تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 61

الموضوع: هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟!

  1. #1

    افتراضي هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟!

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
    فقد اطلعت على كلام لأحد الفضلاء قرر فيه أن عائشة رضي الله تعالى عنها كانت تصلي في غرفتها التي فيها القبور وأن فعلها هذا من باب الضرورة ...إلى آخر ماقرر ولا شك أن ماقرره يعد
    شبهة للصوفية في جواز إدخال القبر للمسجد والصلاة في المقبرة وللرد على هذه الشبهة أقول:
    أولا : ظاهر النصوص أن بيتها لم يكن غرفة واحدة بل كان غرفتين قطعا ويدل لذلك ماجاء عند أبي داود قال :
    حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ وَوَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَرَسًا بِالْمَدِينَةِ فَصَرَعَهُ عَلَى جِذْمِ نَخْلَةٍ فَانْفَكَّتْ قَدَمُهُ فَأَتَيْنَاهُ نَعُودُهُ فَوَجَدْنَاهُ فِى مَشْرَبَةٍ لِعَائِشَةَ يُسَبِّحُ جَالِسًا قَالَ فَقُمْنَا خَلْفَهُ فَسَكَتَ عَنَّا ثُمَّ أَتَيْنَاهُ مَرَّةً أُخْرَى نَعُودُهُ فَصَلَّى الْمَكْتُوبَةَ جَالِسًا فَقُمْنَا خَلْفَهُ فَأَشَارَ إِلَيْنَا فَقَعَدْنَا. قَالَ فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ قَالَ « إِذَا صَلَّى الإِمَامُ جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا وَإِذَا صَلَّى الإِمَامُ قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا وَلاَ تَفْعَلُوا كَمَا يَفْعَلُ أَهْلُ فَارِسَ بِعُظَمَائِهَا ».
    قال في النهاية في غريب الأثر المشْرُبة بالضم والفتح : الغُرْفة
    وقال في تاج العروس - (1 / 617)
    وفي الحَدِيثِ أَنَّ النَّبيَّ صَلَى الله عليه وسَلَم كَانَ في مَشْرُبَة لَه أَي كَان في غُرْفَة وجَمْعُها مَشْرَبَاتٌ ومَشَارِبُ . المَشْرَبَةُ : العِلِّيَّةُ . قال شيخنا : هي كَعطْفِ التَّفْسير على الغُرْفَة وهي أَشْهَرُ من العِلِّيَّة وعليه اقْتَصَر الفَيُّوميّ انتهى . والمَشَارِبُ : العَلاَلِيّ في شِعْر الأَعْشَى . المَشْرَبَةُ : الصُّفَّةُ وقِيلَ : هي كالصُّفَّةِ بَيْن يَدَيِ الغُرْفَة .
    ويوضح ذلك أكثر ماجاء في المستدرك على الصحيحين للحاكم - (10 / 316)
    4495 - حدثنا أبو بكر بن إسحاق ، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا أبو القاسم بن أبي الزناد ، أخبرني هشام بن سعد ، عن عمرو بن عثمان بن هانئ ، عن القاسم بن محمد قال : « أطلعت في القبر - قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر - من حجرة عائشة رضي الله عنها فرأيت عليها حصباء حمراء »
    فقوله اطلعت في القبر من حجرة عائشة ظاهر في أن القبر في غرفة وهي في غرفة أخرى .
    وفي دلائل النبوة للبيهقي - (7 / 370) قال :
    2807 - وأنبأني أبو عبد الله الحافظ ، إجازة ، أن أبا الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى أخبره ، حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي ، حدثنا سعيد بن أبي مريم ، وأنبأني أبو عبد الرحمن السلمي ، أن أبا محمد بن زياد السمذي ، أخبرهم : حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ، حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي ، حدثنا سعيد هو ابن الحكم بن أبي مريم ، قال : حدثني يحيى بن أيوب ، قال : حدثني ابن غزية وهو عمارة ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، قال : كان لعائشة مشربة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد لقي جبريل لقيه فيها فرقيها مرة من ذلك وأمر عائشة أن لا يطلع إليهم أحد ، قال : وكان رأس الدرجة في حجرة عائشة ، فدخل حسين بن علي فرقي ولم تعلم حتى غشيها فقال جبريل : من هذا ؟ قال : « ابني » ، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعله على فخذه ، قال جبريل عليه السلام : سيقتل ، تقتله أمتك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أمتي ؟ » قال : نعم ، وإن شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل فيها ، فأشار جبريل عليه السلام إلى الطف بالعراق فأخذ تربة حمراء ، فأراه إياها . هكذا رواه يحيى بن أيوب ، عن عمارة بن غزية مرسلا . ورواه إبراهيم بن أبي يحيى ، عن عمارة موصولا ، فقال : عن محمد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة ، عن عائشة .
    وقوله : وكان رأس الدرجة في حجرة عائشة دليل واضح على وجود غرفة أخرى .
    وفي مسند أحمد بن حنبل - (6 / 202)
    25701 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حماد بن أسامة قال أنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت : كنت أدخل بيتي الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي فاضع ثوبي فأقول إنما هو زوجي وأبي فلما دفن عمر معهم فوالله ما دخلت إلا وأنا مشدودة على ثيابي حياء من عمر
    تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين
    فيه إشارة إلى أن لها غرفة أخرى لأنه يستحيل أن تستمر رضي الله تعالى عنها في بيتها وقد شدت عليها ثيابها .
    وقد جاء صريحا عن مالك بن أنس عند ابن سعد في الطبقات الكبرى [ جزء 2 - صفحة 294 ]
    أخبرنا موسى بن داود سمعت مالك بن أنس يقول قسم بيت عائشة باثنين قسم كان فيه القبر وقسم كان تكون فيه عائشة وبينهما حائط فكانت عائشة ربما دخلت حيث القبر فضلا فلما دفن عمر لم تدخله إلا وهي جامعة عليها ثيابها . قلت وموسى بن داود الضبى ، أبو عبد الله الطرسوسى ، الخلقانى قال عنه الذهبي ثقة زاهد مصنف .
    وفي مستخرج أبي عوانة - (1 / 313)
    حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَهْبِيُّ، قَالَ: أنبا عَمِّي يَعْنِي ابْنَ وَهْبٍ(ح) وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْفَأْفَاءِ الْعَلافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى شَدَّادٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ يَوْمَ تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَتَوَضَّأَ عِنْدَهَا، فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ.
    ومحال أن يتوضأ أخوها في حجرتها وعند القبور.
    وقد جاء في مسند أبي يعلى - (7 / 357) مايدل أن لبيتها فناء :
    4393 - حدثنا محمد بن عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري : أخبرني عروة بن الزبير قال : جلس رجل بفناء حجرة عائشة فجعل يتحدث قال : فقالت عائشة : لولا أني كنت أسبح لقلت له : ما كان رسول الله يسرد الحديث كسردكم إنما كان حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم فصلا تفهمه القلوب
    قال حسين سليم أسد : إسناده صحيح
    وجاء في مصنف ابن أبي شيبة - (2 / 300) مايدل أن لها بيتا تخلو فيه وهذا يعني وجود مكان آخر :
    (8) حدثنا أبو خالد الاحمر عن ابن عجلان عن القعقاع بن الحكيم عن جدته رمثة قالت دخلت بيت عائشة كانت تخلو فيه فرأيتها صلت فيه من الضحى ثمان ركعات.
    وفي شعب الإيمان للبيهقي - (21 / 179) أثر كالصريح في وجود غرفة أخرى :
    9859 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا الربيع بن سليمان ، نا عبد الله بن وهب ، أخبرني سليمان بن بلال ، عن علقمة بن أبي علقمة ، عن أمه ، أن امرأة دخلت بيت عائشة فصلت عند بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي صحيحة ، فلم ترفع رأسها حتى ماتت ، قالت عائشة : « الحمد لله الذي يحيي ويميت ، إن هذا لعبرة لي في أخي عبد الرحمن بن أبي بكر ، وكان عبد الرحمن رقد في مقيل قال : فذهبوا يوقظونه فوجدوه قد مات ، فدخل نفس عائشة تهمة أن يكون صنع به شيء ، أو عجل عليه ، فدفن وهو حي ، فرأت أنها عبرة لها ، وذهب ما كان في نفسها »
    وفي مسند أبي يعلى الموصلي - (7 / 364) انتظار أصحابه لطعام ولا يمكن أن يقال أنه ينتظر هو وأصحابه الطعام في غرفة عائشة :
    3250 - حدثنا العباس ، حدثنا عمران بن خالد الخزاعي ، حدثنا ثابت ، عن أنس ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة وبعض أصحابه ينتظر طعاما ، قال : فسبقتها - قال عمران : أكبر ظني أنها حفصة - بصحفة فيها ثريد وقالت : فوضعتها . قالت : فخرجت عائشة فأخذت القصعة - قال : ذاك قبل أن يحتجبن - قال : فضربت بها فانكسرت ، فأخذها نبي الله صلى الله عليه وسلم فضمها - وقال بكفه - حكى عمران : وضمها - وقال : « كلوا ، غارت أمكم » . قال : فلما فرغ أرسل بالصحفة إلى حفصة ، وأرسل بالمكسورة إلى عائشة ، فصارت قضية : من كسر شيئا فهو له وعليه مثلها .
    وفي الخاري ومسلم رأى البرمة تفور ثم أتي بخبز وأدم فقال ألم أر في البيت لحما ..... ولو كانت غرفة واحدة لما سأل .
    ثانيا : قد استقر عند الصحابة أنه لايجوز الصلاة إلى القبر ففي صحيح مسلم عَنْ وَاثِلَةَ عَنْ أَبِى مَرْثَدٍ الْغَنَوِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَجْلِسُوا عَلَى الْقُبُورِ وَلاَ تُصَلُّوا إِلَيْهَا ».ولو صلت رضي اللله عنها في غرفة القبر لصلت إليها .
    وروى البخاري معلقا قال ورأى عمر وأنس بن مالك يصلي عند قبر فقال القبر القبر ولم يأمره بالإعادة قلت وصله البيهقي في السنن الكبرى
    رابعا : أن الغرفة امتلأت بالقبور الثلاثة وماورد أنه يوجد مكان لعيسى عليه الصلاة والسلام لا يصح فكيف تصلي فيها وتستضيف فيها أبناء أخيها وأختها .
    وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة مايؤيد ماذكرته فقال في مجموع الفتاوى [ جزء 27 - صفحة 399 ]
    مع أن قبره من حين دفن لم يمكن احد من الدخول إليه لا لزيارة ولا لصلاة ولا لدعاء ولا غير ذلك ولكن كانت عائشة فيه لأنه بيتها وكانت ناحية عن القبور لأن القبور فى مقدم الحجرة وكانت هى فى مؤخر الحجرة ولم يكن الصحابة يدخلون إلى هناك .
    بل ذكر مايدل على أن الداخل لبيت عائشة لا يرى القبور فيحتاج إلى تمكين من رؤيتهن فقال في مجموع الفتاوى [ جزء 27 - صفحة 324 ]
    ففى حياة عائشة رضى الله عنها كان الناس يدخلون عليها لسماع الحديث ولإستفتائها وزيارتها من غير أن يكون إذا دخل أحد يذهب إلى القبر المكرم لا لصلاة ولا لدعاء ولا غير ذلك بل ربما طلب بعض الناس منها أن تريه القبور فتريه إياهن .
    هذا ماظهر لي والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
    وكتب : سالم بن محمد العماري

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟!

    بحث موفق وفوائد طيبة ..
    بارك الله فيك أخي الفاضل.. ولعله أول الغيث؟
    (ابتسامة)
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  3. #3

    افتراضي رد: هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟!

    أحسنت .
    زادك الله علما وحلما وفقها.
    لكن النقطة"رابعا" هي "ثالثا".

  4. #4

    افتراضي رد: هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟!

    بارك الله فيكم الشيخ الكريم سالم بن محمد العماري
    وزادكم علماً
    لكن قد يرد القبوريون بشبهة سيأخذونها من كلامك وهي :
    إذا كانت عائشة تصلى في حجرة مجاورة للحجرة التى بها القبور الثلاثة فهذا لا يختلف عن المساجد ذات الأضرحة
    فالأضرحة غالباً ما تكون في حجرة ملحقة بالمسجد ويجمعها سقف واحد والحجرة التى بها الضريح إذا أغلقت فأنتم تقولون الصلاة بالمسجد صحيحة ... وهذا هو الواقع في مسجد الرسول الكريم ورأيناه بأعيننا فالقبور الشريفة في حجرة منفصلة عن المسجد بباب وجدران .
    فكيف نبطل لهم هذه الشبهة ؟
    أم أنكم تقولون لو أن أي قبر منفصل عن مكان الصلاة بجدر وباب تصح الصلاة في هذا المسجد؟
    كنت أتمنى من علماء الدعوة الوهابية المباركة لو فصلوا المسجد عن القبر لئلا تكون هناك أي شبهات للقبوريين .
    أبو محمد المصري

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟!

    أخي الحبيب، قد ابتلانا الله بضرورة توسعة مسجد الرسول عليه السلام حتى دخلت فيه القبور، وهذا لا دخل له بما هو واقع في المساجد التي بنيت أصلا لتعظيم أصحاب القبور! فالمسجد الذي بني على قبر يهدم، والذي دفن فيه مقبور، ينبش، أما مسجد النبي عليه السلام فلا بني على قبر ولا للقبر، ولا دفن النبي عليه السلام فيه! فلا وجه للقياس أصلا! وقولك حفظك الله بأن يفصل العلماء بين القبر والمسجد هذا كلام من لا يتصور الحال هناك! فالقبر لا يجوز نقله بحال من الأحوال لا لضرورة ولا لغيره، كما أن المسجد لا يمكن أن يتوسع إلا بدخول القبر فيه، وهو متوسع لا محالة! فهل يقال بأن الاشتراك في الصورة يلزم منه الاشتراك في الحكم هنا؟ كلا! لأن ثم فارقا كبيرا بين مسجد النبي عليه السلام وغيره من المساجد - خلا المسجد الحرام والمسجد الأقصى - ألا وهو فضل حرم ذلك المسجد، وضرورة توسعه هو نفسه لاستيعاب المصلين، وعدم قيام غيره من المساجد بفضله الذي جاء به الشرع! وكذا الحال في القبر، فالأنبياء يقبرون حيث يموتون ولا يجوز نقلهم! فلا اتخذ الناس قبر النبي مسجدا، ولا دفنوه في مسجده، إنما دفن في غرفة عائشة عليه السلام حيث مات!
    أما ما اتخذه الناس من القبور مساجد، فهذا يكون معروفا أمره، بغض النظر هل المقبور مدفون خلف جدار القبلة أو في غرفة مجاورة أو في داخل المسجد أو غير ذلك! فهو مسجد بناه أصحابه تعظيما للقبر وصاحبه، فلا تجوز الصلاة فيه كما لا تجوز في المسجد الضرار سواء بسواء. والعلماء جاء تفصيلهم في الحكم ما بين كراهة وحرمة الصلاة في مثل هذا لاختلاف الأحوال.. ولكن كل مسجد مبني عند قبر تقصدا لذلك القبر، فلا يجوز الصلاة فيه، وكذا المدفون فيه ميت، ولا دخل لذلك بحال مسجد النبي عليه السلام، والله أعلم.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  6. #6

    افتراضي رد: هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟!

    بارك الله فيكم الشيخ الكريم أبا الفداء
    وجوابك فيه رد قوى لشبهتهم إلا أنهم يمكن أن يستدركوا قائلين : هب أن هناك مسجداً آخر احتجنا لتوسيعه وكان بجواره قبر غير معظم فدخل في المسجد في غرفة يحيط بها أربع جدر فهل يجوز الصلاة فيه؟؟
    واسمح لي بالتعقيب على حكم الصلاة في مساجد الأضرحة فالراجح فيه البطلان كما قال ابن حزم وابن تيمية وأظن الشيخ ابن عبد الوهاب
    أما توسعة المسجد فلا يلزم منها نقل القبر الشريف بالطبع بل تكون من الجهة الشرقية للمسجد كما طلب الشيخ الألبانى ومقبل الوادعى رحمهما الله وأقترح أن يوجد ممر بين الحجرة وباقى المسجد ويحيط بالحجرة ليفصلها عن المسجد فيغنينا الله عن الرد عليهم وعن عن سماع أنكر الأصوات .
    أبو محمد المصري

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟!

    هب أن هناك مسجداً آخر احتجنا لتوسيعه وكان بجواره قبر غير معظم فدخل في المسجد في غرفة يحيط بها أربع جدر فهل يجوز الصلاة فيه؟؟
    بارك الله فيك، نقول: كلا لا يجوز وقد تقدم أن القياس فاسد! فلولا أن انفرد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بما له من الفضل عن غيره من المساجد - خلا الحرمين المكي والمقدسي - لما احتجنا إلى توسعته على هذا النحو أصلا! ولولا أن انفرد القبر بأن المدفون فيه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما اضطررنا لإبقائه في مكانه، ولأمكن نقله إلى مكان لا تشمله توسعة المسجد! هذان قيدان لا نتقيد بهما في غير هذا المسجد! فلا المسجد هنا كغيره من المساجد ولا القبر كغيره من المقابر .. فلا قياس!
    وفي جميع الأحول فينبغي أن يُعلم أن جميع ما آل إليه حال المسجد اليوم - سواء ما كان منه مشروعا أو ما كان فيه محذور شرعي - ليس هو بحجة على الشرع، إنما الشرع حجة عليه! ونحن نرى في بنيان المسجد إسرافا كبيرا في التشييد والزخرفة وكذا، - مثلا - حتى إنه ليشبه - والله - كنائس النصارى في الزخارف الذهبية والزينات البالغة الترف، وهو عين ما نهى عنه النبي عليه السلام في بناء المساجد وفي البناء بعامة! فهل يقال فلنشيد مساجدنا ولنزخرفها ولنسرف في ذلك تعظيما لبيوت الله، اقتداء بما هو قائم في مسجد الرسول عليه السلام؟؟ كلا ولا شك! هذا البنيان القائم هناك ليس بحجة في دين الله، فالذين بنوه على نحو ما نرى ليسوا هم الخلفاء الراشدين، ولم يبنوه على هذا النحو استنادا إلى نص شرعي، بل شيدوه على خلاف النص الشرعي، فلا حجة في ذلك ولا فيما يدعون أنه إجماع سكوتي عليه! وكذا ما نراه هناك من قباب مشرفة، وقد كان النبي عليه السلام يكره القباب ويهدمها! إلى غير ذلك مما قد يكون مخالفا في المسجد، فبقاء ذلك في بنيان المسجد ليس دليلا على مشروعيته! هذا من جهة أصل الاستدلال، أعني استدلالهم بأنه ما دام هذا ما عليه الحال في مسجد النبي عليه السلام، إذا فهو مشروع في غيره قياسا!! نقول كلا، لا قياس، بل ولا يلزم أن يكون مشروعا فيه هو نفسه، والعبرة بالأدلة لا بأفعال الناس!

    أما توسعة المسجد فلا يلزم منها نقل القبر الشريف بالطبع بل تكون من الجهة الشرقية للمسجد كما طلب الشيخ الألبانى ومقبل الوادعى رحمهما الله
    قلت هذا محل اجتهاد سائغ، فقد يتبين أنه لا مناص من دخوله في حيز التوسعة كما هو الحال. والقاعدة أن ما كان ممنوعا سدا للذريعة فإنه يباح للحاجة.

    وأقترح أن يوجد ممر بين الحجرة وباقى المسجد ويحيط بالحجرة ليفصلها عن المسجد فيغنينا الله عن الرد عليهم وعن عن سماع أنكر الأصوات .
    قلت: بارك الله فيك، هذا هو ما عليه الحال هناك بالفعل! ليس ممرا ولكنه فاصل يمنع الناس من التمسح بالغرفة أو تقبيلها أو نحو ذلك..
    وإليك هذه الفائدة فتأملها: إن هذا الذي قدره الملك العليم الحكيم من جعل القبر في هذا المكان تحديدا، ومن دخوله في توسعات المسجد، إنما هو عين إجابة رب العزة لدعاء النبي عليه السلام "اللهم لا تجعل قبري عيدا"! ذلك أنه لو تصورنا وجود قبر النبي عليه السلام في أي بقعة بعيدة من بقاع الأرض بحيث لا تدخل في حرم المسجد على هذا النحو الذي تدخل به، لعظمها الناس تعظيما خاصا ولاستقلت ببدع مخصوصة يعودها الناس بها استقلالا، ولأصبح فوق القبر ضريح كبير كمراقد الرافضة، فأزمنة الجهل والبدعة التي مرت بالأمة وبأراضي الحجاز ما كانت لتنصرم إلا وقد خلفت من ورائها مثل هذا!! ولكن أجاب الله دعاء نبيه، وجعل القبر في غرفة قريبة شملها المسجد في توسعه، وأصبح الناس يصلون إلى القبلة، والقبر إلى جوارهم - ثم في وسطهم - محاط بغرفات تفصل بينه وبين ساحة المسجد، واليوم من شدة تزاحم الناس على المسجد، قد يذهب المرء للصلاة هناك ولا يتمكن - أصلا - من أكثر من مجرد المرور أمام القبر الشريف، ومن تحيته بما هو مشروع في ذلك، فما أبعد هذا عن اتخاذ القبر عيدا! أرأيت لو كان القبر بعيدا عن تلك البقعة التي شاء الله أن تغوص في توسعة المسجد، أفكان يكون الحال هكذا؟
    كلا ولا شك!
    فسبحان الملك الحكيم العليم.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  8. #8

    افتراضي رد: هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟!

    بارك الله فيكم ...
    وبخصوص هذه الفائدة :
    وإليك هذه الفائدة فتأملها: إن هذا الذي قدره الملك العليم الحكيم من جعل القبر في هذا المكان تحديدا، ومن دخوله في توسعات المسجد، إنما هو عين إجابة رب العزة لدعاء النبي عليه السلام "اللهم لا تجعل قبري عيدا"! ذلك أنه لو تصورنا وجود قبر النبي عليه السلام في أي بقعة بعيدة من بقاع الأرض بحيث لا تدخل في حرم المسجد على هذا النحو الذي تدخل به، لعظمها الناس تعظيما خاصا ولاستقلت ببدع مخصوصة يعودها الناس بها استقلالا، ولأصبح فوق القبر ضريح كبير كمراقد الرافضة، فأزمنة الجهل والبدعة التي مرت بالأمة وبأراضي الحجاز ما كانت لتنصرم إلا وقد خلفت من ورائها مثل هذا!! ولكن أجاب الله دعاء نبيه، وجعل القبر في غرفة قريبة شملها المسجد في توسعه، وأصبح الناس يصلون إلى القبلة، والقبر إلى جوارهم - ثم في وسطهم - محاط بغرفات تفصل بينه وبين ساحة المسجد، واليوم من شدة تزاحم الناس على المسجد، قد يذهب المرء للصلاة هناك ولا يتمكن - أصلا - من أكثر من مجرد المرور أمام القبر الشريف، ومن تحيته بما هو مشروع في ذلك، فما أبعد هذا عن اتخاذ القبر عيدا! أرأيت لو كان القبر بعيدا عن تلك البقعة التي شاء الله أن تغوص في توسعة المسجد، أفكان يكون الحال هكذا؟
    كلا ولا شك!
    فسبحان الملك الحكيم العليم.
    كلام مبارك وفائدة لم أقرأها في مكان آخر
    عسى الله أن ينفع بها ويكتب لك أجرها .
    أبو محمد المصري

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    100

    افتراضي رد: هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟!

    موضوع طيب
    وفوائد جيدة
    بارك الله فيكم
    ذهب الذين يعاش في أكنافهم * * * * * وبقيت في خلف كجلد الأجرب

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    118

    افتراضي رد: هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
    بارك الله فيك وزادك من علمه
    السؤال : هل كل بيوت النبى صلى الله عليه وآله وسلم كانت مكونة من غرفتين أى جميع زوجاته لديهن مثل أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها أم ماذا ؟
    أرجو شرح تلك الرواية بارك الله فيكم
    عن داود بن قيس قال رأيت الحجرات من جريد النخل مغشى من خارج بمسوح الشعر، وأظن عرض البيت من باب الحجرة إلى باب البيت نحواً من ست أو سبع أذرع، وأحزر البيت عشر أذرع، وأظن سمكه بين الثمان والسبع ونحو ذلك، ووقفت عند باب عائشة فإذا هو مستقبل المغرب
    وماالفرق بين الحجرة والغرفة ؟؟
    وجزاكم الله خيرا.
    نــور على نـــور مدونتى للتائبين وطلبة العلم ،،،
    http://eimannour.jeeran.com/index.html

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    56

    افتراضي رد: هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟!

    جزاك الله خيرا
    هل هناك بحث كامل لنقطة ان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم به قبره وابوبكر وعمر رضى الله عنهما
    او تفصيل لها
    لان القبوريين عندنا يحتجو بذلك...ويقولون يعنى الصلاة فى المسجد النبوى لاتخلوا حتى من كراهه.......

  12. #12

    افتراضي رد: هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرجل المحترم مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا
    هل هناك بحث كامل لنقطة ان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم به قبره وابوبكر وعمر رضى الله عنهما
    او تفصيل لها
    لان القبوريين عندنا يحتجو بذلك...ويقولون يعنى الصلاة فى المسجد النبوى لاتخلوا حتى من كراهه.......
    راجع مشاركات الشيخ أبي الفداء بدءاً من مشاركة رقم (5) وهناك بحث آخر سأضيفه لاحقاً .
    أبو محمد المصري

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    74

    افتراضي رد: هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    بارك الله فيك ونفع بك على هذه النقولات الماتعه الجملية ..

    ======

    قبل فترة قرأت كلاماً نفيساً لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ يُقرّر فيه أنه إلى الآن لا نستطيع القول أن قبر النبي عليه الصلاة والسلام داخل المسجد النبوي ..
    وفيه تفصيل ، لعله يُفيد أخي ( الرجل المُحترم ) :

    وهذا نص كلامه :



    س2/ هل صحيح أنّ النبي ( بنى مسجده فوق مقبرة؟ إن كان نعم فكيف يُجمع بين نهيه ( الذين اتخذوا القبور مساجد.) ؟


    ج/
    النبي ( لما بركت النّاقة في موضع مسجده الآن كان فيها مواضع قبور للمشركين، فأمر النبي ( يعني بجزءٍ منه أمر بالقبور فنبشت واتُّخذ هذا المكان مسجدا.
    والمقبرة إذا كانت موجودة وبُني على القبر مسجدا فهذا هو الذي جاء فيه النهي.
    نبش القبور للمصلحة الشرعية هذا جائز، ولهذا النبي ( امتثل الأمر وبنى في ذلك المكان مسجدا.
    وإن كان يَعني بُني مسجدا فوق مقبرة كان يعني بُني المسجد على قبر النبي ( فإن آخر السؤال يدل عليه، وإن كان لها حكم المبرِّئ إيش القائل بذلك وإلى آخره.
    إذا كان المقصود أن النبي ( بني مسجده على قبره فهذا غلط كبير، النبي ( بُني مسجده في حياته، وهو لما توفي عليه الصلاة والسلام دفن في حجرة عائشة كانت ملاصقة للمسجد وليست من المسجد.
    ولما احتاج المسلمون إلى توسعة المسجد لضيقه بالناس وُسِّع من الجهة الجنوبية ومن الجهة الشمالية ومن الجهة الغربية، وأما الجهة الشرقية التي فيها حجرات أزواجه عليه الصلاة والسلام ومنها حجرة عائشة بالخصوص، فما كان يؤخذ منها إلا لما احتيج، وبقيت حجرة عائشة التي فيها القبور على ما هي عليه، فكانت حجرة عائشة ليست من المسجد وإنما المسجد من جهاتها الثلاث وليست حجرة عائشة بالوسط.
    وبقي المسلمون على ذلك زمانا طويلا حتى أُدخل في عصور متأخرة -أظن في الدولة العثمانية أو قبلها- أُدخل الممر الشرقي وذلك بعد شيوع الطواف بالقبور، أدخل الممر الشرقي يعني وُسِّع يعني جعل الحائط يدور على جهة الغرفة الشرقية، صار فيه هذا الممر الذي يمشي معه من يريد الطواف.
    وهذا الممر وإن كان السور سور المسجد من تلك الجهة خلفه لكن ليس له حكم المسجد ولا يقال القبر في المسجد إلى الآن، ولا يقال الحجرة الآن في المسجد وإن كان ظاهرها من حيث العين أنها في المسجد؛ لكنها حكما شرعا ليست بمسجد؛ لأن الجهة الشرقية هذه الممر لا يصحّ أن يكون مسجدا شرعا، فلذلك إدخاله في المسجد باطل، ولذلك الصلاة في الجزء ذاك لا تصح، ولهذا يعمل في كثير من الأحيان أنها تسدّ وقت الصلاة، سد الجهة من ذلك الممر حتى ما يصلي المصلون من جميع الجهات.
    ولذلك لما جاء في التوسعة الأخيرة توسعة الملك فهد لم يبتدأ في التوسعة من أول المسجد الأصلي وإنما ابتدئ بعد نهاية القبر؛ يعني من نهاية الحجرة بكثير وبعد الباب وصار الامتداد هناك.
    فإذن الواقع الآن يعني من حيث التاريخ ليس المسجد مبني على القبر، هذا أولا.
    الثاني أن القبر لم يدخل في المسجد وإنما اكتنفه المسجد من الجهات الثلاثة جميعا.
    الأمر الثالث الجهة الرابعة الشرقية من الحجر هذه أدخلت في عصور متأخرة لما شارع الطواف بالقبور، ولما قامت الدعوة ووصلت الدولة السعودية إلى ذاك المكان، واستفتي أئمة الدعوة في ذلك فلم يروا تغيير السور وتقطيع المسجد حتى ما تثار أشياء وإنما قالوا الوقف الجزء هذا الصلاة فيه باطلة فيمنع الناس من أن يصلوا فيه الذي هو الممر الشرقي للقبر.
    فإذن من كل جهة لا ينطبق عليه أن القبر هذا في المسجد، ولا أن المسجد بني على القبر، وإنما هذا ( دفن في حجرة عائشة لا في المسجد، وحجرة عائشة رضي الله عنها منفصلة عن المسجد وليست في داخل المسجد.
    بقي أيضا أنه لما وُسِّع المسجد من الجهة الشمالية واشتُريت بعض حجرات النبي (؛ يعني التي هي من جهة دكة الآغوات وما هو شمال منها، كانت الحجرة حجرة النبي عليه الصلاة والسلام حجرة عائشة جُعل عليها جداران:
    الجدار الأول الذي هو يفصل حجرة عائشة عن بقية الحجر هذا الجدار الأول، وهذا الجدار له صفته، يمكن تشوفونها في الخرائط موجودة.
    وجعل جدار آخر أيضا مثلث؛ جعل جدار آخر بعد هذا الجدار من الجهة الشمالية صار زاوية في اتجاه السهم كأنه يتجه إلى الجهة الشمالية، فعل ذلك من فعل من العلماء في ذاك الزمان من التابعين وغيرهم حتى لا يَظن أحد أنه يمكن أن يستقبل القبر، لا يُتصور أن القبر أمامه وأنه الآن هو يستقبله، يصير فيه الآن جدران محرفة ويبعد النظر أنه يستقبل القبر.
    ثم بعد ذلك عُمِل جدار ثالث، والجدار الثالث هذا طويل يعني طوله في السماء يعني ارتفاعه نحو ستة أمتار ونحو ذلك، فهو غير مسقوف أيضا.
    فهذه الجدران الثلاثة فعلها المسلمون ما كون الحجرة ليست في المسجد حتى لا يظن الظان أنه إن صلى في الجهة الشمالية أنه يستقبل القبر؛ لأنه إنْ صح ذلك يقال لا نستقبل القبر مع وجود هذه الجدران الثلاث بينه وبين القبر فمعناه كل إنسان بينه وبين المقبرة جدران فإنه يستقبل القبور، وهذا لا قائل به من أهل العلم، فلهذا جعلوا هذه الجدران الثلاثة حتى لا يُتّخذ قبره مسجدا يصلى فيه ولا يصلى إليه، وحتى لا تتعلق القلوب به، ولا يوصل إلى قبره، ولا يمكن لأحد أن يخلص إلى قبره، ليس هناك أبواب وليس هناك طريق أبدا أن يخلص واحد أن يخلص إلى قبر المصطفى عليه الصلاة والسلام.
    ثم بعد أزمان جُعل هذا السياج الحديدي الموجود الآن، فهو الرابع الآن، هذا الياج الحديد الرابع بينه وبين الجدار الثالث ممر، والجدار الثالث هذا هو الذي ترون عليه السترة الخضراء أظن أو شيء، وبعده جدار ثاني وبعد الجدار الثاني الجدار الأول.
    وهذه الثلاثة الجدران هي التي ذكرها ابن القيم في النونية بقوله:
    فأجاب رب العالمين دعاءه ## وأحاطه به ثلاثة الجدران
    يعني بدعاء النبي ( «اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد».
    المقصود من هذه المسألة من مهمات المسائل أن تكون واضحة عند طالب العلم تماما؛ لأن الشبهة بها كبيرة، والذين يرددون مثل هذا الكلام كثير.
    فلهذا نقول: إن القبر ليس في المسجد، ولا يمكن لأحد أن يستقبل القبر، وإنّما قد يتّخذ بعض الجهلة أو بعض المشركين في قلبه صورة القبر ويستقبل شيئا في قلبه ويأخذ شيئا في قلبه، أما القبر فإنّه ليس وثنا ولا يمكن أن يُتّخذ وثنا وأنه محاط بإحاطات تامة إلى آخر ذلك.

    والقبة الموجودة فوق سطح مسجد النبي عليه الصلاة والسلام هذه ليست على القبر بالمسامتة إنما هي على جزء كبير تشمل الجدران الأربعة كلها، ولذلك لأن قطرها كبير جدا والقبر في الداخل، وهذه القبة كانت في زمن مضى من الخشب بلون الخشب أول ما صنعها أظن المماليك، ثم بعد ذلك جعلت باللون الأبيض، ثم جعلت باللون الأزرق، وهي التي كانت في وقت الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونحوه كان لونها أزرق، ثم في آخر عهد الدولة العثمانية جُعل لونها أخضر واستمر هذا اللون.
    فلما قيل للشيخ محمد بن عبد الوهاب أنك تقول: لو أني أقدر على قبة النبي عليه الصلاة والسلام القبة التي على قبر النبي ( لهدمتها؟ قال: سبحانك هذا بهتان عظيم فما قلت هذا ولا أقوله. لأنه ما يترتب من المفاسد على إزالة هذا المنكر أكثر من المصالح، فالواجب التنبيه وتعليم الناس ودعوتهم إلى التوحيد وعدم تمكين الشرك، والنّهي عن بناء القباب على المساجد نُهي عنه سدا للذريعة، وللعلماء في ذلك كلام يعني في مسألة بقاء القبة.
    المقصود أنّ هذا الذي سار عليه أئمة الدعوة رحمهم الله في هذا الشأن فرأوا أن إبقاء القبة أن هذا أمر لازم، وذلك لما أشاعه الأعداء من بُغض أئمة الدعوة وبُغض أتباع دعوة الشيخ رحمه الله للنبي (؛ بل عظّموا النبي عليه الصلاة والسلام وسدّوا كل طريق يمكن أن يؤصل ما قالوه في هذا الباب؛ يعني ما قاله الأعداء.
    ... إذا كان القبر في مقبرة مستقلة عن المسجد فإن الصلاة في المسجد جائزة إذا كان في القبلة، بمعنى أنه يكون للقبر سور مستقل عن سور المسجد، فإذا قال القائل لا القبر في المسجد أو هذا السور محيط، أو أن القبر واضح أنه في جهة من المسجد فهذا يدلّ على أن المسجد بُني على القبر فلذلك لا تجوز الصّلاة فيه، والصلاة فيه باطلة.
    وأما إذا كان المسجد وجد أولا ثم القبر أدخل فيه، هذا يفرّق فيه ما بين إذا كان القبر في قبلة المسجد أو في مؤخرة المسجد، فإذا كان في مؤخرة المسجد فطائفة من العلماء والمشايخ يقولون: إن الصلاة فيه جائزة. وأما إذا كان في القبلة فإنّه لا تجوز الصلاة إليه؛ لأن النبي ( نهى عن الصلاة إلى القبور.
    فإذن هنا يفرّق في هذه الحال ما بين إذا كان المسجد جُعل على القبر؛ يعني إذا كان المسجد متأخرا والقبر أولا فيكون هذا حكم المقبرة يعني المسجد وضع على قبر فهذا الصلاة فيه لا تجوز؛ لأن هذا منهي عنه والنهي يقتضي الفساد ولعن النبي ( من فعل ذلك.
    وأما إذا كان المسجد موجودا ثم جُعل في طائفة منه القبر:
    فأولا نقول إذا كان القبر في الأول في مقدمة المسجد فإن الصلاة محرمة ولا تجوز باطلة لأن النبي ( قال «لا تصلوا إلى القبور» الصلاة إلى القبر جعل القبر قبلة باطلة.
    وإذا كان القبر في مؤخرة المسجد والمسجد مبني أولا فطائفة من العلماء يقولون بصحة الصلاة فيه، يعني من علمائنا.


    شرح الطحاوية 5

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    1

    افتراضي رد: هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟!

    الس

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    14

    افتراضي رد: هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟!

    شكر الله استاذ فهناك الكثير وانا منهم من يحتاج الى هذه المعلومات القيمه
    وفقك الله

  16. #16

    افتراضي رد: هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء مشاهدة المشاركة
    أخي الحبيب، قد ابتلانا الله بضرورة توسعة مسجد الرسول عليه السلام حتى دخلت فيه القبور، وهذا لا دخل له بما هو واقع في المساجد التي بنيت أصلا لتعظيم أصحاب القبور! فالمسجد الذي بني على قبر يهدم، والذي دفن فيه مقبور، ينبش، أما مسجد النبي عليه السلام فلا بني على قبر ولا للقبر، ولا دفن النبي عليه السلام فيه! فلا وجه للقياس أصلا! وقولك حفظك الله بأن يفصل العلماء بين القبر والمسجد هذا كلام من لا يتصور الحال هناك! فالقبر لا يجوز نقله بحال من الأحوال لا لضرورة ولا لغيره، كما أن المسجد لا يمكن أن يتوسع إلا بدخول القبر فيه، وهو متوسع لا محالة! فهل يقال بأن الاشتراك في الصورة يلزم منه الاشتراك في الحكم هنا؟ كلا! لأن ثم فارقا كبيرا بين مسجد النبي عليه السلام وغيره من المساجد - خلا المسجد الحرام والمسجد الأقصى - ألا وهو فضل حرم ذلك المسجد، وضرورة توسعه هو نفسه لاستيعاب المصلين، وعدم قيام غيره من المساجد بفضله الذي جاء به الشرع! وكذا الحال في القبر، فالأنبياء يقبرون حيث يموتون ولا يجوز نقلهم! فلا اتخذ الناس قبر النبي مسجدا، ولا دفنوه في مسجده، إنما دفن في غرفة عائشة عليه السلام حيث مات!
    أما ما اتخذه الناس من القبور مساجد، فهذا يكون معروفا أمره، بغض النظر هل المقبور مدفون خلف جدار القبلة أو في غرفة مجاورة أو في داخل المسجد أو غير ذلك! فهو مسجد بناه أصحابه تعظيما للقبر وصاحبه، فلا تجوز الصلاة فيه كما لا تجوز في المسجد الضرار سواء بسواء. والعلماء جاء تفصيلهم في الحكم ما بين كراهة وحرمة الصلاة في مثل هذا لاختلاف الأحوال.. ولكن كل مسجد مبني عند قبر تقصدا لذلك القبر، فلا يجوز الصلاة فيه، وكذا المدفون فيه ميت، ولا دخل لذلك بحال مسجد النبي عليه السلام، والله أعلم.
    لقد استفدت من مشاركاتك القيمة هنا من قبل يا شيخ أبا الفداء .جزاك الله خيرا وزادك علما وآتاك الحكمة.
    إن استحواذ الصوفية بدفن رجالهم الصالحين ودعائهم من دون الله - حسب اعتقادهم وهم قطاع طرق في الحقيقة - لهو عين عبادة القبور قديما .. فما معنى أن يدفن هؤلاء كلٌ في مسجد له دون دفن النساء والشبان والاطفال والعجائز في بيوت الله تعالى ؟
    هلّا فكر الناس لماذا هؤلاء يستفردون بهذه العادة دون الغير ؟
    ومتى كانت بيوت الله تعالى محالّ للجثث الصوفية ؟ متى كانت بيوت الله تعالى مقابر ؟
    أهي مساجد للعبادة أم مقابر للجثث الصوفية ؟؟
    وهل المسجد بيت الله تعالى أم بيت للصوفي ؟
    ثم ما الفرق بين دفن جثة في المسجد أو جثتين أو خمسة أو خمسين ؟ أو تسعين ؟ هل يوجد عند الصوفية نص في العدد ؟
    ولو جاء رجل يريد أن يبني مسجدا عظيما على مقبرة فهل مجرد اطلاق اسم المقبرة سيجعل عمله محرما عند الصوفية ؟
    ما الفرق بين مقبرة فيها 50 جثة تم بناء مسجد عليها - وبين مسجد تم دفن 50 جثة فيه ؟ (من وجهة نظر الصوفية)
    مثلا لو كان هناك 100 (منزل) بالقرب من المسجد النبوي محيطة به وقرر كل مالك لمنزل أن يدفن في منزله وزوجه معه وعندما جاء وقت التوسعة بعد 300 سنة فهل - يحرم - عند الصوفية ضم ال 200 جثة (قبر) من الرجال والنساء الى المسجد النبوي ؟
    يا ترى هل يبقى اسمه المسجد النبوي أم يصبح "المقبرة النبوية" ؟
    ثم سؤال الى الصوفية : لماذا كل هذا الدفاع المستميت في استحلال دفن جثث أوليائكم في المساجد ؟ .. يا ترى ماذا تخفون ؟
    بيت الله يصبح بيت الولي الصوفي (مسجده)
    بيت الله فيه الكعبة مع كسوتها وبيت الصوفي فيه قبره وكسوته
    بيت الله يسأل فيه الله (يا الله) وبيت الصوفي (مسجده) يسأل فيه (يا ولي الله !)
    الله سبحانه وتعالى يدعوه ملايين المسلمين في الليل والنهار من كل مكان والولي الصوفي الميت يدعوه ملايين الصوفية في الليل والنهار من كل مكان في وقت واحد !
    الله سبحانه يجيب هؤلاء والولي الصوفي الميت يجيب أولئك
    الله سبحانه وتعالى المتصرف في الكون وعند الصوفية الولي الصوفي الميت يتصرف في الكون !
    بيت الله الحرام يطوف فيه المسلمون حول كعبته وبيت الصوفي يطوف الصوفية حول كعبته (قبره المكسو)
    الكعبة يحضر الناس تغيير كسوتها وكعبة الصوفي (القبر) يتم عمل احتفال لتغيير كسوتها
    بيت الله تعالى يشد اليه الرحال وبيت الصوفي يشد اليه الرحال
    الله سبحانه وتعالى ينذر له والولي الصوفي ينذر له
    الله سبحانه وتعالى يحلف به و الولي الصوفي الميت يحلف به
    الله سبحانه وتعالى شرع لنا الاذكار و الولي الصوفي يشرع للصوفية الاوراد
    الله سبحانه له مجالس الذكر و الولي الصوفي له مجالس الحضرات
    أولياء الله سبحانه ييتغون رضاه ويخشون عذابه و الولي الصوفي يبتغي الصوفية رضاه ويخشون عقابه
    الاجابة لما سبق :
    يقول ابن عطا السكندري في بيان حقيقة الولي:"ولقد سمعت شيخنا أبا العباس رضي الله عنه يقول:
    لو كشف عن حقيقة الولي لعُبِد؛
    لأن أوصافه من أوصافه
    ونعوته من نعوته" لطائف المنن ص 95
    وقال أيضاً في وجود الله تعالى أنه لا خفاء به ولا حجاب عليه : "كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي ظهر بكل شيء" . لطائف المنن ص 103
    فهل هناك فرق بين الله سبحانه وتعالى وبين الولي الصوفي ؟ ( في التصوف )
    أعظم سلاح قبوري على الاطلاق:التقية الصوفية والتقية الرافضية

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟!

    سددكم الله يا أسود السنة. أصل الموضوع في غاية الجودة، والردود ماتعة. جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    496

    افتراضي رد: هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟!

    بارك الله فيكم ونفع بكم .
    بحث موفق، وردود طيبة .
    إذا استفدت من مشاركتي أو لم تستفد منها فادع الله أن يغفر لي

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟!

    بارك الله فيكم ونفع بكم .
    بحث ماتع ، وردود طيبة .

  20. #20

    افتراضي رد: هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟!

    جزاك الله خيرا أخي الكريم ونفع الله بما كتبت.
    ولي رجاء عندك وهو: اختصاره وانزاله بصيغة وورد كي ننقل منه.

    ولا يفوتني شكر الاخوة على مشاركاتهم الهادفة النافعة جزاهم الله خيرا.
    خصوصا المشرف ابو الفداء وابو محمد الطنطاوي.

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •