السلام عليكم
أخوكم عضو جديد، يروق له التواصل معكم، والتواجد بينكم.
من بين الإخوة الأفاضل الأعضاء أعرف جيدا الأستاذ فريد البيدق، فله مني سلام خاص، ولعله يذكر (أبا ورش).
وليته يدل على هذا المجلس العلمي إخواننا القدامى في شركة حرف، كلهم أفاضل لكن للذكرى أذكِّره بـ عماد غزير - غزير الفوائد، وعلي حجازي، فهما من نجوم المجالس العلمية.
وتحياتي للإخوة في هذا المجلس، وإن شاء الله أتعرف على أفاضل جدد بينهم.
الفائدة المتواضعة
بينما أعمل اليوم في كتاب قديم في القراءات، عرض المصنف لأحكام الراء [من التفخيم والترقيق] فذكر (قرطاس، إرصادا، فرقة، مرصادا، لبالمرصاد) مما تفخم فيه الراء، وهذا ليس بخاف عليكم.
وذكر أن (كل فرق) فيه خلاف عن القراء جميعًا؛ "فمن فخم أجراه مجرى فرقة ومن رقق اعتد بكسر القاف" وهذا أيضا ليس بخاف عليكم.
لكن تذكرت أنا عند هذا أمرين:
الأول: أحد المتعاطين لعلم القراءات أنشدت أمامه (والخُلفُ في فِرقٍ لكسر يوجد) قديما، فأراد أن يزيدني علمًا فقال: وكذا هناك خلاف في (فرقة) قياسا على فرق، فتعجبت، فأكد لي أن ذلك عن ابن الجزري، ولما وفق الله ووقفت على كلام ابن الجزري وهو «وَالقِيَاسُ [ص104] إِجْرَاءُ الوَجْهَيْنِ فِي (فِرْقَةٍ) حَالَةَ الوَقْفِ لِمَنْ أَمَالَ هَاءَ التَّأْنِيثِ، وَلا أَعْلَمُ فِيهَا نَصًّا» علمت أن صاحبي اقتطع بعض كلام ابن الجزري رحمه الله، أو لم يفهمه، أو أنه نقل عمن فعل ذلك: [اقتطع - لم يفهم].
فابن الجزري هنا لم يقس فرقة على فرق بجامع اشتراكهما في المادة الصوتية، ولا أخبر أن فرقة يجري فيها الخلاف للقراء كما يجري في فرق، وإنما جره الاستطراد إلى أن فرقة (حَالَةَ الوَقْفِ لِمَنْ أَمَالَ هَاءَ التَّأْنِيثِ) يجري فيها الوجهان، وهذا لا يتأتى إلا لمن يميل هاء التأنيث بل فقط لمن يميل في المذهب العام، فهنا ينكسر ما في القاف من تفخيم.
فلا علاقة هنا بين فرقة وفرق من حيث مادة (ف ر ق)، ولا قال ابن الجزري أن فرقة تنماز عن أخواتها: (قرطاس، إرصادا، مرصادا، لبالمرصاد) إلا حالة الوقف لمن يميل هاء التأنيث في المذهب العام، والله أعلم، ويعلم الله أني لم أتجنَّ على صاحبي فما نفيته هنا هو عين ما كان يتوهمه.
الأمر الثاني: رأيت الذين يختارون القراءة بقصر المنفصل لحفص يوجبون تفخيم راء فرق من طريق روضة المعدل ومصباح الشهرزوري، على أن هذا الخلاف من أوجه الرواية، وحتى لا يحدث التركيب الذي يكرهونه.
والذي أراه بحسب النصوص التي بين يديَّ في النشر وغيره أنَّ الخلاف هنا يسير لا يدخل في الرواية، بل هو خلاف مما يخير فيه القارئ، كمد العارض للسكون وقصره وتوسطه،، والله أعلم.
وإنما أردت بهذا الكلام التفاعل معكم، والاستفادة من تعليقاتكم، والسلام عليكم ورحمة الله.