تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: المساواة الشرعية بين الرجل والمرأة

  1. افتراضي المساواة الشرعية بين الرجل والمرأة

    المساواةالشرعية بين الرجل والمرأة
    : - - الحمد لله نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة،
    من يطع الله تعالى ورسوله فقد رشد واهتدى ومن يعص الله تعالى ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله تعالى شيئا،
    إن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار،
    عباد الله:
    تعلمون أننا جميعا نحب كلمةالمساواةويس رنا أن نسمعها ونتشوق أن نتمتع بها ونرجو أن تتحقق بيننا في كافة شؤون حياتنا، فما هي المساواة التي نحبها ونطالب بتحقيقها وتطبيقها؟

    أهي المساواة كما نهوى ونتصور؟ أم المساواة هي القوانين التي اختارها الله تعالى وأنزلها إلينا؟
    وهي الأنظمة التي قدرها سبحانه ورضيها لنا؟ فإذا كانت المساواة هي التي نريدها نحن ونقدرها نحن، ونحددها نحن فلن نتوحد ولن نجتمع على معنى للمساواة نتفق عليه، وستتعدد معاني المساواة بتعدد العقول والأهواء، والأهواء والعقول تختلف باختلاف درجة الناس وتفاوتهم في السن والعلم والإيمان والمال والسلطة وغير ذلك.
    فهل يمكن أن يطبق كل واحد منا المساواة كما يفهمها هو على نفسه وغيره؟ وإذا امتنع ذلك الغير ورفض فهمك أنت للمساواة فبأي حق تفرض عليه أن يقبل المساواة كما فصلتها أنت ولماذا لا تقبل أنت المساواة كما يحبذها ويعينها غيرك؟

    وحينئذ شك أن القوي الغالب سيجبر الضعيف على التخلي عن فهمه والخضوع لتفصيلات القوي المتسلط كما هو الحال عند الجاهليين الذين لم يقبلوا المعنى الشرعي للمساواة.
    فهل تحبون أن تعرفوا ما هي المساواة الشرعية حتى لا نبقى مثل المرضى الذين يحلمون في النهار بالمساواة كما يريدونها؟.
    إن المساواة في الشرع أيها الأحباب ليست هي المماثلة والمعادلة والتساوي في الأقدار والقيم والدرجات والثواب والعقاب والأرزاق وغيرها، بل المساواة في الشرع هي العدل هي إعطاء كل شيء ما يستحقه وما يناسبه وما يصلحه، فاستمعوا رحمكم الله إلى هذه الآيات الكريمات وتدبروا معانيها فإنكم إن شاء الله ستعرفون حقا معنى المساواة في الشرع الحكيم،

    قال تعالى في قسمة الرزق : (والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ..)71النحل
    هل أخطأ الله عز وجل في تفضيل البعض على البعض في الرزق؟ هل يجهل ربك؟ هل يظلم ربك؟
    قال سبحانه[نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون)32الزخرف
    وقال سبحانه في تفاوت الأجر والثواب على الأعمال: ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله..)19التوبة

    وقال سبحانه: ( ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون..)75 النحل

    طائفة العبيد التي لا تملك شيئا وطائفة الذين ينفقون في سبيل الله؟

    لا يستوون أبدا، وضرب الله رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل -أي ثقل - على مولاه أينما يوجهه لا يأتي بخير، هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم؟

    وقال تبارك وتعالى : (...لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل ..)10 الحديد .
    قبل فتح مكة، الذي أنفق في سبيل الله وعمل على نصرة الدين وعلى حماية المسلمين أعظم درجة عند الله من الذين أنفقوا من بعد الفتح.

    وقال عز وجل : ( قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث) 100 المائدة , وقال سبحانه : ( لا تستوي الحسنة ولا السيئة) 71 ص , وقال سبحانه: ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله) 95 النساء،
    وإن صلى وصام وتصدق وذكر الله واستغفره وهو جالس في منزله والأعداء يقاتلون، لا يستوي أبدا مع الذي يحمل سلاحه من أجل مقاتلة الكفار ليحمي ظهور المسلمين،

    وقال تعالى: ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) 9 الزمر , وقال سبحانه : ( لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون ) 20 الحشر ,وقال سبحانه يحكي ندامة وحسرة أهل النار يوم القيامة حينما قال الله عز وجل: ( فكبكبو فيها هم والغاوون, وجنود إبليس أجمعون, قالوا وهم فيها يختصمون, تالله إن كنا لفي ضلال مبين, إذ نسويكم برب العالمين,) 94-98 الشعراء،
    الآن الذي يطيع السادة والكبراء كما يطيع الله عز وجل أو أكثر هذا مصيره، والتفضيل أيضا ذكره الله عز وجل مع خيرة العباد، قال تعالى : (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات ..)253 البقرة
    فأين فهم الذين يطالبون بالمساواة في كل شيء؟ هل المساواة في هذه الآيات هي المساواة كما يفهمها اللاهثون الذين يزعمون أنهم يدافعون عن حقوق الإنسان؟
    نحن نؤيد ونعزز كل صوت يطالب بالمساواة الشرعية، أي العدل وعدم المحاباة والتجاوز والحيف، وحينما نجد أن الله تعالى قرر أحكاما واختار نظاما أو أذن لرسوله المعصوم في شيء من ذلك أو أجمع أهل الحل والعقد من الأمة على شيء،

    فإننا نعتقد أن ذلك هو العدل وهو المساواة الحقيقية وبذلك يكون كل ما اختاره الله وعمل به الرسول واتفقت عليه الأمة التي لا تجتمع على ضلال، هو المساواة وهو العدل وهو البر وهو الخير، والذين يطالبون بالمساواة كما يريدونها هم ويرفضون المساواة كما هي في شريعة الله، إنما يتهمون الله تعالى بالظلم والمحاباة وتجاوز العدل ولو لم يصرحوا بذلك.
    فالناس على ثلاثة أقسام:

    *قسم مؤمن بالله راض بقسمته مطمئن إلى أحكامه، وهؤلاء هم الذين يعلمون يقينا المساواة معرفة شرعية

    *قسم يتخير من أحكام الله ما يوافق مصلحته ليبقى تحت لافتة الإسلام ويطرح ما لا يوافق هواه، ويرفض ما يراه غير ملائم ولا يحقق مصالحه

    * قسم ثالث خلع الثقة بتدبير الله ورفض قسمة الله ونبذ اختيار الله فهذا القسم الأخير كافر جاحد، والقسم الثاني لاحق بالقسم الثالث لأن القسم الثاني أشرك هواه مع الله تعالى، والقسم الأول هو الذي رضي بالمساواة التي رضيها الله تعالى لعباده.

    عباد الله إنكم تسمعون وتقرؤون عن فكر وثقافة القسم الثالث والثاني، لهم ثقافة ولهم فكر كما يدعون تقرئون عنهم أنهم يقولون عن المرأة التي تبقى في البيت أنها لا تشارك في التنمية ولا تساهم في النهضة الوطنية لا اجتماعيا ولا اقتصاديا ولا سياسيا فهذه المرأة التي تبقى في البيت في نظرهم امرأة سلبية تجر قافلة الوطن إلى الوراء وهي مظلومة في نظرهم إذا منعت من مزاحمة الرجل في جل شؤون الحياة، ويرونها دون الرجل قيمة وكرامة وعزة وشهامة، إذا كان الرجل هو الذي يشرف على أحوالها ويسد حاجاتها وينفق عليها، فالمرأة كما يقولون ما خلقت لتبيض ـ هذا قولهم- وتفقس وتفرخ وتبقى حبيسة البيت خادمة، قاعدة، غائبة عن معترك الحياة، المرأة في نظر هؤلاء يجب أن تضع يدها في يد الرجل وتنطلق بجنبه حيث ما انطلق وبذلك يتحرك جسم المجتمع كله لا نصفه فقط ويقولون ما دامت المرأة محبوسة في البيت أو راضية بذلك فإن نصف جسم المجتمع يبقى مشلولا،
    إن هؤلاء يرون أن خروج المرأة من بيتها لمشاركة الرجل في كافة الميادين هو وحده الذي يرفعها إلى المساواة مع الرجل في كافة الحقوق، هذا بعض فكرهم وثقافتهم وأقوالهم وكتاباتهم، وأنتم هل تقبلون أن يبين الله لكم ورسوله صلى الله عليه وسلم حقيقة المساواة في هذه المسألة الخطيرة.

    قال صلى الله عليه في حديث المسؤولية: (والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها يوم القيامة ) أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

    وجاءت امرأة مبعوثة النساء ووقفت عند رسول الله صلى الله علي وسلم وقالت يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك، هذا الجهاد كتبه الله تعالى على الرجال فإن نصروا أجروا، وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون، ونحن معشر النساء، نقوم عليهم ـ أي نقوم بشؤون الرجال في البيت- فما لنا من ذلك؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج واعترافا بحقه يعدل ذلك ) إنها المساواة في الثواب والأجر،
    إن عمل المرأة في البيت كما يكتبون في البطاقة الوطنية ـ بدون- يعني أن العاملة في البيت لا عمل لها، هذا مكر وخيانة هذا ظلم للمرأة، العمل الذي اعترف الله به وأمر به وأخبرنا رسول الله بالثواب عليه، لا يعتبرونه بل يعتبرون أن المرأة عاملة حتى تخرج من بيتها، ولكنه صلى الله عليه وسلم قال بعد ذلك ..وقليلا منكن من يفعله قليلا منكن من تحسن إلى الزوج وتعترف بحقه وبشؤون البيت، ألا ترون عباد الله أن المساواة التي أرادها الله سبحانه أن تقوم بين المرأة والرجل هي قسمة العمل بالعدل والحكمة، فهي تقوم بما تحسنه وتتقنه والرجل يقوم بما يجيده ويقوى عليه، المرأة صنعها الخالق سبحانه لتكون بجسمها وعقلها وعواطفها وفكرها مؤهلة أساسا للحمل والولادة والإرضاع والتنشئة ورعاية شؤون البيت، وهي في نفس الوقت مكفولة المئونة سترها ومملكة بيتها مكرمة مصونة، مأمورة بعبادة ربها وطاعة زوجها في المعروف، هذه ليست وظيفة؟!! أليست مهمة؟! والرجل خلقه خالقه ليقوم أساسا بعد العبادة بالقسم الخارجي من الأعمال، الشخصية والمجتمعية المحلية منها والدولية في الإقامة والسفر وحال السلم والحرب والحر والبرد،
    فالله عز وجل هو الذي هيأ المرأة لوظيفة أشرف من وظيفة الرجل، لعمل أكرم من عمل الرجل، لقد هيأها سبحانه لتصنع الإنسان ذكرا أو أنثى وهيأ الرجل لصناعة الخبز واللباس والسلاح والمركب والمسكن، فأيهما أشرف إنتاجا وأكرم عطاء وأحسن مشاركة في التنمية ومساعدة على النهضة؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    بلاد الشــام ..
    المشاركات
    248

    افتراضي رد: المساواة الشرعية بين الرجل والمرأة

    جزاك الله خيرا وبارك بكِ على هذه الفوائد النيره لا حرمتي الأجر
    لا إله إلّا أنتَ سبحانكَ إِنّي كنت من الظالمين

  3. افتراضي رد: المساواة الشرعية بين الرجل والمرأة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هوازن العتيبيه مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا وبارك بكِ على هذه الفوائد النيره لا حرمتي الأجر
    وإياكم أختي الفاضلة وحفظك الله من كل سوء شكرا لمرورك
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    نجد
    المشاركات
    1,082

    افتراضي رد: المساواة الشرعية بين الرجل والمرأة

    أحسنت احسن الله إليك
    نظرت في دواوين السنة والأثر فلا أعلم امرأة صحابية ولا تابعية حُرّة ذكرت باسمها فلانة بنت فلان ثبت السند عنها صريحا أنها تَكشف وجهها للأجانبد.عبد العزيز الطريفي

  5. افتراضي رد: المساواة الشرعية بين الرجل والمرأة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالبة فقه مشاهدة المشاركة
    أحسنت احسن الله إليك
    آمين أختي الفاضلة وإنه لمنقول لم أجتهد بشيء بارك الله فيك
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم

  6. افتراضي رد: المساواة الشرعية بين الرجل والمرأة

    بارك الله فيكِ ونفع بكِ
    أحسن الله إليكِ
    كل خير في اتباع من سلف** وكل شر في ابتداع من خلف.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    644

    افتراضي رد: المساواة الشرعية بين الرجل والمرأة

    جزاك الله الجنة..
    ربنا لاتجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا

  8. افتراضي رد: المساواة الشرعية بين الرجل والمرأة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طويلبة شنقيطية مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكِ ونفع بكِ
    أحسن الله إليكِ
    ربنا يبارك فيك ويحسن اليك شكرا
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم

  9. افتراضي رد: المساواة الشرعية بين الرجل والمرأة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أويس وفردوس مشاهدة المشاركة
    جزاك الله الجنة..
    واياكم اسال الله لك الفردوس الاعلى
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: المساواة الشرعية بين الرجل والمرأة

    بوركت أم البراء أينما و حيثما كنت آمين

  11. افتراضي رد: المساواة الشرعية بين الرجل والمرأة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم هانئ مشاهدة المشاركة
    بوركت أم البراء أينما و حيثما كنت آمين
    بوجودك يا حبيبة
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •