تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: هل يجوز التغني والإطالة في دعاء القنوت؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي هل يجوز التغني والإطالة في دعاء القنوت؟

    فتوى هيئة كبار العلماء في حكم التغني بدعاء قنوت رمضان كأنه قرآن


    رقم الفتوى (21263) بتاريخ 1420 /12/20

    الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد
    فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء على ماورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي
    مروان بن محمد يماني والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم 5308وتاريخ 1420/11/2:

    وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه :

    لدينا إمام أكرمه الله بحفظ كتابه الكريم وجمال الصوت ولذلك يحرص كثير من الناس على الصلاة خلفه
    ،وكذلك ولكن لوحظ عليه في صلاة الوتر في قيام رمضان أمور أحببنا عرضها عليكم لمعرفة الحكم الشرعي فيها وهي :

    1- أنه يلحن الدعاء ويدعو بصوت يشبه صوته عند قراءة القرآن وكذلك معظم دعائه مسجوع ويطيل الدعاء إلى نصف ساعة أو أكثر أو أقل بقليل ولما خوطب في ذلك اعتذر بأنها ليال فضيلة -- ليالي العشر الآواخر من رمضان -- وبأن بعض المرضى ومن أصابتهم مصائب يطلبون منه الدعاء رجاء القبول عند الله تعالى

    الجواب :

    المشروع للداعي اجتناب السجع في الدعاء وعدم التكلف فيه وأن يكون حال دعائه خاشعا متذلالا مظهرا
    الحاحه والافتقار إلى الله سبحانه فهذا أدعى للإجابة وأقرب لسماع الدعاء

    وعلى الداعي ألا يشبه الدعاء بالقرآن فيلتزم قواعد التجويد والتغني بالقرآن فإن ذلك لايعرف من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولامن هدي أصحابه رضي الله عنهم



    انتهت


    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

    الرئيس
    عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ

    عضو
    صالح بن فوزان الفوزان

    عضو
    بكر بن عبدالله أبوزيد
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: هل يجوز التغني في دعاء القنوت؟

    التحذير والنكير عن بدعة التغني والترتيل في قنوت رمضان والنوازل



    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد

    فقد إنتشرت بدعة منكرة بين أئمة المساجد في مختلف بقاع العالم المسلم ربي عليها الصغير وهرم عليها الكبير واتخذها الناس سنة سرقها بعضهم عن بعض بلا دليل وإذا غيرت قالوا ربما غيرت السنة وهي أن أحدهم إذا دعا في قنوت وتر رمضان أو في قنوت النوازل رتل دعاءه كما يرتل القرآن وتغنى به وطرب حتى لو سمعه أعجمي ظن أنه يقرأ قرآنا وماهو من القرآن وهذا العمل بدعة عقلية محدثة منكرة لادليل عليه برهان ذلك من عدة أوجه :

    الوجه الأول / أن الأصل في العبادات المنع لقوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حد يث عائشة رضي الله عنها عنه من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد وفي رواية من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد وليس ذلك المنع في أصل العبادة فقط بل حتى في صفاتها وأسبابها وأو قاتها وأعدادها وأزمنتها وهيئاتها إذا ولو ثبت أصلها فدعاء القنوت في رمضان والنوازل عبادة مسنونة والأصل في صفاتها وأسبابها وهيئاتها وما ذكرنا المنع فصفة الترتيل له في قنوت رمضان والنوازل ممنوع شرعا حتى يأتي دليل ولا دليل ولو كان خيرا لسبقونا إليه ولو سبقونا لكان مما تتوفر الدواعي لنقله فلما لم ينقل ترتيله في ذينك الموقفين علم أنه من محدثات الدين وقد قال رسول الله شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة

    الوجه الثاني / أن صفة التغني والترتيل خاصة بالقرآن لما رواه البخاري في صحيحه قال حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ وَزَادَ غَيْرُهُ يَجْهَرُ بِهِ
    ولم يقل بالدعاء حتى التغني بالإستعاذة عند بدء القراءة فلم يرد عليها دليل فهي بدعة ولو كان التغني بالدعاء وتطريبه مأمور به أمر وجوب أو إستحباب لنقل ولكن لم يؤمر إلا بترتيل القرآن وكل خير في إتباع من سلف وكل شر في إبتداع من خلف

    الوجه الثالث / أنه قد جاء الذم في القرآن لفريق يلون ألسنتهم بالكتاب ليظن أنه من الكتاب وماهو من الكتاب كما أفادني من سمع ذلك الإستدلال من العلامة ابن عثيمين يذكر ذلك في دروس رمضان في الحرم المكي عندما سئل عن ذلك وأقول إن طريقة الإستدلال عند الشيخ بهذه الأية لنهي هؤلاء عن ترتيل الدعاء ربما هي أن يقال إن هذا عندما يرتل الدعاء
    قد يظن ظان أنه من الكتاب وما هو كذلك وإن كان لايقصد من ذلك الفعل التلبيس ولكن لما نهي عن التشبه في صورة العمل للكفار ولو لم يكن بقصد كما منع الشارع من الصلاة عند غروب الشمس ولو كانت نافلة مطلقة لأنها صلاة الكفار ولكن يحرم علينا فعلها ولو بغير قصد عبادة الشمس لأن التشبه في الظاهر يؤدي إلى التشبه في الباطن

    الوجه الرابع / أنه قد جاء في مد الدعاء مارواه النسائي في سننه قال أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ بِثَلَاثِ رَكَعَاتٍ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْأُولَى بِسَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَفِي الثَّانِيَةِ بِقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَفِي الثَّالِثَةِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَيَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ فَإِذَا فَرَغَ قَالَ عِنْدَ فَرَاغِهِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يُطِيلُ فِي آخِرِهِنَّ
    فقوله يطيل في آخرهن يدل على مده لها ولو كان يفعله في غيرها من دعاءه لنقل فنبقى على مامد ونترك مالم يمد قال شيخ الإسلام فالترك الراتب من النبي صلى الله عليه وسلم سنة كما أن الفعل الراتب منه سنة قلت وقد ترك التغني في الدعاء تركا راتبا فكان ذلك الترتيل والتغني فيه سنة تركية العمل بها بدعة

    الوجه الخامس / ماذكره شيخ الإسلام من أن التلحين أثناء الدعاء في الصلاة أو قال مطلقا طريقة النصارى ومن تشبه بقوم فهو منهم ففي الفتاوى (28-603 ) :

    وكذلك إدخال الألحان في الصلوات لم يأمر بها المسيح ولا الحواريون
    قلت ويفهم من هذا إنكار شيخ الإسلام لما أحدثه النصارى في صلواتهم من الألحان


    الوجه السادس / ما أفادنا به الشيخ ربيع حفظه الله أن ترتيل الدعاء والتطريب فيه طريقة الشيعة وصدق فانظر إليهم في الحج وهم مجتمعون يرتلونه ويتغنون به ويطربون وكذلك بجوار البقيع عند قبور آل البيت زعموا ومن تشبه بقوم فهو منهم

    الوجه السابع / أنك لوسألت الذي يتغنى بالدعاء في القنوتين جماعة لو أنك دعوت في خطبة الجمعة أو عند قنوتك منفردا أو عند نزول كرب ألم بك هل ترتل أم يكون خطابا مؤدبا غير متكلف فيه فإن قال لك لاأفعل فقل له مالفرق فالشريعة كما قال شيخ الإسلام جاءت بالمتماثلات فلم تفرق بين متماثلين ألا يقال إن ذلك الذي على المنبر يسمى دعاء وهذا الذي في قنوت رمضان والنوازل كذلك فلماذا رتلت هنا وتغنيت وأعرضت هناك وقد ذكرت هذه الحجة لبعضهم وحجج أخرى فرجع والحمدلله عن ذلك التكلف المشين وإذا قال لك المناسبة العقلية تدل على الفرق فقل دين الله لايثبت بالمناسبات العقلية أو الأعمال التجريبية فدين الله إنما يثبت بالنقل الصحيح قال الإمام مالك من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة يراها برأيه فقد زعم أن النبي قد خان الرسالة إقرأوا قول الله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمالم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا قال الشافعي من حسن فقد شرع وأحسن من هذا قول الله تعالى أم لم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله وقوله قل ءالله أذن لكم أم على الله تفترون0فالعقل ليس بحجة في التشريع وتقييد العبادات وتحسينها بلا دليل فقد قال علي رضي الله عنه لو كان الدين بالرأي لكان المسح على باطن الخفين أولى من الظاهر


    الوجه الثامن / قولهم إن العرب كانوا يرتلون والدعاء يقرأ بلغة العرب فنقول أثبتوا ذلك عن العرب أولا ثم أن هذه الصفة لو كانت تفعل في الدعاء خصوصا لنقلت كما نقل ماكان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم عند الفراغ من وتره كما تقد عندما يقول ثلاثا سبحان الملك القدوس فمد الأخيرة ولم يمد ماقبلها فهل يسن لنا مدها كلها بزعم أن العرب كانوا يصنعون ذلك

    الوجه التاسع / أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن أقواما سيعتدون في الدعاء كما روا أبوداود في سننه حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي نَعَامَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ سَمِعَ ابْنَهُ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ عَنْ يَمِينِ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلْتُهَا فَقَالَ أَيْ بُنَيَّ سَلْ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَتَعَوَّذْ بِهِ مِنْ النَّارِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الطَّهُورِ وَالدُّعَاءِ
    ولم يخبرنا كيف يكون التعدي فكل دعاء خرج على غير الصفة المشروعة المعروفة في السنة وماوسع فيه السلف فهو تعدي لأن التعدي في الدعاء مجاوزة الحد المشروع فيه وهذه صفة محدثة فصاحبها متعد في الدعاء وخاصة مانسمعه من التفنن المحدث والتطريب المتكلف المسجوع فيه والصعود تارة والنزول تارة أخرى فكيف لايسمى مثل هذا النمط في الدعاء تعدي فإن النص إذا أحتمل دخلت فيه جميع المعاني المحتملة إلا بقرينة فإذا سألت عن التعدي هل هو دعاء الله بالمستحيل أم بما هوتفصيل لما يمكن إجماله كما جاء في السنن عن رجل أنه قال اللهم إني أعوذ بك من النار وزقزمها وسلاسلها والآخر يقول اللهم ارزقني البيت اأو القصر الذي على يمين باب الجنة فأنكر عليهم من قبل الصحابة وذكر أحدهم حديث النهي عن التعدي في الدعاء أم هو الإبتداع في صفته وأداءه لكان الجواب أنها أوجه محتملة لاتخصيص فيها لوجه دون وجه إلا بدليل وليس عندنا دليل يخصص الصفة فكل تعدي منهي عنه لأنه عام يشمل الصفة والأداء وغير ذلك والله أعلم .

    الوجه العاشر / أنهم لو قالوا نفعل مثل ذلك لترقيق القلوب وقد سمعت الشيخ عبدالرحمن السديس إذا جاء موضع ذكر فلسطين أثناء قنوته في رمضان يغير اللحن فيجعله تطريبا ولحنا حزينا يبكي الناس ويحزن القلوب لقيل لهم إن أولى الناس بهذا الخير الذي تريدونه النبي وأصحابه فقد قال ما من خير يقربكم من الله ويباعدكم من النار إلا دللتكم عليه أو كما ققال كما في مسند الشافعي فأين تطريبه وترتله في الدعاء عموما والقنوت خصوصا وكذلك الخلفاء الراشدين من بعده فلو كان يفعله لما كتم ذلك الأمناء على وحيه من صحابته الصادقون رضي الله عنهم ويلحق بذلك بدعة ترتيل التلبية في الحج

    الوجه الحادي عشر / سألت قبل حوالي خمسة عشر الشيخ السبيل
    والشيخ السديس يسمع قبل الصلاة وهم في الصف الأول وبجانبهم وقتئذ الشيخ عبدالباري الثبيتي هل كان من هدي النبي هذا الترتيل في الدعاء أو التغني فيه أو كما قلت فأجابني والشيخ السديس يسمع قال ماودنا يفعلون هذا يطلعون وينزلون( أي نحن لانريهم يصنعون مثل هذا التكلف وكان وقتئذ رئيسا للحرمين فجزاه الله خيرا على الصدع بكلمة الحق فالساكت عن الحق شيطان أخرس

    الوجه الثاني عشر / أنه ليس كل من فعل بدعة مبتدع كما قرر شيخ الإسلام في رسالته المعارج لإحتمال التأويل والإعتماد على حديث يظن صحته وهو ضعيف وغير ذلك من أوجه العذرإذا عرف العالم بالسنة والدفاع عنها فراجع رسالته فإنها عظيمة النفع

    الوجه الثالث عشر / أن الحكم على عمل علم أن لاأصل له بأنه بدعة لايحتاج إلى سبق إمام لأن البدع كما قال العلامة المحدث الفقيه الألباني تتجدد وقد قال النووي رحمه الله عن المسح على الرقبة أنه بدعة ولم يذكر أحدا سبقه بالرغم من تصحيح الروياني لحديث رواه في مسنده وهو المسح على الرقبة أمان من الغل يوم القيامة وقد نقل لي الأخ علي الهوساوي أمام مسجد الخلفاء الراشدين بالطائف أنه سمع الشيخ عبدالعزيز ابن باز ينكر هذا العمل في المذياع في نور على الدرب وقد كان يقول الحق في صدور أهل العلم أعظم من آراء الناس واجتهاداتهم فرحمه الله من إمام سنة

    الوجه الرابع عشر / إذا علم أن الدعاء خطاب طلب من الله فهل يليق أن يطرب ويتغنى بذلك الطلب أم هو سوء أدب مع الله فهل يقبل هؤلاء أن يتغنون ويطربون إذا طلبوا من ملك من ملوك الدنيا حاجة من الحاجات فكيف تقبل فطرهم تطريبهم وتغنيهم أثناء الطلب من ملك الملوك وإننا نخشى على هذا الذي يضاهي الدعاء بالقرآن فيتغنى به بل ويطرب أن يرد دعاءه

    الوجه الخامس عشر / لايشترط عند الحكم على عمل لم يعمله الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه
    من بعده أن يجمع العلماء على انه بدعة فيستدل بإختلافهم على التساهل في فعلها بل إذا اختلفوا في إنكار بدعة فالحق مع النافي حتى يأتي المثبت بدليل يسوغ له العمل بها لأن الأصل في العبادات المنع قال شيخ الإسلام ابن تيمية إذا اختلف العلماء فلا يجعل قول عالم حجة على عالم إلا بالأدلة الشرعية وقال ابن عبدالبر لايحتج بالخلاف إلا جاهل وأحسن من هذا قول ربنا تعالى فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ذلك خير وأحسن تأو يلا وقد قال الشافعي رحمه الله وأجمعت الأمة من لدن رسول الله أن من تبينت له سنة فليس له أن يدعها لقول أحد كائنا من كان وليس في الأجماع الذي نقله رحمه الله فرق بين السنة التركية والعملية فالسنة التركية تقدم على من خالفها من العلماء فأفتى متأولا بجوازها فكلام العلماء يحتج له ولا يحتج به وقد سمعت بعض المنتسبين للعلم يسلكون العمل بالبدع لإختلاف العلماء فيها وبذلك سلكوا بدعة التمثيليات الإسلامية وغيرها وعلى قوله فيلزمه تجويز بدعة المولد لأن بعض العلماء كالسخاوي قال بجوازها ولا قائل بذلك إن كان سلفيا

    الوجه السادس عشر / أن إنتشار البدعة بين الناس لايعني أن يكون لها أصل في الشرع قال تعالى: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك) الآية؛ ولأن الناس ليسوا مشرعين إنما المشرع هوالله والزمن الذي يكون الإقرار فيه حجة هو زمن رسول الله وأصحابه
    __________________
    ماهر بن ظافر القحطاني
    المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار
    maher.alqahtany@gmail.com

    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: هل يجوز التغني في دعاء القنوت؟

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
    حياكم الله يا شيخ ،و الاخوة في مدينة ابي العباس يقرؤوك السلام .
    فضيلة الشيخ نرى في رمضان بعض الائمة يطول في دعاء القنوت ، فهل هذا من هدي النبي و ما هو الدعاء الماثورو الثابت بارك الله فيكم .


    بسم الله الرحمن الرحيم
    من أبي بكر يوسف لعويسي
    إلى الأخ الفاضل أبو أمامة حمليلي وفقه الله ورعاه
    وعليكم السلام ورحمة الله
    أما بعد:
    هذه رسالة كنت أرسلتها إلى أحد الأئمة هنا عندنا تعالج نفس الموضوع الذي شاع وذاع ليس في الجزائر فحسب ، وإنما في كثير من بلاد المسلمين والدافع لهم هو تقليد بعض أئمة الحرمين دون دليل وسند ، فانظر فيها وصحح ما فيها من أخطاء فقد كتبتها على عجل ، وأنا الآن على أهبة السفر سأنطلق بعد ساعة من الآن، ثم إن رأيتم أن الإمام المذكور فيه خير فأعطوها له وإلا فلا تتعبوا أنفسكم فكثير من أئمة هذا الزمان قد أشربت قلوبهم حب البدعة فلا يتبع أكثرهم إلا وهم مبتدعون ، نسأل الله تعالى السلامة ..قلت فيها :



    بسم الله الرحمن الرحيم
    إلى الأخ الفاضل ..... حفظه الله ورعاه
    السلام عليكم ورحمة الله
    أما بعد :
    جزاك الله خيرا وبارك فيك على ما تبذله من جهد طيب في الحرص على نفع إخوانك بتلك القراءة الطيبة ، والصوت الشجي ، وفي الحقيقة لقد منّ الله عليك فأتاك مزمارا من مزامير داود ، فأسأل الله تعالى أن يجعلك من أهل القرآن وخاصته . آمين
    ثانيا: إنه لمن دواعي السرور أن أتواصل معك بهذه الرسالة ، وأنا لا أعرفك –كما لا تعرفني - إلا من خلال الاستماع إلى قراءتك والصلاة وراءك ، وهذا يشرفني أن أصلي وراء سني ظاهره الحرص كل الحرص على تطبيق السنة وتجنب المحدثات ، وهذا يفرح كل سني سلفي يصلي وراءك ، لكن ثمة أمور أحببت أن أنبهك إليها حتى تكتمل فرحتنا .
    ثالثا : استسمحك أخي عذرا إن رأيت مني نبوة قلم شاذة ، أو نبرة فم حادة ، فربما طاش اللسان فجرها القلم ، والعذر من شيم أهل الجود والكرم ، فكيف به عند أهل الله وخاصته ؟؟
    أخي الكريم ، تعلم أن الصلاة عمود الدين وأنها ركنه الثاني ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم مات وهو يوصي بها ، الصلاة ، الصلاة وما ملكت إيمانكم أخرجاه ، وقال صلوا كما رأيتموني أصلي . رواه البخاري
    ونحن لم نره ، وإنما نقل لنا الثقات الأثبات صلاته كأننا نراها من التكبير إلى التسليم ، وتعلم أخي الفاضل أن جمهور المسلمين أخلوا بهذه الشعيرة العظيمة ، سواء في إقامتها أو أدائها على الوجه المشروع ، وتعلم أخي ما أعده الله تعالى لمن ينوب عن النبي صلى الله عليه وسلم في تبليغ دينه ، وإمامته للناس ، وتعليم الناس سنة رسول الله في الدين عموما وفي الصلاة خصوصا ، وتعلم أخي أيضا أن إرضاء الناس كافة غاية لا تدرك ، ولذلك على من تولى هذا المنصب العظيم أن يرضي الله سبحانه وتعالى ولا يلتفت إلى الخلق فإنهم لا يغنوا عنه من الله شيئا ، فعليه أن يسدد ويقارب فلا يخل بالصلاة حتى يذهب بجمالها وكمالها ، ولا يفتن الناس بالإحداث فيها وإطالتها حتى يخرجها عن حد العدل والقصد .
    الملاحظة الأولى : عدم العدل فيها ، وهو أنك تطيل القراءة في العشاء وتقصر الركوع والسجود ، وقد كانت صلاته صلى الله عليه وسلم متقاربة متساوية ..وأنه صلى الله عليهوسلم كان يطيل القيام ويطيل الركوع والسجودويكثر منالدعاء في الركوع والسجودحتى إنه كما في حديث حذيفةقرأ بالبقرة والنساء وآل عمران وكان يقرأ مترسلاًوكانيدعو عند آيات الرحمة ويستعيذ عند آيات العذاب وإذا مرَّ بآية فيها تسبيح سبح عليهالصلاة والسلاموكان ركوعه نحوًا من قيامهأي قريبًا من قيامه وكان سجوده قريبًا منقيامههذه سنة النبيصلى اللهعليه وسلم في صلاتهفي الليل عمومًا والتهجد
    2- تقصير السجود بحيث لا تترك من وراءك أن يدعو ولو بدعاء واحد ، بل في الركعتين الأخيرتين منها لا يكاد المرء ينتهي من التسبيح فضلا عن الدعاء إلا وأنت قد قمت ، وأيضا في التشهد الأخير لا يكاد المصلي ينتهي منه إلا وأنت سلمت . وكذلك في صلاة التراويح فأنت تكاد تقرأ الربع في الركعة ولكن في الركوع والسجود لا تعطيهما حقهما ..قال صلى الله عليه وسلم : (( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء)) رواه مسلم وأحمد وأبو داود وغيرهم .
    وهو موضع الدعاء ، والإسرار به والتضرع إلى الله ، مع أنك تفعل العكس تماما ففي المكان الذي ينبغي أن ندعو فيه نترك الدعاء ، وفي المكان الذي لا ينبغي أن ندعو فيه ندعو وندعو ،..كدعاء القنوت وسيأتي الكلام عليه .
    3- الاستراحة بين كل ركعتين وهذا ما كان عليه السلف الصالح ولذلك سميت بصلاة التراويح أي من الاسترواح ، بين كل ركعتين ، وهذا حال السلف ، فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يصلونها حتى يدركهم الثلث الأخير من الليل ، بل جاء في بعض الروايات أنهم ينصرفون منها وقد خاف بعضهم فوات الفلاح أي السحور.
    4- القراءة في بعض سورها بالمقامات ، وأقل ما يقال فيه أنه لم يكن من فعل الصحابة ولا التابعين ، والخير كل الخير في اتباع من سلف .وسيأتي مزيد بيان لها .
    5 - رفع الصوت في بعض الآيات دون الأخرى أو تخصيص بعض الآيات دون الأخرى برفع الصوت والتجاوز بالمد عن حده المشروع ، وهذا ليس من العدل مع آيات كتاب الله تعالى .. كما أفاده الشيخ فقيه الأمة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
    6- تلحين والتغني وتجويد وترتيل دعاء القنوت كالقرآن تماما فالذي يجهل القرآن يقول أنك تقرا في آيات من كتاب الله ، تغُن حيث الغنة وتمد حيث المد وتراعي فيه أحكام التلاوة ،. وهذا لم يكن من الأمر الأول ..
    قال الشيخ بكر في رسالته دعاء القنوت : إنّ التلحين، والتطريب، والتغني، والتقعر، والتمطيط في أداء الدعاء، منكر عظيم، ينافي الضراعة، والابتهال، والعبودية، وداعية للرياء، والإعجاب، وتكثير جمع المعجبين به وقد أنكر أهل العلم على من يفعل ذلك في القديم والحديث
    فعلى من وفقه الله - تعالى -وصار إمامًا للناس في الصلوات، وقنت في الوتر، أن يجتهد في تصحيح النية، وأن يلقي الدعاء بصوته المعتاد، بضراعة وابتهال متخلصًا مما ذكر، مجتنبًا هذه التكلفات الصارفة لقلبه عن التعلق بربه .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى –
    ولهذا نرى ونسمع في عصرنا الترنم والتلحين في الدعاء من سيما الرافضة والطُّرقية، فعلى أهل السنة التنبه للتوقِّي من مشابهتهم.
    7- الاعتداء في الدعاء بتجاوز الحد المأثور ، والإطالة فيه ، والتشقيق والتفصيل وأدعية غير مأثورة كقولك مثلا : اللهم جمد الدم في عروقهم ، وكقولك : اللهم زوج شباب المسلمين اللهم ارزقنا الحج هذا العام وغير ذلك ..
    8- التخشع فيه ورفع الصوت إلى حد البكاء فنرى كثيرا من المصلين تؤثر فيهم أدعية وربما هي غير مأثورة بل هي من كلام الإمام الداع الذي يرتلها ويتخشع فيها ، ولا يتأثرون وهم يسمعون كلام الله ،وأنت تتلو عليهم آيات فيها قوارع ومواعظ تهتز لها الجبال ..كما قال تعالى : لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خشعا متصدعا من خشية الله ..
    سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز عن ظاهرة ارتفاع الأصواتبالبكاء؟
    الجواب:
    لقد نصحت كثيرًا ممن اتصل بي بالحذر من هذا الشيء و أنه لا ينبغي،لأن هذا يؤذي الناس و يشق عليهم و يشوش على المصلين و على القارئ، فالذي ينبغيللمؤمن أن يحرص على أن لا يسمع صوته بالبكاء، و ليحذر من الرياء فإن الشيطان يجرهإلى الرياء، فينبغي له أن لا يؤذي أحدًا بصوته و لا يشوش عليهم، و معلوم أن بعضالناس ليس ذلك باختياره بل يغلب عليه من غير قصد وهذا معفوٌ عنه إذا كان بغيراختياره، و قد ثبت عن النبي عليه الصلاة و السلام أنه إذا قرأ يكون لصدره أزيزكأزيز المرجل من البكاء و جاء في قصة أبي بكر رضي اللّه عنه أنه كان إذا قرأ لايُسمِع الناس من البكاء و جاء عن عمر رضي اللّه عنه أنه كان يسمع نشيجه من وراءالصفوف و لكن هذا ليس معناه أنه يتعمد رفع صوته بالبكاء و إنما شيء يغلب عليه منخشية اللّه عز و جل فإذا غلبه البكاء من غير قصد فلا حرج عليه فيذلك.
    9 – – اليوم ليلة الجمعة جئت بحمل في الدعاء بصيغة الجمع فقلت فيها : ونشهد أن لا إله إلا أنت ، ونشهد أن محمدا عبدك ورسولك ونشهد أن الجنة حق ونشهد أن النار حق .. وهذا خطأ وغلط لأن النيابة في الشهادة بالإيمان لا تجوز أخي ولذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم في خطبة الحاجة قال : نحمده ونستعينه، ونستغفره .. ولما جاء إلى الشهادة أفردها وقال: وأشهد أن لا إليه إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ..
    وأصح ما ورد في دعاء القنوت : هو ما علمه لحفيده الحسن حيث قال :علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر اللهم أهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت .
    ولا بأس من الزيادة عليه من غير إطالة مفرطة بلعن الكفرة ، والصلاة على النبي صلى الله عليهوسلم والدعاء للمسلمين في النصف الثاني من رمضان ، لثبوت ذلك عن الأئمة في عهد عمررضي الله عنه ، لكن بالمأثور عنهم فقد جاء في آخر حديث عبد الرحمن بن عبيد القاري المتقدم : " وكانوايلعنون الكفرة في النصف : اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ، ويكذبون رسلك ،ولا يؤمنون بوعدك ، وخالف بين كلمتهم ، وألق في قلوبهم الرعب ، وألق عليهم رجزكوعذابك ، إله الحق ) ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويدعو للمسلمين بمااستطاع من خير ، ثم يستغفر للمؤمنين.
    قال : وكان يقول إذا فرغ منلعنة الكفرة وصلاته على النبي واستغفاره للمؤمنين والمؤمنات ومسألته : ( اللهم إياكنعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، ونرجو رحمتك ربنا ، ونخاف عذابك الجد ،إن عذابك لمن عاديت ملحق " ثم يكبر ويهوي ساجداًصحيح ابن خزيمة (1100).وقال شيخنا الألباني صحيح قيام رمضان 31/32.
    ومن السنة أن يقول في آخر وتره قبلالسلام أو بعده:
    "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بكمنك ، لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك"
    1- المبالغة في رفع الإمام صوته في الدعاء، حتى يصل أحياناً- إلى حد الصياح والصراخ. هذا يحدث مع أن الله - عز وجل - يقول: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} فسمَّى الله - سبحانه وتعالى - رفع الصوت في الدعاء اعتداء، ويقول - سبحانه -: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيْلاً}ْوفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: ((اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمّاً ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً بصيراً...))، ورفع الصوت بالدعاء بالإضافة إلى مخالفته للسنة، فهو مُذهبٌ للخشوع مجلبٌ للرياء والعياذ بالله.
    2- المبالغة في رفع الصوت بالبكاء ينبغي للإمام إذا تأثر بالقرآن أو بالدعاء أن يدافع البكاء، فلم يكن من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يبكي في الصلاة بصوت عالٍ ليبكي من خلفه، كما يفعله بعض الأئمة- هداهم الله- اليوم فيستدعون ببكائهم بكاء غيرهم، ناهيك أنهم يبكون بنحيب وعويل وشهيق، بل كان - صلى الله عليه وسلم - يكتم بكاءه في صدره حتى يصبح له أزيز كأزيز المرجل- أي كغلي القدر -، قال ابن القيم - رحمه الله -عن هديه - صلى الله عليه وسلم - في البكاء: ((وأما بكاؤه - صلى الله عليه وسلم - فكان من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ورفع صوت))، ولم يشعر ابن مسعود - رضي الله عنه - ببكاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قرأ عليه طرفًا من سورة النساء، إلا بعد أن نظر إليه فوجد عينيه تذرفان، والقصة في صحيح البخاري، فمدافعة البكاء إتباعٌ للسنة ومدعاة للإخلاص.
    3- الإطالة المفرطة في الدعاء: بعض الأئمة ربما جعل دعاء قنوته أطول من صلاته، وهذا خلاف هديه - صلى الله عليه وسلم - إذ كان يدعو بجوامع الكلم، بخلاف ما عليه كثير من الأئمة في هذه الأيام، فمنهم من يجعل الدعاء موعظة يذكر فيها الجنة وصفاتها، والنار وما فيها من أهوال، وعذاب القبر وما فيه من وحشة وظلمة ، في سجع متكَلفٍ يستثير به عواطف الناس ويستدعي بكاءهم لا تجد معشاره أثناء قراءة القرآن، كل هذا مع أنه لم يرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في دعاء القنوت إلا حديث الحسن بن علي - رضي الله عنهما -: ((اللهم أهدنا فيمن هديت... )) على خلاف في صحة ثبوت ذكر الوتر فيه، وقد ورد الدعاء على الكفرة بعد النصف من رمضان من فعل أبيّ بن كعب في عهد عمر - رضي الله عنهما - ولست بمحرِّج على مَن دعا بغير ذلك لكنّ الكلام هنا في الإطالة المفرطة في الدعاء بصورة تشق على كثير من المصلين مع أن الغالب أن فيهم المريض والكبير والمرأة .
    4- الاعتداء في الدعاء وتكلف السجع فيه: من الآثار السيئة لترك السنة و الاكتفاء بالدعاء بالمأثور والعدول عن ذلك باستعمال غرائب الأدعية المسجوعة والمتكلفة، ما يقع فيه بعض الأئمة من عبارات تُعد اعتداء في الدعاء، فمن ذلك قول بعضهم: ((يا من لا تراه العيون ولا يصفه الواصفون)) وإن كان هذا اللفظ قد ورد عند الطبراني في الأوسط إلا أن إسناده ضعيف وهو مخالف لما أجمعت عليه الأمة من وصف الله - جل وعلا - بما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ومن ذلك أيضًا قول بعضهم: اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه، فهذا معارِض لما في الحديث الحسن: ((لا يرد القضاء إلا الدعاء)) فكيف لا ندعو الله برد القضاء؟!، وفي صحيح البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ((فانظر السجع من الدعاء، فاجتنبه فإني عهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب)). وقد يدخل التشقيق والتفصيل في الدعاء والذي يفعله كثير من الأئمة في هذه الأيام في هذا الاعتداء ففي سنن أبي داود أن ابناً لسعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - كان يدعو، فسمعه سعد وهو يقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها فقال: يا بني إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: سيكون قوم يعتدون في الدعاء فإياك أن تكون منهم، وإنك إن دخلت الجنة نلت ما فيها من الخير، وإن أُعذت من النار نجوت مما فيها من الشر)) حسنه الحافظ ابن حجر والألباني، فسمى التفصيل في الدعاء اعتداءً.
    5- المبالغة في التلحين والتطريب والتغني في الدعاء. إن مما يبعث على الأسى والحزن لجوءُ كثيرٍ ممن يُظن أنهم من مقتفي الأثر إلى المبالغة في الترنيم والتلحين والتطريب بل والتجويد أحياناً حتى كأن أحدهم يقرأ السورة من القرآن، فتجده يطبق أحكام التجويد كالإدغام والإخفاء والمدّ حتى يظن الظان أنه يتلوا آيات من الكتاب العزيز، وما هو من الكتاب، ويزداد الطين بله إذا ضمن دعاءه آياتٍ من كلام الله بحيث يعسر على العوام التفريق بينهما، ونتيجة لذلك فإن بعض الناس يتأثر بتلحين الإمام أكثر من تأثره بالدعاء نفسه، ولا يفهم من هذا أن لا يحسن الداعي صوته، فهذا لا بأس به، لكن الذي نراه اليوم من كثير من الأئمة مبالغة في التلحين والتطريب، بصورة إذا جمعت معها رفع الصوت وخفضه، واعتداء مذموم، ثم أخطاء قد تكون عقدية،، ذكرك ذلك بدعاء بعض أهل البدع في مناسباتهم.
    6- مواظبة بعض الأئمة على دعاء معين في كل قنوت: ومن ذلك تجد أن كثيراً منهم يُلحق دعاء ((اللهم اهدنا فيمن هديت... )) بدعاء ((اللهم اقسم لنا من خشيتك.. )) لا يكاد يترك ذلك ليلة واحدة، و لا يختم دعاءه إلا بقوله: ((اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك.... )) حتى ظنَّ كثيرٌ من العامة -بل من الأخيار- أن هذا من السنة، وهذا البدء والختم بهذه الطريقة والمواظبة عليها أول من ابتدأه أحد أئمة المسجد الحرام الفضلاء - رحمه الله - فتتابع الناس عليه، فالدعاء الأول سبق الكلام عليه والثاني لم يصح مطلقاً أنه من أدعية القنوت، والثالث ثبت من حديث عائشة عند مسلم أنه كان يقوله في سجوده، فقالت: فقدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان -عند النسائي وأبي داود والترمذي: وهو ساجد- وهو يقول اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)) وورد عند أحمد وغيره من أصحاب السنن أنه كان يقوله في آخر وتره ومعلوم أن القنوت في أول الوتر وليس في آخره، وعند النسائي وغيره: إذا فرغ من صلاته وتبوأ مضجعه، لذلك قال بعض العلماء في آخر وتره أي بعد السلام منه واستبعد ابن تيميه أنه كان يقوله في الوتر فقال في الفتاوى (17/91): ((وروى الترمذي أنه كان يقول ذلك في و تره لكن هذا فيه نظر))، فإذا كانت المواظبة على القنوت كل ليلة فيها إيهامٌ للعامة أنها السُّنَّة المستقرة، مع أن تركه أحياناً أفضل، فكيف بالمواظبة على دعاء معين في أوله وآخره؟
    7- تخصيص بعضهم ليلة السابع أو التاسع والعشرين بدعاء مخصوص ربما سماه البعض دعاء ختم القرآن: وهذا مما أحدثه الناس، وليس عليه في داخل الصلاة سواء في القنوت أو غيره، دليل صحيح لا من فعله - صلى الله عليه وسلم - ولا من فعل أصحابه - رضي الله عنهم - أجمعين، ولعل ذهاب بعض كبار العلماء إلى جوازه دون دليل صحيح فيه اختبار وامتحان لمقتفي الأثر ومتبعي السنة؛ أيتبعون صاحبها أم يقلدون علماءهم؟ أمَّا العوام فحدِّث ولا حرج عن حرصهم على هذا الدعاء فهو يفوق حرصهم على فريضة العشاء نفسها والله المستعان.
    وختاماً أدعو الأئمة الذين وفقهم الله فهيأ لهم إمامة صلاة التراويح، أن يقتفوا سنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - حتى نرى المساجد وقد اكتظت بالمصلين والإمام يدعو لهم بدعاء مأثور لا يطيل فيه ولا يعتدي؛ يدعوه بقراءته المعتادة دون تلحين ولا تطريب ولا تجويد كتجويد القرآن، وإن تأثر فبكى وذرفت عيناه كتم بكاءه أو أخفاه فغلبه حتى خرج منه كأزيز المرجل بلا نحيب ولا شهيق لا يكاد يشعر به إلا القريبون منه، كما أدعوهم أن لا يغفلوا عن الدعاء على الكفرة من أهل الكتاب وأن ينصر الله المسلمين عليهم، وخاصة في النصف الأخير من رمضان، كما ثبت عن الصحابة في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنهم - أجمعين. والله أعلم. وهذا ليس لي فيه إلا الجمع والترتيب بارك الله فيكم .
    بلغ سلامي وتحياتي الحارة للإخوة عندكم والسلام عليكم
    وكتب محبكم أبو بكر يوسف لعويسي .
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: هل يجوز التغني والإطالة في دعاء القنوت؟

    أحسنت . وفي تصحيح الدعاء للعلامة بكر أبو زيد رحمه الله ، نقولات عن أهل العلم في ذلك منهم : الطرطوشي في الحوادث والبدع ، والنهي عن الدعاء المسجوع من بواعث تأليف الإمام الطبراني لكتابه الدعاء حيث قال : حداني على ذلك أني رأيت كثيرا من الناس قد تمسكوا بأدعية سجع وأدعية وضعت على عدد الأيام مما ألفها الوراقون لاَ تروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه ولا عن أحد من التابعين بإحسان مع ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكراهية للسجع في الدعاء والتعدي فيه ...إلخ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: هل يجوز التغني والإطالة في دعاء القنوت؟


    باب ما يكره من السجع في الدعاء
    قال البخاري:
    5978 حدثنا يحيى بن محمد بن السكن حدثنا حبان بن هلال أبو حبيب حدثنا هارون المقرئ حدثنا الزبير بن الخريت عن عكرمة عن ابن عباس قال حدث الناس كل جمعة مرة فإن أبيت فمرتين فإن أكثرت فثلاث مرار ولا تمل الناس هذا القرآن ولا ألفينك تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم فتقص عليهم فتقطع عليهم حديثهم فتملهم ولكن أنصت فإذا أمروك فحدثهم وهم يشتهونه فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك يعني لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب

    قال ابن حجر رحمه الله:
    قوله باب ما يكره من السجع في الدعاء ) السجع بفتح المهملة وسكون الجيم بعدها عين مهملة هو موالاة الكلام على روي واحد ومنه سجعت الحمامة إذا رددت صوتها قاله ابن دريد . وقال الأزهري : هو الكلام المقفى من غير مراعاة وزن

    قوله : (هارون المقرئ ) هو ابن موسى النحوي .

    قوله :(حدثنا الزبير بن الخريت ) بكسر المعجمة وتشديد الراء المكسورة بعدها تحتانية ساكنة ثم مثناة

    قوله: ( حدث الناس كل جمعة مرة فإن أبيت فمرتين ) هذا إرشاد وقد بين حكمته

    قوله: ( ولا تمل الناس هذا القرآن ) هو بضم أول تمل من الرباعي والملل والسآمة بمعنى وهذا القرآن منصوب على المفعولية وقد تقدم في كتاب العلم حديث ابن مسعود " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتخولنا بالموعظة كراهة السآمة علينا "

    قوله: (فلا ألفينك ) بضم الهمزة وبالفاء أي لا أجدنك والنون مثقلة للتأكيد وهذا النهي بحسب الظاهر للمتكلم وهو في الحقيقة للمخاطب وهو كقولهم لا أرينك هاهنا وفيه كراهة التحديث عند من لا يقبل عليه والنهي عن قطع حديث غيره وأنه لا ينبغي نشر العلم عند من لا يحرص عليه ويحدث من يشتهي سماعه لأنه أجدر أن ينتفع به

    قوله: ( فتملهم ) يجوز في محله الرفع والنصب

    قوله: ( وانظر السجع من الدعاء فاجتنبه ) أي لا تقصد إليه ولا تشغل فكرك به لما فيه من التكلف المانع للخشوع المطلوب في الدعاء وقال ابن التين : المراد بالنهي المستكره منه وقال الداودي الاستكثار منه

    قوله: (لا يفعلون إلا ذلك) أي ترك السجع ووقع عند الإسماعيلي عن القاسم بن زكريا عن يحيى بن محمد شيخ البخاري بسنده فيه " لا يفعلون ذلك " بإسقاط إلا وهو واضح وكذا أخرجه البزار في مسنده عن يحيى والطبراني عن البزار ، ولا يرد على ذلك ما وقع في الأحاديث الصحيحة لأن ذلك كان يصدر من غير قصد إليه ولأجل هذا يجيء في غاية الانسجام كقوله : - صلى الله عليه وسلم - في الجهاد اللهم منزل الكتاب سريع الحساب هازم الأحزاب وكقوله - صلى الله عليه وسلم - صدق وعده وأعز جنده الحديث وكقوله أعوذ بك من عين لا تدمع ونفس لا تشبع وقلب لا يخشع وكلها صحيحة قال الغزالي : المكروه من السجع هو المتكلف لأنه لا يلائم الضراعة والذلة وإلا ففي الأدعية المأثورة كلمات متوازية لكنها غير متكلفة قال الأزهري : وإنما كرهه - صلى الله عليه وسلم - لمشاكلته كلام الكهنة كما في قصة المرأة من هذيل . وقال أبو زيد وغيره أصل السجع القصد المستوي سواء كان في الكلام أم غيره
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •