صفته :
اختلفت الروايات في وصف خاتم النبوة، ففي حديث عبد الله بن سرجس عند مسلم (2346) (كبيضة الحمامة)، وفي حديث السائب بن يزيد عند البخاري (3541) (مثل زر الحجلة)، وفي حديث أبي موسى الأشعري عند الترمذي (3620) (مثل التفاحة)، وفي حديث عبد الله بن سرجس عند البيهقي في دلائل النبوة (221 ) (جُمْعًا عليهما خيلان كأمثال الثآليل )، والثآليل جمع ثؤلول وهو حبة يظهر في الجلد كالحمصة .
وفي حديث ابن عمر عند ابن حبان (6302) (مثل البندقة من اللحم)، وفي حديث قرة بن إياس عند البيهقي(223) (مثل السلعة) .
قال المناوي (كلها متقاربة وأصل التفاوت في نظر الرائي بعد أو قرب) .([1])
قال القرطبي : (اتفقت الأحاديث الثابتة على أن الخاتم شيئًا بارزًا أحمر عند كتفه الأيسر قدره إذا قل كبيضة الحمامة وإذا كثر جُمع اليد... ) .
وقال ابن حجر : ( وأما ما ورد من أنها كأثر المحجم أو كانت كالشامة السوداء أو الخضراء أو مكتوب عليها محمد رسول الله فأنت المنصور أو نحو ذلك فلم يثبت منها شيء) .([2])
مكانه :
كان خاتم النبوة بين كتفي النبي- صلى الله عليه وسلم-كما في حديث السائب بن يزيد عند البخاري (3541)، وفيه: ( فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه)، وكان ناحية كتفه الأيسر كما في حديث عبد الله بن سرجس عند مسلم (2346) (قال ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى) .
متى وُضع الخاتم بين كتفيه صلى الله عليه وسلم ؟
هل وُلد به النبي- صلى الله عليه وسلم- ؟ أم وُضع حين ولادته ؟ أم وُضع عند شق صدره ؟ قاله عياض وتعقبه النووي وكذا القرطبي، أم وُضع حين نُبيء ؟
أقوال لأهل العلم لعل أقربها للصحة : أنه كان عند شق صدره وهو مسترضع في بني سعد بن بكر، لما في حديث عتبة بن عبد الله السلمي، وفيه : ( أن الملكين لما شقا صدره قال أحدهما للآخر خطه، فخاطه وختم عليه بخاتم النبوة ) .[3]
أما ما جاء في أنه عندما نُبيء، فلا يخفى عليك ضعف الحديث الذي في شأنه كما تقدم .
([1]) فيض القدير(1/179) .
([2]) فتح الباري (6/876-787) .
[3] حسن : أخرجه أحمد (17648)، والدارمي (13)،دون السؤال، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/222) :( رواه أحمد والطبراني، ولم يسق المتن، وإسناد أحمد حسن )، وحسنه الألباني في الصحيحة (1/372) .