تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 51

الموضوع: إشكال في أمر الصفات . . أرجو من مشايخ العقيدة حلها .

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    Question إشكال في أمر الصفات . . أرجو من مشايخ العقيدة حلها .

    أرجو أن يبين لي مشايخي الكرام جواب هذا الإشكال في موضوع صفات الله سبحانه وتعالى ، فقد فكرت فيه كثيرا ولم أجد ما يثلج صدري :

    من المعلوم أن كل حادث فله علة حادثة لحدوثه . ومعلوم كذلك أن المرجح التام لكل الكائنات الحادثة هو إرادة الله تعالى لها ثم تكوينه إياها - كما قال سبحانه : (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) . وبما أن الواحدة من تلك الكائنات حادثة العين فلا شك أن المقتضي التام لها أيضا إرادة حادثة العين . والسؤال : ما علة هذه الإرادة الحادثة ؟ أهي إرادة حادثة قبلها ؟ أم أنها الذات نفسها ؟ أما أن يقال بالأول ، فلا أدري وجه المناسبة فيه بين العلة والمعلول . وأما أن يقال بالثاني ، فالذات قديمة الوجود ولا يصح تأخير المعلول عن علته التامة بمدة .

    وكان عندي إشكال آخر مشابه أو أصعب منه لكنني نسيته فأكتفي الآن بهذا الواحد منتظرا منكم الإجابة السديدة . . وجزاكم الله خيرا .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: إشكال في أمر الصفات . . أرجو من مشايخ العقيدة حلها .

    من المعتاد لدى دارسي العقيدة تقسيم صفات الله تعالى إلى (الذاتية) وإلى (الفعلية) . فالأول قدم وجوده بوجود الله تعالى ، والثاني ما يتعلق بمشيئته سبحانه فأعيانها حادثة وإن كان نوعها قد يكون قديمة مستمرة . فحقيقة الإشكال السابق هي : من أي قسم صفة (المشيئة) هذه ؟ لا نستطيع أن نقول إنها من القسم الأول لكون أعيان المشيئة تستحيل أن تكون غير حادثة . فإن كان من القسم الثاني ، فلا أفهم وجه العلية بين مشيئة ومشيئة .

    والإشكال الثاني : من أي قسم من القسمين صفة (الرضى) و(الغضب) و(السخط) و(الفرح) و(الحب) و(الضحك)؟ هذه الصفات عندنا - نحن البشر - ليست صفات الذات ولا هي أفعال لنا نقصدها ، بل هي انطباقات فورية لا تعلق لها بإرادتنا . فإذا كانت صفات الله تعالى يكمن تقسيمها تقسيما حصريا إلى (الذاتية) القديمة وإلى (الفعلية) الصادرة من الإرادة ، فهل الرضى والغضب والسخط والفرح والعجب ونحوها من القسم الأول أم أنها من الثاني ؟

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: إشكال في أمر الصفات . . أرجو من مشايخ العقيدة حلها .

    وأعتذر من الإخوة على إيراد هذه الإشكالات . . فإنما أريد به استفهاما واسترشادا . وليبعد عنها من كان على السلامة .
    وأرجو أن لا يجيب عليها إلا من دقق في أمرها أو نقل عمن كان كذلك صفته - بأدلته وحججه .

    والله الهادي سواء السبيل .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    القصيم
    المشاركات
    153

    افتراضي رد: إشكال في أمر الصفات . . أرجو من مشايخ العقيدة حلها .

    السلام عليكم
    أخي نضال :
    لعل مثار التساؤل لديك جاء بسبب ظنك أن كون شيء من صفات الله حادثا وكونه ينفك عن ذات الله ويتعدد إنما هو نقص في ذات الله - سبحانه وتعالى عن هذا علوّا كبيرا - .
    بينما هذا ليس نقصا يخالف كماله المطلق سبحانه .
    أما الصفات الذاتية التي منها المشيئة والخلق والرزق والرضا والغضب والكلام , فهي تعني القدرة المطلقة .
    ولهذا فمفارقة إحداها الذات الإلهية نقص , فمفارقة صفة الخلق تعني عدم قدرته حال المفارقة على الخلق , والله سبحانه وتعالى منزه عن النقص , لذا فهي أزلية ملازمة لا تفارق ربنا .

    وأما صفات الأفعال , هي الأفعال ذاتها , والأفعال حوادث مرتبطة بمشيئته سبحانه وتعالى , إن شاء فعل وإن شاء ترك , ولا يعني تركه الفعل نوعا من النقص , فالصفة المطلقة قائمة في ذاته سبحانه , حتتى عندما لم يشأ أن يفعل .

    إن من صفات الله سبحانه وتعالى مثلا أنه ( الخالق ) هذه صفة ذات , وهي تعني أنه قادر قدرة مطلقة على أن يخلق ما شاء متى شاء , وأنه قد شاء وخلق .
    اما كونه سبحانه وتعالى خلق القلم مثلا أو العرش أو آدم , فهذا فعل .
    وليس من لوازم الكمال أن يستمر يخلق القلم بلا بداية ولا منتهى . لا يقول بهذا عاقل .
    فصفات الأفعال التي هي ( الأفعال ) ذاتها , كما أسلفت مرتبطة بمشيئته سبحانه وتعالى , فهو قادر ومختار , إن شاء فعل وإن شاء ترك
    فمن صفات الكمال الإلهي أن الله قادر قدرة مطلقة على فعل ما يشاء , وهو يختار حينا أن يفعل ويختار حينا ألا يفعل .

    اما النقص فيأتي من مفارقة صفة الذات فمن فارقته صفة الذات فقد نقص ولم يعد قادرا , أما أن يختار أن يفعل أو لا يفعل وهو قادر , ومرة يختار أن يفعل فيفعل , ومرة يختار ألا يفعل فلا يفعل , فهذا من صفات الكمال

    مثال :
    من صفات الإنسان القدرة على المشي , فهو إن شاء المشي مشى , وإن شاء عدم المشي لم يمش , وكلا الأمرين صفة كمال ,فالقدرة على المشي لم تفارقه , وكذلك فهو يملك صفة الاختيار فمرّة يختار المشي ومرّة يختار تركه ,
    وليس من لوازم الكمال أن يظل يمشي دهره لا يقف !

    ولله المثل الأعلى
    وهو أعلم وأحكم .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: إشكال في أمر الصفات . . أرجو من مشايخ العقيدة حلها .

    أحسن الله إليك أخي الكريم . . ما ذكرته بعيد كل البعد عما سألت .

    http://majles.alukah.net/showpost.ph...64&postcount=3

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    القصيم
    المشاركات
    153

    افتراضي رد: إشكال في أمر الصفات . . أرجو من مشايخ العقيدة حلها .

    لا بأس , عدّ ما سبق مقدمة . وأعطني فرصة أخرى ( ابتسامة )
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نضال مشهود مشاهدة المشاركة
    من المعتاد لدى دارسي العقيدة تقسيم صفات الله تعالى إلى (الذاتية) وإلى (الفعلية) . فالأول قدم وجوده بوجود الله تعالى ، والثاني ما يتعلق بمشيئته سبحانه فأعيانها حادثة وإن كان نوعها قد يكون قديمة مستمرة . فحقيقة الإشكال السابق هي : من أي قسم صفة (المشيئة) هذه ؟ لا نستطيع أن نقول إنها من القسم الأول لكون أعيان المشيئة تستحيل أن تكون غير حادثة . فإن كان من القسم الثاني ، فلا أفهم وجه العلية بين مشيئة ومشيئة .

    يكفينا عن هذا التساؤل ويحل لنا هذا الإشكال قول الله تعالى :
    { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }
    تأمل !
    كل شيء , من صغير أو كبير , متقدم أو متاخر , قد علمه الله وشاء حصوله وكتبه فأمضى ما مضى منه وسيُمضي ما لم يأت , قادر على ذلك لا يضل ولا ينسى أو يعجز وكله عليه هيّن .
    فالمشيئة بحصول الحوادث عبر الزمان قد حصلت والعلم قد حصل وقد كتب الله كل ذلك
    فلا تظنّنّ أن المشيئة تستجد لكل حادث ولم تكن حصلت .
    ولم يفتني أن من التقدير والكتابة ما هو كل عام وما هو كل يوم وما هو غير هذا , لكن هذا لا يخرج عن التقدير الأول بل هو منه .

    ومن الأدلة على علم الله بكل شيء , قوله تعالى :
    { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }
    والعلم لا بد معه من المشيئة , فهو يعلم ما كان وما سيكون , ولا يكون من شيء إلا بمشيئته .

    قال عبادة بن الصامت :
    " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن أول ما خلق الله القلم , فقال له: اكتب. فقال: رب ! وماذا أكتب ؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ) يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من مات على غير هذا فليس مني ) "
    الحديث دلّ على أن كل شيء إلى قيام الساعة قد قدّره الله وفرغ منه وجرى به القلم .
    وشاء الله أن تكون الحادثات التي أسميتها أنت أعيانا حادثة في أزمانها لا تتقدّم ولا تتأخر

    تأمل أخر كلام عبادة رضي الله تعالى عنه , فقد حدّث أنه سمع ( براءة ) رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن مات غير موقن أن الله قد كتب مقادير ((( كل شيء ))) فقد شاء وقدّر وفرغ وكتب سبحانه .
    وما الحادثات إلا مكتوبة منذ خلق القلم سواء حصلت أول الزمان أو آخره , وسواء كبرت أو صغرت .

    فالإرادة واحدة سابقة والعلم واحد سابق , واما ما ترى فأفعال شرحت أمرها لك .
    إن ( مشيئة ) الله سبحانه وتعالى أن يفعل شيئا من خلقٍ أو رزق أو قبض روح أو إنزال مطر , ليست مشيئات سبّبتها مشيئة قبلها ولا حادثات متعددة بنيت على مشيئةأخرى سابقة , بل المشيئة هي المشيئة صفة ذاتية أزلية واحدة شاملة . لا تتعدد ولا تتجدد .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نضال مشهود مشاهدة المشاركة
    والإشكال الثاني : من أي قسم من القسمين صفة (الرضى) و(الغضب) و(السخط) و(الفرح) و(الحب) و(الضحك)؟ هذه الصفات عندنا - نحن البشر - ليست صفات الذات ولا هي أفعال لنا نقصدها ، بل هي انطباقات فورية لا تعلق لها بإرادتنا . فإذا كانت صفات الله تعالى يكمن تقسيمها تقسيما حصريا إلى (الذاتية) القديمة وإلى (الفعلية) الصادرة من الإرادة ، فهل الرضى والغضب والسخط والفرح والعجب ونحوها من القسم الأول أم أنها من الثاني ؟
    صفات الله لا تقاس بصفات البشر
    تعالى الله عن هذا علوا كبيرا
    فلئن كان الإنسان يفقد السيطرة على مشاعره فيضحكب ويبكي وبحب ويكره ويخاف رغما عنه دون إرادته , فالله سبحانه لا تفرط منه صفاته فرضاه وغضبه وضحكه ومحبته لشيء وكرهه لشيء , إنما تحصل كلها بإرادته إن شاء فعل وإن لم يشأ لم يفعل .

    والله تعالى أعلم

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    76

    افتراضي رد: إشكال في أمر الصفات . . أرجو من مشايخ العقيدة حلها .

    أحيلك أخي الفاضل على الدرر السنية ، فإني أرجو أن تجد فيها وفيما سأنقله من جواب للشيخ عبد الرحمن البراك -في مسألة تسلسل الحوادث هاهنا- ما يُثلج صدرك، فتفضل :

    الدرر السنية : من هنا
    .............................. ................
    واليك هذا النقل عن الشيخ البراك، ومصدره: من هنا.

    س : قال شيخ الإسلام رحمه الله حين أثبت القول بتسلسل الحوادث دعاه إلى ذلك ألا يعطل الله عن صفات الفعل والخلق والإرادة والكلام ، التي هي من لوازم كمال الحياة ، فهل يقال ذلك في جميع الصفات كالمغفرة والتوبة ؟ فتقتضي وجود من يتوب عليهم ويغفر لهم ، وهل يقال بوجود مخلوقات أخرى قبل الثقلين كانت في إطار التكليف ؟ أم ذلك الإثبات خاص بالصفات التي هي من لوازم الحياة ؟

    الجواب :((للشيخ عبد الرحمن البراك)).

    الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :
    فإن من المعلوم بالضرورة عقلا وشرعا أن الله لم يزل موجودا وموصوفا بجميع صفات الكمال ، من الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والإرادة والكلام والعزة والحكمة والرحمة والخلق والرزق والعفو والمغفرة ، ونحو ذلك من الصفات الذاتية والصفات الفعلية الذاتية ، فكلها ثابتة للرب سبحانه أزلا وأبدا ، فلم يزل ولا يزال سبحانه حيا قيوما ، عليما حكيما ، غفورا رحيما ، خالقا رازقا ، سميعا بصيرا ، عفوا قديرا ، فعالا لما يريد .
    فصفاته الذاتية سبحانه لازمة لذاته ولا تتعلق بها المشيئة .
    وأما صفاته الذاتية الفعلية ، فالأسماء المتضمنة لها لازمة له ، لا تتوقف على المشيئة ، مثل العفو والغفور ،و الخالق والرازق ، فإنه لم يزل سبحانه ولا يزال مستحقا لهذه الأسماء ، وما تتضمنه من الصفات ، ولكن أثرها ومتعلقها تابع للمشيئة فتقول : إنه تعالى يخلق ما شاء إذا شاء ، ويرزق من يشاء ويغفر لمن يشاء .
    وما كان تابعا للمشيئة فليس هو من لوازم ذاته ، ومن هذا النوع صفة الفعل وصفة الكلام ، فإنه تعالى لم يزل متكلما بما شاء إذا شاء ، ولم يزل فعالا لما يريد ، وآحاد كلامه ، وآحاد فعله ليس من لوازم ذاته ، فمن آحاد كلامه نداؤه الأبوين ، وقوله للملائكة " إني خالق بشرا " الحجر: ٢٨ وقوله لآدم " اسكن أنت وزوجك الجنة "البقرة: ٣٥ وكلامه سبحانه لا نفاد له كما قال " قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا " الكهف: ١٠٩ وآحاد أفعاله سبحانه التي تدل ليها أسماؤه وأنواع أفعاله التي ليس له منها اسم هي التي تعرف عند أهل العلم بالصفات الفعلية كاستوائه على العرش ونزوله إلى السماء الدنيا .
    وخلقه السماوات والأرض ، وحبه وبغضه لمن شاء ، وأنه تعالى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر على من يشاء ، ويؤتي الملك من يشاء وينزعه عمن يشاء ، ويغفر لمن يشاء ويذل من يشاء ، إلى غير ذلك من أفعاله التي تكون بقدرته ومشيئته وحكمته . فلا يقال في شيء من هذه الأفعال إنه قديم ، ولهذا لا يقال : إنه تعالى لم يزل مستويا على العرش ، ولم يزل نازلا إلى السماء الدنيا ، ولم يزل قائلا : يا موسى أو قائلا للملائكة : إني خالق بشرا ، أو لم يزل غاضبا أو محبا أو مبغضا أو فرحا أو ضاحكا ، لتوقف هذه الأفعال على أسبابها ومتعلقاتها وهذه الأسباب والمتعلقات متوقفة على مشيئته سبحانه ، فتدخل هذه الأفعال كلها في أنه فعال لما يريد ، فهذا وصف لازم له سبحانه
    فلم يزل ولا يزال فعالا لما يريد ، ولا يلزم في الأزل أنه يريد كل فعل لأنه لا يلزم في الأزل أنه يريد أسبابها ومتعلقاتها بل ذلك في حكم الإمكان لكمال قدرته وأنه لم يزل على كل شيء قدير وأما وقوع هذه الأفعال ومتعلقاتها وأسبابها فيتوقف نفيه وإثباته على الدليل .
    ولهذا فإن تسلسل المخلوقات ودوامها في الماضي الذي ينكره أكثر أهل الكلام ، ويقولون (إنه ممتنع) لا ريب أنه ممكن ، لأن ذلك لازم قدرة الرب سبحانه .
    وشبهة القائلين بامتناع حوادث لا أول لها ، ويُعبر عنه بتسلسل الحوادث ودوام الحوادث هي اعتقادهم أنه يلزم من ذلك قدمُ العالم مع الله ، وهو الذي تقول به الفلاسفة ، فرَدوا الباطل بباطل حين قالوا بامتناع دوام الحوادث فإنه يستلزم أن الله كان غير قادر ثم صار قادرا ، والحق أنه لا يلزم من دوام المخلوقات في الماضي الذي معناه ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق إلا مالا نهاية لا يلزم منه قدم شيء من المخلوقات مع الله بحيث يكون مقارنا لوجوده في الأزل ، لأن المخلوق مع الله بحيث يكون مقارنا لوجوده في الأزل ، لأن المخلوق متأخر عن الخالق ضرورة ، وعلى هذا فكل مخلوق يُفرَض فإنه مسبوق بعدم نفسه لأنه حادث بعد أن لم يكن ، فالقدم المطلق – الذي لا بداية له – الله وحده .
    فعُلم مما تقدم أن كل ما تقتضيه أسماؤه وصفاته من أفعاله ومفعولاته فإنما يكون بمشيئته ، والجوم بوقوعه أو عدم وقوعه يتوقف على الدليل فإن النافي في مثل هذا عليه الدليل كما على المثبت .
    وظاهر كلام شيخ الإسلام رحمه الله أن تسلسل المخلوقات في الماضي واقع ، وينبني ذلك على أن الله لم يزل على كل شيء قديرا ، وفعالا لما يريد ، ولكنه لا يعين جنسا ولا نوعا من المخلوقات ، ولا نوعا من الأفعال .
    ومن قال من أهل السنة إن أول مخلوق مطلقا هو القلم ، ومعناه أن الله لم يخلق شيئا قبله ، فشبهته حديث عبادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أولُ ما خلق الله القلمُ " على رواية رفع (أولَ) و (القلم) ، والحديث جاء بألفاظ هذا أحدها. ورجح ابن القيم رحمه الله رواية :" أولَ ما خلق الله القلمَ " بنصب الكلمتين . وأن العرش مخلوق قبله ، فلا يدل الحديث على أن القلم هو أول المخلوقات مطلقا .
    وبناء على ما سبق فلا يجزم بوجود مخلوقات على هذه الأرض قبل آدم عليه السلام . واستنبط بعضهم من قوله تعالى " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " البقرة: ٣٠ أنه كان على الأرض خلق قبل آدم ، فالله أعلم ، والله على كل شيء قدير ، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين .


  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    515

    افتراضي رد: إشكال في أمر الصفات . . أرجو من مشايخ العقيدة حلها .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نضال مشهود مشاهدة المشاركة
    والسؤال : ما علة هذه الإرادة الحادثة ؟ أهي إرادة حادثة قبلها ؟ أم أنها الذات نفسها ؟ أما أن يقال بالأول ، فلا أدري وجه المناسبة فيه بين العلة والمعلول . وأما أن يقال بالثاني ، فالذات قديمة الوجود ولا يصح تأخير المعلول عن علته التامة بمدة ..
    سؤال: ما هي قيمة مثل هذا السؤال؟
    وما هي المحصلة والفائدة المرجوة؟
    أيا كان الجواب
    رب شيء جهله خير من علمه
    وكان عندي إشكال آخر مشابه أو أصعب منه لكنني نسيته .
    لعل هذا رحمة من ربك
    فلا تفتح على نفسك أبواب الفتن؛ فإنك لا تملك قلبك
    ولست أذكى من الرازي
    ولا أعلم من الغزالي
    ولا أفصح من المفيد

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: إشكال في أمر الصفات . . أرجو من مشايخ العقيدة حلها .

    الأخ (الساري) . . أرجو منك التكرم بالكف عن الرد أو أن تكتفي بنقل ما يحل الإشكال المذكور عن أئمة السنة إن وجدت ذلك .

    الأخ (يزيد) . . هذا السؤال عظيم القدر ، ومعرفة حل هذا الإشكال مفيد للغاية . . سؤاء كان في باب فهم النصوص الشرعية المتعلق بأمر الرب سبحانه أو في الرد على الشبهات العقدية . وكلا الأمرين لا يقارن بتقطيع الخيار والبصل . وقد خصص هذا الموضوع أصلا للمهتمين به والخبراء في أمره لا لغيرهم .

    الأخ (الأوزاعي) . . جزاكم الله خيرا على الدلالة . لكنني لا أجد فيما تفضلت بنقله ما يحل الإشكال الأول ، فإنني ما كنت أسأل عن تسلسل المخلوقات ولا قدم الأسماء المتضمنة للأفعال . بل سألت عن علة الإرادات المتعاقبة . فلعلك تدلني أكثر .

    إلا أن فيه ما يحل الإشكال الثاني ، وهو بيان الشيخ البراك - نفعنا الله بعلمه - أن محبة الله وبغضه وفرحه وغضبه وضحكه كلها تتوقف على الأسباب والمتعلقات الحادثة التي تتوقف على مشيئته سبحانه . فنفهم من هذا البيان أن تلك الصفات : ملحوقة بالصفات الفعلية لتوقفها على المشيئة وإن توسطت بينها أمور هي أسباب تلك الصفات ومتعلقاتها .

    وجزاكم الله خيرا .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: إشكال في أمر الصفات . . أرجو من مشايخ العقيدة حلها .

    والذي طلبته أن تكون الإجابة على أصل سني ، أعني سمعيا نقليا أو أثرا سلفيا أو فطريا عقليا كقول شيخ الإسلام ابن تيمية - فيما أذكر - إن الذات تستلزم قيام الصفات بها بما فيها الإرادات المتعاقبة .

    أما على أصول المتكلمين والفلاسفة ، فمعلوم أن "المعتزلة يقولون إن القادر المختار يرجح بلا مرجح والفلاسفة يقولون مجرد الذات اقتضت ترجيح الممكنات بلا مرجح آخر" والأشاعرة ذاهبون إلى أن المشيئة الإلهية واحدة بالذات قديمة واجبة بنفسها تصلح لما لا يتناهى من المرادات الحادثة . وأفضل القوم كلاما في هذا الباب ابن ملكا والأبهري . قال الأبهري على ما نقله عنه شيخ الإسلام : (يجوز أن يكون للباري إرادات حادثة وكل واحدة منها تستند إلى الأخرى ثم تنتهي في جانب النزول إلى إرادة تقتضي حدوث العالم فيلزم حدوثه). وقال ابن ملكا : (لأن السابق من وجوده بالإرادة السابقة أوجب عنده إرادة لاحقة فأحدث خلقا بعد خلق بإرادة بعد إرادة وجبت في حكمته من خلقه بعد خلقه فاللاحق من إرادته وجب عن سابق إرادته بتوسط مراداته وهكذا هلم جرا).

    فالله الهادي إلى سواء السبيل .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    القصيم
    المشاركات
    153

    افتراضي رد: إشكال في أمر الصفات . . أرجو من مشايخ العقيدة حلها .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نضال مشهود مشاهدة المشاركة
    الأخ (الساري) . . أرجو منك التكرم بالكف عن الرد أو أن تكتفي بنقل ما يحل الإشكال المذكور عن أئمة السنة إن وجدت ذلك .
    أختار الكف عن الرد , فالموضوع الذي تبحث أكبر منّي , فأتركه لأهل الاختصاص , وما علمي فيه إلا علم العامة الذين يلزمون قول علمائهم .
    وكنت كتبت ما كتبت لأنك عرضت المسألة أول ما عرضتها على أنها (( إشكالات )) واجهتك , تريد ((( الاسترشاد ))) الشخصي .
    ففاجأني أنك قلت أخيرا :
    " وقد خصص هذا الموضوع أصلا للمهتمين به والخبراء في أمره لا لغيرهم "
    وأنا من غيرهم ؛ لذا سأتوقف

    بودّي أن أنبه لما أظنك وهمت فيه , ولعل الوهم من جهتي
    فكأني أراك فهمت كلام الشيخ البراك على غير وجهه .
    فقد قلت عن كلامه : " فنفهم من هذا البيان أن تلك الصفات : ملحوقة بالصفات الفعلية لتوقفها على المشيئة وإن توسطت بينها أمور هي أسباب تلك الصفات ومتعلقاتها . "
    فالشيخ لم يقل عن ((( الصفات الفعلية ))) أنها متعلقة بالمشيئة !
    بل هو :
    أولا : جعل الصفات الفعلية صفات ((( ذاتية ))) .
    وثانيا : جعل الصفات الفعلية ثابتة لله أزلا وأبدا , لا تتعلق بالمشيئة
    وإنما جعل ( الأفعال ) ذاتها , والتي سماها ( المتعلق والأثر ) هي المتعلقة بالمشيئة إن شاء فعل وإن شاء ترك .
    نعم أنت وصفت تلك الصفات بلفظ ( الأسماء ) وتحدثت عن قدمها , لكنك رجعت وجعلت الشيخ يقول بأن ( الصفات الفعلية ) متعلقة بالمسببات المتوقفة على المشيئة , ولا أجد الشيخ قال هذا . بل أظنه ينهى عنه .
    فقد قال الشيخ :
    " فإن من المعلوم بالضرورة عقلا وشرعا أن الله لم يزل موجودا وموصوفا بجميع صفات الكمال ، من الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والإرادة والكلام والعزة والحكمة والرحمة والخلق والرزق والعفو والمغفرة ، ونحو ذلك من الصفات الذاتية والصفات الفعلية الذاتية ، فكلها ثابتة للرب سبحانه أزلا وأبدا "
    وقال :
    " وأما صفاته الذاتية الفعلية ، فالأسماء المتضمنة لها لازمة له ، لا تتوقف على المشيئة ، مثل العفو والغفور ،و الخالق والرازق ، فإنه لم يزل سبحانه ولا يزال مستحقا لهذه الأسماء ، وما تتضمنه من الصفات ، ولكن أثرها ومتعلقها تابع للمشيئة فتقول : إنه تعالى يخلق ما شاء إذا شاء ، ويرزق من يشاء ويغفر لمن يشاء "


    لعل تداخل مصطلح الصفة والأثر في كلامك هو ما جعل تعقيباتي السابقة سير وفق ما كان .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نضال مشهود مشاهدة المشاركة
    وجزاكم الله خيرا .
    ولك بمثل أخي الكريم

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: إشكال في أمر الصفات . . أرجو من مشايخ العقيدة حلها .

    يا أخي بارك الله فيك . . عنونت أنا الموضوع عنوانا واضحا . فقد قلت : (إشكال في أمر الصفات . . أرجو من مشايخ العقيدة حلها) . فإن كنت من هؤلاء المشايخ والخبراء فتفضل بذكر حل الإشكال . وإلا ، فيكفيك النقل عنهم بألفاظهم .

    وكلامي الذي علقتَ عليه أخيرا ليس عن (الصفات الفعلية الذاتية) ككونه تعالى متكلما إذا شاء وكونه خالقا لما شاء ، بل كان عن صفة الرضى والغضب والفرح والعجب ونحوها - وفرق واضح بين الأمرين . ثم إنه من المعلوم في العقيدة السنية أن أعيان أفعال الله تعالى كلها تتوقف على مشيئته التي تسبقها وتقتضيها . ولا يخالف أهل السنة في هذا الأمر إلا الكلابية والأشاعرة القائلين بالكلام النفسي القديم ووحدانية الإرادة القديمة وكل من نفى قيام الأفعال الاختيارية به سبحانه . وقد قال الشيخ البراك بالحرف الواحد : (وما كان تابعا للمشيئة فليس هو من لوازم ذاته). فليس كل ما قام بذات الله تعالى يكون قديما أبديا تلزمه ذاته ، بل منها ما كان أعيانها تابعة للمشيئة الخاصة بها حاصلة بها وتتعلق بها لم يوجد قبل وجودها . والله أعلم .

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: إشكال في أمر الصفات . . أرجو من مشايخ العقيدة حلها .

    أخي الفاضل نضال، حياك الله..
    لعلي لستُ على شرط الموضوع الذي شرطته، ولكن لدي تعقيب على ما تفضلت به عسى أن يفتح الله به جوابا، وليصوبنا من هو أعلم منا من إخواننا ومشايخنا، ولن أعدم منك فائدة إن شاء الله كما هو عهدي بك، والله المعين.
    دعني أقدِّم بمقدمة فيها شيء من الطول ولكني أراها مهمة لتحرير بعض المفاهيم الملتبسة عند بعض الإخوة.
    دعنا أولا نحرر القول في مفهوم الصفة الذاتية والفعلية والذاتية الفعلية، وارتباط كل من تلك الأقسام بالمشيئة والإرادة.

    فإنه مما هو متقرر عند أهل السنة أن صفات الله تعالى الذاتية قديمة بقدمه، بضرورة العقل والشرع، إذ القول بحدوث أي منها لازمه نقض كماله والانتقاص منه سبحانه وتعالى. هذه الصفات لا تعلق لها بالمشيئة والإرادة إذ ليس من الممكن عقلا أن يشاء الرب العلي ألا يتصف بشيء منها! وهذا المعنى لا إشكال فيه ولله الحمد.
    وفي الجهة المقابلة فإن لله أفعالا حادثة يفعلها وقتما يشاء وكيفما يشاء جل وعلا.. هذه الأفعال متعلقة تعلقا تاما بالمشيئة، فهي لاحقة عليها تابعة لها بالعلية. هذه الأفعال يلزم منها - أي من معنى قدرة الرب على إحداثها وقتما يشاء - لحوق صفات مخصوصة بذاته جل وعلا لا يكون القول بحدوثها في ذاته سبحانه إلا انتقاصا من كمالها، إذ لو انفكت عنه لما أمكنه القيام بتلك الأفعال وقتما يشاء وكيفما يشاء .. فهي - أي تلك الصفات الذاتية اللازمة لتلك الأفعال - قديمة كذلك ولابد.
    ومن هنا تظهر الحاجة إلى التفريق بين معنيين في الصفات الفعلية:
    معنى الفعل نفسه (الذي هو في آحاده حادث ولابد) ومعنى القدرة على إحداث الفعل عند حدوث المشيئة (وهذا قديم ولابد) وهو ما يصطلح عليه بنوع الصفة.
    فالله لم يزل خالقا لما يريد وقتما يريد، فلا يزال موصوفا بأنه الخالق من الأزل وإن لم نر له ولم يبغلنا الخبر بآحاد من المخلوقات أحدثها الرب بخلاف (أو قبل) السموات والأرض وما سواهما مما علمنا بالنص أن الله قد خلقه.. فالذي زعم أن الصفة تنفك عنه في حال انفكاك أثرها، لم يحسن تحرير المعنى الذي يقول بانفكاكه في الأزل، ومن هنا جاء ضلال من ضل من أهل الكلام! فإن نفي صفة الخالق عن الله جل وعلا في الأزل قبل خلق السماوات والأرض يلزم منه أن معنى كونه خالقا مقصور على خلق السماوات والأرض (وعلى إرادته لذلك الخلق) دون غيرهما مما كان قبلهما مما لا يعلمه إلا الله!
    وهذا الفهم لصفة الخالق فهم فاسد وفيه من التعسف والجرأة على ذات الله ما فيه! فالمعنى الذي يجب إثباته من اسم الخالق وصفة الخالق أنه جل وعلا كان ولم يزل خالقا لما يريد وقتما يريد كيفما يريد! ومن ثم فإن تسلسل حوادث الخلق في حقه ليس واجبا أو لازما حتى يصح أن يلحق اسم الخالق بالله تعالى في كل آن وحين من الأزل وإلى الأبد، ولكنه جائز عقلا، إذ حتى لو لم يكن من المخلوقات شيء قبل خلق القلم والعرش فإن هذا لا تأثير له على أزلية وصفه سبحانه بالخالق، لأنه قد خلق سبحانه ما خلق وقتما شاء وكيفما شاء!
    فهل وصفه بالخالق يتعلق بمشيئته؟ هنا يظهر أنه لا تعلق له بالمشيئة، إذ الصفة معناها (القادر على الخلق وقتما يشاء كيفما يشاء). أما آحاد أحداث الخلق فمرتبطة بحدوث المشيئة لكل حدث منها. فلما أراد سبحانه أن يخلق السماوات والأرض، استوى سبحانه وتعالى لذلك الخلق وأحدثه كما أراد.
    فهل صفة الحب والبغض ونحوهما صفات ذاتية أم فعلية؟ على المعنى المتقدم فإن الله موصوفة ذاته بحب من حقه أن يحب وببغض من حقه أن يبغض، وهذه صفة ذات وكمال لازمة له أزلا وأبدا، ولكن آحاد أفعال الحب والبغض لم تحدث منه سبحانه إلا لما خلق سبحانه وتعالى خلقا يُحب ويُبغض! فلا يقال إن الحب والبغض - من حيث أصل معنى الصفتين - متعلق بالمشيئة، لو شاء أحب ولو شاء أبغض! فإن تخلف البغض عمن حقه أن يُبغض = هذا نقص وليس كمالا! وكذا تخلف المحبة عمن حقه أن يُحب = هذا نقص! والله تعالى كان ولا يزال منزها عن كل نقص. ومثل هذا يقال في الغضب والسخط والضحك وغير ذلك من أفعال يرتبط حدوثها من الذات بحدوث موجبها في الخارج.
    ولهذا فإننا ننكر على النصارى زعمهم بأن الله أحب العصاة والمجرمين والكافرين وسائر البشر على نحو ما يدعون، إذ لازم هذا المعنى نقص في ذاته لا يخفى، إذ كيف يحب من حقه أن يبغَض؟! وكذلك غلوهم في الجهة المقابلة إذ قالوا إن وجود الثالوث قديم ولابد حتى يجد الله من يحبه وإلا فإن لم يجد من يحبه فإنه يكون في حال نقص إذا لا يوصف بصفة (المحبة)! فهذا معنى باطل، إذ النقص يكون لو أوجد الله من يستحق أن يُحب ولم يحبه سبحانه وتعالى، أما ألا يوجد في الوجود غير الرب وحده، ثم يقال إن هذا لازمه تعطل صفة المحبة - هكذا - في ذاته فهذا لازم باطل ظاهر البطلان!
    ولعل سبب هذا الخلط عند النصارى والفلاسفة من سائر الملل أننا معاشر البشر لا يمكننا تصور حال لا يكون في الوجود فيها إلا ذات واحدة وما سواها عدم! هذه الذات لا قياس لها على الملخوقين، لا في تلك الحال ولا في غيرها، وانقطاع وقوع الحوادث الموجبة لظهور أثر صفة من الصفات في تلك الذات (أي حدوث أفعال من تلك الذات) في حال من الأحوال لا يعني تخلف تلك الصفة عن تلك الذات في تلك الحال، وهذا المعنى نفهمه ونثبته في ذوات المخلوقين، فكيف بذات لا كالذوات المخلوقة، لا في أزليتها ولا في وجودها القديم منفردة قبل الخلق الأول وما سواها عدم وعماء، ولا في شيء من حقيقتها أصلا!

    فالآن بالنظر في قولك وفقك الله:
    من المعتاد لدى دارسي العقيدة تقسيم صفات الله تعالى إلى (الذاتية) وإلى (الفعلية) . فالأول قدم وجوده بوجود الله تعالى ، والثاني ما يتعلق بمشيئته سبحانه فأعيانها حادثة وإن كان نوعها قد يكون قديمة مستمرة . فحقيقة الإشكال السابق هي : من أي قسم صفة (المشيئة) هذه ؟ لا نستطيع أن نقول إنها من القسم الأول لكون أعيان المشيئة تستحيل أن تكون غير حادثة . فإن كان من القسم الثاني ، فلا أفهم وجه العلية بين مشيئة ومشيئة .
    فإن صفة المشيئة على معنيين: آحاد المشيئات كأفعال (من حيث المعنى)، ووصف الذات اللازم من حدوث تلك الآحاد.
    فالأول وصف حادث: شاء الله أن يفعل كذا ففعله، فهي مشيئة حادثة من هذا الوجه. أما الثاني فوصف لازم للذات، أن تكون مريدة لها مشيئة حرة تنشأ عنها أفعالها، وهذه ضرورة عقلية وشرعية في حق الله تعالى أن تكون تلك الصفة أزلية في حقه، وإلا ما وجدت آحاد المشيئات على أثرها وما كانت ذات الله ذاتا فاعلة قادرة أصلا!
    فقولك هذا بالعلية بين مشيئة ومشيئة يلزم منه قصر معنى المشيئة - بإطلاق - على أنها آحاد حادثة وفقط، وليس بذاك!
    أما حدث المشيئة الذي يحدث قبل إحداث الفعل = هل هو معلول بمشيئة قبله، بمعنى مشيئة المشيئة، فهذا تسلسل فاسد لا نقول به ولا نجد ما يحملنا عليه في التفريق الذي تقدم تحريره في معنى المشيئة.. فإن ذات الله تعالى ذات قديمة لا ابتداء لها ولا تعليل لها، فهي العلة الأولى، وهذا المعنى بضرورة العقل ينهي تسلسل العلل والأسباب بنهاية تخرج عن حيز التصور والقياس العقلي نفسه! فلا نقول هل سبقت مشيئته مشيئة؟ هذا يفضي إلى تسلسل لا موجب له ولا نملك الفصل فيه لأنه من خصائص تلك الذات الأزلية التي لا ابتداء لها!
    ولا يقال إن الاكتفاء بجعل الذات هي العلة الأولى يفضي إلى تأخير المعلول عن علته التامة بمدةـ فإن أزلية ذات الله جل وعلا تخرج عن تصور العقل لمفهوم المدة أصلا، فلا نطالب عقولنا بالنظر فيما وراء المشيئة عند الله تعالى هل مشيئة متقدمة عليها أم غير ذلك، فهذا مما لا تطيقه عقولنا!
    فالحاصل أننا لا ندخل إرادة الله في تسلسل للعلل لأنه لا موجب لهذا التسلسل بالأساس في ذات أزلية لا يتصور العقل تعليلا وراء إرادتها الأولى فضلا عن وجودها نفسه، والله أعلى وأعلم.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: إشكال في أمر الصفات . . أرجو من مشايخ العقيدة حلها .

    يا أبا الفداء، لا فض الله فاك يا شيخ... وفقك الله وسددك.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    450

    افتراضي رد: إشكال في أمر الصفات . . أرجو من مشايخ العقيدة حلها .

    شيخنا الفاضل ابا الفداء .. جزاكم الله خيرا

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: إشكال في أمر الصفات . . أرجو من مشايخ العقيدة حلها .

    جزاكم الله شيخ أبا الفداء على هذه المداخلة الطيبة ، ولا نحسبكم - ونحن من محبيكم لله - إلا أنكم من هؤلاء المشايخ الفضلاء . وليعلم الإخوة أن كل من له علم متقن بخصوص هذه المسألة أو له اطلاع موثق على كلام لأهل العلم فيها أو له خبرة في أمرها يستحق أن يجيب الإشكال الذي أورده العبد الفقير وأجره على الله .

    وأخوكم موافق على ما ذكرتم في التمهيد والمقدمة ، فمعظمها أصول مجمع عليها بين أهل السنة - بل بين المنصفين السالمين الفطرة والعقول . غير أن ما قلتم فيما بعد مما سميتم (مشيئة حرة) شيء لا أفهمه . . هل هذه هي المشيئة القديمة التي قالت به الكلابية والأشاعرة ؟ أم أنها شيء آخر ؟ أرجو مزيد التوضيح .

    ثم قولكم في مشيئة الذات الأزلية هي بنفسها الإشكال الذي سألت عنه ، إذ من المعلوم أن أئمة السنة إنما أبطل قول الأشاعرة ببطلان تأخر المعلول الحادث عن علته القديمة للأصل الموجود في فطرة كل إنسان أن العلة التامة تستلزم معلولها بلا تأخير ولا بد . وإلا لما بطل قول الأشاعرة فيما سموه "تعلقات صلوحية قديمة وتعلقات تنجيزية حادثة" ، ولما بطل قول المعتزلة بالترجيح بلا مرجح من القادر المختار ، ولما بطل قول الفلاسفة بالإيجاب الذاتي ، بل لما بطل عندئذ قول الدهريين والملحدين بقدم العالم أو استقلاله عن الرب الخالق بزعمهم !

    بطلان الترجيح بلا مرجح وبطلان تأخر المعلوم عن علته التامة أصلان ثابتان لا ينبغي أن يختلف فيهما . فأرجو منكم التكرم بمزيد البيان أو تغيير الكلام إن كان ثم سبق القلم أو نحوه - وحبذا الإتيان بنقول من كلام الأئمة في ذي المسألة . وجزاكم الله خيرا كثيرا .

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: إشكال في أمر الصفات . . أرجو من مشايخ العقيدة حلها .

    شيخنا الهمام نضال وفقك الله، قولكم
    غير أن ما قلتم فيما بعد مما سميتم (مشيئة حرة) شيء لا أفهمه . . هل هذه هي المشيئة القديمة التي قالت به الكلابية والأشاعرة ؟ أم أنها شيء آخر ؟ أرجو مزيد التوضيح .
    أستغربه منكم حقيقة
    فهذا هو لفظي الذي كتبته في (المشيئة الحرة):
    أما الثاني فوصف لازم للذات، أن تكون مريدة لها مشيئة حرة تنشأ عنها أفعالها، وهذه ضرورة عقلية وشرعية في حق الله تعالى أن تكون تلك الصفة أزلية في حقه، وإلا ما وجدت آحاد المشيئات على أثرها وما كانت ذات الله ذاتا فاعلة قادرة أصلا!
    فأرجو أن تصبروا على أخيكم هذا وتتأملوا في كلامه جيدا وتناقشوه فيه بالبينة العقلية دون القفز إلى الإلزام بموافقة طائفة من الطوائف لسوء تحرير منه لبعض ما يكتب أو لسوء فهم منكم أنتم لبعض ما يريد، والله المعين.
    المقصود يا شيخنا الفاضل باختصار أن الله تعالى موصوف ولابد بأن له مشيئة وإرادة مستقلة غير تابعة لإرادة غيره من الذوات = أي أنه توجد في نفسه سبحانه القدرة على إرادة الفعل لما يشاء وقتما يشاء، وهذه الصفة صفة ذات لا تنفك عنه جل وعلا ولابد، ولاتصافه بهذه الصفة فإنه سبحانه تنشأ عنده إرادة حادثة لكل فعل قبل إحداثه (على وفق ما تفهم عقولنا لمعنى العلاقة بين الفعل والإرادة المعللة له).. وبما أن ذات الله أزلية فهذه الصفة لازمة لها من الأزل لا يعقل أن تنفك عنها طرفة عين أو تتخلف بحال من الأحوال.
    فإلى هذا الحد: أين الإشكال العقلي أو المخالفة لأهل السنة في هذا المعنى؟
    ثم قولكم في مشيئة الذات الأزلية هي بنفسها الإشكال الذي سألت عنه
    فأين قلت أنا أن آحاد مشيئات الله تعالى أزلية؟
    تأملوا الكلام بروية بارك الله فيكم، فإن الأناة أليق بكم.
    فإنكم لو فعلتم لوجدتم أن قولكم هذا:
    وإلا لما بطل قول الأشاعرة .............. بل لما بطل عندئذ قول الدهريين والملحدين بقدم العالم أو استقلاله عن الرب الخالق بزعمهم !
    لا يلزمني في شيء أصلا، والله المستعان!
    أنا ما ادعيت أن مشيئة الله لا مرجح لها ولا علة! ولكن قررت أننا لا نملك الخوض في تعليل تلك المشيئات ومعرفة مرجحاتها عنده سبحانه، فإنه ((لا يسأل عما يفعل وهم يسألون))، وإرادته سبحانه لسائر أفعاله هي العلة الأولى التي تدركها عقولنا بلا تعليل وبلا إرادة سابقة عليها لأنه سبحانه كان ولم يكن شيء قبله! هذا وإلا قلنا بتسلسل لانهائي للعلل وأسقطنا معنى العلة الأولى رأسا! هذا غاية ما قلت وما أردت..
    فأين مخالفة النقل الصريح أو العقل الصحيح أو كلام الأئمة في هذا المعنى يا شيخنا الحبيب؟ وهل يلزم من تقرير هذا الكلام أن تكون آحاد مشيئته سبحانه (التي منها إحداث العالم نفسه) قديمة؟؟؟

    أرجو منكم التكرم حتى أستفيد ويستفيد الإخوة بأن تقتبسوا من كلامي محل الإشكال أو الاستفصال أو ما ترونه باطلا، ثم تعقبوا عليه بالتدليل على بطلانه - إن لم تروا إمكان حمله على وجه صحيح بحال من الأحوال - بالنقل أو بالعقل، دون حشد ما فهمتم موافقتي له من نظريات لهؤلاء وهؤلاء، فإن هذا المسلك لا أحسبه يوصل إلى المقصود من جواب الإشكال الذي تفضلتم بطرحه.. بارك الله فيكم ونفع بكم.
    بطلان الترجيح بلا مرجح وبطلان تأخر المعلوم عن علته التامة أصلان ثابتان لا ينبغي أن يختلف فيهما . فأرجو منكم التكرم بمزيد البيان أو تغيير الكلام إن كان ثم سبق القلم أو نحوه - وحبذا الإتيان بنقول من كلام الأئمة في ذي المسألة . وجزاكم الله خيرا كثيرا
    لم نختلف في شيء منهما ولله الحمد..
    وأنا والله يا شيخنا لم أقف من قبل على من استشكل بمثل استشكالكم هذا، فجوابي الذي كتبته إنما هو من حصيلة فهمي ومن إنشائي، فإن كنتم تشترطون على من يجيبكم ألا يتكلم إلا بنقل عن الأئمة فسأنسحب من الحوار وأمكث معكم في انتظار من يتحفنا جميعا بهذا النقل المأمول، والله الموفق.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: إشكال في أمر الصفات . . أرجو من مشايخ العقيدة حلها .

    طبعاً لا كلام ولا تعقيبٌ بعد كلام الشيخ الحبيب الغالي على القلب حقاً (أبا الفداء).. ولا مجاملة في هذا.
    لكن ليأذن لي وفقه الله في وضع هذا الكلام الأشبه برؤوس الأقلام:

    -أولاً: الإرادة صفة ذاتية لله تعالى لا تنفك عنه؛فهي قديمة قدمه، وأزلية أزليته سبحانه وتعالى وتقدس.. فإذا عرفت هذا فاعرف:
    -ثانياً: أنه يريد؛ وإرادته سبحانه متى شاءها وقعت، ومتى لم يشأ لها لم تقع مع بقاء اتصافه بها سبحانه.. فإذا عرفت هذا فاعرف:
    -ثالثاً: أنه قد علم بعلمه الغيب المسبق أنه يريد هذا الأمر ويوقعه.. فإذا عرفت هذا فاعرف:
    -رابعاً: أن هذه الإرادة لهذا الأمر الحادث = محدثةٌ لإرادة حدوث هذا الأمر الحادث؛ لا أنها لم توجد أصلاً ثم وجدت الآن؛ فهنا الخلل، لأنا لو قلنا أن الإرادة لا تكون من الله ولا يتصف بها إلا إذا أراد هذا الأمر؛ _ بحيث أنها تكون منفكة عنه ولا يتصف بها إلا حين الإرادة _ فهنا = لافتقرت هذه الإرادة الحادثة إلى إرادة أخرى لحدوثها؛ ثم يؤدي هذا إلى إثبات إرادات لا نهاية لها.. وهذا لا يجوز على الله سبحانه.. فإذا عرفت هذا فاعرف:
    -خامساً: أن هذه الإرادة الحادثة إنما حدثت عن تلك الإرادة الأزلية، ولا يعني تأخرها بما يناسب إرادة الحدوث أنها ليست ذات علاقة بالإرادة الأزلية؛ غير صحيح إطلاقاً، وإلا أدى هذا إلى وصف الله بنقصٍ في القدرة تعالى عن ذلك سبحانه.

    وانظر لزاماً لزاماً لزاماً كلام شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله في (منهاج السنة النبوية 1/388 وما بعدها) واقرأه بتمعن شديد؛ ففيه إن شاء الله ما تريد الاستفسار عنه.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: إشكال في أمر الصفات . . أرجو من مشايخ العقيدة حلها .

    شيخنا أبا الفداء - بارك الله فيكم .

    قلت :
    المقصود يا شيخنا الفاضل باختصار أن الله تعالى موصوف ولابد بأن له مشيئة وإرادة مستقلة غير تابعة لإرادة غيره من الذوات = أي أنه توجد في نفسه سبحانه القدرة على إرادة الفعل لما يشاء وقتما يشاء، وهذه الصفة صفة ذات لا تنفك عنه جل وعلا ولابد، ولاتصافه بهذه الصفة فإنه سبحانه تنشأ عنده إرادة حادثة لكل فعل قبل إحداثه (على وفق ما تفهم عقولنا لمعنى العلاقة بين الفعل والإرادة المعللة له).. وبما أن ذات الله أزلية فهذه الصفة لازمة لها من الأزل لا يعقل أن تنفك عنها طرفة عين أو تتخلف بحال من الأحوال.
    فإلى هذا الحد: أين الإشكال العقلي أو المخالفة لأهل السنة في هذا المعنى؟
    هذا عين ما نقصده بـ(تأخر المعلول عن علته التامة) .
    إن كانت تلك الصفة الذاتية اللازمة التى تنشأ عنها الإرادة الحادثة = قديمة ، وهي في نفسها علة تامة لتلك الإرادة الحادثة بحيث لا يحتاج معها إلى غيرها ، فلم تأخر المعلول عن علته التامة ؟!

    هذا عين الإشكال .

    أم أنكم قصدتم أن تلك الصفة القديمة علة غير تامة للإرادات الحديثة ؟

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: إشكال في أمر الصفات . . أرجو من مشايخ العقيدة حلها .

    شيخنا السكران .. بارك الله فيكم .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    -خامساً: أن هذه الإرادة الحادثة إنما حدثت عن تلك الإرادة الأزلية، ولا يعني تأخرها بما يناسب إرادة الحدوث أنها ليست ذات علاقة بالإرادة الأزلية؛ غير صحيح إطلاقاً، وإلا أدى هذا إلى وصف الله بنقصٍ في القدرة تعالى عن ذلك سبحانه.
    هذا الخامس تصريح منكم بتأخر المعلول عن علته . وهذا عين الإشكال .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    وانظر لزاماً لزاماً لزاماً كلام شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله في (منهاج السنة النبوية 1/388 وما بعدها) واقرأه بتمعن شديد؛ ففيه إن شاء الله ما تريد الاستفسار عنه.
    ليتكم تتكرم علينا بنقله أو شيء منه هنا .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •