تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: العدو الأكبر

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    150

    افتراضي العدو الأكبر

    الشيخ: عقيل المقطري.
    الخطبة الأولى:
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء:1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب: 70-71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. أيها الإخوة الفضلاء أيها الإخوة الأكارم! إن خير ما نتواصى به تقوى الله تعالى في السر والعلن، وتقوى الله تكمن في فعل المأمور، وترك المحظور تقوى الله أن يراك حيث أمرك وأن يفتقدك حيث نهاك.
    تزود للذي لابد منه *** فإن الموت ميقات العباد
    وتب مما جنيت وأنت حي *** وكن متهيئاً قبل الرقاد
    ستندم إن رحلت بغير زاد *** وتشقى إذ يناديك المناد
    أترضى أن تكون رفيق قوم *** لهم زاد وأنت بغير زاد
    أيها الإخوة الكرام! هنالك عدو لدود هذا العدو يحصد من كل يوم أرواحاً هذا العدو يشوه كل يوم فينا منظراً هذا العدو ضحيته أشلاء ضحيته دماء ضحيته معوقين في هذه الحياة، إن هذا العدو لا يترك الإنسان يتماثل للشفاء ولا يتعرض للعلاج، إنه أخطر من السرطان، وأخطر من الإيدز، وأخطر من مرض السكر، وأخطر من الفشل الكلوي، وأخطر من أمراض القلب مجتمعة، إنه يقتل الأصحاء بغير سابق إنذار، هو خطر من أخطر ما يكون من الأعداء الخارجيين الذين يهجمون على البلاد، هذا العدو موجود في كل بلد، وللأسف هذا العدو متواجد وبقوة في بلدنا في كل محافظة بل في كل حارة بل في كل شارع، هذا العدو لو أجلت خاطرك وأردت أن تحزره أو أردت أن تطرح جواباً لسؤال هل عرفت من هو هذا العدو اللدود؟ فربما أصبت وربما ذهبت بعيداً، ولا بأس من طرح هذا السؤال، وأن تعملوا فكركم معي وأن تنظروا، هل كانت إجابتكم موفقة ومسددة؟! هذا العدو قليلاً ما تحذر منه الجهات المختصة، لا تخصص له مساحة في وسائل إعلامنا، فإن الإعلام لا يزال فيه شيء، هذا العدو لا يعطى حقه من التحذير في الإذاعة، ولا في الجرائد والمجلات ولا في القنوات الفضائية ولا في المواقع الالكترونية، بل إن المؤسسات الخاصة والشركات الخاصة أو العامة أو مؤسسات الدولة لم تقم بواجبها في التحذير من هذا العدو اللدود، لم تقم بعمل ندوات في التحذير من هذا العدو القاتل هل فهمتم من هو؟ إن الآباء لم يقوموا بحمل توعية لأبنائهم من هذا العدو القاتل الذي قد يقتلهم وقد يقتل غيرهم في أي لحظة من اللحظات هل قربت لكم الفهم؟! لعل فهمكم قد ذهب إلى المخدرات ولا شك أنه عدو وقاتل وخطر وفي غاية من الخطورة لكن هذا العدو من نوع آخر، إن منابر المساجد لم تضطلع بدورها في التحذير من هذا العدو، كذلك وإذا تكلمت تكلمت بوجل وخوف وارتعدت وربما الكلمات والألسن وتغيرت الوجوه، لكن الحق أحق أن يتبع إنه عدو لدود عدو جدير بأن نحاربه وأن نحاصره بشتى الوسائل والطرق، إنه ليس عدو لفرد إنه عدو للحضارة، عدو للإنسانية، عدو للبيئة، يجب التحذير منه كل الحذر بل يجب أن تقام المهرجانات العامة في الأماكن الفسيحة للتوعية من خطره، ومما يؤسف له أنه كما قلنا إن وسائل الإعلام التي ينفق عليها من المال العام لم تقم بدورها في التوعية من خطر هذا العدو اللدود، إن مساحة كبيرة في الإعلام تذهب للترويج للسلع، وليت الإعلام يجعل مساحة في كل يوم للتحذير من خطر هذا العدو المتغلغل في المجتمعات. أيها الإخوة! إن ديننا عظيم فهو ينظم شئون حياتنا كلها حذار من أن تغتر بحضارة غربي حذار من أن تنظر إليهم نظرة إجلال واحترام، وتنظر إلى نفسك وإلى دينك نظرة ازدراء واحتقار. أقول أيها الإخوة إن المجتمع الغربي مجتمع همجي مجتمع في غاية من القذارة والرذالة وسوء الخلق، لكن هذه الأمة سرقت ونهبت أقول: نعم، نهبت حضارتنا، نهبت أخلاقنا، نهب علمنا، نهبت سياستنا، نهبت ثرواتنا وخيراتنا، واستثمرها الغرب في وقت نمنا وصرنا في سبات عميق ثم صرنا بعد ذلك نتسول الحضارة والرقي، ونتسول منهم كل شيء لذلك داسوا بأقدامهم على بلدان المسلمين وامتهنوهم واحتقروهم، {وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ} [الحج:18]. نحن سرقنا ونهبنا بكل ما تحوي هذه الكلمة من معنى هذا الدين العظيم نظم شئون حياتنا كلها ديننا يهتم بالنظافة لا دين ولا حضارة تهتم بالنظافة وبالمظهر والمخبر مثل هذا الدين إطلاقاً لقد كان اليهود والنصارى من أقذر خلق الله تعالى في طهارة القلب، وفي طهارة البدن وفي طهارة الثوب حتى سرقوا علينا هذه الأمور من ديننا وأخذوها وارتقوا بها في وقت تركناها، ولم نلتفت إليها، والأمر في غاية من السهولة. ولكن الفرق بين المؤمن وبين الكافر أن الكافر إن ظهر بحسن مظهره وبحسن مخبره فهو كما قال ربنا جل وعلا: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمْ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المنافقون: 4]، بخلاف المؤمن فإنه بهذه السلوكيات يرتقي ويرتفع وبهذه السلوكيات يؤجر، مظهرك خارجياً وداخلياً وهو الأهم زكاة القلب وطهارته من الشرك والأدناس وسوء الأخلاق هذه قضايا ترفعك كثيراً. ديننا اهتم بالنظافة، وديننا اهتم بالنظام، وديننا اهتم بالأمانة، وأعط كل ذي حق حقه، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب. ديننا يحث على أن يكون الشخص نظيفاً في مظهرة ومخبره ونظراته وسمعه ولسانه دين يحث على العفاف والطهر يحث على التمدن وينفر من البداوة ألم يقل صلى الله عليه وآله وسلم: «من بدا جفا و من اتبع الصيد غفل ومن أتى أبواب السلطان افتتن»(1) أي: من عاش في البدو وبين البدو يقسو قلبه ويجفو، وهذا فيه تنفير من عيش البداوة، وفيه حث للناس على أن يعيشوا حياة التمدن، ألم يقل صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه»(2). ألم يقل صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده»(3)، أن تظهر النعمة عليك تظهرها بالمظهر اللائق بها، فربما وأنا أضرب مثالاً فحسب: لو إن إنساناً اشترى مثلاً عمامة بـ 10,000 آلاف ريال ثم رماها فوق رأسه أو ربطها أي ربطة، فإذا نظرت إليها ظننت أن قيمتها لا يزيد عن 200 ريال، وإذا نظرت إليه لم تظهر عليه جمالاً ولا وقاراً، بل إنها غيرت من طبعه وغيرت من مظهره، فإذا ربطها ربطة سليمة وصحيحة زادته جمالاً ووقاراً ولو كانت رخيصة، إلا أن حسن الاستعمال هذه النعمة تزيده جمالاً ووقاراً ومكانة في أعين الناس، يقول أيضاً صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن ذم الكبر: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر: بطر الحق، وغمط الناس»(4). هذا هو الكبر، أما أن تظهر نعمة الله عليك فليس هذا من الكبر، نعم إذا كانت نيتك التكبر حتى لو كنت تمشي عرياناً ومشيت مشية التبختر والتكبر فأنت متكبر؛ حتى لو كنت تلبس أردأ الثياب وأوسخ الثياب وأنت تمشي بهذه النية فإنك تكون متكبراً. وجاء في الحديث عن جابر بن عبد الله قال: «أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى رجلاً شعثاً قد تفرق شعره فقال: أما كان يجد ما يسكن به شعره؟ ورأى رجلاً آخر وعليه ثياب وسخة فقال: أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه؟»(5). كان صلى الله عليه وآله وسلم له ثوب خاص للجمع والأعياد واستقبال الوفود، وكان يتطيب بأطيب الطيب المسك صلى الله عليه وآله وسلم، وحث صلى الله عليه وآله وسلم على تنظيف الأفنية، وجعل بين البيوت مسافات للمرور، وحدها بـ 6 أذرع، هذا بحسب ذلك الزمان، أما الآن فتقدر ربما بـ "50 متراً - 60 متراً" لأن الحضارة والرقي والتقدم يأمر بذلك. قام أبو بكر رضي الله عنه بجمع القرآن وتدوينه وجمع عثمان رضي الله عنه الأمة على مصحف واحد، وهذا من الرقي والتقدم والتدوين، وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإحصاء المؤمنين فقال: «أحصوا لي كم يلفظ الإسلام! فقلنا: يا رسول الله أتخاف علينا ونحن ما بين الستمائة إلى السبعمائة؟ قال: إنكم لا تدرون، لعلكم أن تبتلوا، قال: فابتلينا حتى جعل الرجل منا لا يصلي إلا سراً»(6). ورتب صلى الله عليه وآله وسلم بيت المال حتى لا يهدر المال العام ووضع فيه الأمناء وأرسى الشرع قواعد الشورى هذه الشورى التي في الحقيقة سرقها علينا الغرب، وجاء بها بطريقة ربما ابتعدت قليلاً، وإن كانت جزئيات منها هي من الشورى الإسلامية، إنه سماها بالديمقراطية، ولم تكن هذه الديمقراطية الغربية هي الشورى بعينها لكن أجزاء كثيرة منها مأخوذة من الإسلام، واليوم يقدم الغرب الديمقراطية الحديثة وهي ديمقراطية النخب وليست ديمقراطية الغوغاء، إنما هي ديمقراطية النخب من العلماء والمفكرين والساسة والاقتصاديين، وهذه أقرب ما تكون إلى الشورى الإسلامية. باختصار أقول: إن هذه الأمة نهبت وسرقت ليتها تعرف عظمة دينها ليتها تعرف الحقيقة فتأخذ بمجامع ومكامن القوة فسترقى رقياً ليس له نظير. أسأل الله تعالى لنا ولكم السداد والرشاد، اللهم وفقنا لأحسن الأعمال والأقوال إنك على كل شيء قدير.. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. وبعد: أيها الإخوة! إن ديننا ينظم سير حياتنا ولا يمانع من الاستفادة من أي قانون أو خطة أتتنا من الشرق أو من الغرب طالما وفيها نفع لهذه الأمة ولا يتصادم مع ثوابتنا. فقد استفاد صلى الله عليه وآله وسلم من خطة فارس التي أتى بها سلمان الفارسي رضي الله عنه في حفر الخندق، وذلك مثل وسائل وأنظمة وقوانين سير الملاحة الجوية والبحرية والبرية لو لم تعمل هذه القوانين لرأيت الحوادث العجيبة حوادث الطيران، ومن أشنع الحوادث وأكثرها بشاعة حوادث الطيران حينما تتصادم طائرتان في الجو فيذهب ضحيتها آلاف.. وهكذا أيضاً بعض أنظمة المرور البحرية تحدث وإن كانت أقل. وهكذا أيضاً أنظمة مرور سكك الحديد والمترو وغير ذلك هذه حوادثها جسيمة جداً لأنه يذهب ضحيتها الآلاف، فلو لم تعمل هذه القوانين ويلتزم قائد هذه المركبات باللوائح والأنظمة تذهب الآلاف ضحايا وهكذا قل في مرور السيارات تحدث كوارث عظيمة. إن تقدم البلدان لا تقاس بالعمارات ولا بالمراكب الفارهة ولا بالملابس الأنيقة إنما تقاس من خلال الالتزام والقوانين واللوائح الإدارية. أعود فأقول: إن العالم المتحضر يعتني بتطبيق القوانين والأنظمة ويقيس الرقي والهبوط والفساد المالي والإداري على مدى تطبيق هذه اللوائح والقوانين والأنظمة استحدث الغرب أعياداً لتكريم فئات من الناس كعيد العمال؛ لأنهم هم الذين كان لهم السبب في رقي هذا العالم وتطوره وهم السبب في اختراع كثير من الوسائل التي فيها سبب لرفاه العيش بين العالم لو أن هذا العالم بملياراته مع الناس، ليس هنالك من يفكر ويدور ويخطط ويخترع العلاجات والأودية للأوبئة لرأيت الأمراض تحصد الناس حصداً. لو كانت الأمور كما كانت عليه مثلاً قبل مائة عام والعدد بمثل ما هو عليه اليوم لرأيت أن الأمراض والأوبئة تفتك بالناس فتكاً استحدث الغرب هذا العيد لتكريم العامل واستحدث كذلك أسبوعاً للمرور سماه أسبوع المرور عالمي وعربي ومحلي.. الخ. في هذا الأسبوع تفحص السيارات ويعرف مدى صلاحيتها للسير ومدى مطابقة أوراقها للملكية ومدى توفر وسائل السلامة فيها. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل رجل المرور مؤهل التأهيل التام للقيام بهذه المهمة؟ أو أنه بحاجة نفسه إلى إعادة تأهيله، هل أنتم معي في أن الرشوة لعبت في رجال المرور وأسقطت هيبة النظام وصارت متعاونة مع عدد كبير ومع عدو لدود خطر في هذا المجتمع الذي يفتك بنا يومياً. لعلكم تتساءلون ولعل البعض يقول: نسي الخطيب وذهب بعيداً فلم يخبرنا عن هذا العدو اللدود أقول: لا، لم أنس إن هذا العدو هو حوادث مرور السير التي تحصد من البشرية يومياً بالآلاف نتيجة التهاون بأنظمة المرور ولوائح المرور ونتيجة عدم تأهل رجال المرور لقيادة تسيير المركبات في شوارع ومدن البلدان إنه أكبر عدو على الجميع أن يعي خطورته وعلى المؤسسات أن توعي منتسيبها، وعلى الآباء أن يوعوا أبناءهم وعلى وسائل الإعلام أن تضطلع بدورها بالتوعية وبيان خطر هذا العدو القاتل. إن تلك المركبات أيها الإخوة لا تقتل من خلال الانصدامات، ولكنها تقتل أحياناً قتلاً بطيئاً لا يشعر به الإنسان من خلال نفثها لتلك السموم عبر العوادم نتيجة الأعطاب التي أصابت محركاتها فهي تنفث بسرطانها وسمومها نستنشقها جميعاً في البيوت في الشوارع في الأسواق في الأزقة في الحارات دون أن نشعر. إن هذا خطر وإن هذا عدو أين رجل المرور الذي يوقف هذه السيارات جانباً ويستدعي سيارة نقل، هذه السيارات الفاسدة من أجل أن يدخلها إما أن تصلح أو تحجز؟ أين رجل المرور الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر في شوارعنا؟ هل أنتم راضون عن كيفية سير هذه المركبات في بلادنا وفي شوارعنا؟! لسنا راضين عن هذا. هل ترضون عن كيفية وقوف السيارات في الشوارع؟! لسنا راضين عن هذا. بل هل أنتم راضون عن طريقة وقوف حافلات الركاب لإنزالهم أو لإركابهم إنها تقف في مواقف غير محددة تعرقل السير، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إياكم والجلوس في الطرقات! فقالوا: ما لنا بد، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال: فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها، قالوا: وما حق الطريق؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بمعروف ونهي عن منكر»(7). أكبر منكر تفعله هذه المركبات في شوارعنا إن رجال المرور يجب أن يعاد تأهيلهم التأهيل العلمي والقانوني وأن تعاد هيكلة مرتباتهم لتعطيهم حقهم إن الرشاوى أفسدتهم، فصاروا مهينين للقانون، وصاروا متعاونين مع هذا العدو، وصاروا مستهترين ومستهزئين بهذه الأمة وبأرواح كثير من الناس، حينما ترى أن هذه السيارات تمشي عمياء أو عوراء في الشارع كيف يسير الأعمى؟ يسقط في الحفرة يدق رأسه هنا، ويصدم هذا، ويفعل هذا سيارات ليس فيها مكابح، إطاراتها غير سليمة، محركاتها غير سليمة، ومع هذا ينظر إليها شرطي المرور وهي واقفة في الشارع فيأتي ليدفعها ويتعاون مع قائد هذه السارة من أجل أن تتحرك. هذا من أكبر المنكر ومن أكبر التعاون على المنكر إن كان هذا العسكري أو الجندي أو الضابط يتقاضى ربما وأقول البعض ليس الجميع 5000 آلاف رشوة في اليوم، فأنا مستعد أن يكون دخله في الحلال: 15/ 20 ألفاً في اليوم من خلال أن يطبق القانون وأن يكون عدلاً وأن يكون منضبطاً، ابتداءً من تحسين مرتبه إلى تحسين الرقابة الذاتية لنفسه، فلا يظلم، ولا يتعدى، وأن يضبط القانون، وأن يعطى من كل مخالفة يقف فيها الشخص مخالفاً أن يعطى 10% - 15% إن شاء الله 20% بل 50% من قيمة هذه المخالفة. فإذا كانت مخالفة لقطع إشارة المرور 15000ألف ريال فليأخذ 5000 ألف منها وليأخذ 7.5 منها من أجل أن يطبق القانون ويأخذها نهاية الشهر بهكذا نظام تسير الأمور، أما أن يبيع الأمة، ويبيع الوطن، ويفسد الحال، فهذا في الحقيقة غاية في الفساد، وإصلاح جهاز المرور من أولى الأولويات. أيها الإخوة الكرام! من المنكر أيضاً استعمال المنبه دون حاجة تستخدمه المنبه، هذا فقط لتنبيه من هو أمامك أو جانباً أما أن تستخدمه للترف تزعج الناس، هذا من المنكر، كذلك نزع كاتمات الصوت من الدراجات النارية، هذا من المنكر، أين دور المرور؟! هذه مزعجات تزعج الناس وتزعج المرضى والنائمين وتزعج العمال أصحاب الورديات، هذا من المنكر العظيم، هكذا أيضاً أيها الإخوة بهذه الطريقة نكون قد حاربنا هذا العدو إن تنبهنا إلى خطورته وتوعينا ووعينا من خلفنا، وقامت الأجهزة المختصة بدورها في هذا المجال، سوف تئول الأمور إلى خير إن شاء الله تعالى. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.. وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. والحمد لله رب العالمين. ـــــــــــــــ (1) الجامع الصغير وزيادته: 2/ 1107. (2) السلسلة الصحيحة: 3/ 106. (3) سنن الترمذي: 5/ 123. (4) مسلم: 1/ 93. (5) سنن أبي داود: 2/ 449. (6) مسلم: 1/ 131. (7) البخاري: 2/ 870.
    موقع منبر علماء اليمن:

  2. #2

    افتراضي رد: العدو الأكبر

    بورك في اليمن وعلماء اهل اليمن ولو كان من الافضل ان تقسموا الخطبتان تباعاً.

    وشكراً لنقلكم الكريم.
    إني اصاحب حلمي وهو بي كرم
    ولا اصاحب حلمي وهو بي جبن


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •