له عظماً فأخذه ثم أهوى به إلى مسكنه في البحر فلما انتهى به إلى أسفل البحر سمع يونس حساً فقال في نفسه: ما هذا؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليه وهو في بطن الحوت: إن هذا تسبيح دواب الأرض. فسبح وهو في بطن الحوت فسمعت الملائكة تسبيحه فقالوا: ربنا إنا نسمع صوتاً ضعيفاً بأرض غربة. فقال تبارك وتعالى: ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر فقالوا: العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح؟ قال: نعم. فشفعوا له عند ذلك فأمر الحوت فقذفه في الساحل كما قال الله تعالى: {وهو سقيم}.
وقال الهيثمي عند إيراده له:رواه البزار عن بعض أصحابه ولم يسمه وفيه ابن إسحاق وهو مدلس،وبقية رجاله رجال الصحيح.
ذكره البغوي - ممرضًا وبلا سند - موقوفًا على ابن عباس فقال:
... وَأَوْحَى اللَّهُ إلى الحوت [أن] لَا تُؤْذِي مِنْهُ شَعْرَةً فَإِنِّي جَعَلْتُ بَطْنَكَ سِجْنَهُ وَلَمْ أَجْعَلْهُ طَعَامًا لَكَ.
وَرُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: نُودِيَ [الْحُوتُ] إِنَّا لَمْ نَجْعَلْ يونس لك قوتا، وإنما جَعَلَنَا بَطْنَكَ لَهُ حِرْزًا وَمَسْجِدًا.
تفسير البغوي - إحياء التراث (2/ 435)
هذه الرواية ضعيفة الإسناد قد أخرجها الثعلبي في تفسيره وهي رواية العوفي عن ابن عباس قال : كان يونس وقومه يسكنون فلسطين،فغزاهم ملك فسبي منهم تسعة أسباط ونصف سبط وبقي سبطان ونصف، فأوحى الله تعالى إلى شعياً النبي أن سر إلى حزقيا الملك وقل له حتى يوجّه نبياً قويّاً أميناً فإنّي أُلقي في قلوب أُولئك حتى يرسلوا معه بني إسرائيل،فقال له الملك : فمن ترى؟وكان في مملكته خمسة من الأنبياء، فقال : يونس، فإنّه قوي أمين، فدعا الملك يونس وأمره أن يخرج، فقال يونس : هل أمرك الله بإخراجي؟ قال : لا،قال : فهل سمّاني لك؟ قال : لا، قال : فها هنا غيري أنبياء أقوياء أُمناء، فالحّوا عليه فخرج مغاضباً للنبىّ وللملك ولقومه،فأتى بحر الروم فإذا سفينة مشحونة فركبها فلمّا تلججت السفينة تكفأت حتى كادوا أن يغرقوا فقال الملاّحون، ها هنا رجل عاص أو عبد آبق، ومن رسمنا أن نقترع في مثل هذا فمن وقعت عليه القرعة ألقيناه في البحر. ولئن يغرق واحد خير من أن تغرق السفينة بما فيها،فاقترعوا ثلاث مرّات فوقعت القرعة في كلّها على يونس.فقام يونس فقال : أنا الرجل العاصي والعبد الآبق، وألقى نفسه في الماء فجاء حوت فابتلعه، ثمَّ جاء حوت آخر أكبر منه فابتلع هذا الحوت، وأوحى الله إلى الحوت : لا تؤذ منه شعرة فإنّي جعلت بطنك سجنه، ولم أجعله طعاماً لك.) ج9 ص 157
و العوفي هو "عطية بن سعد بن جنادة " ، وهو ضعيف ضعفه أحمد وأبو حاتم وغيرهما .
جزاكم الله خيرا جميعاً.