تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: التيسير لدراسة التفسير ( مراحل تساعد على الإلمام بالتفسير )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    61

    افتراضي التيسير لدراسة التفسير ( مراحل تساعد على الإلمام بالتفسير )

    بسم الله الرحمن الرحيم
    لكل علم تعريفات وتقسيمات تُسهل الإلمام به وتعين علي فهمه ,ولكل علم متونه مابين منظوم ومنثور مما يُعين
    علي حفظه وحصره في الذهن..
    وعلم التفسير من أهم العلوم لتعلقه بأشرف معلوم ..وهو القرآن الكريم ..
    ولأن موضوع علم التفسير طويل لتناوله القرآن كله ..
    فإن البعض قد يشتكي من عدم القدرة علي الإلمام به..والسبب
    في ذلك ـ بل وفي كل علم ـ عدم المنهجية في الطلب ,
    فإليك طريقة مقترحة تساعد علي الإلمام بتفسير القرآن:
    المرحلة الأولي: احفظ كتاباً يشتمل علي معاني الكلمات الغريبة في القرآن , مثل كتاب
    ( كلمات القرآن تفسير وبيان) لحسنين مخلوف ,أوكتاب ( المفردات في غريب القرآن) للأ صفهاني

    المرحلة الثانية: ادرس كتاباً يركز علي المعني الإجمالي للآيات من غير توسع ,
    مثل :
    (زبدة التفسير )للأ شقر ,أو تفسيرالسعدي ولكنه أوسع من سابقه وهو أحب إلي قلبي لما فيه من فوائد عظيمة ,
    أو أيسر التفاسير للجزائري

    المرحلة الثالثة : مرحلة التوسع فيما ورد في الآية من أقوال وفوائد عقدية وفقهية ولغوية وأسباب نزول ...إلخ
    ويُقترح في هذه المرحلة
    البداية بابن كثير ثم القرطبي .... إلي أن تصل لابن جرير ـ رحم الله الجميع ـ


    ولابد أن يُفهم أن هذا لمن كان مبتدئاً .. أما من قطع شوطاً فلا يرجع للوراء..
    لأن هذا يُضيع الوقت ويُثبط الهمة

    وينبغي أن تُجعل دراسة التفسير في كل مرحلة مقسمة علي أجزاء القرآن
    حتي يسهل علي النفس الاستمرار

    وفق الله الجميع لما يُحب ويرضي

  2. #2

    افتراضي رد: التيسير لدراسة التفسير ( مراحل تساعد على الإلمام بالتفسير )

    أحسنت عزيزي الفاضل ، وهناك كتاب في غريب القرءان : للدكتور محمد الخضيري : السراج في بيان غريب القرءان، مفيد في بابه.
    وأنا أحث على القراءة في تفسير ابن القيم رحمه الله المجموع من كتبه ، أو القراءة في غيره ممن يهتم بالنكت البلاغية في القرءان، فهي تزيد وقود الإنسان للنظر في التفسير ؛ لما يرى من عظمة هذا القرءان المعجز !
    ولا بأس أن يجعلها وجبات سريعة أثناء سيره على منهج .
    ويا ليتنا نتفكر في هذا القرءان المعجز ، فلله ما أعظمه ، وأين ولى عنه أهله ؟
    والله المستعان.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    61

    افتراضي رد: التيسير لدراسة التفسير ( مراحل تساعد على الإلمام بالتفسير )

    جزاك الله خيراً أباالوليد

    وأين يوجد كتاب (( السراج في غريب القرآن ))

    وأين يوجد تفسير ابن القيم وماهي أفضل طباعته

  4. #4

    افتراضي رد: التيسير لدراسة التفسير ( مراحل تساعد على الإلمام بالتفسير )

    كتاب : السراج موجود في المكتبات، وهو من إصدارات مجلة البيان.
    وتفسير ابن القيم جُمع في عدة كتب :
    1.الضوء المنير على التفسير؛ جمعه : الشيخ علي الصالحي، ويقع في ست مجلدات.
    2.بدائع التفسير جمعه : يسري السيد محمد، ويقع في ثلاث في مجلدات.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    342

    افتراضي رد: التيسير لدراسة التفسير ( مراحل تساعد على الإلمام بالتفسير )

    أعطوني رأيكم:
    انا بدأت بقراءة الجلالين إلى سورة النساء تقريبا,
    ثم توقفت وانتقلت لتفسير ابن كثير ...تفسير سورة الكهف...
    ثم قرأت من سورة ق إلى مدري وين وصلت
    ثم قرأت السعدي جزء عم كامل
    ثم قرأت تفسير ابن عثيمين جزء عم كامل

    أبي توجيهكم لي تراي متشتت نوعاما..ولاتحرمو ني من نصيحتكم؟

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    61

    افتراضي رد: التيسير لدراسة التفسير ( مراحل تساعد على الإلمام بالتفسير )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الوليد التويجري مشاهدة المشاركة
    كتاب : السراج موجود في المكتبات، وهو من إصدارات مجلة البيان.
    وتفسير ابن القيم جُمع في عدة كتب :
    1.الضوء المنير على التفسير؛ جمعه : الشيخ علي الصالحي، ويقع في ست مجلدات.
    2.بدائع التفسير جمعه : يسري السيد محمد، ويقع في ثلاث في مجلدات.
    جزاك االله خيراً أباالوليد

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    61

    افتراضي رد: التيسير لدراسة التفسير ( مراحل تساعد على الإلمام بالتفسير )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن رشد مشاهدة المشاركة
    أعطوني رأيكم:
    انا بدأت بقراءة الجلالين إلى سورة النساء تقريبا,
    ثم توقفت وانتقلت لتفسير ابن كثير ...تفسير سورة الكهف...
    ثم قرأت من سورة ق إلى مدري وين وصلت
    ثم قرأت السعدي جزء عم كامل
    ثم قرأت تفسير ابن عثيمين جزء عم كامل
    أبي توجيهكم لي تراي متشتت نوعاما..ولاتحرمو ني من نصيحتكم؟
    أنصحك أخي الفاضل
    بأن تلزم نفسك بكتاب واحد مختصر محبب إلى نفسك
    ولا تحد عنه إلى غيره إلا بعد الانتهاء منه
    وقسمه على مراحل حتى لاتمل

  8. #8

    افتراضي رد: التيسير لدراسة التفسير ( مراحل تساعد على الإلمام بالتفسير )

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أحبابنا في الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    هذا رابط تحميل زبدة التفسير للشيخ محمد سليمان عبدالله الأشقر رحمه الله تعالى وهو أحد تلاميذ الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، وأخو الشيخ عمر الأشقر حفظه الله ، مصوراً بصيغة Pdf والذي قام بتصويره الاخوة الأجلاء في المكتبة الوقفية جزاهم الله خيراً ، وأسأل الله تعالى أن ينفع به كل قارئ، والكتاب رائع في بابه لطلبة العلم المبتدئين أو لعامة المسلمين الذين لا يجدون الوقت الكافي لقراءة المجلدات تلو المجلدات، وقد أثنى بعض المشايخ وطلبة العلم على الكتاب ولله الحمد والمنة.

    http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3553


    لا تنسوني من دعوة في ظهر الغيب بارك الله فيكم.

    قناتي الدعوية على اليوتوب.
    أرجو منكم الدعاء لي بالفرج والرزق الحلال المبارك وبالعودة إلى ديار المسلمين،وجزاكم الله خيراً.

  9. #9

    افتراضي رد: التيسير لدراسة التفسير ( مراحل تساعد على الإلمام بالتفسير )

    قال الشيخ مساعد الطيار حفظه الله :

    وإني أرى أن التفسير من أصعب العلوم في رسم منهجٍ لدراسته ، لما عُلِم من طرائق المفسرين في كتبهم حيث جعلوها مجالاً لتطبيقات علومٍ أخرى أبعدتها في هذه المسائل عن علم التفسير .
    ويمكن أن أرتِّب الموضع في أحد أنظاري فيه إلى النظر إلى معلومات كتب التفسير ، ثم إلى ذكر طريقة قراءة التفسير بإيجاز ، وتفصيل ذلك كالآتي :
    إن معرفة العلوم التي استبطنتها كتب التفسير ، والاجتهاد في تقسيمها تقسيمًا فنيًّا ـ ولو في الذهن ـ طريقٌ مهمٌّ من طرق تعلم التفسير ، فما هي تلك الأقسام :
    القسم الأول : بيان المعنى ، وهو صلب التفسير ، والمراد الأول من الكلام في بيان مراد الله تعالى .
    القسم الثاني : علوم السورة والآية .
    القسم الثالث : الاستنباط والفوائد .
    وهذا التقسيم الثلاثي يمكن أن يكون ثنائيًّا بإدخال الاستنباط في علوم الآية ، وإنما أفردته لأهميته ، ولحرص طالبي علم التفسير عليه .
    كما يمكن ملاحظة أن تفسير الآية من علوم الآية ، لكن التقسيم ـ كما قلت ـ فنيٌّ يراد به الوقف على جملة المعلومات التي في كتب التفسير ، ثمَّ ترتيب تلك المعلومات عند الباحث ، وكل باحث يختار من هذه المعلومات ويرتبها عنده بحسب حاجته إليها .
    أعود إلى التقسيم ، وأفصِّل فيه فأقول :
    القسم الأول : التفسير :
    التفسير من جهة اللغة :
    فإنه يدل على الكشف والبيان. فأي كشف أو وبيان فإنه يُعَبَّر عنه بأنه تفسير، ولهذا يقولون مثلاً : كَشَف عن ذراعيه إذا أَبَدانها وأظهرها، وكذلك يقولون : كشف عن المعنى الغامض إذا أَبانه وأظهره. فهو يُستخدم في القضايا المحسوسة وكذلك في القضايا المعنوية التي تُخرَج من طريق الفكر سواء أكان كَشف شيئًا محسوسًا أم كَشف شيئًا من خلال التفكير فإنه يُقال عنه فَسَّر الأمر .
    وأما التفسير من جهة الاصطلاح :
    فالعلماء لهم من جهة الاصطلاح تعريفات كثيرة ، وكثيرٌ منها مبني على جملة العلوم التي تستبطنها كتب التفسير ، وليس هذا مقام الخوض في هذه التعريفات ونقدها ، لذا فإننا إذا نظرنا إلى المعنى اللُّغوي وهو البيان والإيضاح أو الكشف فإننا نقول : إن التفسير في الحقيقة هو عملية ( بيان معاني القرآن ) ومما يدخل في بيان معاني القرآن من جملة المعلومات : بيان معاني الكلمات ، وبيان المنسوخ ـ على إطلاقه عند السلف ـ ، وبيان أسباب النُّزول ، وغيرها مما يقوم عليه البيان ، بحيثُ لو فُقِد لما تمَّ بيان المعنى .
    وقد ذكرت هذا بشيء من الإيضاح بالأمثلة في كتاب ( مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر ) .
    وبيان معاني كلام الله هي المقصد الأساس في التفسير ، وعلى صحَّتها يُبنى غيرها من الفوائد العلمية والاستنباطات والفوائد ؛ إذ التفسير الخطأ لا ينتج عنه إلا خطأٌ في الفوائد والاستنباطات .
    ولبيان المعنى أصول يقوم عليها ، ومن أهمِّها معرفة كلام العرب ، إذ به تُدرك كثيرٌ من أمور الشريعة وأقوال السلف ، ولغة العرب رافد مهمٌّ للغاية لطالب علوم الشريعة ، لا يمكنه أن يستغني عنها بحال ، وبقدر تقصيره في تحصيلها يظهر ضعفه في تحصيله في تخصصه ، هذا في الغالب في العلوم الشرعية ، والله أعلم .
    ومنها معرفة الأوجه الجائزة في التفسير المؤتلف منها والمختلف اختلاف تغاير ، وهو باب مهمٌّ جدًّا من أبواب أصول فهم المعنى .
    ولعل لهذه الأصول مقامًا آخر أذكر فيه هذه الأصول بشيء من التفصيل ؛ إن شاء الله .
    والمقصود أنَّ طلب معنى كلام الله هو أول ما يحسن بطالب علم التفسير البحث عنه ، هو أول المعلومات التي يقصدها من يريد تفسير القرآن الكريم .
    القسم الثاني : علوم السورة والآية :
    هناك علوم خاصة بالسورة تتعلق بها ، ولا تتعلق بآياتها ، وهناك علوم تتعلق بالسورة ، ولها وجه تعلق بالآية ، أما علوم الآية فهي خاصة بها ، ويمكن تفريعها إلى فروع كثيرة حسب نظر الناظر لها ، وإليك التفصيل :
    أولاً : علوم السورة :
    من العلوم المتعلقة بالسورة ما يأتي :
    1 ـ اسم السورة ، أو أسماؤها إن كان لها أكثر من اسم .
    2 ـ مكان نزول السورة ، وزمان نزولها ( المكي والمدني ) .
    3 ـ عدد آي السورة ، وعدد كلماتها وحروفها .
    4 ـ فضائلها ، إن كان لها فضائل ثابتة .
    5 ـ مناسبة السورة لما قبلها ، ومناسبة فاتحتها لخاتمتها ، ومناسبات موضوعاتها بعضها مع بعضٍ .
    6 ـ موضوعات السورة .
    هذا من أكثر ما يذكره المفسرون ، وقد يذكرون غيرها من العلوم المتعلقة بالسورة ، كالمستثنى من النُّزول المكي ، وعكسه ، وكالناسخ والمنسوخ فيها ، وغير ذلك .
    تنبيه :
    اعلم أن الأصل في علوم السورة أنها من علوم القرآن لا التفسير ؛ لأن لا يترتب على معرفتها أي أثر في فهم معاني الآيات ، سوى ما يكون من حاجة في بعض الأحيان إلى مكي السورة ومدنيها للترجيح بين أقوال المفسرين ، والله أعلم .
    ثانيًا : علوم الآية :
    ويُقصد به : كل المعلومات التي نسبها المفسرون للآية ، سواءً أكانت معلومات مباشرة أم كانت معلومات غير مباشرة .
    ويمكن تقسيم المعلومات المتعلقة بالآية إلى ثلاثة أصناف :
    الصنف الأول : ما يتعلق بالآية من جهة القرآن فحسب .
    الصنف الثاني : ما يتعلق بالآية من جهة العلوم الإسلامية .
    الصنف الثالث : ما أُدخِل من علوم غير إسلامية في تفسير بعض الآيات .
    وأما مجمل علوم الآية فأذكر منها :
    1 ـ تفسيرها ، وذلك ما مضى في القسم الأول .
    2 ـ فضلها ، إن وُجِدَ .
    3 ـ اسمها ، إن وُجِدَ .
    4 ـ مكان نزولها وزمانه .
    5 ـ قراءاتها ، إن وُجد فيها اختلاف قراءات .
    6 ـ إعرابها .
    7 ـ أحكامها التشريعية ( من الأحكام الفقهية الآداب والسلوك )
    8 ـ أحكامها العقدية .
    8 ـ ناسخها ومنسوخها ( على اصطلاح السلف ) .
    9 ـ وقوفها .
    10 ـ أسباب نزولها .
    11 ـ إعجازها ووجوه بلاغتها .
    وقد يرد في تفسير الآية استطرادات أدبية أو شعرية أو قصصية أو أحوال مرَّ بها المفسر أو غير ذلك ، وهي لا تخلو من أن تكون داخلة ضمن هذا القسم .
    الصنف الثالث : ما أُدخِل من علوم غير إسلامية في تفسير بعض الآيات .
    ومن ذلك ما تجده في تفسير الرازي ( ت : 606 ) ، وتفسير طنطاوي جوهري ( ت : 1358 ) وغيرهما ممن أراد أن يستوعب في التفسير ، فذكر علومًا متنوعة من العلوم غير الإسلامية ؛ من علم الفلسفة وعلم المنطق وغيرها من العلوم المظنون بها .
    ويمكن أن يُلحق بها ما أدخله الباطنيون من تفاسير لا تعتمد على العلم الصحيح ، وذلك ما يدعون أنهم حصلوا عليه بكشف خاصٍّ ، أو إنه من طريق أئمتهم ، وتجد بعض هذه التفسيرات في روح المعاني للآلوسي ( ت : 1270 ) .
    تنبيه :
    هذا القسم هو الذي طغى على كتب التفسير ، وهو الذي شكَّل (مناهج المفسرين ) ، وصارت التفسير تكبر بسببه .
    القسم الثالث : الاستنباط :
    وهذا القسم ـ مع أهميته ـ إلا أنك تجده قليل في التفاسير بالنسبة للمعلومات الأخرى ، وقلَّ أن تجد مفسِّرًا وضع هذا الأمر نصب عينيه وهو يفسِّر ، وقصد أن يستنبط من الآيات فوائد وأحكامًا عامَّة ، ، وإنما قد يمرُّ بآية فيذكر استنباطًا منها ، وذلك عارضٌ على طريقته في تفسيره ، وليست مقصدًا له .
    ولست أقصد بالاستنباط الاستنباطات الفقهية الملية فقط مما يتعلق بالعبادات والمعاملات ، بل عموم ما يمكن استنباطه من الآيات من جملة الفوائد ، ومن أشهر المفسرين المعاصرين في هذا الباب ـ حسب علمي ـ الشيخ محمد بن عثيمين ، حيث كان الاستنباط أصلاً في دروسه في التفسير .
    وتجد كذلك بعض من ألف في الاستنباط قصدًّا كما فعل السيوطي في ( الإكليل في استنباط التنْزيل ) .
    وبعد ، فالذي يظهر ـ والعلم عند الله ـ أنَّ هذه الأقسام يدخل فيها جميع المعلومات التي ترد في كتب التفسير .
    وبعد هذا التنبيه عن جملة معلومات كتب التفسير أذكر طريقة عملية مختصرًا في ذكرها ، ولعلها تفيد من يطَّلع عليها ، فأقول :
    أولاً : يخصِّص القارئ كتابًا من كتب التفسير يكون أصلاً له يقرؤه مرة بعد مرة ، حتى يستظهر هذا التفسير استظهارًا بالغًا لا يكاد ينِدُّ عنه منه شيء (1) .
    عود إلى المختصرات :
    ويحسن أن يكون هذا التفسير مختصرَا ، فإن لم يكن فيكون متوسطًا ؛ ليتمكن من قراءته وترداده ، فإن الطويل قد يُمِلُّ ، كما قد ينقطع عنه العزم .
    ومن المختصرات ما يأتي :
    1 ـ التفسير الميسر ، الذي طُبِع في وزارة الشئون الإسلامية في المملكة العربية السعودية .
    2 ـ الوجيز في التفسير للواحدي .
    3 ـ مراح لبيد للجاوي النووي ، وهو تفسير مختصر غير مشهور ، ولعل من له خِبرة بالكتاب أن يكتب عن منهجه ليفيد في هذا الباب .
    4 ـ جامع البيان للأيجي .
    ومن التفاسير المتوسطة :
    1 ـ تفسير الوسيط للواحدي .
    2 ـ تفسير أبي المظفر السمعاني .
    3 ـ تفسير البغوي .
    4 ـ تفسير ابن جزي الكلبي .
    5 ـ تفسير السعدي .
    وقد عدلت عن ذكر كتابين مشهورين ، وهما تفسير البيضاوي وتفسير الجلالين ؛ لأنهما متنان يحتاجان إلى قراءةِ فكٍّ ، ولا يصلحان للمبتدئ ، وغيرهما أوضح منهما ، وهما لطلاب العلم أكثر منهما لعامة القراء .
    وإنما لقيا العناية بالشرح والتحشية لأنهما كانا منهجين دراسيين ، فالبيضاوي كان منهجًا عند علماء الدولة العثمانية ، والجلالين كان منهجًا عند علماء الأزهر ، فكثرت بذاك شروحهما ، والعلم عند الله .
    ثانيًا : أن يختار له كتابًا من كتب غريب القرآن يجعله أصلاً يرجع إليه لمعرفة المراد باللفظة في لغة العرب ، وكتب غريب القرآن كثيرة ، ويمكن تقسيمها إلى الآتي :
    1 ـ كتب مختصرة ؛ كتحفة الأريب لأبي حيان ، ونزهة القلوب للسجستاني ، والترجمان عن غريب القرآن لعبد الباقي اليماني ، وغيرها .
    2 ـ كتب فيها طول وتحرير علمي للألفاظ ؛ كمفردات الراغب الأصفهاني ، وعمدة الحفاظ للسمين الحلبي ، وتفسير غريب القرآن لأبي بكر الرازي ( صاحب مختار الصحاح ) ، وهو كتاب نفيس للغاية .
    3 ـ كتب متقدمة ، فيها أسلوب علماء اللغة المتقدمين من أئمة اللغة ، فتجد فيها ذلك النَّفس المتقدِّم الذي يحرص على الشاهد العربي من الشعر ؛ كمجاز القرآني لأبي عبيد معمر بن المثنى ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة .
    ثالثًا : يحدِّد القارئ ميوله العلمي من اتجاهات المفسرين العلمية ؛ كالبلاغية والنحوية والفقهية وغيرها ، وذلك لأمرين :
    الأول : أن يتعرف على التفاسير والكتب المتعلقة بهذا الاتجاه التي تفيده في المجال الذي يرغبه .
    الثاني : أن يعلِّق على التفسير الذي اختاره ما يجده من هذه المعلومات التي تلائم ميوله العلمي .
    واختم هذا بفقرتين ابتسرتهما من محاضرة كنت ألقيتها بعنوان ( كيف نستفيد من القراءة في كتب التفسير )
    طريقة القراءة :
    1 ـ بدء القراءة ، والحرص على ختمه وتفهُّمه ، والمداومة على قراءة هذا الكتاب مرة بعد مرة ، حتى يستظهر المتعلم التفسير من خلال هذا الكتاب .
    2 ـ ترك الإشكالات التي تعيق عن تمامه ، وتقييدها لحلها في المستقبل .
    3 ـ معرفة القضايا التي يحرص عليها قارئ التفسير أو الباحث فيه ، وترك ما لا ثمرة فيه .
    4 ـ التعليق على الكتاب بما يلزم من الفوائد والتعقبات ، وعدم الاشتغال بها عن الأصل ، وهو استظهار التفسير من خلال هذا الكتاب .
    5 ـ لابد من معرفة أنَّ بعض الإشكالات ستبقى عند طالب العلم وقد لا يجد لها حلاًّ ، والمراد أنها لا تكون عائقًا عن تعلم التفسير ، كما أنها ليست دليلا على الفشل في طلبه .
    أمثلة للإشكالات التي وقعت للعلماء :
    قال الطبري :» وقد ذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لا أدري ما الحنان حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال ثني حجاج عن ابن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع عكرمة عن ابن عباس قال والله ما أدري ما حنانا « ( ) .
    قال الطبري :» حدثني يونس ، قال أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : يوم تمور السماء مورا ، قال : هذا يوم القيامة ، وأما المور فلا علم لنا به « ( ).
    فوائد يحسن مراعاتها عند القراءة في كتب التفسير
    1 ـ العناية بالتعرف على منهج السلف ومن سار على منهجهم من خلال التطبيقات العملية التي يقومون بها في تفاسيرهم .
    2 ـ العناية بتطبيق أصول التفسير على ما يقرأ من التفسير .
    3 ـ العناية بالمؤثرات التي تؤثر على المفسر في تفسيره ، ومن ذلك : مذهبه العقدي والفقهي والنحوي .
    4 ـ العناية بمنهج المفسر في التعامل مع روايات السلف من جهة تحقيق الأخبار ونقد المتون .
    5 ـ معرفة المنهج العام للمفسر ، والربط بين معلومات الكتاب ، وهذا مما يعين في فهم ما يستغلق من كلام المفسر .
    6 ـ الرجوع إلى موارد المفسر الأصلية إن أمكن ، فقد يتبين من خلال ذلك خطأ في فهم المفسر لمن نقل عنه ، كما أن بعض المفسرين يختصر بعض الأخبار والآثار مما قد ينبهم على من يقرأ كلامه ،ة فإذا عاد إلى أصوله التي نقل منها توضح هذا الانبهام .
    7 ـ التركيز على كلام المفسر في تفسير الآيات المتصلة بالفن الذي يتميز به ذلك المفسر ؛ كالعقيدة والفقه والوعظ والأخبار والنحو والبلاغة .
    8 ـ الحرص على تقييد الفوائد التي يستفيدها من التفاسير .
    وبعد هذا ، فالموضوع بحاجة إلى عناية أكثر ، وما كتبته هنا يحتاج إلى إعادة ترتيب ، وزيادة أفكار ، وإنما استعجلت كتابته إكرامًا لابن الشجري الذي تشكو مقالته من الاغتراب ، ولعله يعذرنا بعذره لنفسه في انقطاعه عن الملتقى بما شغله ، وكم يتمنى المرء منا لو استطاع أن يكتب ما في ذهنه من معلومات ، وإني لأغبط أولئك الكتبة الذين يسيل قلمهم ولا يجدون مشقة ، فإني أجد مشقة في إعداد مقالة ، وتحريرها التحرير الذي أرتضيه ، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد ، وقبول العلم ، فهذا ما عنَّ في الخاطر الحاضر ، ولا أشكُّ أن في النفس شيئًا بقي لعل الله أن ييسر لي إعادة النظر فيه ، وتريب أفكاره والزيادة عليه بالأمثلة الموضحة من كتب أهل العلم ، بل من تجاربهم إن وُجِدَ .
    ............
    (1) فائدة : وجدت لهذا أصلا في طريقة أهل العلم ، وذلك في مسلكين :
    الأول : أنَّ بعضهم ـ حينما يؤلف ـ يعتمدُ كتابًا يجعله نصب عينيه ينتقي منه ويختصر، ثم يضيف عليه ، وقد يعتمد اكثر من كتاب .
    الثاني : أن بعضهم تراه يستشهد في مناقشاته العلمية بمجموعة معينة من التفاسير تدل على أنه استظهرها وجعلها أصلاً له يرجع إليها مرارًا ، ومن أمثلة ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ، حيث تراه كثيرًا ما يذكر البغوي وابن عطية وابن الجوزي .
    (2) لمناسبة الحديث عن المختصرات : أودُّ من الإخوة الكرام في الدول الإسلامية أن يذكروا لنا إن كان قد عَمِل أحد من علمائنا في دولهم تفاسير مختصرة ؛ لنستفيد منها في مثل هذا المقام ، وإن كان سيتبع ذلك تقويم ممن يذكرها فذلك حسن جدًّا .


    المصدر:
    http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1477

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    496

    افتراضي رد: التيسير لدراسة التفسير ( مراحل تساعد على الإلمام بالتفسير )

    إليكم أمثل طريقة لدراسة التفسير بإذن الله وهى التى قررها ونصح بها الشيخ العلامة صالح آل الشيخ حفظه الله في محاضرة الكيفية لدراسة التفسير:
    1.المرتبة الأولى
    أما الأولى فأن يعلم المفردات التي يكثر ورودها في القرآن، هناك ألفاظ يكثر مجيئها في القرآن، تتردد كثيرا، فهذه المرتبة الأولى يعلم معاني هذه المفردات.
    وهذه المفردات كتبت فيها كتب، منها الكتب التي تسمى الوجوه والنظائر أو النظائر في التفسير، والوجوه والنظائر راجعة إلى الأسماء المشتركة والأسماء المتواطئة المعروفة في أصول الفقه.
    فمثلا يقول في كلمة (السماء) جاءت في القرآن معناها في اللغة كذا.
    السماء في اللغة معناها العلو، لقوله تعالى ?أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء?[إبراهيم:24]، ولقول الشاعر في وصف فرس:
    وأحمر كالديباج أما سماؤه فَرَيَّا وأما أرضه فَمُحُول
    يعني أن ظهره وهو ما علا منه مليان يعني امتلأ واكتنز باللحم ليكون أثبت لمعتليه وأما أرضه وهي قوائمه فمحول يعني دقيقة لتكون أمضى في الجري.
    فإذا أصلها من جهة اللغة قال: ولقد وردت السماء في القرآن بكذا معنى أما الأول فهو كذا والثاني فهو كذا والثالث إلى آخره.
    وأتت مجموعة (السماوات) ومعناها في القرآن واحد وهي هذه السماوات المعروفة.
    هذه الكلمات التي يكثر ورودها الأرض السماء الماء الكفر الإيمان النفاق إلى آخره، إذا ضبط تفسيرها من كتب الوجوه والنظائر.
    ومن أَمْثَلِها كتاب ابن الجوزي الوجوه والنظائر، وهو مطبوع في دار الرسالة طبعة جيّدة وهي أجود من الطبعة الهندية، الطبعة الهندية فيها أغلاط كثيرة، هذا يعطيك التلخيص، وهناك كتب كثيرة في هذا الموضوع يهتم بها طالب العلم.
    هذه المرتبة الأولى في طلب العلم أن تدور مع الكلمات التي يكثر ورودها في القرآن.
    فإذا ضبطت هذه الكلمات التي يكثر ورودها ومعانيها فإنّك قد علمت شيئا من التفسير كمرتبة أولى.
    ثم تنتقل إلى الكلمات هذه شيئا فشيئا، منها ما ورد في القرآن وله خمسة عشر تفسيرا، وهي قليلة، ومنها ما له اثنا عشرة وجها، ومنها ما له عشرة، ومنها ما له ثمانية حتى تأتي في النهاية ما له وجه واحد.
    فإذا أمضيت في هذه المرتبة أدركت أن هذه الكلمات التي جاء تردادها أو كَثُر ورودها في القرآن ضبطت تفسيرها فقد أحكمت جزءا من علم التفسير.

    2.المرتبة الثانية متصلة أيضا بالمفردات، ولكنها ليست من جهة الوجوه والنظائر؛ وإنما من جهة الأصول والاشتقاق.
    وهذه ينفعك فيها كتابان:
    الكتاب الأول معجم مقاييس اللغة لابن فارس، فهو إن كان معجما في اللغة؛ لكن من جهة الأصل أصل المعنى الذي تدور عليه الكلمة قد أجاد فيه وأفاد.
    فتبحث معنى الكلمة في معجم مقاييس اللغة، لذلك فالقرطبي مثلا أكثر من الرجوع إلى معجم مقاييس اللغة مما يؤصله من المعاني في التفسير.
    والكتاب الثاني كتاب المفردات للراغب الأصفهاني، والمفردات مرتب وطُبع في مجلد واحد طبعة جيدة؛ بل طبعة ممتازة جدا، ولكن الراغب الأصفهاني متكلم أشعري، وله تفسير كبير هو لم يطبع منه إلا بعض مقدمة أو بعض السور؛ لكن من جهة معاني الكلمات واستعمالاتها في القرآن فإن فيه فوائد كثيرة، وخاصة في لطائف استخدام الألفاظ، كتاب الراغب تنتبه إلى أشعريته في التعريفات، إذا أتى يعرّف شيئا يعرّف كلمة يحد حدا، فهنا الحد تبع للتصور، وما حد إلا بعد التصور، ولهذا تقف عند حدوده وتعريفاته فلا تأخذ بها، ولكن إن فسر من جهة اللغة واستدل هذا مأمون عليه، وذلك راجع إلى لغوية بحتة.
    الكتاب الثالث عمدة الحفاظ للسَّنين الحلبي وقد طبع سابقا في مجلدة واحدة، وطبع أخيرا مع شيء من التحقيق طبعة لا بأس بها في أربعة أجزاء لطيفة.
    هذا في المفردات من حيث هِيه.
    إذا انتهيت من هذه الكتب، هناك كتب معاصرة تفيد في هذا، ومن أمثلها من جهة الكليات -كليات المعاني والاستعمال- كتاب معجم ألفاظ القرآن الكريم الذي أصدرته أظنّ الهيئة العامة للكتاب في مصر أو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر أو ما أشبه ذلك، المهم معجم ألفاظ القرآن الكريم طبع في مجلدين.
    3.المرتبة الثالثة
    المرتبة الثالثة في معرفة التفاسير أو الدخول في علم التفسير: أن ترتِّب مراجعتك في التفسير لمعرفة معنى الآية، وهذا ينبني على فهم التفاسير.
    وكان لي محاضرة بعنوان مناهج المفسرين ربّما بعضكم سمعها، لا نطيل بتفصيل مدارس المفسرين ومناهج المفسرين وخصائص كل كتاب في التفسير تدخلها داخل هذه المرتبة؛ لأنك قبل أن تُطالع كتاب التفسير لابد أن تعرف منهجه، وهل مثلا من مدرسة التفسير بالرأي أم من مدرسة التفسير بالأثر؟ ما خصائصه؟ مميزاته؟ منهجه؟ قبل الدخول في التفسير إذا عرفته أحسنت استعماله.
    لأن كتب التفسير جميعا لا تخلو من حالين: حال إجادة وحال ضعف، يأتي في آيات يجوّد الكلام، وفي آيات تبحث تفسيرها لا تجد، تجد أنه أسرع فلم يذكر شيئا.
    وهذه راجعة إلى ضعف الإنسان من جهة، وإلى أن القرآن غالب لا مغلوب، على كثرة التفاسير لا يُغني تفسير عن تفسير، إلا أن يكون تفسير قد أختصر من تفسير آخر حرفيا؛ لكن الكتب التي ألفت على استقلال لا يغني بعضها عن بعض؛ لأن المفسر نجد أنه نشِط في موضع الآخر لم ينشط فيه، وهذه أنا جريته كثيرا وتعدد التفاسير يخدم في هذا.
    ابن جرير وابن كثير، تجد ابن جرير في مواضع تكلم بكلام تستغرب كيف يميل إلى هذا الضعيف أو يقول به أو يرجحه، تجد أن ابن كثير يأتي فيردّ عليه في هذا الموضع ويطيل. أو هناك تجد أن كلامه في التفسير قليل على آية وتجد أن ابن كثير أطال النفس فيها.
    وهكذا، إذا دخلت مدرسة التفسير الرأي يعني بالاجتهاد والاستنباط، وقد فصلنا بين الرأي المحمود والرأي المذموم وأن ما كان بالرأي المحمود يعني بالاجتهاد والاستنباط مع اكتمال الآلات فإنه لا بأس بذلك، تجد أن المفسرين بالرأي؛ يعني بالاجتهاد والاستنباط بعضهم يجيد في مكان ويَقل في مكان.
    هنا في هذه المرتبة إذا عرفت مناهج المفسرين فأول ما ترجع إليه في كتب التفسير التفاسير الأُوَل يعني تتسلسل مع التفسير في المراجعة فيما أشكل على حَسَب الزمان، على حسب وفيّات المؤلفين.
    فإذا أمكن أولا أن تطالع صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، فهذا أمثل ما يكون أول ما تراجع.
    تراجع معلقات البخاري في التفسير عن ابن عباس وعن مجاهد وعن أصحاب ابن عباس أو عن ابن مسعود إلى آخر المشتهرين بالتفسير من الصحابة والتابعين فهذا أمثل.
    ثم تنتقل إلى التفاسير المسندة تفسير عبد الرزاق، تفسير ابن أبي حاتم فيما وجد منه، تفسير ابن جرير ثم تسلسل مع الزمن.
    هذا التسلل ليس الغرض منه أن تأخذ النتيجة، وإنما الغرض منه أن تتدرب على معرفة التفسير؛ لأن المفسِّر الذي أخذ عن من قبله وأورد كلام من قبله مع شيء من التصرّف أو أخذه وعبّر عنه، فأنت بمطالعتك لكلام الأول تعرف كيف تصرّف العالم المتأخر من علماء السلف -كابن جرير مثلا في عمله مع من قبله أو ابن كثير في عمله مع من قبله- كيف تصرفوا في كلام من قبلهم وصاغوه، فيُقيم لطالب العلم دُربة عملية في معرفة كيف يصوغ التفسير بصياغة أهل العلم.
    لأننا وجدنا أن التفسير خَاضَ فيه الناس بما يُسمى المِزَاج، يعني هكذا هو خطر في باله هذا معنى الآية، هذا ظاهر الآية ولم يتدرب على هذا وليس من أهله، ولم يعانِ التفسير ويعانِ كاب التفسير حتى يكون عنده ما يقربه من فهم المعاني، وهذا لاشك أنّه يدخل في قوله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ «من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ وإنْ أصاب» حتى ولو أصاب فإنه لم يصب عن علم وإنما أصاب اتفاقا، فقد أخطأ إذْ تجرأ على التفسير دون علم، وإن أصاب فلم يصب عن علم وبينة وحجة، ليس عنده ملكة في العلوم الشرعية العقيدة والفقه والحديث إلى آخره، ليس عنده ملكة في العربية، فمن أين أتاه الصواب؟ يكون أتاه الصواب اتفاقا، فإنه أخطأ وإن أصاب، حتى لا يتجرأ على ذلك ترتيب التفاسير في المراجعة كتعلم، هذا الآن منهج تعلم التفسير ليس منهج مراجعة لتفسير آية، تريد ترجع لتفسير آية أشكلت عليك راجع أحد التفاسير وينحلّ المعنى، ولكن تتعلم التفسير يكون بهذه الطريقة.
    تمشي مع كتب التفسير بالأثر حتى تقف عند نهايتها.
    تأتي إلى مدرسة التفسير بالاجتهاد بالرأي، ابتدأ هذه المدرسة من علماء الأثر ابن جرير، وأورد في تفسيره ما تفق في كتب من قبله مما يتعلق بتفسير القرآن؛ لذلك ابن جرير رحمه الله يُعدّ أول من خلط بين علوم التفسير بالأثر وعلوم التفسير بالرأي والاستنباط، تجد في تفسيره الأحاديث والآثار عن الصحابة والتابعين، وتجد فيها مباحث اللغة العربية، مباحث العقيدة، الرد على المخالفين، الرد على الملحدين، الرد على المبتدعة في الصفات، تجد فيه ما يخلط هذا وهذا، بخلاف ما لو رأيت: تفسير مثلا عبد الرزاق، تفسير الإمام أحمد في القطع التي نقلها ابن القيم وغيره عنه، تفسيره ابن أبي حاتم، تفسير ابن عبد بن حميد فيما وجد منه، إلى آخر التفاسير بالأثر، تجد أنها تفاسير أثرية محضة لم تخلط بالأثر اجتهادا؛ لكن ابن جرير خلط هذا وهذا.
    فمنه تنطلق إلى رؤية عالم إمام سني سلفي في إدخال علوم الاجتهاد وعلوم العربية وعلوم الفقه والرد على المخالفين في التفسير كيف انضبط وكيف رد وما تفرع بعده.
    هنا تأتي إلى من بعده وترى كيف توسعوا في تفسير الآية، فإذا رأيت علمه كيف أدخل علوما أخر لا صلة لها بالآية في تفسير الآية، تعرف مواطن الإجادة ومواطن الزلل، فيكون عندك علم بالتفسير بمدرستيه مدرسة التفسير بالأثر ومدرسة التفسير بالرأي.

    4.المرتبة الرابعة
    التفسير -وهذه المرتبة الرابعة- فيه مواضع مشكلة أشكلت على كثير من العلماء بل على أكثر العلماء؛ بل قال فيها شيخ الإسلام ابن تيمية لا تكاد تجد في التفاسير منها قولا صحيحا، وهذه مضايق لطالب العلم كبيرة، ولا زالت مضايق إلى الآن.
    شيخ الإسلام ابن تيمية كتب مجلدة في ذلك طُبعت في مجموع فتاوى ابن تيمية، وهي موجودة في نسخة خطية، عندي منها صورة في بعض المكاتب أوربا كانت بعنوان: تفسير آي من القرآن أشكلت. وهذا العنوان منتزع من مقدمة شيخ الإسلام، وذكر فيها شيخ الإسلام بالمقدمة أن هناك آيات في القرآن أشكلت على أهل العلم فلا تجد فيها قولا صحيحا. طبعا هذا تفهمه مع فهمك لقواعد أو لأصول التفسير، لا تجد فيها قولا صحيحا لأن السلف ما تكلموا فيها مثلا، لو كان للسلف لو كان لهم كلام فيها لكان حجة في هذا الباب -نعني بالسلف الصحابة- أما التابعون فقولهم ليس حجة يجب المصير إليها في التفسير؛ ولكن يحسن المصير إليها فيما كان من جهة فهم القرآن والاستنباط، هذه المواضع التي أشكلت تدرك الصواب فيها بعد مراجعة التفاسير.
    إذا أدركت الخطوات السابقة عرفتها عرفت الصواب، عرفت كيف أشكلت ولم؟ وحجة شيخ الإسلام حينما دخل في هذه المضايق ورجح ما رجح في تلك الآيات
    إذا استفدت من مشاركتي أو لم تستفد منها فادع الله أن يغفر لي

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    20

    افتراضي رد: التيسير لدراسة التفسير ( مراحل تساعد على الإلمام بالتفسير )

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ايها الاحبة من المفيد جدا عند البدء في أي فن الاستفادة من المتخصصين في ذلك الفن
    لذا هذه بعض النقولات من متخصصين في علوم القران :
    بالنسبة لكتاب زبدة التفسير فهو كتاب ممتاز لكن قال عنه الشيخ خالد السبت:احيانا يذكر يقتصر على قول من اقوال السلف فيكون مثلا قول السلف في هذه الاية من باب التفسير بالمثال لذا قد لا يكون التفسير شاملا لللآية)
    وأما تفسير الجلالين فاذكر ان الدكتور مساعد الطيار قال انه لا يصلح للمبتدأ

    وبالنسبة لمراحل طلب علم التفسير فهناك الكثير من المواضيع التي تشابهذ هذا الموضوع في ملتقى اهل التفسير ان وعلى من هو مهتم بالقراءة في هذا الفن ان يراجع الملتقى .
    وهناك محاضرة بعنوان منهجية دراسة علم التفسير للدكتور مساعد الطيار وهذا تفريغها في المرفقات

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    4

    افتراضي رد: التيسير لدراسة التفسير ( مراحل تساعد على الإلمام بالتفسير )

    السلام عليكم ورحمةوبركاته
    جزاكم الله خير الجزاء

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    37

    افتراضي رد: التيسير لدراسة التفسير ( مراحل تساعد على الإلمام بالتفسير )

    كلام مهم حول موضوع المنهجية في علم التفسير :
    سؤال عن أفضل منهجية للقراءة في كتب التفسير !
    أبو عبدالله الأزهري
    غفر الله له

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •