*
*****
********
*********
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله وكفى ؛ والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى ؛ وبعد : لقد كنت سمعت شريطا للشيخ عبد العزيز السدحان – وفقه الله لكل خير – تكلم فيه عن بعض طرق الاستفادة من الدروس في الدورات العلمية ؛ وفي أثناء سماعي لهذا الشريط كنت – كما هي عادتي دائما – أسجل بعض الأشياء التي أراها ! نافعة .
فأحببت أن أقوم يتنزيلها في الشبكة ؛ لكي ينتفع به إخواننا في الله .
وقد كان تدويني لهذه الفوائد بين الاختصار والتلخيص ! لأنني أثبت لفظ الشيخ كما هو حينا ، وحينا آتي بمعنى كلام الشيخ لا لفظه ؛ لذا كانت هذه الفوائد بين الاختصار والتلخيص .
وقد أذكر – أحيانا – موضع الفائدة في الشريط بذكر الدقيقة والثانية ! ؛ ليسهل مراجعتها لمن أراد ، والله الموفق والهادي إلى سبيل الرشاد .
والآن مع المادة :
( طرق الاستفادة من الدورات العلمية ) للشيخ عبد العزيز بن محمد السدحان - حفظه الله -
ذكرُ أمورٍ تعين على الاستفادة من الدورات العلمية .
1 - أن يقرأ طالب العلم في ما ورد في فضل العلم .
2 - أن يقرأ طالب العلم في تراجم الأئمة الكبار ؛ فإن في تراجمهم ما يشحد الهمم في طلب العلم .
3 - أن يعتني بالكتب التي تكلمت عن العلم وكيفيته طلبه وآدابه .
4 - أن يحرص طالب العلم على زميل يعينه على حضور مجالس العلم .
5 - إن لم يجد صاحبا ؛ فيضعف عن الاستعانة بأحد من إخوانه إما كسلا وهذا من تلبيس الشيطان .
6 - نبه عند (12:40) على أن حديث ( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ) لا يصح مرفوعا .
7 - ذكر عند (13:10) أن حضور الدورات العلمية يحتاج إلى تفرغ وتهيؤ حسيا ومعنويا ، حتى يسلم من التداخل ؛ ولاشك أنه بهذين الأمرين سوف يحصل على خير كثير ، بخلاف ما إذا كان هناك ما يشغله ؛ لأن ذلك سوف يؤثر عليه .
8 – ذكر عند (16:30) أمرا يقصر فيه بعض طلاب العلم الحريصين وهو : التشعب والانتقال بين دورة وأخرى .
9 - إذا أردت أن تبحث عن مسألة معينة ؛ فلا تشتت نفسك بالاستغال بالفوائد التي تقف عليها ، بل اقتصر على ما تبحث عنه ؛ لأن ذلك أنفع لك .
10 – ذكر عند (17:29) أن يحرص الطالب على حضور الدورات التي تعنى في شرحها على ختم كتاب .
11 – ذكر عند (19:04) أن بعض طلاب العلم قد يكون له تخصص ، أو جانب أغلبي في علم دون العلوم ؛ كأن يكون مغلبا علم التفسير أكثر من غيره ؛ فأنت تحرص على حضور الدورات التي تشرح فيها الكتب من قبل المتخصصين .
12 – ذكر عند (20:34) أنه قد يكون في بعض الدورات العلمية تدريس لبعض المتون ؛ فإذا كان المتن صغيرا فاحرص على حفظه ؛ فالحفظ مفتاح للفهم ، وهذا من كمال الانتفاع بالعلم .
13 – ذكر عند (21:30) أن كثيرا أو بعض المتون قد يكون مشروحا ، أو له أكثر من شرح ، بل قد يكون مطبوعا ، وقد يكون مسجلا ؛ فيكون هذا الأمر مانعا للطلاب من حضور هذه الدورة ؛ فأنا أوصي الطلاب خاصة المبتدئ أن يحرص على تلك الدورات ، وإن كانت تلك المتون مشروحة بعشرات الشروح ، ومسجلة بعشرات الشروح ؛ فإن الحضور لمجلس العلم والسماع المباشر يختلف عن القراءة في الكتاب ، والسماع من الشريط ... وليس الخبر كالمعاينة .
14 – ذكر الشيخ أن هذا في الغالب ، لأنه قد يكون خلاف ذلك عند بعض الناس .
15 – ثم ذكر استفادة الطالب من العالم – عدا العلم - كهديه وسمته ... إلخ .
16 - (25:05) قد تحضر درسا أو متنا شرح في دورة سابقة ثم رأيته يُشرَح في دورة لاحقة ! فاحرص على حضور في شرح هذا المتن ؛ فإن من أسباب رسوخ العلم تكرار السماع ، وتكرار القراءة ؛ ولذا يقول بعض مشايخنا : من أسباب رسوخ علمي : أني أشرح المتن مرة ومرتين وثلاثا وعشرا ، وكل مرة أشرحه فيها يزيد العلم رسوخا .
وذكر أننا نجد هذا واضحا في بعض سور القرآن التي نكررها باستمرار ؛ فإننا نجد أنفسنا لا نطئ فيها .
فمثلا لو حضرت من قبل شرحا للواسطية لأحد أهل العلم ، وفي دورة لاحقة شرحا آخر للواسطية لأحد أهل العلم غير الأول ؛ فإنك ستجد موافقات ومفارقات :
1 – في المنهج ؛ فلكل شيخ منهج .
2 - وتعرف اختيار الشيخ .
3 - وتعرف التقرير .
17 – ذكر عند (26:50) ضرورة معاودة سماع تلك الدورات العلمية ، إذا حضرت ولخصت الشروح ؛ أعد سماع ما حضرت ؛ فقد يحدث خطأ ، وقد يحدث غلطا ، وقد يبدو لك فهم آخر غير الأول ؛ فسماعك للشرح مرة ، غير سماعك له مرتين ، وهكذا ؛ وكلما زاد السماع كلما كان الخطأ أقل ، والاستدارك أقل .
18 – ذكر عند (27:56) أسبابا معينة على ترسيخ العلم وترسيخ ما يقال في الدروس في ذهن الطالب .
وهي أسباب ثلاثة :
1 - قبل حضور الدرس .
2 - في أثناء الدرس .
3 - بعد الدرس .
والإخلاص مع الله ، ومسألة الحرص على صفاء النية هذا أمر لا ينازع فيه – أحد - إن شاء الله فيها - .
أولا : الأسباب قبل الدرس :
1 – رتب أوقاتك على أن يكون الدرس هو الأصل ، والأشغال هي العرض ، والعكس لا يليق بل لا ينبغي لطالب العلم .
والعرض يزول إذا جاء الأصل .
2 - اقرأ وذاكر ما سيشرحه المدرس قبل حضورك الدرس !
لماذا ؟
أنت ستقول : إن المتن مستغلق ؛ ألفاظه مشكلة ! أنا أعلم هذا ! لكن إذا قرأت لما سيشرحه الشيخ ، وسمعت المتن مرة أخرى ؛ فتكون متهيئا .
وهناك طريقة جيدة : وهي أن تأخذ كتابا للفتاوي ، وتقرأ السؤال وتجعل الجالسين يفكرون في الجواب ، فكل واحد سيخرج لك بجواب ؛ ثم تعطيهم الجواب ؛ وعند ذلك تكون أذهانهم جاهزة وحاضرة لسماع الجواب ، وهذه طريقة جيدة .
3 - التبكير إلى الدرس ، مما يجعل الإنسان يأتي إلى الدرس متهيئا ، ويكون بقربك من الشيخ التركيز أكثر ، ويتهيأ الذهن لتحصيل العلم .
ثانيا : في أثناء الدرس :
1 – لزوم الأدب في مجلس العلم ؛ العلم له آداب تليق به ؛ للعالم والمعلم .
ثم ذكر بعض أخطاء طلاب العلم في مجالس العلم .
2 – عدم التشاغل في مجلس العلم ، ومما يعاب على بعضهم أنه يتكلم بالهاتف بصوت مرتفع .... فأنت لست وحدك في هذا الدرس ؛ فإخوانك لهم حق في هذا الدرس ، فإن كان ولابد فاخرج ، أما أن تشغل الشيخ ، وتشغل إخوانك فهذا لا يليق .
3 – في أثناء الدرس قد يشكل عليك شيء من كلام الشيخ ؛ فإذا ذهب وقته لا تتشاغل به ، اكتب ؛ ضع خَطًّا تحت الجملة المتنية ، أو اكتب رأس قلم حتى عنوان المسألة ، واجعلها مَذخرة حتى ينتهي الشيخ ؛ لأن بعض الناس قد يشرح الشيخ كلمة من المتن ؛ فتشكل على الطالب ، فيبدأ يحاول فهم هذه الكلمة ، والشيخ مستمر في الشرح ، فيفوته كلمات ، بعد أن كان متعطلا بشأن كلمة .
ثالثا : بعد الدرس :
1 – حضورك للدرس نعمة عظيمة ، ومن أسباب دوام النعمة الشكر عليها . ومن عظيم فضل الله أنه يعطي الكثير ، ويأمر بالقليل ، ويجازي بالكثير ، فشكر الله تعالى على تحصيل ، وحضور مجلس العلم ، والتحدث بهذه النعمة ، مما يحث نفسك ويحث غيرك على أن ينالوا كما نلت ؛ فإذا ذكرت الله تعالى وشكرته على أن يسر لك الحضور وإتمام مجلس العلم ؛ فلا شك أن هذا من بوادر توفيق الله لك ، وأن يعينك الله على ذلك ؛ لننا نحتاج إلى عون الله في كل شيء تى في العبادة .
2 – معاودة قراءة الدرس ، اقرأ ما شرح ، اقرأ ما عَـلَّـقت .
3 – محاولة شرح ما شرحه الشيخ لأبنائك ، لأهل بيتك ، إذا كنت إماما لجامعة مسجدك ، حتى ولو لم تكن إماما – إذا كنت متوثقا متأكدا – فلا مانع أن تفيد إخوانك أو جماعة مسجدك ، أو آل بيتك ، أو في مجلس مع جيرانك ، أو في حيك ، أن تفيدهم بما سمعت ؛ لأن هذا من تزكية العلم ، وفي ذلك مصالح كثيرة :
1 - الأجر لك .
2 - الأجر للشيخ الذي علمك .
3 – ومهما اتسعت دائرة نشر العلم الذي سمع منك فإن الأجر لك ؛ لأنك علمتهم ، وللشيخ - لا ينقص من أجرك ولا من أجورهم شيء .
أخيرا : بعض الوصايا النافعة لطالب العلم .
ذَكرَ بعض الكتب التي تكلمت عن العلم وفضله وآداب حملته ؛ مثل ( جامع بيان العلم وفضله ) لابن عبد البر – رحمه الله – و ( تذكرة السامع والمتكلم ) لابن جماعة الكناني – رحمه الله - ، و ( الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ) للخطيب البغدادي – رحمه الله - .
ثم بدأ في ذكر وصايا عامة :
1 – الإكثار من تلاوة القرآن الكريم ؛ وذكر فائدة ذلك ، وأجر قراءة القرآن .
2 – كثرة الاستغفار ؛ والاستغفار له فوائدة كثيرة :
1 - الأجر كما في الحديث ( طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا ) .
2 - الاستفغار يعين على كشف المشكل من العلم .
3 - وفي الاستغفار تذلل لله تعالى .
4 - وفي الاستغفار إذا الإنسان أحس بالتحصيل العلمي ؛ علم أن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء .
5 - والاستغفار فيه الافتقار والضعف إلى الله تعالى .
6 - والاستغفار يجعل العبد يزداد تواضعا لله تعالى ، وأنه مهما بلغ في الجمع والحفظ والفهم ؛ فإنه فوق كل ذي علم عليم ، وأنه لولا الله لم تتيسر له نعمة من تلك النعم .
3 – يا طالب العلم يا من تحب طلب العلم ، يا من ترغب في أن تطلب العلم قد يصعب عليك العلم في أول أمره ، وقد يمر عليك مدة ولم تحصل في فنك ما يقابل تلك المدة ، حتى ولو كان ذلك كذلك ؛ فإن مجرد سعيك ، ومجرد حضورك تلك عبادة تؤجر عليها .
ثم ذكر الرجل الذي جاء خلف الحلقة واستحيا فاستحيا الله منه .
ولا تنس ! أولئك القوم لا يشقى بهم جليسهم .
4 – وأخيرا أوصيك – أيضا - بوصية تتعلق بكتب العلم :
إذا أردت أن تحضر درسا فاحرص – يا رعاك الله - على قراءة ترجمة المؤلف ، ومنهج المؤلف في كتابه ، فإن ذلك مما يزيد الوشائج العلمية بينك وبين المؤلف ؛ إذا قرأت ترجمته = زاد حبك له ، وزادت علاقتك بكتابه ، فإذا قرأت منهجه في التأليف = عرفت كيف سار – رحمه الله - في هذا المتن ، فإذا سمعت شرح الشيخ زاد العلم استحكاما في ذهنك .
أخيرا : أوصي نفسي وكل طالب للعلم – والله نسأل أن يجعلنا من طلاب علم - أن نكثر من دعاء الله تعالى ، وأن نسأل الله تعالى – التوفيق والسداد في أمورنا ، وأننا مهما طلبنا العلم ، ومهما حصلنا من العلم ومهم بلغنا في الحفظ والفهم ؛ فإننا لا نزال نحتاج إلى العلم ، وفوق كل ذي علم عليم .
انتهت
أشرف السلفي
.