عجيبة : رجل يدر ثديه اللبن

[هادي آل غانم]

اكتب هذه الحكاية بعد أن قرأت استغراب الأستاذ الفاضل : فيصل المبارك أبو حزم الموجودة على هذا الرابط :

http://http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27781

والحكاية أخرجها الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخه : ( 13 : 118 )

قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن أسد بن علي بن سعيد الكاتب والحسن بن أبي بكر المعدل حدثنا أحمد بن أبي عوف قال : سمعت أبي وعمي يقولان : كنا في مجلس يزيد بن هارون في بستان أم جعفر ، فرأينا فيه رجلا خلاسيا طوالا وعلى يديه صبي يرضع منه ، فقال ذاك الرجل : إن أم هذا الصبي ولدته وتوفيت بأرض مفازة ـ أو أرض فلاة ـ فألقيته على ثديي أعلله ، فأجرى الله له هذا الرزق ، فرأيناه والثدي يدر عليه .

وروى هذه الحكاية أحمد بن كامل القاضي عن ابن أبي عوف قال : حدثني أبي وعمي مكي .


فما رأي الإخوان الأفاضل في هذه الحكاية التي ذكرها الخطيب البغدادي ولم يستنكرها .

وابن أبي عوف ووالده وعمه وثقهم الحافظ الدار قطني وأشار إلى هذه الحكاية ، أنظروها في سؤالات السهمي للدار قطني برقم : 134

[ابو عبدالعزيز]

سبحان الله العظيم



الله يرحم فقهاء المسلمين دائما يذكرون في شروط الرضاعة المحرمة ... أن يكون لبن امرأة .. قال تحرزا من لبن الرجل .. قلت ياشيخ الرجل له لبن .. قال قد يقع مثل هذا فاستبعدت هذا .. لكن الفقهاء أبخص (أي أعلم).

شكرا أخوي هادي

[أم معاذة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن مما ينكره أهل السنة على الرافضة ما جاء في كتبهم بأن أبا طالب أرضع النبي صلى الله عليه وسلم،بسبب أن الرجل مستحيل أن يكون مرضعا .
ثم أليس الحليب عند المرأة يكون بعد الحمل ؟ فكيف يكون للرجل حليب ؟!

[أبو بكر العروي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخشى يا إخوان أن يستغل الروافض هذا الكلام لتثبيت ما يتناقلونه من خرافات مفادها أن النبي صلى الله عليه وسلم حين ولد مكث أياماً ليس له طعام حتى ألقاه عمه أبو طالب على ثدي نفسه فأنزل الله فيه لبناً فرضع منه أياماً حتى جاءت حليمة السعدية.
وهذا الكلام في أصح الكتب عندهم وهو الكافي للكليني.
وفي هذا الكلام- بزعمهم - منقبة عظيمة لأبي طالب إذ يرون أنه لم يمت مشركاً كما هو الثابت عند أهل السنة.
ومن الناحية العلمية المحضة فإن المرأة لا يكون فيها لبن أصلاً إلا بعد أن تضع، فإن الوضع هو الذي يسبب صعود اللبن إلى الثديين. فكيف بالرجل؟
وهناك آثار نقرأها نتعجب منها ونكل علمها إلى الله، وذلك كما ورد في ترجمة الإمام مالك عليه رحمة الله أنه ولد بعد انتهاء فترة الحمل المعروفة بعدة أشهر أظن بعد سنتين أو ثلاثاً وأنه ولد بأسنانه، كذا قرأت ترجمته في السير منذ مدة. فمثل هذا الخبر من العجائب والله أعلم بصحته.

[أبو بكر العروي]

بارك الله فيك يا أختاه،
لم أر مشاركتك أختي الكريمة، ولو رأيتها لاكتفيت بها.

[هادي آل غانم]

إخواني الأفاضل :
أولا : أشكر الإدارة الكريمة على حسن تعاملها عندما حذفوا المشاركة ثم أعادوها وإن لم أعلم ما سبب الحذف ثم ما سبب الإعادة ولكن الإدارة أبخص
ثانيا : أشكر الأخ الفاضل : أبي عبد العزيز على تعقيبه وإفادته
ثالثا : أما الأخت : أم معاذة والأخ : أبو بكر العروي فأشكرهما كذلك ولكن أتباحث معهما بروية وهدوء وأرجو أن نصل إلى الحق سويا في هذه المسألة فأقول :
لقد ذكرت الحكاية السابقة وسقتها بإسنادها من تاريخ الحافظ الكبير الخطيب البغدادي ـ رحمه الله تعالى ـ وعقبت عليها بأن الحافظ لم يتبعها بالاستنكار بل ذكر إسنادا آخر تدعيما لها .
وأنا أعلم بأنه ليس من منهج الحافظ الخطيب أن يتعقب الحكايات المنكرة .
ولكن ليس من منهج أهل السنة رد الأسانيد الصحيحة بهذه الطريقة العقلية البحتة
ولكن إذا صحت الأسانيد قلنا بها وإن لم يبلغها عقلنا
ثم أإلى هذا الحد ديننا ضعيف ، ونخشى أن يتمسك الرافضة بما في كتبنا ويبنون عليه عقائدهم .
من ميزة منهج أهل السنة والجماعة أنهم يروون ما لهم وما عليهم ، ولكن لهم مخارج صحيحة فيما يظن أنه عليهم
وأقول : لو صح ما عند الرافضة من أن أبا طالب أرضع الرسول صلى الله عليه وسلم لقلنا به دون أن نخشاهم ولكن أين الأسانيد الصحيحة بذلك .

فديننا قائم بحمد الله على الأسانيد الصحيحة ، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء
أما دين الرافضة فقائم على الكذب والعاطفة المجردة ، فهم لا عقل سليم لهم ، ولا نقل صحيح عندهم .
وكنت أتوقع من إخواني أن يناقشوا الإسناد الذي أظهرته لهم ، ولكنهم ردوه خوفا من تلبيسات الرافضة .

أما بالنسبة لإسناد هذه الحكاية :
فأبو الحسن محمد بن أسد قال عنه الحافظ البغدادي في تاريخه : ( 2 : 73 ) كان صدوقا
وتابعه الحسن بن أبي بكر وهو الحافظ أبو علي بن شاذان صاحب المشيخة الصغرى والكبرى وهو مترجم في تاريخ بغداد كذلك ( 7 / 279 ) وقد وثقه ابن رزقويه والأزهري وقال الحافظ الخطيب : كتبنا عنه وكان صدوقا صحيح الكتاب
أما شيخهما فهو عبد الملك بن الحسن بن يوسف السقطي فقد وثقه أبو نعيم الأصبهاني والخطيب البغدادي كما في تاريخه ( 10 / 130 )
أما أحمد بن أبي عوف فقد وثقه الحافظ الدارقطني كما في سؤالات السهمي رقم : 134 وكما في تاريخ بغداد ( 4 / 246 ) وكذلك والده وثقه الحافظ الدار قطني كما في سؤالات السهمي السابقة .
بل وقد تابع عبد الملك بن الحسن على روايته القاضي : أحمد بن كامل وقد ترجمه الحافظ البغدادي في تاريخه كذلك ( 4 / 357 ) وقال عنه ابن رزقويه : لم تر عيناي مثله ، ولكن قال عنه الحافظ الدارقطني : كان متساهلا ، وربما حدث من حفظه بما ليس عنده في كتابه ، وأهلكه العجب . .

فتبين بهدا التحقيق أن إسناد القصة صحيح ، وقلت من قبل : أن في مثل هذا يقبل ما هو أقل من هذه الأسانيد
والله أعلم وهو الموفق لكل خير .

[أبو الفداء]

إخواني الأفاضل :
أولا : أشكر الإدارة الكريمة على حسن تعاملها عندما حذفوا المشاركة ثم أعادوها وإن لم أعلم ما سبب الحذف ثم ما سبب الإعادة ولكن الإدارة أبخص
ثانيا : أشكر الأخ الفاضل : أبي عبد العزيز على تعقيبه وإفادته
ثالثا : أما الأخت : أم معاذة والأخ : أبو بكر العروي فأشكرهما كذلك ولكن أتباحث معهما بروية وهدوء وأرجو أن نصل إلى الحق سويا في هذه المسألة فأقول :
لقد ذكرت الحكاية السابقة وسقتها بإسنادها من تاريخ الحافظ الكبير الخطيب البغدادي ـ رحمه الله تعالى ـ وعقبت عليها بأن الحافظ لم يتبعها بالاستنكار بل ذكر إسنادا آخر تدعيما لها .
وأنا أعلم بأنه ليس من منهج الحافظ الخطيب أن يتعقب الحكايات المنكرة .
ولكن ليس من منهج أهل السنة رد الأسانيد الصحيحة بهذه الطريقة العقلية البحتة
ولكن إذا صحت الأسانيد قلنا بها وإن لم يبلغها عقلنا
ثم أإلى هذا الحد ديننا ضعيف ، ونخشى أن يتمسك الرافضة بما في كتبنا ويبنون عليه عقائدهم .
من ميزة منهج أهل السنة والجماعة أنهم يروون ما لهم وما عليهم ، ولكن لهم مخارج صحيحة فيما يظن أنه عليهم
وأقول : لو صح ما عند الرافضة من أن أبا طالب أرضع الرسول صلى الله عليه وسلم لقلنا به دون أن نخشاهم ولكن أين الأسانيد الصحيحة بذلك .
فديننا قائم بحمد الله على الأسانيد الصحيحة ، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء
أما دين الرافضة فقائم على الكذب والعاطفة المجردة ، فهم لا عقل سليم لهم ، ولا نقل صحيح عندهم .
وكنت أتوقع من إخواني أن يناقشوا الإسناد الذي أظهرته لهم ، ولكنهم ردوه خوفا من تلبيسات الرافضة .
أما بالنسبة لإسناد هذه الحكاية :
فأبو الحسن محمد بن أسد قال عنه الحافظ البغدادي في تاريخه : ( 2 : 73 ) كان صدوقا
وتابعه الحسن بن أبي بكر وهو الحافظ أبو علي بن شاذان صاحب المشيخة الصغرى والكبرى وهو مترجم في تاريخ بغداد كذلك ( 7 / 279 ) وقد وثقه ابن رزقويه والأزهري وقال الحافظ الخطيب : كتبنا عنه وكان صدوقا صحيح الكتاب
أما شيخهما فهو عبد الملك بن الحسن بن يوسف السقطي فقد وثقه أبو نعيم الأصبهاني والخطيب البغدادي كما في تاريخه ( 10 / 130 )
أما أحمد بن أبي عوف فقد وثقه الحافظ الدارقطني كما في سؤالات السهمي رقم : 134 وكما في تاريخ بغداد ( 4 / 246 ) وكذلك والده وثقه الحافظ الدار قطني كما في سؤالات السهمي السابقة .
بل وقد تابع عبد الملك بن الحسن على روايته القاضي : أحمد بن كامل وقد ترجمه الحافظ البغدادي في تاريخه كذلك ( 4 / 357 ) وقال عنه ابن رزقويه : لم تر عيناي مثله ، ولكن قال عنه الحافظ الدارقطني : كان متساهلا ، وربما حدث من حفظه بما ليس عنده في كتابه ، وأهلكه العجب . .
فتبين بهدا التحقيق أن إسناد القصة صحيح ، وقلت من قبل : أن في مثل هذا يقبل ما هو أقل من هذه الأسانيد
والله أعلم وهو الموفق لكل خير .

بارك الله فيك.. هو كما تفضلت، لا نرد الأسانيد إن صحت بمثل هذه الأشياء، وليس في العقل ما يمنع وقوع مثل هذا. ولكن يبقى السؤال: ما الثمرة العلمية من تتبع هذه القصة نفيا أو إثباتا؟ في ظني أنها لا ينبني عليها عمل، فلا داعي لشغل الوقت بمثلها!
أما مسألة كلام الرافضة في كتابهم الكافي، فالكليني هذا زنديق كذاب، يروي عن زنادقة، فلا معول على شيء مما أخرج في كتابه! وحتى لو صحت تلك الرواية عندهم فليس لها أدنى علاقة بمسألة هل مات أبو طالب مسلما أم مات كافرا!! والله أكرم محمدا عليه السلام بأن جعل جذع الشجرة يحن له، أفلا يكرمه في ظروف كتلك، برضعة من ثدي رجل كافر؟

[بائع الزهور]

ربما تكون القصة عجيبة لدى غير المتخصصين , ولكن من الناحية الطبية المسألة معروفة مسبقا وهي حالة مرضية تسمى prolactinoma وتؤدي الى العقم ايضا بسبب الافراز المفرط لهرمون Prolactin المدر للبن .


هنا المزيد : http://en.wikipedia.org/wiki/Prolactinoma

[عالمة المستقبل]

إذ كان من أجل الروافض انكر البعض هذا الكلام وخشي أن يأخذوا هذا ضدنا
فهذا لايصح فدين الروافض مليئ بالخزعبلات والأحاجي الوهمية والعجيبة فلايعتد بهم وبماعندهم ولايصح منا ان نخشى من مثلهم خوف ان يقرأوا هذا فالمسأله ليست مستحيله فكما ذكر احد الأخوه انها مثبته علمياً وقبل كل شئ لاننسى قدرة الخالق وحكمته في خلقه...

[أبو بكر العروي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بارك الله في جميع الإخوة الذين تعقبوا كلامي.
أما قولكم ليس في عقل ما يمنع هذا فهذا فيه إبهام لأن الذي لا يمنع هذا هو العقل التجريدي . أما العقل التجريبي فإنه يمنعه كما يمنع أن ينبثق البرد من النار وكما نعرف بأن الذي فُصل رأسه عن جسده أنه هالك لامحالة. من أخبرنا بهذا ؟ التجربة والاستقراء التام المؤدي إلى الاطّراد وليس العقل التجريدي الذي نعلم به أن السبب يسبق الأثر في الوجود، أي أن ألم اللطمة مثلاً يأتي بعد وقوعها حتماً، فمثل هذا لايحتاج إلى استقراء وتجربة.
فإن ثبتت هذه الرواية فهي من خوارق العادات ولا يقال- والله أعلم- العقل لا يمنعها دون تفصيل.
وأنا متفق مع الأخوين هاني آل غانم و أبي الفداء، حفظهما الله، بأن الروايات لا ترد إذا كانت صحيحة. ولكن في رأي، إذا جاءت بخبر مثل هذا عن غير النبي صلى الله عليه وسلم فينبغي أن يجتهد في التنقيب عن رجاله.
أما بالنسبة للروافض فدينهم خرافة، وهم يأتون بالرواية لبيان فضل أبي طالب . وقد تحدثت يوماً مع أحدهم و بينت له بأن أبا طالب مات مشركاً، فكان مما استدل به علي القصة التى ذكرتها.
أما فيما يخص المرض العضال المذكور في مشاركة الأخ بائع الزهور، سلمه الله، فالذي أعرفه أنه يصيب الإناث أكثر من الذكور وأن السائل من ثدي المرأة يشبه اللبن بعكس السائل من ثدي الذكور وأنه ليس مما يُتغذى به أصلاً. والله تعالى أعلم.

[ابو بردة]

ومن الناحية العلمية المحضة فإن المرأة لا يكون فيها لبن أصلاً إلا بعد أن تضع، فإن الوضع هو الذي يسبب صعود اللبن إلى الثديين. فكيف بالرجل؟

قال ابن تيمية في الفتاوى
وَلَوْ قُدِّرَ أَنَّ هَذَا اللَّبَنَ ثَابَ لِامْرَأَةٍ لَمْ تَتَزَوَّجْ قَطُّ ، فَهَذَا يَنْشُرُ الْحُرْمَةَ فِي مَذْهَبِ أَبِي حَنِيفَةَ وَمَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ ، وَهِيَ رِوَايَةٌ عَنْ أَحْمَدَ وَظَاهِرُ مَذْهَبِهِ أَنَّهُ لَا يَنْشُرُ الْحُرْمَةَ .
وقال في الشرح
(مسألة)
(وان ثاب لامرأة لبن من غير حمل تقدم لم ينشر الحرمة نص عليه في لبن البكر
وعنه ينشرها ذكرها ابن ابي موسى) قال شيخنا والظاهر أنه قول ابن حامد ومذهب مالك والثوري والشافعي وأبي ثور وأصحاب الرأي وابن المنذر لقول الله تعالى (وأمهاتكم اللاتي ارضعنكم) ولانه لبن امرأة فتعلق به التحريم كما لو ثاب بوطئ ولان ألبان النساء خلقت لغذاء الاطفال وان كان هذا نادرا فجنسه معتاد (والرواية الثانية) لا ينشر الحرمة لانه نادر لم تجر العادة به لتغذية الاطفال فاشبه لبن الرجال والاول أصح
انتهى

[أبو الفداء]

فإن ثبتت هذه الرواية فهي من خوارق العادات ولا يقال- والله أعلم- العقل لا يمنعها دون تفصيل.

هذا هو ما قصدت يا أخي الفاضل.. لم أقصد بقولي أن العقل لا يمنعها = أن العقل التجريبي لا يمنعها.. فلا مرية لعاقل في أن هذا ليس من المعتاد تجربة، فيُحمل الكلام إذا على خرق العادة.. بارك الله فيك.

وأنا متفق مع الأخوين هاني آل غانم و أبي الفداء، حفظهما الله، بأن الروايات لا ترد إذا كانت صحيحة. ولكن في رأي، إذا جاءت بخبر مثل هذا عن غير النبي صلى الله عليه وسلم فينبغي أن يجتهد في التنقيب عن رجاله.

هذا إن كانت مما ينبني عليه حكم أو عمل أو اعتقاد، أما في حالتنا هذه، فثبوته كعدمه.. ومثل هذا عادة لا يعتني أهل العلم بتمحيص أسانيده، وإن كانوا يذكرونها من باب عزو الخبر لمصدره..