إخواني ما رأيكم أن نشارك في مناقشة علمية هادفة، نبحث فيها عن جواب مسألة فقهية اختلف فيها الفقهاء، فنعرض أدلتهم في ذلك، ونحاول بعدها الوصول إلى نتيجة علمية.إلى أتباع المذاهب الفقهية:موضوع مثير للمناقشة.
والمسألة هي:حكم صلاة ركعتين والإمام على المنبر يخطب.
وسأقوم في البداية نيابةً عن إخواني في هذا المجلس بتحرير مذاهب الفقهاء فيها، ثمّ أدع المجال للتعقيب.
وقبل الكلام عن إقامتها والإمام يخطب، نتحدث عن حكمها في سائر الأوقات.
فقد اتفق جمهور أهل العلم على أنّ تحية المسجد من السنن المؤكدة، وخالف في ذلك داود الظاهري فقال بوجوبها متمسكا بظاهر الأمر في حديث النبي : "إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس". أخرجه مسلم، ومالك، وغيرهما.
وقال بأنّ الأمر يفيد الوجوب.
وأجاب الجمهور بأنّ هذا الأمر قد انصرف إلى الندب بنصوص أخرى منها قوله من حديث طلحة بن عبيد الله ررر للذّي جاء يسأله عن الإسلام، فأجابه بقوله:"خمس صلوات في اليوم والليلة"، قال: هل عليّ غيرها ؟، قال: "إلاّ أن تَطَوَّع"، والحديث بطوله عند أصحاب السنن، وأنظر هذا الجزء بهذا اللفظ في: موطأ مالك ررر، (ص: 113).
فإذا اتفقنا إخواني أنّ صلاة تحية المسجد سنة استبعدنا القول بوجوبها.