تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: هل ثبتت النبوة لبعض النساء ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي هل ثبتت النبوة لبعض النساء ؟

    نبوة النساء[1]:

    ذهب بعض العلماء إلى نبوة بعض النساء، مثل مريم بنت عمران، ومنهم من يقول: حواء وسارة وأم موسى وهاجر وآسية.



    وممن ذهب إلى ذلك أبو الحسن الأشعري والقرطبي وابن حزم - عليهم رحمة الله[2].



    واستدلوا بأدلة، منها:

    1- أن الله أخبر في القرآن أنه أوحى إلى أم موسى؛ كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [القصص: 7].



    فقالوا: إن كل من أُوحي إليه بأمر أو نهي أو إعلام فهو نبي.



    2- أن الله أرسل جبريل إلى مريم فخاطبها؛ كما في قوله - تعالى -: ﴿ فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ﴾ [مريم: 17 - 19].



    فقالوا: إن كل من جاءه الملَك عن الله بحُكم من أمر أو نهي أو إعلام فهو نبي[3].



    3- أن الله اصطفى مريم على العالَمين؛ كما في قوله: ﴿ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 42].



    4- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر بكمال بعضهم؛ كما في حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كمل من الرجال كثيرٌ، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإنَّ فضْل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)) [4].



    قالوا: الذي يبلغ مرتبة الكمال هم الأنبياء.



    وقد رد أصحاب هذا القول على الآية التي تحصر الرسالة في الرجال دون النساء؛ كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى ﴾ [يوسف: 109]، وفي قوله: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43].



    قالوا: نحن لا نخالف في ذلك؛ فالرسالة للرجال، أما النبوة فلا يشملها النص القرآني، وليس في نبوة النساء تلك المحذورات التي عددتموها فيما لو كان من النساء رسول؛ لأن النبوة قد تكون قاصرة على صاحبها يعمل بها، ولا يحتاج إلى أن يبلغها إلى الآخرين.



    وقد ذهب جمهور العلماء - كما نقل ذلك القاضي عياض - إلى عدم القول بنبوة النساء، وهو الراجح، وقد ردوا على أدلتهم بما يلي:

    1- أننا لا نسلِّم لهم أن النبي غيرُ مأمور بالتبليغ والتوجيه ومخالطة الناس، والذي اخترناه ألا فرق بين الرسول والنبي في هذا، والفرق واقعٌ في غير هذا الأمر كما سبق الإشارة إليه في ثنايا البحث.



    2- أن وحي الله إلى هؤلاء النسوة إلهامٌ، وهذا يقع لغير الأنبياء، كذلك ورد الوحيُ للنحل؛ كما في قوله: ﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ﴾ [النحل: 68].



    ويلزم من قولهم هذا نبوة حواري عيسى عليه السلام، قال - تعالى -: ﴿ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّين َ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ﴾ [المائدة: 111].



    وبيان هذا: أن الوحي في القرآن يأتي على أكثرَ من معنى، منها: أن يكون بالإلهام؛ كما في حق أم موسى وغيرها من النساء، وكما في حق الحواريين.



    ويأتي بمعنى الإيماء والإشارة؛ كما قال - تعالى - في حق زكريا - عليه السلام - مع قومه: ﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ﴾[مريم: 11].



    3- لا نسلِّم لهم أن كل من خاطبتْه الملائكة فهو نبي؛ ففي الحديث أن اللهَ أرسل ملَكًا لرجل يزور أخًا له في قرية أخرى؛ فعن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أن رجلاً زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد اللهُ له على مدرجته ملَكًا، فلما أتى عليه، قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة ترُبُّها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله عز وجل، قال: فإني رسولُ الله إليك بأن اللهَ قد أحبك كما أحببتَه فيه)) [5].



    وكما في قصة الأقرع والأبرص والأعمى، وقد جاء جبريل في صورة رجل يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابةُ يشاهدونه ويسمعونه.



    4- أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - توقَّف في نبوة ذي القرنين؛ فعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما أدري، تُبَّع أنبيًّا كان أم لا؟ وما أدري ذا القرنين أنبيًّا كان أم لا؟ وما أدري الحدود كفَّارات لأهلها أم لا؟)) [6].



    مع أن الله أخبر في القرآن بأنه أوحى إليه، قال - تعالى -: ﴿ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ﴾ [الكهف: 86].



    5- أما عن النصوص الدالة على اصطفاء الله لمريم؛ فالله قد صرح بأنه اصطفى غير الأنبياء؛ كما في قوله - تعالى -: ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴾ [فاطر: 32]، وكما في قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 33].



    ومعلوم أن من آل إبراهيم وآل عمران مَن ليس بنبي جزمًا.



    6- أما ما ورد من لفظ الكمال؛ فالمراد بلوغ الكاملات في جميع الفضائل التي للنساء، وليس المراد كمال الأنبياء.



    7- ثبت في الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((فاطمةُ سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران))[7].



    وهذا يُبطل القول بنبوة من عدا مريم؛ كأم موسى وآسية؛ لأن فاطمة ليست بنبيَّةٍ جزمًا، وقد نص الحديث على أنها أفضل من غيرها، فلو كانت أم موسى وآسية وحواء ثبتت لهن النبوة لَكُنَّ أفضلَ من فاطمة.



    الحكمة من كون الرسل رجالاً:

    1- أن الرسالة تقتضي الاشتهار بالدعوة، ومخاطبة الرجال والنساء، ومقابلة الناس في السر والعلانية، والتنقل في فجاج الأرض، ومواجهة المكذبين، ومحاججتهم، ومخاصمتهم، وإعداد الجيوش، وقيادتها، وكل هذا يناسب الرجال دون النساء.



    2- الرسالة تقتضي قوامة الرسول على من يتابعه، فهو في أتباعه الآمر الناهي، وهو الحاكم القاضي، وهذا أيضًا مناسب للرجال دون النساء.



    أن المرأة يطرأ عليها ما يعطِّلها عن كثير من الوظائف والمهمات؛ كالحيض والنفاس والولادة.





    [1]نقلاً من كتاب الرسل والرسالات ( 82 - 88)؛ للأستاذ الدكتور عمر بن سليمان الأشقر - رحمه الله - بتصرف واختصار وزيادة.

    [2] انظر: فتح الباري (6/447 - 448، 6/473)، وانظر: لوامع الأنوار البهية (2/266).

    [3] فتح الباري (6/447).

    [4] متفق عليه؛ البخاري (3769)، ومسلم (2431).

    [5] مسلم (2567).

    [6] الحاكم (104) في المستدرك، والبيهقي (8/329)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5524).

    [7] الحاكم في المستدرك (6837)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (796).





    رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/0/47223/#ixzz2EG8FnvYZ

  2. #2

    افتراضي رد: هل ثبتت النبوة لبعض النساء ؟

    جزاك الله خيراً .

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: هل ثبتت النبوة لبعض النساء ؟

    بارك الله فيك أبا البراء ونفع بك ، وإن أذنت لي أن أشاركك بالآتي :
    لم يأت نص قرآني على نبوة واحدة من النساء . هذا أولا .
    ثانيا : نقل النووي الإجماع عن إمام الحرمين على أن مريم ليست نبية .
    ثالثا : أن الحديث المذكور حديث أبي هريرة مرفوعا :
    ((ما أدري، تُبَّع أنبيًّا كان أم لا؟ وما أدري ذا القرنين أنبيًّا كان أم لا؟ وما أدري الحدود كفَّارات لأهلها أم لا؟)) . وهو عند أبي داود والحاكم والبيهقي وغيرهم ،
    وهو حديث أعل بالإرسال ؛ ورجح إرساله البخاري والدارقطني والبيهقي وغيرهم ، وإن كان جماعة قد صححوه ، إلا أن الأول أصح ، وفي بعض متنه نكارة ، وهو قوله : ولا أدري الحدود كفارات ....إلخ لأنه قد ثبت في حديث عبادة بن الصامت أن الحدود كفارات وبوب البخاري على ذلك فقال : بَابٌ الْحُدُودُ كَفَّارَةٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسٍ فَقَالَ بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا وَلَا تَسْرِقُوا وَلَا تَزْنُوا وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ كُلَّهَا فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَتُهُ وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ . الحديث . وقد ذكر الحافظ ابن حجر وغيره الخلاف في هذا الحديث من حيث صحته ومضمونه .
    رابعا : وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ : فَصْلٌ وَأَمَّا " نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَلَمْ يَقُلْ : إنَّهُنَّ أَفْضَلُ مِنْ الْعَشْرَةِ إلَّا أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ وَهُوَ قَوْلٌ شَاذٌّ لَمْ يَسْبِقْهُ إلَيْهِ أَحَدٌ وَأَنْكَرَهُ عَلَيْهِ مَنْ بَلَّغَهُ مِنْ أَعْيَانِ الْعُلَمَاءِ وَنُصُوصِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ تُبْطِلُ هَذَا الْقَوْلَ . وَحُجَّتُهُ الَّتِي احْتَجَّ بِهَا فَاسِدَةٌ ; فَإِنَّهُ احْتَجَّ عَلَى ذَلِكَ بِأَنَّ الْمَرْأَةَ مَعَ زَوْجِهَا فِي دَرَجَتِهِ فِي الْجَنَّةِ وَدَرَجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَى الدَّرَجَاتِ فَيَكُونُ أَزْوَاجُهُ فِي دَرَجَتِهِ وَهَذَا يُوجِبُ عَلَيْهِ : أَنْ يَكُونَ أَزْوَاجُهُ أَفْضَلَ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ جَمِيعِهِمْ وَأَنْ تَكُونَ زَوْجَةُ كُلِّ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَفْضَلَ مِمَّنْ هُوَ مِثْلُهُ وَأَنَّ يَكُونَ مَنْ يَطُوفُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوِلْدَانِ وَمَنْ يُزَوَّجُ بِهِ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ أَفْضَلُ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِين َ وَهَذَا كُلُّهُ مِمَّا يَعْلَمُ بُطْلَانَهُ عُمُومُ الْمُؤْمِنِينَ . وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ } " فَإِنَّمَا ذَكَرَ فَضْلَهَا عَلَى النِّسَاءِ فَقَطْ . وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { كَمُلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ ; وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إلَّا عَدَدٌ قَلِيلٌ إمَّا اثْنَتَانِ أَوْ أَرْبَعٌ } " وَأَكْثَرُ أَزْوَاجِهِ لَسْنَ مِنْ ذَلِكَ الْقَلِيلِ . وَالْأَحَادِيثُ الْمُفَضِّلَةُ لِلصَّحَابَةِ كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " { لَوْ كُنْت مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ خَلِيلًا لَاِتَّخَذْت أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا } " يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْأَرْضِ أَهْلٌ : لَا مِنْ الرِّجَالِ وَلَا مِنْ النِّسَاءِ أَفْضَلُ عِنْدَهُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَكَذَلِكَ مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ : خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ . وَمَا دَلَّ عَلَى هَذَا مِنْ النُّصُوصِ الَّتِي لَا يَتَّسِعُ لَهَا هَذَا الْمَوْضِعُ . وَبِالْجُمْلَةِ فَهَذَا قَوْلٌ شَاذٌّ لَمْ يُسْبَقْ إلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ وَأَبُو مُحَمَّدٍ مَعَ كَثْرَةِ عِلْمِهِ وَتَبَحُّرِهِ وَمَا يَأْتِي بِهِ مِنْ الْفَوَائِدِ الْعَظِيمَةِ : لَهُ مِنْ الْأَقْوَالِ الْمُنْكَرَةِ الشَّاذَّةِ مَا يَعْجَبُ مِنْهُ كَمَا يَعْجَبُ مِمَّا يَأْتِي بِهِ مِنْ الْأَقْوَالِ الْحَسَنَةِ الْفَائِقَةِ وَهَذَا كَقَوْلِهِ : إنَّ مَرْيَمَ نَبِيَّةٌ وَإِنَّ آسِيَةَ نَبِيَّةٌ وَإِنَّ أَمْ مُوسَى نَبِيَّةٌ . وَقَدْ ذَكَرَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ وَالْقَاضِي أَبُو يَعْلَى وَأَبُو الْمَعَالِي وَغَيْرُهُمْ : الْإِجْمَاعُ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ فِي النِّسَاءِ نَبِيَّةٌ وَالْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ دَلَّا عَلَى ذَلِكَ : كَمَا فِي قَوْلِهِ : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إلَّا رِجَالًا نُوحِي إلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى } وَقَوْلِهِ : { مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ } ذَكَرَ أَنَّ غَايَةَ مَا انْتَهَتْ إلَيْهِ أُمُّهُ : الصديقية وَهَذَا مَبْسُوطٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ .
    خامسا :قال الطبري :
    يخبر تعالى أنه إنما أرسلَ رسُلَه من الرجال لا من النساء. وهذا قول جمهور العلماء، كما دل عليه سياق هذه الآية الكريمة: أن الله تعالى لم يُوحِ إلى امرأة من بنات بني آدم وَحي تشريع.


    سادسا : روي أن الحسن البصري رحمه الله قال : لم يبعث الله نبيا من أهل البادية ولا النساء ولا من الجن .
    هذا ما أردت أن أشاركك به ، والكلام في هذه المسألة كثير ، يطول وقد نصر شيخ الاسلام مذهب العلماء القائلين بأنه لا نبوة في النساء كما ذكرته آنفا وفي بعض المواضع الأخرى. جزاك الله خيرا .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل ثبتت النبوة لبعض النساء ؟

    شيخي بارك الله فيك، ونفعننا بعلمك .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    178

    افتراضي رد: هل ثبتت النبوة لبعض النساء ؟

    السلام عليكم ورحمة الله أقول آن إبن حزم لا يقصد النبوءة بالمعنى الإصطلاحي فهذا لا ينازع فيه أبو محمد إنما بنى قوله على المعنى اللغوي وهو إيحاء من الله لعبد من عباده بأمر ما على سبيل الإجتباء وكثير ممن يتعقب إبن حزم لا يراعي الأصول التي رصف عليها أقواله ثانيا هنالك خلط في الإستدلال فالنبوءة شئ والرسالة شئ آخر فلا وجه للإستشهاد بالآية فإبن حزم لا ينكر أن الرسالة لا تكون إلا في الرجال وهذا يمكن أن يكون إجماعا أما إجماع الجويني فإجماع منتقض بثبوت الخلاف وعموما هي مسألة من ملح العلم لا ينبني عليها كثير عمل والخلاف خلاف لغوي مفاهيمي رحم الله أئمة المسلمين ولقد نوقش هذا الموضوع بتوسع في ملتقى أهل التفسير فلعل من يريد الإستزادة يرجع إليه

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل ثبتت النبوة لبعض النساء ؟

    أخي الفاضل بارك الله فيك، ما الدليل على أن مقصود كلام ابن حزم المعنى اللغوي، وما الرد على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، الذي ذكره شيخنا أبو مالك المديني في تعقبه ابن حزم .

    أما ردهم على الأية التي تحصر الرسالة في الرجال فقد ذكرتها في ثنايا كلامي فراجعه غير مأمور .

    أما مسألة إجماع الجويني فأنا أويدك فيه .

    أما أنها من ملح العلم، فهذا لا يمنع البحث والتنقيب فيها .

    وأخيرًا جزاك الله خيرًا على نصحك وتوجيهك .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    178

    افتراضي رد: هل ثبتت النبوة لبعض النساء ؟

    لو عدت لكلام إبن حزم في نبوة بعض النساء وتمعنت في صياغته لعلمت ذلك فقد قال أن النبئ في اللغة يعني المنبأ ليس غير ذلك وكلامه مسطرر سهل الوصول إليه بضغطة زر والمنهج العلمي يفرض على كل طالب حق أن يرجع في معرفة مقالات الناس إلى أصولها وكتب أصحابها

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل ثبتت النبوة لبعض النساء ؟

    بارك الله يك ونفع بك لم ترد على سؤالي في توجيه كلام شيخ الإسلام ؟

    ولو أنك ذكرت كلام ابن حزم، وذكرت من سبقك لهذا الفهم لكان أفضل .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: هل ثبتت النبوة لبعض النساء ؟

    فائدة..
    قال العلامة الزرقاني في أجوبته السديدة على الأسئلة العديدة (بتحقيقي) يسر الله طبعها:


    الحادي والأربعون: هل نبأت ست نسوة؟ الجواب:

    قال في (فتح الباري): استدل(1) بقوله تعالى: [إن الله اصطفاك] على أن مريم نبية، وليس بصريح في ذلك، وأيد بذكرها مع الأنبياء في سورة مريم، ولا يمنع(2)منه وصفها بأنها صديقة، فإن يوسف وصف بذلك.
    وقد نقل عن الأشعري: أن في النساء(3) عدة نبيات.
    وحصرهن{ابن حزم}(4)في ست: حواء وسارة وهاجر وأم موسى وآسية ومريم.
    ونقله في (التمهيد) عن أكثر الفقهاء. وقال القرطبي: الصحيح أن مريم نبية.
    وقال عياض: الجمهور على خلافه.
    وذكرالنووي في (الأذكار): أن الإمام نقل الإجماع على أن مريم ليست نبية(5).ونسبه في (شرح المهذب) لجماعة.
    وجاءعن الحسن: ليس في النساء نبية، ولا في الجن(6).
    وقال- اعني صاحب (الفتح) - في محل(7) آخر: الضابط عند الأشعري أن(8)من جاءه الملك {عن الله}(9) بحكم من أمر أو نهي أو إعلام بما سيأتي فهو نبي، وقد ثبت مجيء الملك لهؤلاء النسوة(10)الست بأمور شتى من عند الله عز وجل، ووقع التصريح بالإيحاء لبعضهن في القرآن.
    وذكر{ابن حزم}(11) في(الملل والنحل): أن هذه المسألة لم يحدث التنازع فيها إلا في عصره(12)بقرطبة، وحكا عنهم أقوالا ثالثها: الوقف.
    قال: وحجة المانعين قوله تعالى: [وما أرسلنا قبلك إلا رجالا]، قال(13):ولا حجة فيه(14)، لأن أحدا لم يدع فيهن الرسالة، وإنما الكلام في النبوة فقط.
    قال: وأصرح ما ورد في ذلك قصة مريم، وفي قصة أم موسى ما يدل على ثبوت ذلك لها(15) من مبادرتها بإلقاء ولدها في البحر بمجرد الوحي إليها بذلك.
    قال: وقد قال تعالى بعد أن ذكر مريم والأنبياء: [أؤلئك الذين انعم الله عليهم من النبيين] فدخلت في عمومه(16).

    (1) في (ب): واستدل.
    (2) في باقي النسخ ما عدا (أ) و (ب): يمتنع.
    (3) ساقط من (و).
    (4) ساقط من (ب).
    (5) في (ب) و (و) و (ز) و (ح): بنبية.
    (6) انظر فتح الباري 6/470.
    (7) ساقط من (أ).
    (8) ساقط من (أ).
    (9) ساقط من (الأصل).
    (10) في (أ): وللنسوة.
    (11) ساقط من (د).
    (12) ساقط من (أ).
    (13) ساقط من (أ).
    (14) ساقط من (ز).
    (15) ساقط من (ب).
    (16) انظر فتح الباري 6/447.

    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل ثبتت النبوة لبعض النساء ؟

    قلت - أبو البراء -: ردًا على الآية : (وما أرسلنا قبلك إلا رجالًا )، قد يقال: إن الرسول والنبي إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا؛ أي: إذا اجتمعا في الموضع افترقا في المعنى، وإذا افترقا في الموضع اجتمعا في المعنى - كما يقال في الإسلام والإيمان - وكما يقال في الفقير والمسكين، والله أعلم.

    وهذا رأي الشيخ العثيمين أن كل من ذُكر في القرآن من الأنبياء فهو رسول، ورجح أن الفرق بينهما أن الرسول أُوحي إليه بشرع جديد وأُمِر بتبليغه والعمل به، بينما النبي أوحي إليه بشرع، ولم يُؤمَرْ بتبليغه، وإنما يعمل به في نفسه.

    (قلت): وهذا منتقد؛ لأنه ثبت أن الأنبياء كانوا يبلغون الناس؛ كداود وزكريا ويحيى، كما ورد في الحديث: ((كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياءُ، كلما مات نبيٌّ خلَفه نبيٌّ))؛ البخاري (3455)، مسلم (1842)، وقد رجح شيخي العزازي هذا القول في "ماذا يعني انتمائي لأهل السنة والجماعة"؛ أي: إن النبي يأمر أيضًا بالتبليغ، ورجح أن الفرق بينهم هو الوحي بشرع جديد للرسول، أما النبي فيوحى إليه بشرعِ من قبله، وهذا أيضًا فيه نظر؛ لِما ثبت في الآية أن يوسفَ رسول ولم يأت بشرعٍ جديد، ولكن هذا التفريق كذلك مدفوعٌ بقوله - تعالى -: ﴿ وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ ﴾ [غافر: 34]، فيوسف - عليه السلام - نبيٌّ من أنبياء بني إسرائيل، لم يأتِ بشرع جديد، ومع ذلك فهو رسول بمفهوم الآية .

    كذا آدم أول الأنبياء ولم يسبقه رسول .
    والراجح أن الرسول من أرسل إلى قوم مخالفين في التوحيد أي على الشرك، والنبي من أرسل إلى قوم موافقين له في التوحيد فيذكرهم .
    للمزيد راجع الموضوع في هذا الرابط :
    رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/0/47223/#ixzz2EMxQpVjW

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    بارك الله في الجميع
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •