ومـع الوقفـة الرابعـة
وهذه جملةٌ من أخطاءٍ وقعت في رسالة الدكتور السالم ما كان يقع فيها مصحّحٌ صغير من مصححي "الأميرية" أو "الحلبي" أو "المليجية" الذين مضوا في صمت تتبعهم دعواتُ المنصفين بالرحمة والمغفرة، وانتقاد المتعالمين، مع أنهم ما خلفوا بعدهم خيرًا منهم؛
=== ففي ص 412 من رسالته علَّق الدكتور السالم على هذا الشطر:
(وألمست كفّي كفَّه طَلَبَ الغِنَى)
قال: كذا في النشر "وألمست" وهو عجُز بيت من بيتين على النحو التالي:
لمستُ بكفّي كفَّه أبتغي الغنى **** ولم أدْرِ أنَّ الجودَ من كفِّه يُعْدِي
فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى **** أفدت وأعداني فأتلفت ما عندي
أقول [المليجي]: الشطر هنا إذًا صدر البيت وليس عجُزه، بل من العَجْزِ عدُّه عجُزًا، والله أعلم.
=== وفي ص 1039 ويقابل في المطبوع ص 359 ورد هذان البيتان:
للازْرَقِ في (آلانَ) ستَّةُ أوْجُهٍ **** على وَجْهِ إِبْدَالٍ لَدَى وَصْلِهِ تَجْرِي
فَمُدَّ وَثَلِّثْ ثَانِيًا ثُمَّ وَسِّطَنْ **** بِهِ وَبِقَصْرٍ ثُمَّ بِالقَصْرِ مَعْ قَصْرِ
فماذا يضير الدكتور لو طلب من مصحح صغير مثلي أن يكتبهما له مضبوطين؟ [[وهما من بحر الطويل]]، ولكنه آثر أن يرِدا في كتاب النشر المحقق هكذا:
للأزرق في آلآن ستة أوجه **** على وجه إبدال لدى وصله تجري
فمدّ وثلّث ثانياً ثم وسّطن **** به وبقصر ثمّ بالقصر مع قصر
=== وفي ص 365 عند الحاشية (4) عنَّ للدكتور السالم أن يسوق بيتًا من الخلاصة [ألفية ابن مالك] فذكره هكذا:
ومدّاً أبدل ثاني الهمزتين من **** كِلمة إن يَسْكُن كآثر وائتمن
هكذا [بتحقيق همزة: أبدل - إن]، وكذا [الهمزتين]
لكن الذي يعرفه صغار الطلبة عندنا أن البيت هكذا:
ومدًّا ابدِلْ ثانيَ الهمزيْنِ من **** كِلمةٍ ان يَسْكُن كآثِرْ وائتمن
=== وفي ص 349 - كصنيع صغار المحققين - يقوم الدكتور بالترجمة لكبار الصحابة [كأبي بكر وعمر، وطلحة وسعد، وحذيفة وسالم، وعمرو بن العاص وابنه] الذين يعرفهم جيّدًا من ينبري لقراءة (تحفة الأطفال)، لا من يذهب لقراءة (النشر في القراءات العشر)؛
المهم يقول عن أبي بكر رضي الله عنه: خليفة رسول الله وصدّيق أمته، وأفضل من طعلت [كذا] عليه الشمس بعد النبيين.
وفي ترجمة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها ص 350 حرص على أن يعرفنا أن أباها: من كرام أهل الجاهلية الذين كانوا يطعمون رفقتهم في السفر، لكن لا أدري هل يسلم له أويستقيم أن يقول: بنت أبي أمية المعروف بزاد الركب.
يعني هل (زاد الرّكْب) يوصف به أبو أمية وحده أم أن أزواد الركب ثلاثة؟
وهل - لو صح أنه الموصوف بذلك وحده - يمكن أن يقال: أم سلمة بنت زاد الركب؟
وللموضوع بقايا