بسم الله أبدأ مختصرة الكتاب في نقاط مهمة ملونة بالأحمر والآيات باللون الأزرق أسأل الله لنا جميعا الإفادة
[ عدة الصابرين - ابن قيم الجوزية ]
الكتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين
المؤلف : محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله
الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت
تحقيق : زكريا علي يوسف
عدد الأجزاء : 1
بعد الحمد لله رب العالمين
أختي الغالية :
أخبر الله عز وجل أنه:
1. مع الذين صبروا بهدايته ونصره العزيز وفتحه المبين فقال تعالى : وأصبروا ان الله مع الصابرين فظفر الصابرون بهذه المعية بخير الدنيا والآخرة وفازوا بها بنعمة الباطنة والظاهرة
2. جعل سبحانه الامامة في الدين منوطة بالصبر واليقين فقال تعالى وبقوله: وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون
3. أخبر أن الصبر خير لأهله مؤكدا باليمين فقال تعالى: ولئن صبرتم لهو خير الصابرين
4. أخبر أن مع الصبر والتقوى لا يضر كيد العدو ولو كان ذا تسليط فقال تعالى :وأن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا أن الله بما يعلمون محيط
5. أخبر عن نبيه يوسف الصديق أن صبره وتقواه وصَّلاهُ إلى محلّ العزّ والتمكين فقال: أنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين
6. وعلق الفلاح بالصبر والتقوى فعقل ذلك عنه المؤمنون فقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون
7. أخبر عنه محبته لأهله وفي ذلك أعظم ترغيب للراغبين فقال تعالى: والله يحب الصابرين ولقد بشر الصابرين بثلاث كل منها خير مما عليه أهل الدنيا يتحاسدون فقال تعالى: وبشر الصابرين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون
8. جعل الفوز بالجنة والنجاة من النار لا يحظى به الا الصابرون فقال تعالى: إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون
9. خص بالانتفاع بآياته أهل الصبر وأهل الشكر تمييز لهم بهذا الحظ الموفور فقال في أربع آيات من كتابه: إنّ في ذلك لآيات لكل صبّار شكور ، وعلق المغفرة والأجر بالعمل الصالح والصبر وذلك على من يسّره عليه يسير فقال: إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير
10. وأخبر أن الصبر والمغفرة من العزائم التي تجارة أربابها لا تبور فقال: ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الامور
ولما كان الايمان نصفين نصف صبر ونصف شكر كان حقيقا على من نصح نفسه وأحب نجاتها وآثر سعادتها أن لا يهمل هذين الأصلين العظيمين ولا يعدل عن هذين الطريقين القاصدين وأن يجعل سيره إلى الله بين هذين الطريقين ليجعله الله يوم لقائه مع خير الفريقين
فلا ايمان لمن لا صبر له وان كان فإيمان قليل في غاية الضعف وصاحبه يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمأن به وان أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ولم يحظ منهما الا بالصفقة الخاسرة فخير عيش أدركه السعداء بصبرهم وترقوا إلى أعلى المازل بشكرهم فساروا بين جناحى الصبر والشكر إلى جنات النعيم وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
يتبع..