رسالة
فضل المدينة وآداب سكناها وزيارتها

عبد المحسن بن حمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمد العباد البدر
قال : المدينة المباركة شرَّفها الله وفضّلها، وجعلها خير البقاع بعد مكة، ويدل لتفضيل مكة على المدينة قولُ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لمّا أخرجه الكفار منها واتَّجه

إلى المدينة مهاجراً، قال مخاطباً مكة: "والله إنَّكِ لَخيْرُ أرضِ الله، وأَحبُّ أرضِ الله إلى الله، ولولا أنِّي أُخرجتُ منكِ ما خرجتُ"، رواه الترمذي، وابن ماجه، وهو حديثٌ صحيحٌ.
وأمَّا الحديثُ الذي يُنسبُ إلى الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، وهو:"أنَّ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم دعَا وقال: "اللَّهمَّ إنَّكَ أخْرَجْتَنِي مِن أَحَبِّ البلادِ إلَيَّ ـ يعني مكَّةَ ـ فَأَسْكِنِّي في أحبِّ البلادِ إليك ـ يعني المدينةَ ـ"، فهو حديثٌ موضوعٌ، ومعناه غيرُ مستقيم؛ لأنَّه يدلُّ على أنَّ الأحبَّ إلى الله غيرُ الأحبِّ إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، والأَحَبّ إلى الرَّسول غير الأحبِّ إلى الله، ومِن المعلومِ أنَّ مَحبَّةَ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم تابعةٌ لِمحَبَّة الله سبحانه وتعالى، ليس الأحب إلى الله غير الأحب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.

جزى الله الشيخ خيرا وبارك في علمه وعمره