تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 32

الموضوع: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    الفوائد المنتقاة من شرح
    ( المقامة الحصيبية في المفاضلة بين العلوم )
    للقاضي الرشيد

    من نوادر الكتب التي قل أن تجد لها نظيرا؛ من جهة السبك الصياغة، ومن جهة المعرفة الموسوعية وسعة الاطلاع، ومن جهة التحفيز للأخذ من كل علم بطرف؛ لأن الأمر كما قال المؤلف (ص 65):
    " وقل من برز في فن من العلم إلا وصده عن سواه وشغله، والمرء عدو ما جهله، فيتخذه درأة لطعنه واعتراضه، ويوسعه في صدوده وإعراضه".

    وهذه الفوائد المنتقاة لا تغني عن قراءة الكتاب، وإنما يراد منها التشجيع على قراءته كاملا.

    أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    66
    ... هذا إلى ما منيت به من عدم المذاكر والمباحث، وفقد المعاضد والمساعد بحيث صارت الفضيلة مسبة لصاحبها وعارا على طالبها وعضيهة ينبز بها من فارقها وجناية يعاقب بها من ألبس بها أو حاولها، حتى أصبح الفكر عازبا والصواب غائبا والعقل ذاهلا وأزمة الآمال مصروفة بيد الاضطرار إلى غير وجهة الاختيار والحيلة مستهلكة بخيالات الأوهام ولا جرم فهذه حال من استوطأ مركب الهوينى والعجز وخالف محجة أهل العزم والحزم.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    175

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    بارك الله فيكم ..
    وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    68
    والبهماء: التي لا يهتدى فيها لطريق
    والصرماء: التي لا ماء فيها
    والمرت: التي لا نبات فيها
    والمروراة: التي لا أنيس بها
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    82
    وصناعة النحو بالجملة صناعة لفظية، غايتها معرفة أحكام الكلم العربية عند تأليفها ودلالاتها على المعاني وما يلحقها من التغاير باختلاف المعاني التي تدل عليها، وما الذي عليه جرت عادة الفصحاء من العرب ينطقون به من ذلك.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    82
    وهؤلاء الذين لم يخالطوا غيرهم وعنهم أخذت العربية هم هذيل وكنانة وبعض تميم وبعض قيس عيلان ومن يشابههم من عرب الحجاز وأوساط نجد، فأما الذين يحلون من العرب أطراف بلادهم فهم مصاقبون لأمم أخر مخالفة / ألفاظهم وعباراتهم لهم كحمير والأزد وهمدان وخولان فإنهم مصاقبون الحشبة والزنج فأدركت لغاتهم العجمة الحميرية وكادت ألا تكون عربية أصلا.

    85
    وممن فسدت لغته أيضا من العرب طي وغسان فإنهم كانوا يجاورون الروم بالشام ولم توجد أيضا في لخم وجذام وغسان لقربهم من أهل مصر والشام ولا في تغلب والنمر بن قاسط فإنهم كانوا بالجزيرة مجاورين الروم وأكثرهم نصارى، ولا في بكر بن وائل ولا حنيفة لمجاورتهم النبط ولسكناهم اليمامة وما قارب البصرة من بلادهم وطي فإنهم كانوا يجاورون الروم بالشام

    86
    وممن لحقته العجمة من العرب أيضا تميم وعبد القيس لمجاورتهم أهل الجزيرة وفارس ففيهم السكسكة والعنعنة المشهورتان.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    90
    وأما قوله (ومن يخرق أعق وأظلم) فمن قبيح الكلام الذي لا يجوز إلا في الشعر، لأنه جازى بـ(من) فجزم به يخرق، ولا بد للجزاء من جواب بالفعل أو الفاء من يكرمني أكرمه فيجزم الفعل ويأتي بالفاء فيجوز في جوابه الاسم والفعل فيرتفع الفعل في الجواب، قال الله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له} فكان سبيل الشاعر المذكور أن يقول في الأبيات المذكورة ومن يخرق فأعق وأظلم.
    وعثرات الفقهاء إذا ادعوا الغنى عن العربية في الأمور الفقهية لا تقف عند غاية، ولا تنتهي عند نهاية، وفيما ذكرت دليل على غيره.

    91
    سأل الرشيد إسحاق الموصلي كيف تفرق بين الألحان مع كثرتها واختلافها؟ فقال: يا أمير المؤمنين من الأشياء أشياء ما تدركه المعرفة ولا تحيط به الصفة، فأحسن الاعتذار.

    92
    كما قال المسيب بن علس /
    فلأهدين مع الرياح قصيدة ........ مني مغلغلة إلى القعقاع
    ترد المياه فلا تزال غريبة ........ في القوم بين تمثل وسماع
    وكما قالت الخنساء:
    وقافية مثل حد السنا ........ ن تبقى ويفنى الذي قالها
    نطقت ابن عمرو فسهلتها ........ ولا ينطق الناس أمثالها
    وقال بشار بن برد:
    ومثلك قد سيرته بقصيدة ........ فسار ولم يبرح عراض المنازل
    رميت بها شرقا وغربا فأصبحت ........ بها الأرض ملأى من مقيم وراحل
    وكما قال بشر بن أبي خازم:
    فأبعثهن أربعة وخمسا ........ بألفاظ مثقفة عراب
    وكنت إذا وسمت بهن قوما ........ كأطواق الحمائم في الرقاب
    وكقول ابن هرمة:
    إني إذا ما امرؤ خفت نعامته ........ واستحصدت مرة منه قوى الوذم
    عقدت في ملتقى أوداج لبته ........ طوق الحمامة لا يبلى على القدم
    / وكما قال أبو الطيب المتنبي:
    قواف إذا سرن عن مقولي ........ وثبن الجبال وخضن البحارا
    وقال:
    إذا قلته لم يمتنع من وصوله ........ جدار معلى أو خباء مطيب
    وقال:
    وما الدهر إلا من رواة قصائدي ........ إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا
    فسار به من لا يسير مشمرا ........ وغنى به من لا يغني مغردا
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    94
    وكان العرب في الجاهلية يتقون الشعراء أكثر من اتقائهم بها اليوم الأمراء لأنهم كانوا يخافون نوافذ أقوالهم وما يخلد على الدهر من أشعارهم، فرب خامل رفعه الشعر، ووضيع رفعه.

    100
    وللشعر في كل أمر -جدا كان أو هزلا حقا كان أو باطلا- مدخل لا يحله سواه، لا جرم إن صاحبه إذا كان جيد التصرف حسن التوصل بلغ به إلى كل مبلغ وقال [نال] به كل بغية.
    ويقال إن الحارث بن حلزة اليشكري لما أنشد عمرو بن هند قصيدته التي أولها: /
    آذنتنا ...
    أنشدها وبينهما سبعة حجب ...

    106
    وحي ذوي الأضغان تملك قلوبهم تحيتك الحسنى فقد يرقع النغل
    فإن دحسوا باللؤم فاعف تكرما ....... وإن كتموا عنك الحديث فلا تسل
    فإن الذي يؤذيك منه استماعه ....... وإن الذي قالوا وراءك لم يقل

    112
    كما قال السري بن أحمد واصفا ذلك:
    والشعر كالروض ذا طامٍ وذا خضل ....... وكالصوارم ذا ناب وذا خذم
    مثل العرانين هذا حظه خنس ....... مزر عليه وهذا حظه شمم
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي مشاهدة المشاركة
    68
    والبهماء: التي لا يهتدى فيها لطريق
    نعم

    وتشتبه هذه الكلمة مع كلمة فصيحة هي: يهماء.
    في قولهم:
    (كنغبةٍ من دأماء وتربةٍ في يهماء)
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    بل الذي في القاموس المحيط فعلا:

    واليَهْمَاءُ : الفَلاةُ لا يُهْتَدَى فِيهَا ، والسَّنَةُ الشَّدِيدَةُ لا فَرَجَ فِيهَا

    بالياء
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    أحسنت أخي الفاضل جزاك الله خيرا، هذا تصحيف في الكتاب لم أنتبه له، وفيه تصحيفات أخرى صححتها من غير تنبيه غالبا.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    121
    صناعة البديع هي الصناعة التي يتمكن بها الشاعر من إظهار رونق الشعر وتهذيبه وتمييز رائقه عن خبيثه حتى يلج الأذن بغير إذن، ويعلق بالقلب من غير كد، وكأنها أخص باللفظ من المعنى، إذ كان الشعر –كما قيل فيما / سلف- يتم بأربعة أشياء وهي اللفظ والمعنى والوزن والقافية، إلا أن القافية مشترطة في القصيدة.
    فأما البيت فمبني على الثلاثة الأول

    124
    فأول ما يجب على الشاعر اختيار المعنى وانتحاله، ثم يتخير اللفظ السهل الرائق له، وليس يكفي فيه أن لا يكون حوشيا غير مستعمل، ولا يكون رذلا ساقطا، حتى يكون متسق التركيب، غير قلق البناء أو ما قد اعتمد فيه من التقديم والتأخير وما غير ديباجته وكدر صفوه فيكل الذهن فيه وينبو السمع عنه

    125
    كقول الشاعر [في المتنافر الثقيل]
    لم يضرها والحمد لله شيء ......... وانثنت نحو عزف نفس جهول

    125
    لأنه [أبو تمام] أول من لزم طريقة البديع في شعره من المولدين واتخذها له أسلوبا لا يقلع عنه ولا ينام دونه، وعرف / بالتصنع فيه، وإن كان قد تقدمه في ذلك مسلم بن الوليد وبشار والعتابي والنمري وغيرهم، فلم يتحقق به أحد منهم كتحققه، وذلك أنه لا يخلي قصيدة له من أبيات قد ضمنها فيه ما يظهر عليه أثر التصنع والتنقيح

    126
    وليس الأمر في البديع كما يظنه المحدثون من أنهم تفردوا به وفازوا بحظه دون من سواهم من المتقدمين، بل كان أولئك يستعملونه طبعا لا تطبعا، كحالهم في النحو والعروض وغيرهما من علوم اللسان، فإن المتقدمين كانوا يستغنون بطباعهم في ذلك عن تعلمه بل لم يكن شيء من ذلك معروفا باسم يخصه ولا صفة تميزه.

    127
    قال أبو عمرو بن العلاء: كانت يدي في يد الفرزدق وأنا أسايره فأنشدت:
    أقامت به حتى ذوى العود في الثرى ......... وساق الثريا في ملاءته الفجر
    فقال: أرشدك أم أدعك؟ قلت: بل أرشدني، فقال: إن العود لا يذوي ما دام في الثرى، والصواب حتى ذوى العود والثرى.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    135
    ولم يكمل هذه الصناعة ويهذبها [العروض] كأبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري فإنه تعقب ما ألفه الخليل فيها فأحسن التعقب والإصلاح، واطرح الفضول وهذب الصناعة أحسن تهذيب

    137
    وأما حجته في إسقاط البحور الأربعة المذكورة فهي أنه وجدها تتفرع من بعض البحور الاثني عشر إذا دخلها زحاف، فالسريع من البسيط، والمنسرح من الرجز، والمقتضب من المنسرح [الرجز]، والمجتث من الخفيف.

    138
    وقال الجاحظ: العروض علم مولد وأدب مستبرد، ومذهب مرذول وكلام مجهول، يكد العقول بمستفعلن وفعول، من غير فائدة ولا محصول. وشهادة الجاحظ على العروض غير جائزة لتناقضها إذ هو القائل في مدحه: العروض ميزان الشعر ومعياره به يعرف الصحيح من السقيم والعليل من السليم وعليه مدار القريض وقطبه الذي عليه مداره، والشعر يسلم فيه من الأود والكسر، وكثير من الشعراء يكون له نفاذ في توليد المعاني وفصاحة اللفظ وتقصر أذهانهم عن معرفة الوزن فيأتون بأشعار هي بأن تسمى نثرا أولى منها بأن تسمى شعرا.
    ومن أولئك عبيد بن الأبرص بن جشم بن عامر الأسدي، فإنه لم يقل الشعر / إلا بعدما اكتهل

    139
    وبعض الرواة يزعم أن عبيدا لم يقل هذه القصيدة إلا على أنها خطبة، فلما اتزن بعضها ألحقت بشعره، فكان فيها من الأمثال السائرة المستحسنة ما احتمل معه فاحش الزحاف الذي فيها مع كون قائلها من أقدم الشعراء عهدا وأطولهم عمرا، فإنه كما يقال كان في وقت حجر أبي امرئ القيس شاعرا مشهورا عالي السن

    141
    وفي هذه القصيدة [لمرقش] أبيات كثيرة ينبو عنها الطبع، قد احتال لها العروضيون وجوها من الزحاف، وكذلك يفعلون في كل ما ورد عن العرب، مسامحة لهم بما لا يسامحون به غيرهم.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    143
    وليست القافية الحرف الذي يردده الشاعر في آخر كل بيت كالقاف في قوله:
    تذكرت ما بين العذيب وبارق ........... مجر غوانينا ومجرى السوابق
    كما يذهب العامة إليه، فإن ذلك يسمى حرف الروي، وليس يكفي الشاعر / بإعادته [إعادته] وحده، بل وتلزمه مع إعادته أشياء أخر، لو أخل بها لم يكن الشعر ذا قافية،

    144
    وملاك الأمر في هذه الصناعة معرفة ستة حروف وست حركات وخمسة عيوب:
    أما الحروف فهي الروي والردف وهو ياء أو واو أو ألف يكون مثل الروي، وقد ذكرناه وتتعاقب الياء والواو، ولا يعاقب الألف شيء، وقد ذكرناه، والوصل وهو ألف أو هاء أو واو أو ياء تلي الروي، والخروج وهو كل حرف مد كان بعد هاء الوصل، والدخيل وهو الحرف الذي بين ألف التأسيس وبين الروي.
    وأما الحركات فهي حركة ما قبل حرف الروي في المقيد، وتسمى التوجيه، والحركة التي قبل الردف وتسمى الجدو [الحذو]، والإشباع وهي حركة الدخيل هو الرس، وهو حركة ما قبل التأسيس والإطلاق وهو حركة الروي.
    والنفاذ وهو حركة هاء الوصل، وكلها يلزم الشاعر إعادتها بعينها في كل بيت من القصيدة إذا بدأ به أول بيت منها إلا الدخيل.
    فأما العيوب الخمسة فهي:
    الإقواء ...

    145
    والإكفاء ...
    والسناد وهو كل عيب يلحق القافية.
    والتضمين وهو أن تكون قافية البيت متعلقة بالذي يليه.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    148
    فإن كل صناعة يحتاج الناظر فيها إلى علم الأمور المقومة لها، والخاصة بها. وهي موضوعها وغايتها وصورتها واللواحق التابعة لها.

    150
    فأما ما يعين على اقتنائها [البلاغة] بعد الفطرة المرشدة إلى دقيق المعاني في المعرض المقصود فالاستكثار من اللغة والأخذ بنصيب وافر من علم النحو إذ كل / صانع فهو محتاج إلى أن يكون عنده من موضوع صناعته ما يمكنه لكثرته أن يختار الموافق منه بحسب حاجته، وكذلك البليغ يحتاج أن يكون عنده من اللغة مقدار كثير لئلا يعسر عليه إبراز ما يخطر بباله من المعاني وأن يحتاج إلى تكرير الألفاظ لقلتها عنده، أو إيراد ما لا يليق بالمعنى الذي يحاول الإبانة عنه فيكون اللفظ قلقا والمعنى غلقا، والعبارة مستهجنة، فلذلك جمع بعض الناس ألفاظا مترادفة وسماها الألفاظ الكتابية [الهمذاني] كقولهم في إصلاح الفاسد رتق الفتق ورأب الثأي وسد الثلم ولم الشعث. وأمثال ذلك لتكون معدة عند الحاجة، فيأخذ الكاتب منها ما يليق بغرضه.
    فأما النحو فليس حاجة صناعة البلاغة إليه بدون حاجة الشعر وغيره من الكلام، إذ هو السبب في تسديد الألفاظ نحو المعاني في الاحتراس من الغلط
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    154
    فالإجازة أن يثق بالمسند عنه لجودة نقل الراوي فيجيز له أن يروي ما يجد عليه خطه بالصحة وما رواه.

    156
    وإذا اعتمد الفقيه أن يتكفل بالفتيا ويكل الحساب إلى أهله فقد ظن خطأ؛ إذ كانت الفتيا في بعض المواضع متعلقة بالحساب فإذا أفتى فيها المفتي وقضى عن غير علم منه بالحساب فإنما هو مقلد والفتيا والحكم لا يكونان بالتقليد.

    176
    فقد تبين أن كل درجة من الفلك توازيها من الأرض ستة وخمسون ميلا وربع ميل على ما قاسه خالد بن عبد الملك المروروذي وعلي بن عيسى الاصطرلابي وسند بن علي في مواضع مختلفة، وذلك أن المأمون أمرهم بقياس ما بين مكانين فضل ما بينهما في العرض درجة لتعلم به مسافتها

    178
    وقد يمكننا أن نعلم ذلك أيضا بأن نرصد كسوفين قمريين في بلدين أحدهما مشرقي والآخر مغربي فننظر تفاوت ما بين وقتي الكسوفين من الساعات الاستوائية ثم نمسح ما بين البلدين فنعلم بذلك ما يخص الدرجة الواحدة من الأميال، إذ كانت الساعة الواحدة خمس عشرة درجة، ثم نضرب ما يخص الدرجة في ثلاثمائة وستين فما اجتمع من ذلك فهو مساحة منطقة الأرض، فإذا علمت منطقتها فقد علمت مساحتها، وذلك بأن تقسم مساحة المنطقة على ثلاثة وسبع فما خرج من ذلك فهو القطر، وإذا ضربت القطر في نفسه ثم ما خرج في مثله كان ذلك مساحة الكرة.

    204
    وقد ظن قوم كثير من الناس بهذا العلم [الإلهي] أنه خاص بالنظر في الإله تعالى وصفاته، وليس الأمر كما ظنوا بل هو كما ذكرنا ينظر في لواحق الموجود على الإطلاق، وإنما وجب البحث فيه عن الإله تعالى لأنه السبب الأول لسائر الموجودات

    216
    وأول من نظر في الإسلام في هذا العلم [علم الكلام] وفرعه عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وغيرهما من رؤساء المعتزلة

    217
    وكان واصل بن عطاء هذا أحد الأعاجيب
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    225
    كما قال شاعرهم كثير عزة:
    دعا صرد يوما على عود شوحط .......... وصاح بذات الأثل منها اغترابها
    فقلت: أتصريد وشحط وغربة .......... فهذا لعمري نأيها واغترابها
    ومثل قول الآخر:
    تغنى الطائران ببين سلمى .......... على غصنين من غرب وبان
    فكان البين أن بانت سليمى .......... وفي الغرب اغتراب غير دان
    / وقال جران العود:
    فأما العقاب فهو منها عقوبة .......... وأما الغراب فالغريب المطوح
    ومما ينسب لذي الرمة:
    رأيت غرابا ساقطا فوق قضبة .......... من القضب لم ينبت لها ورق خضر
    فقلت غراب واغتراب وقضبة .......... لقضب النوى هذا العيافة والزجر
    وهبت جنوب باجتنابك منهم .......... ونفخ الصبا تلك الصبابة والهجر

    229
    يقال منه زاغ يزيغ زيغ [زيغا] ولا يقال يزوغ

    233
    أما تكسير حضرموت فلا يجوز لأمرين أحدهما أنه واحد في الوجود، وإنما يكسر ما كان كثيرا.
    والثاني أنه مركب وإنما يكسر المفرد، والذي يجوز أن يجمع ما نسب إليه فإنه يقال في النسب إلى حضرموت حضرمي وإذا جمع قيل حضارمة كالعبادلة بإلغاء ياء النسب وكالمشاعرة والمهالبة.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    234
    ولا يبنى ثلاثي من رباعي ولا من خماسي رباعي ولا ثلاثي للحاجة إلى نقص حرف أصلي ليس من حروف الزيادة وهذه المسألة أتى بها السيرافي في شرحه لكتاب سيبويه وكان ألقاها أبو علي الفارسي على جماعة من كبار أصحاب ابن الخياط بمحضره، فقالوا: سفروت فضحك منهم وخجل لذلك ابن الخياط وقال: لا كثر الله منكم.

    236
    فقد أكثر النحويون الاحتجاج على أن العرب كانت تعلم التأويلات التي ذهبوا إليها وإن لم ينطقوا بها كما كان الصدر الأول من المسلمين يعلمون علم التوحيد وإن لم يستعملوا طريق أهل الكلام ولم يتكلموا بألفاظهم.

    237
    ولا مشاحة للنحويين في ذلك ولا ثقة أيضا لحججهم، فيكفيك منها قول الشاعر:
    علقتها هيفاء مجدولة .......... تركية تعزى لتركي
    ترنو بطرف فاتن فاتر ........ أضعف من حجة نحوي

    238
    فأما ما جاء من المضاعف على وزن لبُبت فلم يجئ عن العرب غيره إلا شاذ كقول بعض الرواة عما جاء عن بعض العرب: عززت الناقة تعز إذا قل لبنها
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    239
    الذي جاء على وزن مفعُلة نحو عشرين كلمة وهي:
    ميسرة لحالة اليسر، ومسربة لأسفل البطن، ومشربة ومشرفة للمكان الذي تشرف فيه، ومكرمة ومقبرة ومفخرة ومقدرة ومخرمة ومزرعة ومأربة للحاجة، ومأدبة للدعوة، ومأكلة ومعركة ومألكة ومزبلة ومبطخة ومقثوة لمكان البطيخ والقثاء، ومحبرة ومأثرة.

    242
    إلا شمس بن مالك الذي يقول فيه تأبط شرا:
    وإني لمهد من ثنائي فقاصد .......... به لابن عم الصدق شمس بن مالك
    أهز به في ندوة الحي عطفه .......... كما هز عطفي بالهجان الأوارك
    وهكذا رويت هذه الأبيات بضم الشين، أخبرني بها حسن بن جعفر النحوي عن التونسي عن ابن عبد البر عن يعقوب بن خرزاد النجيرمي.

    243
    وكان معاوية [بن الشريد] غزا بني مرة فاعتوره هاشم ودريد ابنا حرملة فاستطرد له أحدهما وطعنه الآخر فقتله، ووقع الخلاف بين الرواة أيهما الذي استطرد له وأيهما الذي قتله، فاختلفوا اختلافا كبيرا، والذي رأيت الأكثرين عليه أن دريدا هو الذي قتله

    249
    فليس في الشعر بيت يجتمع في حشوه ساكنان إلا المتقارب وأنشد الجوهري شاهدا على ذلك:
    فرمنا القصاص وكان القصاص .......... عدلا وحقا على المسلمين
    كأنه يرى الوقوف على الجزء الذي في وسط البيت ....
    والزجاج لا يجيز ذلك

    250
    إلا أنه قد أنشد سيبويه في الرجز:
    كأنه بعد كلال الزاجر .......... ومسحه من عقاب كاسر
    بإسكان الحاء وإدغامها في الهاء
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    251
    وليس كل ما لم يأت عن العرب غير شعر، بل كل ما قارب ما أتى عنهم وشاركه في الوزن مع الشرائط الأخرى التي تلزم الشعر كالقافية وما يجري مجراها مما ذكرنا فهو شعر.
    ....
    كما جاء في مثمن البسيط عن المحدثين ولم يأت عن العرب وهو:
    يا حادي العيس مهلا لست بالقايسْ ........ عوجا فأوصيكما بالمنزل الدارس

    252
    فأما الأقوال الموزونة التي يستعملها أهل زماننا كالموشحات والمقلعات وما جرى مجراها، وإن كان يلتزم في بعضها القافية فليست شعرا لأنها وإن كانت ذوات أوزان فإن أوزانها بعيدة الشبه من أوزان الشعر الصادر عنهم.

    258
    وقد اختلفت الأمة اختلافا شديدا في قوله تعالى: {منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} فزعم واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وكثير من المعتزلة أن المحكم هو الوعيد الوارد على الجرائر والكبائر والمتشابه ما ورد منه على الصغائر.

    259
    والذي يعتمد عليه ويرجع أهل العلم إليه أن المتشابه هو ما عسر إجراؤه على الظاهر أو لزم منه محال، أو ما كان له معنى باطن غير الذي يفهمه سائر الخلق، وقد صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك إذ يقول: إن للقرآن ظهرا وبطنا وحدا ومطلعا.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •