تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مزيدا من الصبر ، يا دعاة الحق *

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    20

    افتراضي مزيدا من الصبر ، يا دعاة الحق *




    إنا بحاجة معشر الدعاة إلى شدة لرد الكيد وإذلال المفسدين لابد من النفير بل المسارعة إليه ، فلن يكون البقاء إلا للأصلح وهذا ما قرره كتاب ربنا :
    ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) الحجر آية 17

    ففي تفسير السعدي رحمه الله : أن الله شبه مايكون في القلوب من الشهوات والشبهات عند وصول الحق إليها ، بالزبد الذي يعلو الماء وأنها لايزال فوق الماء طافياً مكدراً له ،حتى تيذهب ويضمحل ، ويبقى ماينفع الناس من الماء الصافي – الحمد لله أن في كتاب ربنا مايُثلج صدورنا - لابد من التصدي للجهل بالدين ، ولموجات الغزو الفكري والعقائدي ، والإباحية الأخلاقية .

    لابد من عرض الشر أمام أعين شبابنا وبناتنا بصورة منفرة محذرة ومن ثم محاصرة لأهل البغي والفساد والإفساد ، فلقد هم صلى الله عليه وسلم أن يحرق بيوتاً على أقوام لم يؤدوا صلاة الجماعة لولا وجود الأطفال والنساء .

    فكيف بمن يُقلب فؤاده وبصره فيعيث في الأرض فسادا يقول الله عز وجل :
    ( إنما جزاؤ الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقّتلوا أويصّلبوا أو تُقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفوا من الأرض ذلك لهم خزيٌ في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم * إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم ) المائدة آية 34،33

    إن الإسلام في هذه الجزيرة راسخ ومتجذر في أعماق تاريخها ، منها تستمد قوتها وعزها واستقرارها ، ولا يجادل في ذلك ولا يساوم عليه إلا من سفه عقله أو كان جاهلاً بمهبط الرسالة.

    إننا بحاجة لقوة تحفز الهمم ، وتنقل الأمة إلى رضى الله من تداعيات الأهواء ، والهيمنة على اتجاهاته الملتوية ، وربما لا نستطيع القضاء على الفساد كلياً لأننا في عصر تموج فيه الفتن في بره و بحره ، فعلى الأقل يكون لنا في زعيم العدالة والتنمية في تركيا (سابقاً) قدوة : ففي وقته سُر كل مسلم – ذلك أن الزعيم لم يتمكن من حظر بيوت الدعارة بشكل قاطع في اسطنبول بسبب قوة القوانين العلمانية الجائرة ، وبطش العسكر – فإنه التف على ذلك على نحو لايخلو من ذكاء حيث فتح العديد من مشاغل الحياكة ، ودور التوبة التي استوعبت أعداداً كبيرة ممن يريدون التوبة من عاهرات دور الدعارة .

    إنا بحاجة لمزيد من الصبر والثبات ، والجهد المضاعف ، لنصل إلى مرتبة إخوانه صلى الله عليه وسلم – الذين آمنوا به ولم يروه ، الذين ساروا على نهجه .

    اللهم اجعلنا منهم ، واجعلنا من الذين يحملون هم هذا الدين

    يقول حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه : ( يأتي على الناس زمان لأن تكون جيفة حمار أحب إليهم من مؤمن يأمرهم وينهاهم ) .

    ويقول ابن مسعود رضي الله عنه : ( يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه أذل من الأمة ) .

    ويقول ابن القيم رحمه الله : على القادر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بيده ولسانه مليس على العاجز فيهما وقد غر إبليس كثير من الخلق بأن حسن القيام بنوع من الذكر والقيام والصلاة والصيام والزهد في الدنيا وعطلوا هذه العبوديات فلم يحدثوا قلوبهم بها فإن الدين هو القيام بما أمر الله به ، عليك بطـــريق الحق ولاتستوحش لقلة السالكين ، ومهما غاب الجو وتلبد ، وأظلم الحاضر ، وادلهمت الخطوب فإنا لن نكن من القانطين بإذن الله ، ولقد كرم الله عباده المؤمنين وأعلى شأنهم حيث يقول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ) .

    وفي هذا يقول الله عز وجل : ( يا أيها الرسول بلغ ما أُنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) المائدة 67 ولذلك مادام فينا عين تطرف وقلب يخفق فلن يقف في طريقنا زبد ! فالله معنا ، وناصرنا ولو بعد حين .

    اللهم إنا لا نقوى على عذابك.
    اللهم إنا خلق من خلقك ، فاجعلنا ممن تتفضل عليهم برحمتك ، وأمدنا بقوة من عندك ، حتى ندافع عن دينك ، وعن كتابك وإذا أردت بهؤلاء القوم فتنة فا قبضنا إليك غير مفتونين .
    اللهم إنا نعوذ بك من أن نضل عن سبيلك .
    اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، وارزقنا سلامة التفكير والحكمة ، وسدد ألسنتنا وقو حجتنا ، واجعلنا من أهلك وخاصتك واحشرنا في زمرة النبيين والصدقين والشهداء والصالحين إنك سميع مجيب


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    المشاركات
    360

    افتراضي رد: مزيدا من الصبر ، يا دعاة الحق *

    الدعاة إلى الله هم أتباع النبي صلى الله عليه وسلم على الحقيقة، فقد أرسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم داعيا إليه ودالا عليه إلى الأولين والآخرين، وأمره بالدعوة وبالبشارة والنذارة، والقيام بأمر هذه الدعوة وهذا الدين، فشمر (صلى الله عليه وسلم) عن ساق الجد، وقام بالدعوة إلى الله أتم قيام، وجاهد في ذلك أعظم الجهاد، ودعا إلى الله ليلاً ونهاراً، وسراً وجهاراً، وصدع بأمر الله لا تأخذه فيه لومة لائم، فدعا إلى الله الصغير والكبير، والحر والعبد، والذكر والأنثى، والأحمر والأسود، والجن والإنس، ولما صدع بأمر الله، وصدع لقومه بالدعوة وناداهم بسب آلهتهم، وعيب دينهم، اشتد أذاهم له، ولمن استجاب له من أصحابه، ونالوهم بأنواع الأذى، وابتلي أعظم البلاء فصبر أعظم صبر عرفته الإنسانية حتى قال عليه الصلاة والسلام: [لقد أُخِفْتُ في الله وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين ليلة ويوم ومالي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال] .(الترمذي في الشمائل المحمدية وابن ماجه ).
    وقد ورث الدعاة إلى الله ـ من علماء وغيرهم ـ هذا الأمر كله عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ، وسلكوا هذا الطريق فكانوا هم بحق أتباعه ، وحملة رسالته ، وأصحاب دعوته ، والسالكين في سبيله كما قال عنهم في كتاب الله : (( قل هذه
    سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين )) (يوسف: )
    بارك الله فيك أختى فى الله آمال جميلة وجعلك من الدعاة الأصفياء دعاة الحق، ومزيدا من الصبر***

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •