البِرُّ من سمات المتقينقال الراغب الأصفهاني في "المفردات" (كتاب الباء، مادة: بَرَّ): البَرُّ خلاف البحر، وتُصُوِّرَ منه التوسع، فاشتق منه البِرُّ. وعلى ذلك: فالبِرُّ، التوسع في فعل الخير، وينسب ذلك إلى الله تارة، نحو (إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم) (الطور: 28). وإلى العبد تارة، فيقال: بَرَّ العبدُ ربَّه، أي: توسع في طاعته. فهو من الله: الثواب، ومن العبد الطاعة.
وهو ضربان: ضرب في الاعتقاد، وضرب في الأعمال، وقد اشتمل عليهما قوله تعالى: (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله...) الآية (البقرة: 177)؛ حيث إن الآية متضمنة : للاعتقاد، والأعمال والفرائض، والنوافل.
وقد اختلف العلماء في معنى البر على أقوال، قال بعضهم: البر: الصدق والطاعة. وقال بعضهم: البر: الصلاح. وقال بعضهم: البر: الخير. وقال بعضهم: البر: التقى. وقال بعضهم: البر: كل ما تقرب به إلى الله تعالى. وقال بعضهم: البر خير الدنيا والآخرة. فخير الدنيا: ما يُيَسِّره الله تبارك وتعالى للعبد من الهدى والنعمة والخير، وخير الآخرة: الفوز بالنعيم الدائم في الجنة.[1]
وقد ذكر (البر) ومشتقاته في القرآن الكريم 20 مرة[2]، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا.[3]، [4]
ومشتقات (البر) في القرآن الكريم هي كما صنفها صاحب المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم على هذا النحو: تبروا، تبروهم، البَرُّ، برا، الأبرار، البِرُّ، بررة، البَرّ.
وسنختار من تلك المشتقات الألفاظ التالية (تبروا، تبروهم، برا، الأبرار، البِرَّ) لنستعرض آياتها على هذه الصفحة ونقف على شروحها لعل ذلك يكون مفيدا في موضوع البر. والبر كما سبق ذكره في مبحث التقوى هو سمة المتقين وصفة من صفاتهم التي ينال بها العبد رضوان الله وتؤهله للخلود في نعيم الجنة. اللهم اجعلنا من أهلها بفضلك وكرمك يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين.
[1] - ابن منظور: اللسان (مادة: برر)
[2] - محمد فؤاد عبد الباقي: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم.
[3] - للتوسع انظر : كتب التفسير والحديث
[4] - عبد الحي الفرماوي - البر : ص 733 من الموسوعة القرآنية المتخصصة – القاهرة 1423هـ/2003م