ما أحوج الأمة إلى روح الحج!!بقلم /أحمد زكرياتعاني الأمة الإسلامية أهوالا شديدة ،وعواصف عاتية على جميع المستويات وفي مختلف الأقطار،لا تفتح الأطلس الجغرافي للوطن الإسلامي الكبير إلا صدمتك الدماء والأشلاء،والضحا يا والمشردين.فها هي جراحات سوريا وبورما،وأزمة فلسطين المزمنة،وجراحات اعراق وتركستان،وجوع وفقر وتناحر الصومال واليمن،ومتاعب أفغانستان والشيشان،و.......... ...جراحات تنزف وآلام تصرخ في كل واد لنا شهداء وجرحى ومعذبين ،وأسرى،ومن ينسى شيخنا الأسير الدكتور عمر،يرسف في أغلاله تحت الصلف الأمريكي،في حالة من العجز العربي والإسلامي والمصري،من أجل استنقاذ عالم كبير من علماء الأزهر،بل شيخ كبير السن فاقد البصر،ولكن عوضه الله البصيرة.أين سجناء جوانتنامو؟؟،بل يرحل المسلمون إلى سجون أمريكا،تحقيقا لمصالحهم الانتخابية،ولا يوجد صوت نفاذ،ولا يد تستطيع حماية العرض والأرض والدين.حرمات المسلمين ،بل مقدساتهم،بل أعظم شيء في قلوبهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم،يتعرض لسخافات القوم،وما نملك إلا الكلام،وكأننا لانملك إلا الكلام...!!وتأتي فريضة الحج تحي في النفوس معاني كثيرة،تذكر الأمة بقوتها وقدرتها وعزتها ومنعتها،وأنها إذا أرادت بصدق حققت ماتريد بإذن ربها سبحانه.فلقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: {خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ} ( صحيح ) (أحمد/14793) (أرواء الغليل/1119).فلذلك تجد كل المسلمين يطوفون ويسعون وهم يلبسون زيًا واحدًا، وهذا يدل على وحدة الأمة وعدم التفريق بينهم، وتجدهم في وقت واحد على صعيد واحد (صعيد عرفات).وكلهم يُصَلُّون خلف إمام واحدٍ صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، وكلهم يَنفرون بعد المغرب من عرفات إلى مزدلفة، وكلهم يَنفرون بعد ذلك من مزدلفة إلى منىٍ.ولا تجد خلافًا بين العلماء والفقهاء في شيء من ذلك.والكل يلهجُ لسانُهُ بذكر واحدٍ حيث يقولون جميعًا : "لبيكَ اللهمَّ لبيكَ .. لبيكَ لا شريكَ لكَ لبيكَ .. إنَّ الحمدَ والنعمةَ لكَ والملك .. لا شريكَ لك "إلهنا ما أعــدلكْ ...........مَليكَ كلَّ منْ مَلَكْ لبيكَ قـد لبيتُ لكْ ...........لبيك إن الحمد لكْ والملكُ لا شريك لكْ .........ما خاب عبدٌ سألكْ أنتَ له حيثُ سلكْ ...........لولاكَ ياربي هَلكْ لبيكَ إن الحمدَ لكْ ..........والملك لا شريك لكْ كل نـبي ومَلَـكْ ..........وكل من أهـلَّ لكْ وكل ّعبدٍ سألكْ ...............سبّح أو لبّى فلكْ لبيك إن الحمد لكْ ............والملك لا شريك لكْ والليلُ لمّا أن حَلكْ ...........والسابحات في الفلكْ لبيك إن الحمد لكْ ..........والملك لا شريك لكْ يا مخطئًا ما أغفلك ........... عَجِّل وبادر أجلك واختم بخيرٍ عملكْ............ لبيك إن الحمد لكْ والملك لاشريك لكْ..........والحمد والنعمة لكلا عصبية إلا للإسلام وأكد ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بنفسه في العام الذي بعده في حجة الوداع حيث خطب الناس فقال: {... أَلَا وَإِنَّ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ وَدِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ ...} (صحيح) (سنن البيهقي/18751) (ابن ماجة/3074).ما أحوج الأمة إلى تناسي الحزبية والعصبية والطائفية ،لمصلحة الدين والوطن،وما المشكلات الحادثة ليل نهار في وطننا مصر ،إلا عصبية وجاهلية مقيتة،كل يبحث عن المغنم ،ولو كان في تحقيقه ضياع الملة والدين،وهلاك الوطن وفساد الأرض.لو أن الأمة تحرم بصدق إحرام الحاج المخلص،لزهدت في المناصب ،ولغلبت مصلحة الوطن علة أهوائها .نريد إحراما يجعلنا نتخفف من متع الدنيا الزائفة.نريد إحراما يلزمنا الأدب مع ديننا ووطننا.نريد إحراما يغسل عنا درن الأنا ،وينقلنا إلى رحابة نحن.فهيا أيها المسلمون تجردوا من زينة المناصب الكاذبة ،وحققوا الإحرام الحق،فعسانا أن نحقق الآمال المنشودة.