الدعوة إلى الله بالموعظة لا بالقصص (مقال قيم)
الدعوة إلى الله بالموعظة لا بالقصص
أنزل الله كل كتبه وأرسل كل رسله وشرع كل شرائع دينه موعظة لخلقه، قال الله تعالى عن رسوله موسى وكتابه التوراة: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ} (لأعراف:145)، وقال الله تعالى عن رسوله عيسى وكتابه الإنجيل: {وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} (المائدة:46)، وقال تعالى عن خاتم رسله وكتابه القرآن: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ} (البقرة:231) بعد ذكر أحكام الطلاق في سورة البقرة، قال أكثر المفسرين الأوائل القدوة: الحكمة هي السنة، وقال بعضهم: الحكمة الدين، وقال آخرون: الحكمة الشرع، والمعنى واحد.
وقال الله تعال في بيان كفارة الظهار: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ} (القصص:3).
وقال تعالى عن قول الإفك: {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (النور:17) .
وقال تعالى عن كل أمره ونهيه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} إلى قوله: {يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل:90).
وقال تعالى عن موعظة لقمان لابنه: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (لقمان:13)، {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (لقمان:17) .
وكان الأمر بإفراد الله بالعبادة والنهي عن الشرك بالله في عبادته أول ما دعا إليه رسل الله (صلوات الله وسلامه وبركاته عليهم أجمعين) في مواعظهم لأقوامهم استجابة لأمر الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (النحل:36)، ثم التزام ما أمر الله به من حقوق التوحيد، واجتناب ما نهى الله عنه مما هو دون الشرك كما قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (النساء:48).
وعلى هذه السنة ثبت فقهاء القرون المفضلة لا يرون الموعظة إلا الدعوة إلى الله على بصيرة من الكتاب والسنة تذكيراً بالله وحثاً على فعل ما أمر به، ونهياً عما نهى عنه، وتعليماً لأحكام شريعته في الاعتقاد أولاً ثم العبادات ثم المعاملات.
ثم خلقت من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون، وبخاصة بعد أن ذرّ قرن الفكر الموصوف زوراً بالإسلامي بعودة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده من باريس ودعوتهما إلى (تحرير الفكر من قيد التقليد)، وكانت بداية الانحراف ـ في هذا العصر ـ عن الوحي والفقه إلى الفكر والظن والعاطفة، وهان على كثير من المسلمين ـ مهما كان مبلغهم من العلم وجوداً أو عدماً ـ القول على الله والحكم على شرعه حسب فكرهم واقتناعهم أي: حسب هواهم، وقد حذّر الله عباده من سوء هذا المنقلب فقال تعالى: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} (النجم:23).
وتبعاً لذلك تحول أكثر مشاهير شباب الدعاة عن منهاج النبوة في الدعوة إلى الله من الموعظة الحسنة بآيات الكتاب المبين والصحيح من سنة الرسول الكريم كما فهمها سلف الأمة المعتدَّ بهم (لتثبيت الاعتقاد وتعليم أحكام الإسلام، وتحبيب الخالق إلى خلقه وترغيبهم في ثوابه وترهيبهم من عقابه) إلى ما أنتجه الفكر غير المعصوم من تلاعب بالألفاظ وتخيلات ظنّية لأخبار ظنّية عن الحوادث والطوارئ السابقة واللاحقة، وتحولت الدعوة إلى الله موعظة شرعية للفرد أو الجماعة إلى (محاضرات) و(ندوات) و(مهرجانات) يختلط فيها الحق بالباطل والآية (المحكمة والمتشابهة) والحديث (الصحيح والضعيف والموضوع) بالقصص والشعر والأمثال والفكاهة وفنون اللغة الدّارجة، يغلب عليها الاهتمام بالأدنى دون الأعلى وبالمهم (أو غير المهم) قبل الأهم.
ولأن النّفس أمّارة بالسّوء إلاّ ما رحم ربي، ولأن الشّيطان يجري من ابن آدم مجرى الدّم، ولأن الأهواء تتجارى بالعواطف كما يتجارى الكلَب بصاحبه، ولأن أكثر الناس لا يؤمنون ولا يشكرون ولا يعلمون ولا يفقهون كما بين الخالق المعبود سبحانه وبحمده، فإن أكثر المسلمين ـ بعد أن غيّر الدعاة القصّاص فطرتهم ـ صاروا يقبلون عليهم وينفرون من الدّعوة على منهاج النبوة فازداد عدد القصّاص ونقص عدد الواعظين مما يذكّر بقول الله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} (الجـن:6) على الرّأيين في مرجع الضّمير في قوله: {فَزَادُوهُمْ}، فالجناية على الدّعوة والجاني القاصّ والمعجبون به معاً وقد بدأ الانحراف من الواعظ إلى القصص مبكراً، ولكن فقهاء الصحابة رضي الله عنهم ومن تبع منهاجهم وقفوا له بالجهاد وبيّنوا ضلاله ونهوا عنه؛ تجد ذلك مفصّلاً في:
1) (كتاب القصّاص والمذكرين)، لابن الجوزي (ت 597) رحمه الله.
2) عدد من مؤلفات ابن تيمية (ت 728) رحمه الله، تصدّى للقصّاص فيها.
3) (كتاب الباعث على الخلاص من حوادث القصّاص) للحافظ العراقي (ت806) رحمه الله.
4) (كتاب تحذير الخواص من أكاذيب القصّاص) للسيوطي (ت 911) رحمه الله.
وإليك طرفاً مما تضمّنته هذه المؤلفات تعريفاً بالقُصّاص وتحذيراً منهم ورداً إلى الله:
قال محقق (تحذير الخواص): القصص في الاستعمال من مخاطبة العامة بالاعتماد على القصّة، وقد أشار ابن الجوزي إلى هذا فقال "فالقاص هو الذي يُتبع القصة الماضية بالحكاية عنها والشرح لها"، فقلت: وشرٍّ منها الحكايات الجديدة والإشاعات، وأخبار وسائل الإعلام، والشعر والتمثيل والفكاهة.
وروى ابن ماجة بسند حسن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "لم يكن القصص في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا زمن أبي بكر ولا زمن عمر"، ورواه أحمد والطبراني عن السائب بن يزيد بنحوه، وفي رواية عن ابن عمر: "إنما كان القصص حيث كانت الفتنة"، وروى الطبراني بسند جيد عن عمرو بن دينار أن تميماً الدّاريّ استأذن عمر في القصص فأبى أن يأذن له (مرتين)، وفي الثالثة قال له "إن شئت" وأشار أنه الذبح.
وروى الطبراني عن خباب بن الأرت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن بني إسرائيل لمّا هلكوا قصّوا".
وروى الطبراني عن عمر بن زرارة قال: وقف علىّ عبد الله بن مسعود وأنا أقص فقال: "يا عمرو، لقد ابتدعت بدعة ضلالة، أو أنك أهدى من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه"، قال عمرو: فلقد رأيتهم تفرقوا عني حتى رأيت مكاني ما فيه أحد.
وأخرج عبد بن حميد في تفسيره عن قيس بن سعد قال: جاء ابن عباس حتى قام على عبيد بن عمير وهو يقصّ، فقال له: "{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيم} (مريم:41) {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ} (مريم:54) {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ} (مريم:56) ذكّر بأيام الله، واثن على من أثنى الله عليه".
وأخرج ابن أبي شيبة عن جرير بن حازم عن محمد بن سيرين قوله: "القصص أمر محدث أحدثه هذا الخلق من الخوارج".
وأخرج أحمد في (الزهد) عن أبي المليح قال ذكر ميمون القُصّاص فقال: "لا يخطئ القاصّ ثلاثاً: إما أن يسمن قوله بما يهزل دينه، وإما أن يُعجب بنفسه، وإما أن يأمر بما لا يفعل".
وقال ابن الحاج في (المدخل): "مجلس العلم الذي يُذكر فيه الحلال والحرام واتباع السلف رضي الله عنهم، لا مجالس القُصّاص فإن ذلك بدعة، وقد سئل مالك رحمه الله تعالى عن الجلوس إلى القُصّاص ، فقال: "ما أرى أن يجلس إليهم وإن القَصص لبدعة".
وروى عن يحيى بن يحيى (عالم الأندلس في عصره): سمعت مالكاً يكره القَصص فقيل له: يا أبا عبد الله فإن تكره مثل هذا فعلام كان يجتمع من مضى؟ قال: "على الفقه".
وفي تاريخ ابن جرير في حوادث سنة 279: "نودي في بغداد: ألاّ يقعد على الطريق ولا في المسجد الجامع ينهى الناس عن الاجتماع إلى قاص ويُمنع القصاص من القعود" اهـ.
وختم الحافظ العراقي كتابه: (الباعث على الخلاص من حوادث القصاص) بقوله: "فيجب على ولاة أمور المسلمين منع هؤلاء من الكلام مع الناس".
وذكر الحافظ ابن الجوزي في أول (كتاب القصاص والمذكرين) من أسباب كراهية السلف القصص:
1) أنهم إذا رأوا ما لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكروه.
2) أن القصص لأخبار المتقدمين يندر صحته.
3) أنه يشغل عما هو أهم من تدير القرآن ورواية الحديث والتفقه في الدين.
4) أن في القرآن والسنة من العظة ما يغني عن غيره ممّا لا يُتيقن صحته.
5) أن عموم القصاص لا يتحرون الصواب.
6) اغترار العوام [وأشباههم من المثقفين والمفكرين والحركيين] بما يسمعون من القصاص فلا ينكرون ما يقولون، ويخرجون من عندهم فيقولون: قال العالم، فالعالم عند العوام من صعد المنبر.
7) أن القصاص يأخذون الحديث شبراً [بلا تمحيص] فيجعلونه ذراعاً.
قال محقق (تحذير الخواص) في مقدمته: "يتمثل تأثير القصاص السيئ على العامة في أن حقيقة الإسلام قد شوهت في أذهانهم فاعتقدوا البدعة سنة والسنة بدعة، وأصبحت الأكاذيب عندهم ممزوجة بنصوص الدّين الثابتة... فكان العوام ودعاة الابتداع أبداً معارضين لكل مصلح صادق من الدعاة والعلماء... وآثر فريق من العلماء المسالة فسكتوا خوفاً من القصاص وسلطانهم [على العامة] وإيثاراً للعافية... وترى القصاص رغبة في قبول السامعين لهم يسارعون في ابتغاء مرضاة العامة أكثر من حرصهم على تقويمهم وتعليمهم وأضحى القاص كالمغني [والممثل والمهرّج] لا همّ له إلا إطراب السامعين. إن هؤلاء القصاص قوم مهمتهم الكلام وغايتهم أن يستحوذ على إعجاب السامعين".
والواقع أن دعاة القصص والشعر والفكاهة والتهريج والتّهييج ـ وهم أشهر وأكثر الدعاة اليوم عفا الله عنا وعنهم ـ حوّلوا الموعظة بل وخطبة الجمعة المفروضة إلى ما يشبه برامج (ما يطلبه المستمعون) في الإذاعات العربية لرغبة الأغلبية في الهزل ورغبتهم عن الجد، فقدم القصاص لعامة الناس ما يرضيهم ـ لا ما ينفعهم مما شُرعت الموعظة لتحقيقه في مقابل شهرتهم وإذاعة صيتهم والإقبال على مجالسهم، مما يذكّر بقول الله تعالى عن الضالين والمضلين من الإنس والجن: {رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ} (الأنعام:128).
جنبنا الله وإياهم مصيرهم، وردنا وردهم إلى منهاج النبوة في الدين والدعوة ـ رداً جميلاً.
وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله وخاتم رسله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومتبعي سنته.
مقال للشيخ سعد الحصين
رد: الدعوة إلى الله بالموعظة لا بالقصص (مقال قيم)
/// إجمال القول بمخالفة الدعوة إلى الله بالقص لمنهج السلف أوالكتاب والسُّنَّة غلطٌ ينبغي تحريره، والناس في هذا الباب بين غالٍ وجاف!
/// لا تعارض بين الدعوة إلى الله بالوعظ أوبالقص، وليس شيءٌ منهما مخالفٌ لنهج الوحيَيْن أو للطريقة التي كان عليها النَّبي (ص) ثم السَّلف الذين كانوا على هديه.
/// وقد تقدَّم بيان هذا بالتفصيل في موضوع سابق، على الرابط التالي:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6229
رد: الدعوة إلى الله بالموعظة لا بالقصص (مقال قيم)
الشيخ الكريم : عدنان البخاري ـ وفقه الباري ـ : جزاكم الله خيراً على التوضيح و التفصيل ...
رد: الدعوة إلى الله بالموعظة لا بالقصص (مقال قيم)
الأخ ( نجيب ) لعلي أرسل لك بعض القصص على الخاص ؛ لتتعظ وتتذكر !!
رد: الدعوة إلى الله بالموعظة لا بالقصص (مقال قيم)
جزاكم اللَّـهُ خيرًا يا شيخ عدنان ،ونفع بأخينا نجيب .
الأخ الكريم / المُسيكين :
غفر اللَّـهُ لكم .
رد: الدعوة إلى الله بالموعظة لا بالقصص (مقال قيم)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الكريم وصلنا مقالك وصلك الله بمغفرته ولكن بعض أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ذكر فيها بعض القصص مثل قصة أصحاب الغار و قصة الرجل الذي قتل99 نفسا و أكمل المائة و قصة البغية التي دخلت الجنة في كلب سقته إلى غير ذلك .
فلعل في زماننا بعض القصص التي يتعض منها البشر و أنا لا أدعو إلى إتخاذها اسلوبا و منهجا للدعوة و لكن نستعملها للإستشهاد و الدلالة .
هذا والله اعلم و غفلر الله لي ما كتبت و ما قلت والسلام عليكم و وفقكم الله لما يحب و يرضى
رد: الدعوة إلى الله بالموعظة لا بالقصص (مقال قيم)
وماذا تفعل يا نجيب أنت وصاحبك الحصين بمئة قصة في كتاب الله قال بعد أطولها ففف لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ققق أم أنكم لستم من أولي الألباب !!؟
والله المستعان
وفي موضوع الشيخ عدنان مزيد تفصيل
رد: الدعوة إلى الله بالموعظة لا بالقصص (مقال قيم)
أخي الفاضل سلمان أبو زيد ...
والله إني ممن أحبك في الله .. وأثني على أدبك الجمِّ وإنصافك ...
أما الأخ نجيب ، فلنا معه صولات وجولات ،، فأرجو أن لا تفهمني على غير وجه الحقيقة ..
رد: الدعوة إلى الله بالموعظة لا بالقصص (مقال قيم)
/// بارك الله في الأخوة الكرام جميعًا وجزاهم خيرًا على مشاركاتهم، واعتذر عن التأخُّر في الرَّدِّ فالشواغل كثيرةٌ هذه الأيام شغلنا الله بمحابِّه دومًا.
/// وبالنِّسبة لمسألة اتِّخاذ القصص للاستشهاد (فقط) لا طريقةً للدَّعوة فلا دليل على هذا الحصر والمنع؛ بل الدليل أظهر على ندب واستحباب الاقتداء بطريقة الوحيين في اتِّخاذه طريقة وأسلوبًا للدَّعوة -ضمن أساليب عديدة-، وهو ظاهر بيِّن؛ كما في أمثال قوله تعالى: ((فاقصص القصص))، وهذا أمرٌ منه تعالى لنبيِّه (ص).
/// وقد يدندن أحد الناس حول مسألة الكثرة والقِلَّة في الدعوة بالقصص فلْينظُر إلى كتاب الله -على الأقل- ليدرك نسبة الآيات التي فيها قصص إلى غيرها، كم تمثِّل من جملة آيات الكتاب العزيز.
/// ثمَّ الله عزَّوجلَّ قد قصَّ علينا في كتابه كثيرًا جدًّا وذكر ذلك، فقال: ((إنَّ هذا لهو القصص الحق))، وقال: ((ورسلاً قد قصصناهم عليك ورسلًا لم نقصصهم عليك))، وقال: ((نحنُ نقصُّ عليك أحسن القصص))، وقال: ((لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب))، وقال: ((نحن نقصُّ عليك نبأهم بالحقِّ))، وقال: ((إنَّ هذا القرآن يقصُّ على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون))، وقال: ((منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك))، وقال: ((وكلاًّ نقصُّ عليك من أنباء الرسل ما نثبِّتُ به فؤادك وجاءك في ههذه الحق...))، وقال: ((ذلك من أنباء القُرى نقصُّه عليك))، وقال بعد ذكره جملة قصصٍ: ((تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك))، وغيرها كثيرٌ.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد.
رد: الدعوة إلى الله بالموعظة لا بالقصص (مقال قيم)
أخي نجيب جزاك الله خيراً على هذا النقل الطيب عن الشيخ سعد الحصين
والقصص إذا جاءت من عالم فهي نور على نور
وإذا جاءت من جاهل ففيها من الشر والخطر
الشيء الكثير
ومبالغة أهل عصرنا في القصص وجعلها مادة أساسية للوعظ يوجب النصيحة وعدم السكوت على أهل العلم
والله الموفق,,,
رد: الدعوة إلى الله بالموعظة لا بالقصص (مقال قيم)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السلفي النجدي
ومبالغة أهل عصرنا في القصص وجعلها مادة أساسية للوعظ يوجب النصيحة وعدم السكوت على أهل العلم
والله الموفق,,,
/// قد تقدَّم البيان والتوضيح بالحُجَّة أنَّه لا إشكال في جعل القصص مادة أساسيَّة في الوعظ، ومن خالف في هذا فلا بد من ذكر حُجَّته من الكتاب أوالسُنَّة.