تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: في حكم تشييخ الحدث

  1. #1

    افتراضي في حكم تشييخ الحدث

    السـؤال:
    قد كثر في هذا الزمان التلقيب بالشيخ على كلِّ مَن تصدَّر للتدريس أو الدعوة، حتى ولو كان مستواه عاديًّا جدًا بالشيخ، فأرجو من فضيلتكم بيان مدلول هذه الكلمة ومن يستحقُّها؟ وجزاكم الله خيرًا.
    الجـواب:
    الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
    فالشيخ هو كُلُّ مَن زاد على الخمسين، وهو فوق الكهل ودون الهرِم الذي فنيت قوته، وهو يسمَّى بالشيخ الفاني(١- «التعريفات الفقهية» للبركني: (125)).
    وفي مقام العلم يُطلق هذا اللقب على كلِّ كبير السنِّ المهيب الوقور الذي اكتسب التجربة في مختلف العلوم واستصحب الخبرة في مجالاتها، ويتمتَّع غالبًا بقوّة في ردِّ الشبهة وتقرير الحُجَّة ويظهر ذلك في إنتاجه العلمي والتربوي والتوجيهي، بعيدًا عن الهوى واستمالة النفس به إلى الطمع بما في أيدي الناس.
    وتأسيسا على هذا المعيار فلا يليق تلقيب طالب مبتدئ في العلوم أو شاب حديث السن «بالشيخ» بالمعنى الاصطلاحي ولو اكتسب بعض العلوم أو تخرَّج من جامعة شرعية أو مركز للعلوم أو زاوية لحفظ كتاب الله، وبعض سنن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أو وُسم بشهادات وإجازات وتزكيات؛ لأن المناهج الدراسية المتبعة حاليًا قصيرة المدة لا تفي بالغرض ولا تغطي المطلوب، وجوانب النقص في الطالب على العموم بارزة بل حتى في أستاذه في الجملة فهو يحتاج بدوره إلى إعادة تأهيل. وقد نُقِلَ عن الشافعي -رحمه الله- قوله: «من طلب الرئاسة فرَّت منه وإذا تصدَّر الحدث فاته علم كثير»(٢- «صفة الصفوة» لابن الجوزي: (2/252)).
    وفي تعليق لابن قتيبة -رحمه الله- على أثر ابن مسعود رضي الله عنه قوله: «لا يزال الناس بخيرٍ ما أخذوا العلم عن أكابرهم وأمنائهم وعلمائهم»(٣- «نصيحة أهل الحديث» للخطيب البغدادي:(1/28))، قال -رحمه الله- شارحا معنى الأثر: «لأنَّ الشيخ قد زالت عنه متعة الشباب وحدته وعجلته وسفهه، واستصحب التجربة والخبرة، ولا يدخل عليه في علمه الشبهة، ولا يغلب عليه الهوى، ولا يميل به الطمع، ولا يستزله الشيطان استزلال الحدث، فمع السن والوقار والجلالة والهيبة، والحدث قد تدخل عليه هذه الأمور التي أمنت على الشيخ، فإذا دخلت عليه وأفتى هلك وأهلك»(٤- المصدر نفسه: (1/30)).
    وعليه، فإنّ تلقيب من لا يليق برتبة المشيخة يندرج تحت «وضع الأشياء في غير موضعها الصحيح» مع فتح مداخل الشيطان في نفس الطالب المتطلع وتورثه هذه التلقيبات من أنواع أمراض القلوب ما لايخفى من العُجب والغرور والاكتفاء بالنفس والتكبُّر عند الطالب ونحو ذلك من آفات العلم، وقد ينعكس الأمر سلبًا على سلوكه النفسي التربوي فيؤدي إلى التشنيع بالأكابر والتنقّص منهم والنيل من مناصبهم.
    وفي مقام الرئاسة والفضل والمكانة فإن إطلاق لفظ «الشيخ» يكون غالبًا مضافًا إلى مكان أو مكانة كشيخ البلد فإنه يُطلق على منصب إداري في القرية وهو دون العمدة، وشيخ الفضل والإحسان وما يقابل ذلك في باب الرذيلة كشيخ الضلالة والغواية والفساد ونحو ذلك.
    والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

    الجزائر في: 15 جمادى الثانية 1430
    الموافق ﻟ 08 جوان 2009م
    ١- «التعريفات الفقهية» للبركني: (125).

    ٢- «صفة الصفوة» لابن الجوزي: (2/252).

    ٣- «نصيحة أهل الحديث» للخطيب البغدادي:(1/28).

    ٤- المصدر نفسه: (1/30). http://www.ferkous.com/rep/Bq125.php وهذا رابط المقال
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  2. #2

    افتراضي رد: في حكم تشييخ الحدث

    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    33

    افتراضي رد: في حكم تشييخ الحدث

    جزاكم الله خيرا فهذه ظاهرة تفشت في الامة في العقدين الاخيرين وانصرف الناس بسببها عن أهل العلم الربانيين إلى المشيخين من قبل صغار طلبة العلم
    وأذكر لكم تعليقا مفيدا سمعته من والدي حفظه الله حيث قال إن العالم لا يكون عالما من أحد طريقين لا بالإنتخاب ولا بالتعيين فأن ينصب العامة شيخا من عند أنفسهم بسبب أنه متكلم أو مؤثر فهذا لايغير من قيمته ولا يرفعه إلى مقام العلماء وكذلك أن يعين الحاكم شخصا في منصب ديني وهو ليس من أهل العلم فذا أيضا لا يغير من شأنه
    أما أهل العلم فهم يعرف بعضهم بعضا وبينهم رحم أقوى من أي رحم فالعالم لا يكون عالما حتى يشهد له جل مشايخه كما كان فعل السلف الكرام
    وأعتذر عن التطويل

  4. #4

    افتراضي رد: في حكم تشييخ الحدث

    فما فشت البدع وانتشر التكفير الا من جراء هؤلاء الحدثاء فتكلموا في أمر العامة فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا وهكذا صنيع من تزبب قبل ان يتحصرم وطار ولم يريش كما نعتهم الامام النقاد الذهبي رحمه في السير ورحم الله امرئ عرف قدر نفسك واعطى القوس لباريها نسأل الله السلامة من هذا الصنيع الذي افسد البلاد و العباد والى الله المشتكى
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  5. #5

    افتراضي رد: في حكم تشييخ الحدث

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أما بعد
    فهذا كلام مهم جدا للشيخ محمد المختار الشنقيطي
    من هنا

  6. #6

    افتراضي رد: في حكم تشييخ الحدث

    السـؤال:
    قد كثر في هذا الزمان التلقيب بالشيخ على كلِّ مَن تصدَّر للتدريس أو الدعوة، حتى ولو كان مستواه عاديًّا جدًا بالشيخ، فأرجو من فضيلتكم بيان مدلول هذه الكلمة ومن يستحقُّها؟ وجزاكم الله خيرًا.
    الجـواب:
    الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
    فالشيخ هو كُلُّ مَن زاد على الخمسين، وهو فوق الكهل ودون الهرِم الذي فنيت قوته، وهو يسمَّى بالشيخ الفاني(١- «التعريفات الفقهية» للبركني: (125)).
    وفي مقام العلم يُطلق هذا اللقب على كلِّ كبير السنِّ المهيب الوقور الذي اكتسب التجربة في مختلف العلوم واستصحب الخبرة في مجالاتها، ويتمتَّع غالبًا بقوّة في ردِّ الشبهة وتقرير الحُجَّة ويظهر ذلك في إنتاجه العلمي والتربوي والتوجيهي، بعيدًا عن الهوى واستمالة النفس به إلى الطمع بما في أيدي الناس.
    وتأسيسا على هذا المعيار فلا يليق تلقيب طالب مبتدئ في العلوم أو شاب حديث السن «بالشيخ» بالمعنى الاصطلاحي ولو اكتسب بعض العلوم أو تخرَّج من جامعة شرعية أو مركز للعلوم أو زاوية لحفظ كتاب الله، وبعض سنن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أو وُسم بشهادات وإجازات وتزكيات؛ لأن المناهج الدراسية المتبعة حاليًا قصيرة المدة لا تفي بالغرض ولا تغطي المطلوب، وجوانب النقص في الطالب على العموم بارزة بل حتى في أستاذه في الجملة فهو يحتاج بدوره إلى إعادة تأهيل. وقد نُقِلَ عن الشافعي -رحمه الله- قوله: «من طلب الرئاسة فرَّت منه وإذا تصدَّر الحدث فاته علم كثير»(٢- «صفة الصفوة» لابن الجوزي: (2/252)).
    وفي تعليق لابن قتيبة -رحمه الله- على أثر ابن مسعود رضي الله عنه قوله: «لا يزال الناس بخيرٍ ما أخذوا العلم عن أكابرهم وأمنائهم وعلمائهم»(٣- «نصيحة أهل الحديث» للخطيب البغدادي:(1/28))، قال -رحمه الله- شارحا معنى الأثر: «لأنَّ الشيخ قد زالت عنه متعة الشباب وحدته وعجلته وسفهه، واستصحب التجربة والخبرة، ولا يدخل عليه في علمه الشبهة، ولا يغلب عليه الهوى، ولا يميل به الطمع، ولا يستزله الشيطان استزلال الحدث، فمع السن والوقار والجلالة والهيبة، والحدث قد تدخل عليه هذه الأمور التي أمنت على الشيخ، فإذا دخلت عليه وأفتى هلك وأهلك»(٤- المصدر نفسه: (1/30)).
    وعليه، فإنّ تلقيب من لا يليق برتبة المشيخة يندرج تحت «وضع الأشياء في غير موضعها الصحيح» مع فتح مداخل الشيطان في نفس الطالب المتطلع وتورثه هذه التلقيبات من أنواع أمراض القلوب ما لايخفى من العُجب والغرور والاكتفاء بالنفس والتكبُّر عند الطالب ونحو ذلك من آفات العلم، وقد ينعكس الأمر سلبًا على سلوكه النفسي التربوي فيؤدي إلى التشنيع بالأكابر والتنقّص منهم والنيل من مناصبهم.
    وفي مقام الرئاسة والفضل والمكانة فإن إطلاق لفظ «الشيخ» يكون غالبًا مضافًا إلى مكان أو مكانة كشيخ البلد فإنه يُطلق على منصب إداري في القرية وهو دون العمدة، وشيخ الفضل والإحسان وما يقابل ذلك في باب الرذيلة كشيخ الضلالة والغواية والفساد ونحو ذلك.
    والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

    الجزائر في: 15 جمادى الثانية 1430
    الموافق ﻟ 08 جوان 2009م

    ١- «التعريفات الفقهية» للبركني: (125).

    ٢- «صفة الصفوة» لابن الجوزي: (2/252).

    ٣- «نصيحة أهل الحديث» للخطيب البغدادي:(1/28).

    ٤- المصدر نفسه: (1/30). http://www.ferkous.com/rep/Bq125.php وهذا رابط المقال
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •