بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :
فإن الله تعالى لما أرسل نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أرسله بدين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، كما قال تعالى : ( ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )، وقد أظهر الله تعالى بدعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الدين، وأكمل الله به الشريعة، وأظهر به الحجة، وأبان به المحجة، وتوفاه الله تعالى ودينه باقٍ منصور إلى قيام الساعة مع طائفة يسيرون على نهجه، ويقتفون أثره وهم الطائفة المنصورة ، كلما تباعد عهد الناس عن الحق هيأ الله تعالى له من ينصر الدين، ويجدد سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
هذا وإن من أعلام المجددين في القرون المتأخرة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى، فقد ظهرت دعوته في وقت غلب على كثير من العالم الإسلامي الشرك والبدعة، وأغلال الجهل والهوى، فدعا الناس إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأنكر ما خالف هدى النبي صلى الله عليه وسلم من البدع والشركيات، وكشف للناس عما خفي على كثير من الناس من أدلة الكتاب والسنة ، التي طالما صد عنها الناس علماء الضلالة ، تحت وطأة التقليد الأعمى المذموم، وتسليم الدين لآراء الرجال.
فكان عماد دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب : الرجوع إلى الكتاب والسنة، ونبذ الشرك والبدعة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فحقق الله له وعده بنصرة من نصر دينه، فأقام الله تعالى به دولة نصر الله بها الإسلام، وانتفع بها الأنام، وصارت مرجعاً للمسلمين، وخير من يرعى من البشر بلاد الحرمين، وانتفع بدعوته كثير من المسلمين في سائر البلدان .
لهذا كله كان الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى عرضة لتطاول خصوم الحق من شياطين الإنس والجن،ولطعن الطاعنين من أهل الأهواء والتقليد ، فافتروا عليه وعلى دعوته بما لا يروق ببال، ولا يخطر بعقل من يدري ما يُفعل ويقال!، وبما لا أصل له من الكذب الظاهر لكل من عرف حقيقة الدعوة ، فكان من كبير الدلائل على سلامة دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب شهادات العدول الثقات، والعلماء الأثبات، وأهل الإنصاف في الأحكام والشهادات، فصنفوا حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى المصنفات العديدة، واعتنوا بها أشد العناية عبر السنين المديدة، وردوا على الخصوم وكشفوا أباطيلهم.
وتسهيلاً للوقوف على شهادات من لا ترد شهادته من الثقات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب، وحصر مصنفاتهم، أحببت أن أساهم في هذه الطليعة بذكر من وقفت عليه ممن صنّف في الثناء على الإمام محمد بن عبدالوهاب، ولم أقصد من تكلم عليه بالثناء في أطراف كلامه ومؤلفاته ومقالاته، فهذا مما لا يُستطاع حصره وجمعه، ولكن أحببت أن أجمع من صنف حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب من جميع جوانبها، في هذه الورقات المختصرة التي سميتها :
طليعة
دفاع أهل العدل والصواب
على سلامة دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب
واللهَ أسأل أن يبارك لي في الوقت والعافية حتى أخرج الكتاب على وجهه المراد، متكلماً عن كلّ مؤلفٍ صُنّف حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب بالثناء والاعتراف لها بالسلامة، هذا والله أعلم، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.