تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 84

الموضوع: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المصباح المنير مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك أخي لو ذكرت مصدر كل قاعدة فهذا حسن لأن موضوع العقيدة من الأهمية بمكان
    سأفعل ذلك إن شاء الله في نهاية ذكري للقواعد، وهي ثلاثون قاعدة
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    القاعدة الحادية عشر أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف الشرح: في هذه القاعدة رد على المعتزلة الذين يثبتون أسماء الله تعالى بلا أوصاف؛ فيقولون: عليم بلا علم، سميع بلا سمع، بصير بلا بصر، ونحو ذلك. قال ابن تيمية رحمه الله في معرض ذكره لمنهج الجهمية: "وقاربهم طائفة ثالثة من أهل الكلام، من المعتزلة ومن اتبعهم، فأثبتوا لله الأسماء دون ما تتضمنه من الصفات، فمنهم من جعل العليم والقدير والسميع والبصير كالأعلام المحضة المترادفات، ومنهم من قال: عليم بلا علم، قدير بلا قدرة، سميع بصير بلا سمع ولا بصر، فأثبتوا الاسم دون ما تضمنه من الصفات". وهذا خطأ وباطل. فالخالق سبحانه وتعالى أسماؤه أعلام وأوصاف؛ أعلام باعتبار دلالتها على الذات، وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من معانٍ. فهو عليم ومتصف بصفة العلم، سميع ومتصف بصفة السمع، حكيم ومتصف بصفة الحكمة، رحيم ومتصف بصفة الرحمة، وهكذا في جميع أسمائه سبحانه وتعالى الحسنى، فكل اسم يحمل معنًى من معاني الكمال والجمال. قال ابن القيم رحمه الله: "وهذا شأن أسماء الرب تعالى وأسماء كتابه وأسماء نبيه صلى الله عليه وسلم، هي أعلام دالة على معان هي بها أوصاف فلا تضاد فيها العلمية الوصف بخلاف غيرها من أسماء المخلوقين فهو الله الخالق البارئ المصور القهار، فهذه أسماء دالة على معان هي صفاته، وكذلك القرآن والفرقان والكتاب المبين وغير ذلك من أسمائه. وكذلك أسماء الرب تعالى كلها أسماء مدح ولو كانت ألفاظا مجردة لا معاني لها لم تدل على المدح وقد وصفها الله سبحانه بأنها حسنى كلها، فقال:{ولله الأسماء الحسنى}(الأعراف: ١٨٠،) فهي لم تكن حسنى لمجرد اللفظ بل لدلالتها على أوصاف الكمال؛ ولهذا لما سمع بعض العرب قارئا يقرأ:{والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم}(المائدة: ٣٨) والله غفور رحيم؛ قال: ليس هذا كلام الله تعالى. فقال القارئ: أتكذب بكلام الله تعالى؟ فقال: لا، ولكن ليس هذا بكلام الله. فعاد إلى حفظه وقرأ:{والله عزيز حكيم}(المائدة: ٣٨؛) فقال الأعرابي: صدقت؛ عز فحكم فقطع، ولو غفر ورحم لما قطع. وأيضا فإنه سبحانه يعلل أحكامه وأفعاله بأسمائه، ولو لم يكن لها معنى لما كان التعليل صحيحا؛ كقوله تعالى:{فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا}(نوح: ١٠،) وقوله تعالى:{فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم}(البقرة: ٢٢٦ - ٢٢٧؛) فختم حكم الفيء الذي هو الرجوع والعود إلى رضى الزوجة والإحسان إليها بأنه غفور رحيم، يعود على عبده بمغفرته ورحمته إذا رجع إليه، والجزاء من جنس العمل؛ فكما رجع إلى التي هي أحسن رجع الله إليه بالمغفرة والرحمة. وقال تعالى:{وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم}(البقرة: ٢٢٧؛) فإن الطلاق لما كان لفظا يسمع ومعنى يقصد عقبه باسم السميع للنطق به العليم بمضمونه. وأيضا فإنه سبحانه يستدل بأسمائه على توحيده ونفي الشرك عنه، ولو كانت أسماء لا معنى لها لم تدل على ذلك؛ كقول هارون لعبدة العجل:{وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري}(طه: ٩٠)، وقوله سبحانه في القصة:{إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما}(طه: ٩٨،) وقوله تعالى:{وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}(البقرة: ١٦٣،) وقوله سبحانه في آخر سورة الحشر:{هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم}(الحشر: ٢٢ - ٢٣؛) فسبح نفسه عن شرك المشركين به عقب تمدحه بأسمائه الحسنى المقتضية لتوحيده واستحالة إثبات شريك له. ومن تدبر هذا المعنى في القرآن هبط به على رياض من العلم حماها الله عن كل أفاك معرض عن كتاب الله واقتباس الهدى منه، ولو لم يكن في كتابنا هذا إلا هذا الفصل وحده لكفى من له ذوق ومعرفة والله الموفق للصواب. وأيضا فإن الله تعالى يعلق بأسمائه المعمولات من الظروف والجار والمجرور وغيرهما، ولو كانت أعلاما محضة لم يصح فيها ذلك؛ كقوله:{قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السموات وما في الأرض والله بكل شيء عليم}(الحجرات: ١٦)،{ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين}(الجمعة: ٧)، {فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين}(آل عمران: ٦٣)، {هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما}(الأحزاب: ٤٣)، {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم}(التوبة: ١١٧)، {ولله ملك السموات والأرض والله على كل شيء قدير}(آل عمران: ١٨٩)، {يجعلون أصابعهم في ءاذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين}(البقرة: ١٩)، {وماذا عليم لو ءامنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما}(النساء: ٣٩)،{وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير}(هود: ١١١)،{إن الله يعلم غيب السموات والأرض والله بصير بما تعملون} (الحجرات: ١٨)، {ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر على من يشاء إنه بعباده خبير بصير}(الشورى: ٢٧)، ونظائره كثيرة. وأيضا فإنه سبحانه يجعل أسماءه دليلا على ما ينكره الجاحدون من صفات كماله؛ كقوله تعالى:{ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}(الملك: ١٤)".انتهى كلام ابن القيم رحمه الله. والذي حمل المعتزلة على هذا القول الباطل ظنهم بعقولهم الفاسدة أن تعدد الصفات يستلزم تعدد الموصوف. قال ابن تيمية رحمه الله: "هذا قول المعتزلة والشيعة الموافقين لهم، وهو قول باطل؛ لأن صفة الإله لا يجب أن تكون إلها كما أن صفة النبي لا يجب أن تكون نبيا، وإذا كانت صفة النبي المحدث موافقة له في الحدوث لم يلزم أن تكون نبيا مثله، فكذلك صفة الرب اللازمة له إذا كانت قديمة بقدمه لم يلزم أن تكون إلها مثله. فهؤلاء مذهبهم نفى صفات الكمال اللازمة لذاته، وشبهتهم التي أشار إليها: أنها لو كانت قديمة لكان القديم أكثر من واحد كما يقول ابن سينا وأمثاله. وأخذ ذلك ابن سينا وأمثاله من المتفلسفة عن المعتزلة فقالوا: لو كان له صفة واجبة لكان الواجب أكثر من واحد، وهذا تلبيس؛ فإنهم إن أرادوا أن يكون الإله القديم أو الإله الواجب أكثر من واحد، فالتلازم باطل فليس يجب أن تكون صفة الإله إلها ولا صفة الإنسان إنسانا ولا صفة النبي نبيا ولا صفة الحيوان حيوانا. وإن أرادوا أن الصفة توصف بالقدم كما يوصف الموصوف بالقدم فهو كقول القائل: توصف صفة المحدث بالحدوث كما يوصف الموصوف بالحدوث. وكذلك إذا قيل: توصف بالوجوب كما يوصف الموصوف بالوجوب فليس المراد أنها توصف بوجوب أو قدم أو حدوث على سبيل الاستقلال؛ فإن الصفة لا تقوم بنفسها ولا تستقل بذاتها، ولكن المراد أنها قديمة واجبة بقدوم الموصوف ووجوبه، إذا عني بالواجب ما لا فاعل له وعنى بالقديم ما لا أول له وهذا حق لا محذور فيه".انتهى كلام ابن تيمية رحمه الله.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    11

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    جزاك الله خير

    حبذ لو جعلتها في ملف pdf مع ذكر المراجع
    بارك الله فيك

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك الشطي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خير

    حبذ لو جعلتها في ملف pdf مع ذكر المراجع
    بارك الله فيك
    وفيك بارك، سنفعل ذلك إن شاء الله
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    القاعدة الثانية عشر
    للاسم من أسماء الله تعالى ثلاث دلالات:
    دلالة مطابقة، ودلالة تضمن، ودلالة لزوم

    الشرح:
    هذه القاعدة لها علاقة بسابقتها؛ حيث إن العلماء استخدموها في الرد على المعتزلة الذين ينفون معاني الأسماء.
    قال ابن القيم رحمه الله: "الاسم من أسمائه له دلالة على الذات والصفة بالمطابقة، ودلالة على أحدهما بالتضمن، ودلالة على الصفة الأخرى باللزوم".
    قلت: فدلالة المطابقة كما عرفها العلماء هي: دلالة اللفظ على كل ما وضع له.
    ودلالة التضمن هي: دلالة اللفظ على بعض ما وضع له.
    ودلالة اللزوم هي: دلالة الشيء على سببه.
    فكلمة (الدار): تدل على كل (الدار) بالمطابقة، وتدل على الحجرة والأبواب بالتضمن، وتدل على باني هذه الدار باللزوم.
    وكلمة السيارة تدل على جميع السيارة بالمطابقة، وتدل على الإطارات بالتضمن، وتدل على صانع هذه السيارة باللزوم.
    وكل اسم من أسمائه تعالى له أنواع الدلالات الثلاثة:
    أمثلة على ذلك:
    1- اسم الله (الملك):
    يدل على ذات الله، وعلى صفة الملك، بدلالة المطابقة، ويدل على ذات الله وحدها بالتضمن، وعلى صفة الملك وحدها بالتضمن، ويدل على صفات أخرى لم يتضمنها الاسم؛ كالحياة والقوة باللزوم؛ لأن الملك لابد أن يكون حيا قويًّا.
    2- اسم الله (العزيز):
    يدل على ذات الله تعالى وعلى صفة العزة بالمطابقة، ويدل على الذات وحدها بالتضمن، ويدل على صفة العزة وحدها بالتضمن، ويدل على صفات أخرى لم يتضمنها الاسم كالحياة والقيومية باللزوم؛ لأن العزيز لابد أن يكون حيا قائما بنفسه.
    3- اسم الله (الخالق):
    يدل على ذات الله تعالى وعلى صفة الخالقية بالمطابقة، ويدل على الذات وحدها بالتضمن، وعلى صفة الخالقية وحدها بالتضمن، وعلى صفات أخرى لم يتضمنها الاسم؛ كالحياة والعلم والقدرة باللزوم؛ لأن الخالق لابد أن يكون حيًّا عليما قديرًا.
    وبهذه القاعدة الجليلة يتبين خطأ المعتزلة ومن وافقهم الذين نفوا الصفات وجعلوا الاسم يدل على الذات بالمطابقة.

    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    القاعدة الثالثة عشر
    الله تعالى موصوف بالنفي والإثبات
    الشرح:

    في هذه القاعدة ردٌّ على أهل الكلام من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، وغيرهم الذين يصفون الله تعالى بالنفي فقط، ولا يصفونه بالإثبات، وهذا خطأ وباطل؛ لأن الله تعالى وصف نفسه في القرآن بالنفي والإثبات.
    فمن أمثلة الإثبات؛ وهي كثيرة:
    قوله تعالى:{وهو العليم الحكيم}(التحريم: ٢).
    وقوله تعالى:{وهو الغفور الرحيم}(الأحقاف: ٨).
    وقوله سبحانه:{وهو السميع البصير}(الشورى: ١١).
    وقوله تعالى:{وكان الله على كل شيء قديرا}(الأحزاب: ٢٧).
    وقوله تعالى:{وهو العزيز الحكيم}(إبراهيم: ٤).
    وقوله تعالى:{وهو العلي العظيم}(البقرة: ٢٥٥). 
    ومن أمثلة النفي:
    قوله تعالى:{ولا يظلم ربك أحدا}(الكهف: ٤٩).
    وقوله تعالى:{وما كان ربك نسيا}(مريم: ٦٤).
    وقوله تعالى:{لا تأخذه سنة ولا نوم}(البقرة: ٢٥٥).
    فهذه وغيرها مما ورد في الكتاب والسنة صفات نفي تنفي النقائص عن الله تعالى.
    ودلت هذه الأمثلة على أن الله تعالى موصوف بالنفي والإثبات، وليس بالنفي فقط كما يصنع أهل الكلام.

    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    القاعدة الرابعة عشرة
    ليس في صفات الله تعالى نفي محض
    بل كل نفي ورد في الكتاب والسنة
    فهو لإثبات كمال الضد

    الشرح:
    بعض أهل الكلام إذا وصف الله تعالى فلا يصفونه إلا بالنفي المحض، الذي لا يتضمن كمالا؛ فيقولون في وصف الله تعالى: ليس بجسم، ولا عرض، وليس بطويل، ولا قصير، ولا بأبيض ولا أسود، إلا آخر ما يقولون، ويتوسعون في ذلك، وهي طريقة خاطئة وباطلة؛ لأنها تخالف طريقة الكتاب والسنة، ولأن النفي المحض عدم محض لا مدح فيه.
    وأما طريقة الكتاب والسنة فعلى خلاف ذلك؛ فالنفي فيها يتضمن كمال الضد.
    ومن أمثلة ذلك:
    قوله تعالى:
    {ولا يظلم ربك أحدا}(الكهف: ٤٩)؛ فيه إثبات كمال عدله سبحانه وتعالى.
    وقوله تعالى:
    {ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا منت لغوب}(ق: ٣٨)؛ فيه إثبات كمال قوته وقدرته سبحانه وتعالى.
    وقوله تعالى:
    {لا تأخذه سنة ولا نوم}(البقرة: ٢٥٥)؛ فيه كمال حياته وقيوميته سبحانه وتعالى.
    وقوله تعالى:
    {وما له منهم من ظهير}(سبأ: ٢٢)؛ فيه أيضا كمال قوته وقدرته وقيوميته وغناه عن كل أحد في تدبير ملكه.
    فهذه طريقة الكتاب والسنة التي خالفها أهل الكلام فوصفوه تعالى بالنفي المحض وهو خطأ وباطل كما تقدم.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    القاعدة الخامسة عشرة
    طريقة الكتاب والسنة
    التفصيل في الإثبات والإجمال في النفي

    الشرح:
    طريقة الكتاب والسنة التفصيل في الإثبات.
    مثال ذلك وهو كثير في الكتاب والسنة:
    قوله تعالى:{هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم}(الحشر: ٢٢ – ٢٤).
    وقوله تعالى:{وهو العليم الحكيم}(التحريم: ٢)، {وهو السميع البصير}(الشورى: ١١)، {وهو الغفور الرحيم}(يونس: ١٠٧، )، {إن الله على كل شيء قدير}(البقرة: ٢٠، )، {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}(الحديد: ٣)، إلى آخر هذا التفصيل في الإثبات، وهو كثير في الكتاب والسنة.
    وأما النفي فطريقة الكتاب والسنة الإجمال فيه؛ فالله تعالى نفى عن نفسه مشابهة المخلوقين فقال:{ليس كمثله شيء}(الشورى: ١١)، ونفى الكفء والند له سبحانه فقال:{ولم يكن له كفوا أحد}(الإخلاص: ٤)، من غير تفصيل في ذلك.
    أما أهل الكلام فعلى عكس هذه الطريقة؛ يجملون في الإثبات ويفصلون في النفي، ففي الإثبات يجملون فلا يثبتون لله تعالى إلا وجودًا مطلقًا بلا أوصاف، وفي النفي يفصلون فيقولون: ليس بجسم، ولا عرض، ولا عن يمين ولا شمال، ولا فوق ولا تحت، ولا أبيض ولا أسود، ولا أحمر ولا أصفر... إلى آخره.
    وهي طريقة باطلة؛ فهي مع مخالفتها للقرآن، هي أيضا مناقضة للعقول؛ فإن العقول السليمة تستصيغ وتقبل التفصيل في الإثبات ولا تقبل التفصيل في النفي؛ فإنك إذا دخلت على ملك من الملوك أو أمير من الأمراء وأردت أن تمدحه فقلت:(أنت لست بلص ولا سارق، ولست بزبال ولا كناس، ولست بزانٍ ولا فاجر) وأخذت تفصل له في النفي لغضب منك وربما عاقبك.
    وأما إذا فصلت له في الإثبات فقلت له: (أنت شريف جواد كريم قوي شجاع)، وأخذت تفصل له في الإثبات لرضي ذلك منك وكافأك.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    81

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    كنتُ قد علمتُ ذلك مِن قبل، ولكنْ تلخيصك وعرضك لها أعجبني، شكرا يا أستاذ محمد، ادعُ لي دعاءً مرتجلاً بالزواج؛ مستخدما أحسن اسم يليق بحاجتي ...

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    11

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    بارك الله في جهودك

    ولكن قد أطلت علينا الانتظار

    في كل مرة أدخل ارتقب الملف ؟

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البطليوسي مشاهدة المشاركة
    كنتُ قد علمتُ ذلك مِن قبل، ولكنْ تلخيصك وعرضك لها أعجبني، شكرا يا أستاذ محمد، ادعُ لي دعاءً مرتجلاً بالزواج؛ مستخدما أحسن اسم يليق بحاجتي ...
    بارك الله فيك أخانا الكريم
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    القاعدة السادسة عشرة
    أفعال الرب تبارك وتعالى صادرة عن أسمائه وصفاته وأسماء المخلوقين صادرة عن أفعالهم

    الشرح:
    أفعال الرب تبارك وتعالى صادرة عن أسمائه وصفاته؛ لأنه سبحانه وتعالى كامل في أسمائه وصفاته، فصدر عن هذا الكمال كمال في الأفعال.
    قال ابن القيم رحمه الله: "فالرب لم يزل كاملا فحصلت أفعاله من كماله؛ لأنه كامل بذاته وصفاته، فأفعاله صادرة عن كمال؛ كمل ففعل".
    فهو استدلال على ما يجب لله تعالى من الكمال في أسمائه وصفاته على كمال ما يصدر منه من أفعال.
    وأما المخلوق فأسماؤهم صادرة عن أفعالهم؛ فاشتقت لهم الأسماء بعد أن فعلوا؛ فالكاتب لا يسمى كاتبا إلا بعد أن يكتب، والصانع لا يسمى صانعًا إلا بعد أن يصنع، فهذا استدلال بنقص ذواتهم على نقص أفعالهم.
    فما حصل لهم من مدح فبسبب ما يصدر منهم من أفعال حميدة وخصال شريفة.
    وأما الخالق سبحانه فله الحمد على أسمائه وصفاته، وله الشكر على أفعاله.

    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    Arrow رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    القاعدة السابعة عشرة
    لا يلزم من اتحاد الأسماء تماثل المسمى
    الشرح:
    في هذه القاعدة رد على طائفتين من أهل البدع؛ الطائفة الأولى: هم الممثلة الذين مثلوا صفات الخالق جل وعلا بصفات المخلوقين؛ لأجل الاشتراك في الأسماء.
    والطائفة الثانية: هم المعطلة الذين عطلوا الأسماء والصفات بدعوي أنها تشابه أسماء المخلوقين.
    وكلا الطائفتين –أعني: المشبهة والمعطلة- بمعزل عن الصواب؛ وذلك لأنه لا يلزم من اتحاد الأسماء تماثل المسمى، وهذا موجود حتى بين المخلوقات بعضها البعض. قال ابن تيمية رحمه الله _في التدمرية_: "فإن الله سبحانه وتعالى أخبرنا عما في الجنة من المخلوقات؛ من أصناف المطاعم والملابس والمناكح والمساكن، فأخبرنا أن فيها: لبنا، وعسلا، وخمرا، وماءً، ولحمًا، وحريرًا، وذهبا، وفضة وفاكهة، وقصورا، وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء.
    وإذا كانت تلك الحقائق التي أخبر الله عنها هي موافقة في الأسماء للحقائق الموجودة في الدنيا، وليست مماثلة لها، بل بينهما من التباين ما لا يعلمه إلا الله تعالى، فالخالق سبحانه وتعالى أعظم مباينة للمخلوقات منه مباينة المخلوق للمخلوق، ومباينته لمخلوقاته أعظم من مباينة موجود الآخرة لموجود الدنيا؛ إذ المخلوق أقرب إلى المخلوق الموافق له في الاسم من الخالق إلى المخلوق، وهذا بيِّن واضح".انتهى
    فالله سبحانه وتعالى هو الذي سمى نفسه هذه الأسماء، وهو الذي سمى مخلوقاته أيضا هذه الأسماء، فقد سمى الله تعالى نفسه سميعا بصيرا؛ فقال تعالى:{إن الله كان سميعا بصيرا}(النساء: ٥٨)، وسمى بعض مخلوقاته سميعا بصيرا؛ فقال:{فجعلناه سميعا بصيرا}(الإنسان: ٢)، وليس السميع كالسميع، ولا البصير كالبصير، وسمى الله سبحانه وتعالى نفسه رؤوفا رحيما؛ فقال تعالى: {إن الله بالناس لرءوف رحيم}(البقرة: ١٤٣)، وسمى بعض عباده رؤوفًا رحيما؛ فقال:{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم}(التوبة: ١٢٨)، وليس الرؤوف كالرؤوف، ولا الرحيم كالرحيم.
    وسمى نفسه جبارًا متكبرًا، وسمى بعض عباده جبارًا متكبرًا؛ فقال:{كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار}(غافر: ٣٥)، وليس الجبار كالجبار، ولا المتكبر كالمتكبر.
    وسمى نفسه حفيظًا عليمًا، وسمى بعض عباده حفيظًا عليما؛ فقال تعالى عن يوسف عليه السلام:{قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم}(يوسف: ٥٥)، وليس الحفيظ كالحفيظ ولا العليم كالعليم.
    وقال تعالى عن نفسه:{ليس كمثله شيء}(الشورى: ١١)، فنفى عن نفسه المثلية مع الاشتراك فيالأسماء. قال الإمام أبو سعيد الدارمي رحمه الله:
    "وقد يجوز أن يُدعى البشر ببعض هذه الأسماء؛ وإن كانت مخالفة لصفاتهم؛ فالأسماء فيها متفقة والتشبيه والكيفية مفترقة".
    وقال الإمام أبو عمر أحمد بن محمد الأندلسي [429هـ]: "أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله:{وهو معكم أينما كنتم}(الحديد: ٤)، ونحو ذلك من القرآن أنه: علمه، وأن الله تعالى فوق السموات بذاته، مستوٍ على عرشه كيف شاء. وقال أهل السنة في قوله:{الرحمن على العرش استوى}(طه: ٥): إن الاستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز، فقد قال قوم من المعتزلة والجهمية: لا يجوز أن يُسمى الله عز وجل بهذه الأسماء على الحقيقة ويسمى بها المخلوق.
    فنفوا عن الله الحقائق من أسمائه وأثبتوها لخلقه، فإذا سُئلوا: ما حملهم على هذه الزيغ؟ قالوا: الإجماع على التسمية يوجب التشبيه. قلنا: هذا خروج عن اللغة التي خوطبنا بها؛ لأن المعقول في اللغة أن الاشتباه في اللغة لا يحصل بالتسمية، وإنما تشبيه الأشياء بأنفسها أو بهيئات فيها، كالبياض بالبياض، والسواد بالسواد، والطويل بالطويل، والقصير بالقصير، ولو كانت الأسماء توجب اشتباهًا لاشتبهت الأشياء كلها؛ لشمول اسم الشيء لها، وعموم تسمية الأشياء به؛ فنسألهم: أتقولون: إن الله موجود؟ فإن قالوا: نعم. قيل لهم: يلزمكم على دعواكم أن يكون مشبهًا للموجودين. وإن قالوا: موجود، ولا يوجب وجوده الاشتباه بينه وبين الموجودات. قلنا: فكذلك هو حي، عالم، قادر، مريد، سميع، بصير، متكلم؛ يعني: ولا يلزم من ذلك اشتباهه بمن اتصف بهذه الصفات".
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    القاعدة الثامنة عشرة
    ما من شيئين إلا بينهما قدر مشترك وقدر فارق فمن نفى القدر المشترك فقد عطل
    ومن نفى القدر الفارق فقد شبَّه ومَثَّل

    الشرح:
    ما من شيئين إلا بينهما قدر مشترك؛ أي: في الأسماء، كما تقدم في القاعدة السابقة فأشياء الدنيا اشتركت مع أشياء الجنة في الأسماء؛ هذه فاكهة وهذه فاكهة، هذا لبن وهذا لبن، هذا عسل وهذا عسل، هذا ذهب وهذا ذهب، هذه فضة وهذه فضة... إلى آخره.
    وقدر فارق؛ أي: في الكيفيات، ففاكهة الدنيا ليست كفاكهة الجنة، وإن اشتركا في الأسماء، وذهب الدنيا ليس كذهب الجنة، وإن اشتركا في الأسماء، ونخل الدنيا ليس كنخل الجنة، وإن اشتركا في الأسماء... وهكذا.
    ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللَّهُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ».
    مع قول ابن عباس المتقدم: ليس في الدينا مما في الجنة إلا الأسماء فقط.
    فإن كان هذا الفارق وهذا التباين موجودًا بين مخلوق ومخلوق، فوجوده بين الخالق والمخلوق أكبر وأولى.
    وعليه؛ فمن نفى القدر الفارق بين الخالق والمخلوق، فقال: لا فرق بين صفات الخالق وصفات المخلوق، فقد مثل الخالق بالمخلوق، وهو مخالف للحقائق؛ كما تقدم أن المخلوقات اشتركت في الأسماء واختلفت في الكيفيات، ومخالف أيضا للأدلة السمعيات التي دلت على أن الخالق سبحانه وتعالى لا يشبه المخلوقين؛ قال تعالى:{ليس كمثله شيء}(الشورى: ١١).
    وأما من نفى القدر المشترك؛ كالجهمية والمعتزلة والأشاعرة وغيرهم، فنفى صفات الله سبحانه وتعالى طلبًا للتنزيه؛ أي: تنزيه الله عن مشابهة المخلوقين، فهذا معطل؛ عطل صفات الله سبحانه وتعالى، وهو مخالف أيضا للحقائق التي دلت على أنه لا يستلزم من الاشتراك في الأسماء اتحاد المسمى.
    ومخالف أيضا للسمعيات التي دلت على إثبات الأسماء والصفات لله تعالى، وقد قال الله تعالى:{ولله الأسماء الحسنى}(الأعراف: ١٨٠).
    وفي قوله تعالى:{ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}(الشورى: ١١)، ردٌّ على كلا الطائفتين؛ حيث أثبت الله تعالى القدر الفارق بقوله:
    {ليس كمثله شيء}(الشورى: ١١)، وأثبت القدر المشترك بقوله:{وهو السميع البصير}(الشورى: ١١).

    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    القاعدة التاسعة عشرة
    القول في الصفات كالقول في الذات

    الشرح:
    في هذه القاعدة رد على من ينفون صفات الله سبحانه وتعالى؛ لأنها تدل على التشبيه بزعمهم مع إثباتهم للذات؛ كالجهمية والمعتزلة، فيقال لهم: القول في الصفات كالقول في الذات؛ فإن أثبتم لله سبحانه وتعالى ذاتا لا تشبه ذوات المخلوقين، فيلزمكم أن تثبتوا لله سبحانه وتعالى صفات ليست كصفات المخلوقين.
    فإن قلتم: ولكن إثبات الصفات يستلزم التشبيه قلنا: وهذا الإلزام يلزمكم في إثباتكم للذات.
    فإن قلتم: ولكنا نثبت ذاتا لله ليست كذوات المخلوقين. قلنا: ونحن نثبت صفات الله ليست كصفات المخلوقين.
    وكذلك فيها رد على المشبهة الذين يشبهون صفات الخالق بصفات المخلوق.
    فيقال لهم: لماذا شبهتم صفات الخالق بصفات المخلوق؟
    فإن قالوا: لاشتراكهما في الأسماء!!
    قلنا: إذا يلزمكم تشبيه ذات الله بذات المخلوقين؛ لاشتراكهما في اسم الذات.
    فإن قالوا: ولكن ذات الله لا تشبه ذات المخلوقين؛ وإن اشتركا في اسم الذات.
    قلنا: وكذلك صفات الله لا تشبيه صفات المخلوقين وإن اشتركا في الأسماء.
    قال الإمام البغوي رحمه الله: "البارئ سبحانه وتعالى لا
    يشبه شيء من صفاته صفات الخلق، كما لا تشبه ذاته ذوات الخلق؛ قال الله سبحانه وتعالى:
    {ليس كمثله شيء}(الشورى: ١١)"([1])وقال الإمام أبو النصر السجزي رحمه الله: "الذي يزعمون بشاعته من قولنا في الصفات ليس على ما زعموه، ومع ذلك فلازم لهم في إثبات الذات"([2])
    وفي مناظرة الإمام عبد العزيز الكناني مع بشر المريسي أمام المأمون في قضية كلام الله سبحانه وتعالى مخلوق أم ليس بمخلوق؛ قال الإمام عبد العزيز الكناني: فقلت له –أي: للمريسي-: قال الله تعالى{كل نفس ذائقة الموت}: (آل عمران: ١٨٥)، أفتقول: إن نفس رب العالمين داخلة في هذه النفوس التي تذوق الموت؟ فصاح المأمون بأعلى صوته –وكان جهير الصوت-: معاذ الله، معاذ الله، معاذ الله. فقلت: إذن –ورفعت صوتي-: معاذ الله، معاذ الله، معاذ الله أن يكون كلام الله داخلا في الأشياء المخلوقة؛ كما أن نفسه ليست بداخلة في الأنفس الميتة، وكلامه خارج عن الأشياء المخلوقة كما أن نفسه خارجة عن الأنفس الميتة


    ([1]) ((شرح السنة)) 1/170.
    ([2]) ((الرد على من أنكر الحرف والصوت)) ص127.
    ([3]) ((الرد على من قال بخلق القرآن)) ص54.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    القاعدة العشرون
    القول في الصفات كالقول في بعض

    الشرح:
    هذه القاعدة تشبه القاعدة التي قبلها، ولكن التي قبلها فيها رد على من ينفون جميع الصفات كالجهمية والمعتزلة، وأما هذه ففيها رد على من ينفون بعض الصفات ويثبتون البعض؛ كالأشاعرة والماتريدية؛ فيقال لهم: القول في الصفات كالقول في بعض.
    فأنتم أثبتم لله سبحانه وتعالى: حياة وإرادة وقدرة وسمعا وبصرا إلى آخر الصفات السبع التي أثبتموها، فما بالكم نفيتم بقية الصفات التي جاءت في الكتاب والسنة؟! فإذا قالوا: نفيناها حتى لا نشبه الخالق سبحانه وتعالى بالمخلوق؛ المتصف بهذه الصفات. قلنا: وهذا حاصل –أيضًا- فيما أثبتموه من الصفات، فإن المخلوق أيضا متصف بها!
    فإن قالوا: ولكنا نثبت هذه الصفات على ما يليق بالله تعالى.
    قلنا: ونحن أيضًا نثبت جميع الصفات على ما يليق بالله تعالى، فالقول في الصفات كالقول في بعض.
    قال سليمان بن حرب رحمه الله: "القرآن ليس بمخلوق.
    قيل له: إنك كنت لا تقول هذا، فما بدا لك؟
    قال: استخرجته من كتاب الله عز وجل؛ قول الله:{ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة}(آل عمران: ٧٧)، والكلام والنظر واحد"([1]).
    وقال الإمام يحيى بن معين رحمه الله: "إذا قال لك الجهمي: كيف ينزل؟ فقل: كيف صعد"([2])
    وقال الإمام أحمد رحمه الله:"قال لهم –يعني: المعتصم-: كلموه. فقال لي عبد الرحمن: ما تقول في القرآن؟ فقلت: ما تقول في علم الله؟ فسكت"([3])
    وقال الإمام ابن عبد البر رحمه الله: "والقول في كيفية النزول كالقول في كيفية الاستواء والمجيء، والحجة في ذلك واحدة"([4])



    ([1]) ((السنة)) لعبد الله بن الإمام أحمد 1/161، و((السنة)) للخلال 6/13.
    ([2]) ((الإبانة)) لابن بطة 3/206.
    ([3]) السابق: 2/249.
    ([4]) ((التمهيد)) 7/143.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    القاعدة الحادية والعشرون:
    تعطيل الأسماء والصفات يستلزم إنكار الذات الشرح:


    تعطيل الأسماء والصفات يستلزم إنكار الذات لأمور:
    أولا: أن العقلاء اتفقوا أنه ما من ذات موجودة إلا وهي متصفة بصفات، فلا يمكن وجود ذات مجردة عن الصفات.
    ثانيًا: أنه مما اتفق عليه العقلاء أيضا امتناع وجود قائم بنفسه لا صفة له.
    ثالثًا: أن الصفات التي ثبتت لله تعالى في الكتاب والسنة داخلة في مسمى الذات؛ فإذا قُدِّر عدمها قدِّر عدم الذات.
    ولذلك قيل: المعطل يعبد عدمًا.
    قال الإمام حماد بن زيد رحمه الله: إنما يدورون على أن يقولوا: ليس في السماء إله –يعني: الجهمية-([1])
    وقال الإمام أحمد رحمه الله مخاطبا الجهمية: فإذا قيل لهم: من تعبدون؟ قالوا: نعبد من يدبر أمر هذا الخلق.
    فقلنا: هذا الذي يدبر أمر هذا الخلق وهو مجهول لا يعرف بصفة؟! قالوا: نعم.
    فقلنا: قد عرف المسلمون أنكم لا تثبتون شيئًا، وإنما تدفعون عن أنفسكم الشنيعة بما تظهرون([2])
    [/CENTER]

    1) ((السنة)) لعبد الله بن أحمد 1/117.
    ([2]) ((الرد على الزنادقة والجهمية)) ص207.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    القاعدة الثانية والعشرون:
    كل معطل ممثل وكل ممثل معطل


    الشرح:


    كل معطل للصفات ممثل لشيئين:
    الأول: أنه ما عطل إلا بعدما مثل؛ فإنه مثل الله أولا بمخلوقاته، فلما استقبح ذلك قام بالتعطيل.
    الثاني: أنه بتعطيله للصفات قد مثل الله تعالى بالمعدومات؛ لأنه لا يوجد متجرد عن الصفات إلا المعدومات، ولذلك قيل: المعطل يعبد عدمًا.
    وكل ممثل معطل؛ لأنه عطل الصفة الحقيقية لله تعالى لما شبهه بالمخلوقين، فالصفة الحقيقية لله تعالى ليست كصفات المخلوقين.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  19. #39

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    نشكر الأخ الفاضل محمد طه شعبان حفظه الباري أود بيان قاعدة توضح فيها أن درس الأسماء والصفات ليست من المتشابه بارك الله في جهودك ونفع الله بك

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    شكر الله لك أخي الحبيب أبا نسيبة؛ وأرجو توضيح طلبك، وأهل السنة والجماعة يقولون بأن أسماء الله تعالى وصفاته محكمة المعاني متشابهة الكيفية، فهل هذا ما تريد مني التفصيل فيه، أم ماذا؟ بارك الله فيك.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •