بسمِ الله الرّحمنِ الرّحيم .. والحَمــدُ للهِ ربّ العالمين .. والصلاة والسّلام على المبعوثِ رحمةً للعالمين .. حبيبنا المُصطفى صلواتُ ربّى وسلامُهُ عليه وعلى آلِهِ وصَحبِهِ وتابعيهِ بإحسـانٍ إلى يومِ الدّين ..
السّلامُ عليكُم ورحمـةُ الله وبركـاته
****************************
الإخوة والأخوات الكِرام ..
رُغم كل ما تعانى منه أمّتنا الإسلامية ..
ورُغم كل الأفكار الهدّامة والمذاهب الضّالة التى تحاولُ أن تمكرَ بالإسلامِ والمسلمين فى كلِّ لحظة ..
إلا أننى لم أكن أتخيّل يومًا أن هناك من الأفكار ذات الأصول الوثنية التى ستتنتشر بين جموع عظيمة من المسلمين بل وطلبة العلم والملتزمين بهذا الشكل ..
أتحدث بخصوص علوم البرمجة اللغوية العصبية ...
حقيقةً كنت من أحد المُشجّعين لها بل وكنت أرى أنها تخدم الاسلام فى جوانب عدّة ..
حتى سمعت بعض آراء أهل العلم فى التحذير منها ..فبحثت عن أصولها وفوجئت بما لم أكن أتوقّعه أبدًا ..
الأمر يمتد إلى طقوس وكهانات سحرية ؟!
بل إن المركز العالمى للمبرمجين يضم مجموعة من أشهر السَّحرة فى الغرب !!
بل إنّ مؤسسّى وواضعى أصول هذه العلوم قد ألّفوا كتبًا عن علاقتها بالسِّحر ..
وناقشت بعضُ المتخصصّين المسلمين فى تلك العلوم ..
وبعد بحثى كثيرًاوجدت أن الرأى بين مؤيدٍ ومُعارِض ..
فالكل مُتّفق على أن هذه العلوم بها أخطار ومخالفات عقديّة لكنّ الاختلافَ قائمٌ على الموقف منها بعد إقصاء تلك المخالفات وتعلُّمها بما يوافق عقيدتنا على رأييْن :
1- من يرى رفض هذه العلوم رفضًا تامًا .. وأن ما صَحّ منها من حقائق هو موجود فى الكتاب والسنة وأقوال أئمّة الإسلام ..ولا حاجة لنا فى أخذ مضامين مخالفة لنا وأسلمتها ..فعندنا ما يكفى ..
ولو بُذِلَ فى الكتابِ والسُّنّة وكُتُب أئمة الاسلام الرائعة فى أعمال القلوب وعُلُوّ الهِمّة والإرادة وغيرها ربع ما بُذِلَ فى علوم البرمجة ونشرها بين الناس وعقد الدورات فيها لكان الأمر أفضل وأحسن ولرجع الناس لمنهج ربهم وأقوال نبيِّهم وتراثهم وحضارتهم ..
وهذا رأى السواد الأعظم من أهل العلم الثِّقات .. وخصوصًا أساتذة العقيدة مثل د: عبد الرحمن بن صالح المحمود والدكتور محمود عبد الرازق الرضوانى ود : فوز الكُردى ..وغيرهم ..
ورأى الكثير من متخصصّى وأطباء علم النفس المُسلمين والذين يروْن أن تلك العلوم لم تأتِ بجديد - في الجزء النافع منها - ولم يتجه لها سوى العوام من الناس ..
وأيضًا رأى د : عبد الغنى ميلبارى أستاذ الهندسة النووية ومهتم بأمور علوم البرمجة اللغوية العصبية ، ويرى أن تلك العلوم بداية لغزوٍ فكرىّ جديد وما يُسمّى " ال نيو إيج " ونشر مذهب وحدة الوجود ..واللادين ..
وحقيقةً تصفحت موقع د : فوز الكُردى وكتبها والكثير من المقالات التى كُتِبت فى موقعها ..
وما شاء الله استفدت بها كثيرًا ..
2- من يرى - ويُدافع بشدّة - أنّهُ لا ضير فى أن تُدَرس تلك العلوم بما يوافقنا كمسلمين .. وأن يُستفادُ بها ..وأن أكثر أهل العلم لم يدرسوها بالتفصيل ولم يحيطوا بما فيها من نفع وفائدة ..بل يحكمون عليها من خلال ما فيها من أخطاء فحسب ..
وهذا رأى كثير من العوام ،وطلبة العلم المُدرِّبين والذين يعطون دورات فى تلك العلوم .. وبعض أهل العلم من أمثال والذى كتب الكثير من الدُّعاة ردودًا استنكروا فيها تأييده لتلك العلوم ..
وهناك رأى وسط لكنه قليل جدًا بين الطرفين السّابقين ..وهو إعادة صياغة تلك العلوم بحيث تؤصّل تأصيلاً شرعيًا إسلاميًا ..ونبذُ كل ما يخالف العقيدة الاسلامية منها ..وإعطائها مُسمّىً مُختلِف بما يُخالف الاسم الذى يدل على المضمون المخالف للعقيدة الإسلامية فى جوانب عديدة .. كما اقترح د : محمد معتز العرجاوي أن تُدَرّس تحت اسم : تحسين الأداء ..
وما أريد أن أطرحه فى هذا المجلس المُبارك هو أننّى صدقًا فى حيرةٍ من هذا الأمر ..
يعنى كما قال السّلف : " العالم من يعلم الفتنة قبل قدومها..و الجاهل من يعلمها بعد وقوعها"
وأرى حقيقةً أن تلك الأمور مدخل قوىّ لكثيرٍ من المذاهب الخطيرة .. والفتن العظيمة ..
وأرى أيضًا أن مبدأ " أسلمة المفاهيم الغربية " يطغى عند الكثيرين على نشر المفاهيم الإسلامية ذاتِها ..
لكن فى نفس الوقت عند مناقشة الأمر من الناحية العلمية فلا تستطيع أن تُلزِمَ الطرف الآخر برفض تلك العلوم تمامًا ..
لذا فأسألكم أساتذتنا وشيوخنا الأفاضل أن تفيدونى فى هذا الأمر ..
وجزاكم الله خيرًا ..وأعتذرُ للإطالة ..
والسّلام عليكُم ورحمة الله وبركـاته ..