قيل لعلي رضي الله عنه : كم بين السماء والأرض؟ قال: دعوة مستجابة.فكم بين المشرق والمغرب؟ قال: مسيرة يوم للشمس. من قال غير هذا فقد كذب.
ماصحة هذا الاثر؟
قيل لعلي رضي الله عنه : كم بين السماء والأرض؟ قال: دعوة مستجابة.فكم بين المشرق والمغرب؟ قال: مسيرة يوم للشمس. من قال غير هذا فقد كذب.
ماصحة هذا الاثر؟
أخرج الدينوري في "المجالسة" (2465) عن عمر بن أيوب، عن مسلمة بن محارب؛ قال: قيل لعلي بن أبي طالب: *كم *بين *السماء *والأرض؟ قال:((دعوة مستجابة)). قيل له: فكم بين المشرق والمغرب؟ قال: ((مسيرة يوم للشمس، من قال غير هذا؛ فقد كذب)).
وهذا منقطع ، مسلمة بن محارب ، لم يدرك علي بن أبي طالب.
وأخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/ 99-100) عن خيثمة بن سليمان نا أبو عمر هلال بن العلاء بن هلال الرقي نا أبي نا إسحاق بن يوسف الأزرق نا أبو سنان الضحاك بن مزاحم عن النزال بن سبرة الهلالي قال وافقنا من علي بن أبي طالب ذات يوم طيب نفس ومزاح فذكر الحديث وفيه: قال: يا أمير المؤمنين كم بين السماء والأرض قال: ((دعوة مستجابة فمن قال غير هذا فقد كذب)).
والعلاء بن هلال ، قال أبو حاتم: ((منكر الحديث ، ضعيف الحديث ، عنده عن يزيد بن زريع أحاديث موضوعة)) ، وقال النسائى: ((هلال بن العلاء بن هلال روى عن أبيه غير حديث منكر ، فلا أدرى منه أتى أو من أبيه)) ، وقال أبو بكر الخطيب: ((فى بعض حديثه نكرة))، وقال ابن حبان: ((يقلب الأسانيد ويغير الأسماء ، فلا يجوز الاحتجاج به))
والضحاك بن مزاحم ، كنيته أبو القاسم ، أو أبو محمد ، وليس أبو سنان !.
وأخرج الخزاز القمي في "كفاية الأثر" (ص338) بسنده عن أبي حفص الأعشى ، عن عنبسة بن الأزهر، عن يحيى ابن عقيل، عن يحيى بن يعمر ، قال: كنت عند الحسين إذ دخل عليه رجل من العرب متلثما أسمر شديد السمرة، فسلم ورد الحسين ، فقال: يا بن رسول الله مسألة.قال: هات. قال: كم بين الإيمان واليقين؟ قال: أربع أصابع. قال:
كيف؟ قال: الإيمان ما سمعناه واليقين ما رأيناه وبين السمع والبصر أربع أصابع.
قال: فكم بين السماء والأرض؟ قال: دعوة مستجابة.
وأبو حفص الأعشى ، قال ابن عدي: ((منكر الحديث)) ، وقال: ((لَهُ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ وَرِوَايَاتُهُ بِالأَسَانِيدِ الَّتِي يَرْوِيهَا غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ)) ، وقال ابن حبان: ((يروى عن الثقات الموضوعات لا تحل الرواية عنه)) ، وقال أبو نعيم: ((روى عن هشام بن عروة موضوعات)) ، وقال الدارقطني: ((متروك)).
هذا ما وقفت عليه مسنداً ، وقد ورد في العديد من الكتب بلا إسناد ، والله أعلم.
جزاكم الله خيرا
إنما يروي الأزرق عن الضحاك بواسطة أبي سنان، فقد سقطت أداة التحديث.
وتجد هذا الإسناد خرجه اللالكائي في شرح الأصول (٢٤٥٥)، فقال:أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْإِسْمَاعِيلِ يُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، قَالَ:
نا أَبُو عُمَرَ هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ هِلَالٍ، نا أَبُو الْعَلَاءِ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يُوسُفَ الْأَزْرَقِ، قَالَ: نا أَبُو سِنَانٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، قَالَ:
وَافَقْنَا مِنْ عَلِيٍّ ذَاتَ يَوْمٍ طِيبَ نَفْسٍ وَمِزَاجٍ، فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَدِّثْنَا عَنْ أَصْحَابِكَ خَاصَّةً. قَالَ: كُلُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابِي.
فَقَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. قَالَ: ذَاكَ امْرُؤٌ أَسْمَاهُ اللَّهُ صِدِّيقًا عَلَى لِسَانِ جِبْرِيلَ وَلِسَانِ مُحَمَّدٍ، كَانَ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَى الصَّلَاةِ، رَضِيَهُ لِدِينِنَا، وَرَضِينَاهُ لِدُنْيَانَا". اهـ.
وخرجه بهذا الإسناد ابن عساكر في موضع ءاخر من تاريخه (٩٢٦٨)، فقال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي نصر
أنا خيثمة بن سليمان نا أبو عمر هلال بن العلاء بن هلال الرقي نا أبي نا إسحاق بن يوسف الأزرق نا أبو سنان نا الضحاك بن مزاحم عن النزال بن سبرة الهلالي، قال:
واقفنا من علي بن أبي طالب ذات يوم طيب نفس فقلنا له يا أمير المؤمنين حدثنا عن عمار بن ياسر قال ذاك امرؤ سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
عمار خلط الله الإيمان ما بين قرنه إلى قدمه وخلط الإيمان بلحمه ودمه يزول مع الحق حيث زال وليس ينبغي للنار أن تأكل منه شيئا". اهـ.
وفي رواية أخرى سماه خرجه من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، قال: نا أبو سنان وهو سعيد بن سنان الشيباني نا الضحاك بن مزاحم .
بينهما وسائط تقطع الأعناق دونه، بالإضافة أن ابن عساكر لم يعلقه ولم يدلسه، إنما قل خرجه من طريق خيثمة بن سليمان.
بارك الله فيك.
والله أعلم.