رد: يوم يُكشف عن ساق ...!!!!!!!!!!!!!!!!!
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الصواعق المرسلة:
((والصحابة متنازعون في تفسير هذه الآية: هل المراد الكشف عن الشدة؟ أو المراد بها أن الرب تعالى يكشف عن ساقه؟ ولا يحفظ عن الصحابة والتابعين نزاع فيها يذكر أنه من الصفات أم لا في غير هذا الموضوع، وليس في ظاهر القرآن ما يدل على أن ذلك صفة لله؛ لأنه سبحانه لم يضف الساق إليه، وإنما ذكره مجردًا عن الإضافة منكرًا، والذين أثبتوا ذلك صفة كاليدين والأصبع لم يأخذ ذلك من ظاهر القرآن، وإنما أثبتوه بحديث أبي سعيد الخدري المتفق على صحته، وهو حديث الشفاعة الطويل وفيه: "فيكشف الرب عن ساقه فيخرون له سجدًا". ومن حمل الآية على ذلك قال: قوله تعالى: "يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود" القلم: 42 : مطابق لقوله صلى الله عليه وسلم: "فيكشف عن ساقة فيخرون له سجدًا". وتنكيره للتعظيم والتفخيم كأنه قال: يكشف عن ساق عظيمة، جلت عظمتها وتعالى شأنها أن يكون لها نظير أو مثل أو شبيه، قالوا: وحمل الآية على الشدة لا يصح بوجه؛ فإن لغة القوم في مثل ذلك أن يقال: كشف الشدة عن القوم لا كشف عنها كما قال تعالى: "فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون" الزخرف: 50 ، وقال "ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر" المؤمنون: 75 ، فالعذاب والشدة هو المكشوف لا المكشوف عنه، وأيضًا فهناك تحدث الشدة وتشتد، ولا تزال إلا بدخول الجنة، وهناك لا يدعون إلى السجود، وإنما يدعون إليه أشد ما كانت الشدة)) انتهى كلامه.
وحول عقيدة القرطبي ومنهجه في التفسير يرجى مراجعة الرابط هنـــــــــــــ ــــــــــــــا
رد: يوم يُكشف عن ساق ...!!!!!!!!!!!!!!!!!
الاخ الكريم
الاية لا تدل على صفة الساق لله سبحانه كما ذكر ذلك ابن تيمية وابن القيم , بل صفة الساق ثابتة من السنة النبوية .
اما القرطبي رحمه الله فإمام من أئمة الاشاعرة كما يقول ابن تيمية . وانظر كتاب المفسرون بين التاويل والاثبات لمحمد المغرواي .
رد: يوم يُكشف عن ساق ...!!!!!!!!!!!!!!!!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل اليكم من كتاب صفات الله عز وجل الواردة فى الكتاب والسنة
تأليف
علوي بن عبد القادر السَّقَّاف
السَّاقُ
صفةٌ من صفات الذات الخبريَّة ، ثابتةٌ لله تعالى بالكتاب وصريحِ السنة الصحيحية.
الدليل من الكتاب :
…قوله تعالى : { يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ } [القلم : 42 ].
الدليل من السنة :
حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : (( ... فيكشف عن ساقه ، فيسجد له كل مؤمن)) . رواه : البخاري (7439) واللفظ له ، ومسلم (183).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ((نقض أساس التقديس)) (ورقة 261) : ((الوجه السادس : أنه من أين في ظاهر القرآن [أنَّ] لله ساقاً وليس معه إلا قوله: { يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ } ، والصحابة قد تنازعوا في تفسير الآية ؛ هل المراد به الكشف عن الشِّدَّة ، أو المراد به أنه يكشف الرب عن ساقه ؟ ولم تتنازع الصحابة والتابعون فيما يذكر من آياتِ الصفات إلا في هذه الآية ؛ بخلاف قوله: { لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } ، { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ } … ونحو ذلك ؛ فإنه لم يتنازع فيها الصحابة والتابعون ، وذلك أنه ليس في ظاهر القرآن أنَّ ذلك صفة لله تعالى ؛ لأنه قال : { يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ } ، ولم يقل : عن ساق الله ، ولا قال : يكشف الرب عن ساقه ، وإنما ذكر ساقاً نكرة غير معرفة ولا مضافة ، وهذا اللفظ بمجرده لا يدل على أنها ساق الله ، والذين جعلوا ذلك من صفات الله تعالى أثبتوه بالحديث الصحيح المفسر للقرآن ، وهو حديث أبي سعيد الخدري المخرج في ((الصحيحين))، الذي قال فيه((فيكشف الرب عن ساقه)) ، وقد يقال : إنَّ ظاهر القرآن يدل على ذلك من جهة أنه أخبر أنه يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود ، والسجود لا يصلح إلا لله ، فعلم أنه هو الكاشف عن ساقه. وأيضاً فحمل ذلك على الشِّدَّة لا يصح ، لأن المستعمل في الشِّدَّة أن يقال : كشف الله الشِّدَّة ، أي : أزالها ، كما قال : { فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ } ، وقال : { فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ العَذَابَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ } ، وقال : { وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } ، وإذا كان المعروف من ذلك في اللغة أن يقال : كشف الشِّدَّة ؛ أي : أزالها ؛ فلفظ الآية : { يكشف عن ساق } ، وهذا يراد به الإظهار والإبانة؛ كما قال : { كشفنا عنهم } وأيضاً فهناك تحدث الشِّدَّة لا يزيلها ، فلا يكشف الشِّدَّة يوم القيامة ، لكن هذا الظاهر ليس ظاهراً من مجرد لفظة { ساق } ، بل بالتركيب والسياق وتدبر المعنى المقصود))اهـ.
ولتلميذه ابن القيم في ((الصواعق المرسلة)) (1/252) كلام شبيه بهذا ، قال رحمه الله : ((الثامن : أن نقول من أين في ظاهر القرآن أنَّ لله ساقاً ؟ وليس معك إلا قوله تعالى : { يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ } [القلم : 42] ، والصحابة متنازعون في تفسير الآية ؛ هل المراد الكشف عن الشِّدَّة ، أو المراد بها أنَّ الرب تعالى يكشف عن ساقه؟ ولا يحفظ عن الصحابة والتابعين نزاع فيما يذكر أنه من الصفات أم لا في غير هذا الموضع ، وليس في ظاهر القرآن ما يدل على أنَّ ذلك صفة الله ؛ لأنه سبحانه لم يضف الساق إليه ، وإنما ذكره مجرداً عن الإضافة منكراً ، والذين أثبتوا ذلك صفة كاليدين والإصبع لم يأخذوا ذلك من ظاهر القرآن ، وإنما أثبتوه بحديث أبي سعيد الخدري المتفق على صحته ، وهو حديث الشفاعة الطويل ، وفيه : ((فيكشف الرب عن ساقه ، فيخرون له سُجَّداً)) ، ومن حمل الآية على ذلك؛ قال : قوله تعالى : { يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ } [القلم : 42] : مطابق لقوله صلى الله عليه وسلم : ((فيكشف عن ساقه، فيخرون له سجداً)) وتنكيره للتعظيم والتفخيم ، كأنه قال : يكشف عن ساق عظيمة ؛ جلت عظمتها ، وتعالى شأنها أن يكون لها نظير أو مثيل أو شبيه. قالوا : وحمل الآية على الشِّدَّة لا يصح بوجه، فإن لغة القوم في مثل ذلك أن يقال: كُشِفَتِ الشِّدَّة عن القوم ، لا كُشِف عنها ، كما قال الله تعالى : { فَلَمَّا كشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ } [الزخرف : 50] ، وقال : { وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ } [المؤمنون : 75] ؛ فالعذاب و الشِّدَّة هو المكشوف لا المكشوف عنه ، وأيضاً فهناك تحدث الشِّدَّة وتشتد ولا تزال إلا بدخول الجنة ، وهناك لا يدعون إلى السجود ، وإنما يدعون إليه أشد ما كانت الشِّدَّة))اهـ.
قلتُ : ليس مقصود الإمامين الجليلين أنَّ الصحابة اختلفوا في إثبات صفة
السَّاق لله عَزَّ وجَلَّ مع ورودها صراحةً في حديث أبي سعيد المتقدم ،بل
مقصودهما أنهم اختلفوا في تفسير الآية ؛ هل المراد بها الكشف عن الشِّدَّة ، أو المراد الكشف عن ساق الله؟ والله أعلم.
رد: يوم يُكشف عن ساق ...!!!!!!!!!!!!!!!!!
بينما شرعت في قراءة سورة البقرة من تفسير القرطبي لفت نظري قوله في تفسير قول الله تعالى " الذين يؤمنون بالغيب ....الآية " فهو سبحانه غائب عن الأبصار ، غير مرئي في هذه الدار .
أي أنه سيُيرى ـ جل جلاله ـ في الدار الآخرة ...؟؟؟؟
فكيف يُقال بأنه أشعري وهو يذكر مثل هذا ....
أرجو التوضيح ...؟؟؟
رد: يوم يُكشف عن ساق ...!!!!!!!!!!!!!!!!!
رد: يوم يُكشف عن ساق ...!!!!!!!!!!!!!!!!!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح الطريف
بينما شرعت في قراءة سورة البقرة من تفسير القرطبي لفت نظري قوله في تفسير قول الله تعالى " الذين يؤمنون بالغيب ....الآية " فهو سبحانه غائب عن الأبصار ، غير مرئي في هذه الدار .
أي أنه سيُيرى ـ جل جلاله ـ في الدار الآخرة ...؟؟؟؟
فكيف يُقال بأنه أشعري وهو يذكر مثل هذا ....
أرجو التوضيح ...؟؟؟
الأشاعرة يثبتون الرؤية "لا من جهة" ، بطريقة بدعية في تصوير حقيقة هذه الرؤية وفي الاستدلال لها ورد الاعتراضات، ومذهبهم فيها شديد التناقض بل هو إلى سمادير السكارى أقرب.
رد: يوم يُكشف عن ساق ...!!!!!!!!!!!!!!!!!
تحقيق تأويل ابن عباس رضي الله عنهما
لصفة «الساق» في الآية: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ﴾
السؤال: ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد في تفسير آية: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ﴾ [القلم: 42]، بشدَّة الهول والأمر، ألا يُعدُّ هذا من تأويل الصفات؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.
الجواب:الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فإنّ الآية يختلف تفسيرها عند السلف باختلاف إطلاق لفظة «الساق» من غير إضافتها إلى الله تعالى، أو مع إضافتها إليه سبحانه وتعالى، وبناءً عليه فإنّ لفظة: «الساق» تحتمل معنيين:
- المعنى الأول: فمن فسَّر الآيةَ بمفردها من غير إضافة «الساق» إلى الله تعالى حملها على المعنى اللغوي وهو شدَّة الهول والأمر العظيم، ولا يلزم من هذا التفسير تأويل الصفات، لأنّ الآية ليست بهذا الوجه من آيات الصفات أي: أنّها ليست دالَّة على صفة -عنده- أصلاً لأنّها لم تضف «الساق» إلى الله تعالى، وعلى هذا يحمل تفسير ابن عباس رضي الله عنهما.
- المعنى الثاني: ومن فسَّر الآية على أنّ «الساق» مضافة إلى الله تعالى، وتجريدها عن الإضافة من باب التعظيم واحتجَّ لها بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا»(١- أخرجه البخاري في التفسير (4919)، وفي التوحيد (7439)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه)، كانت الآية في هذه الحالة من جملة آيات الصفات التي يجب إثباتها من غير تأويلها بشدَّة الهول وعظم الأمر خلافًا للمعطِّلة الذين حَمَلوا الآية على شدَّة الأمر مع نفيهم لصفة «الساق» مطلقًا ولا يثبتونها لا بالقرآن ولا بالسُّنة.
هذا، وعلى التفسير الثاني فلا يقتضي منافاة بين الآية والحديث، لأنّه يوم يكشف ربُّنا عن ساقه حقيقةً من غير تأويلٍ ولا تعطيلٍ ولا تشبيهٍ ولا تمثيلٍ ولا تحريفٍ، فإنّ ذلك اليوم أمر عظيم ويوم شدَّة وهول على المنافقين والكافرين لعجزهم عن السجود لربّ العالمين.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
١- أخرجه البخاري في التفسير (4919)، وفي التوحيد (7439)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
رد: يوم يُكشف عن ساق ...!!!!!!!!!!!!!!!!!
http://www.ferkous.com/rep/J1.php فمن اراد الاستزادة فعليه به\ا الرابط فانه مهم جدا فيه تأصيل لهذه المسألة
رد: يوم يُكشف عن ساق ... ؟
للشيخ سليم الهلالي كتاب في هذه المسالة , رد به على الأشعريين " الصابوني والغزالي .
رد: يوم يُكشف عن ساق ... ؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن جميع ما في القرآن من آيات الصفات فليس عن الصحابة اختلاف في تأويلها، وقد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة وما رووه من الحديث ووقفت من ذلك على ما شاء الله تعالى من الكتب الكبار والصغار أكثر من مائة تفسير فلم أجد إلى ساعتي هذه عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئا من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف …. وتمام هذا أنى لم أجدهم تنازعوا إلا في مثل قوله تعالى: يوم يكشف عن ساق فروى عن ابن عباس-رضي الله عنهما- وطائفة أن المراد به الشدة أن الله يكشف عن الشدة في الآخرة، وعن أبى سعيد وطائفة أنهم عدوها في الصفات للحديث الذي رواه أبو سعيد في الصحيحين، ولا ريب أن ظاهر القرآن لا يدل على أن هذه من الصفات فإنه قال: يوم يكشف عن ساق نكرة في الإثبات لم يضفها إلى الله ولم يقل عن ساقه، فمع عدم التعريف بالإضافة لا يظهر أنه من الصفات إلا بدليل آخر ، ومثل هذا ليس بتأويل ، إنما التأويل صرف الآية عن مدلولها ومفهومها ومعناها المعروف) [ ينظر: مجموع الفتاوى ( 6/394 ) ]
للمزيد:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35257
رد: يوم يُكشف عن ساق ...!!!!!!!!!!!!!!!!!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح الطريف
بينما شرعت في قراءة سورة البقرة من تفسير القرطبي لفت نظري قوله في تفسير قول الله تعالى " الذين يؤمنون بالغيب ....الآية " فهو سبحانه غائب عن الأبصار ، غير مرئي في هذه الدار .
أي أنه سيُيرى ـ جل جلاله ـ في الدار الآخرة ...؟؟؟؟
فكيف يُقال بأنه أشعري وهو يذكر مثل هذا ....
أرجو التوضيح ...؟؟؟
الأشاعرة يثبتون الرؤية وينكرون العلو وهذا من تنقضاتهم لهذا تجد المعتزلة يضحكون عليهم ويستخفون بهم في هذا التناقض .
قال ابن القيم رحمه الله :
فسل المعطلة هل يرى من تحتنا***أم عن شمائلنا أم عن أيمان
أم خلفنا وأمامنا سبحانه ***أم هل يرى من فوقنا ببيان
يا قوم ما في الأمر شيء غير ذا***أو أن رؤيته بلا إمكان
إذ رؤية لا في مقابلة من الر***ائي محال ليس في الإمكان
ومن ادعى شيئا سوى ذا كان دعو***اه مكابرة على الأذهان)) النونية.
وقال رحمه الله : ((وصار من أثبت الرؤية,ونفى علو الرب على خلقه واستواءه على عرشه مذبذبا بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء))إعلام الموقعين(2/317-318).
رد: يوم يُكشف عن ساق ... ؟
في تحقيق تأويل ابن عباس رضي الله عنهما
لصفة «الساق» في الآية: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ﴾
السؤال: ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد في تفسير آية: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ﴾ [القلم: 42]، بشدَّة الهول والأمر، ألا يُعدُّ هذا من تأويل الصفات؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.
الجواب:الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فإنّ الآية يختلف تفسيرها عند السلف باختلاف إطلاق لفظة «الساق» من غير إضافتها إلى الله تعالى، أو مع إضافتها إليه سبحانه وتعالى، وبناءً عليه فإنّ لفظة: «الساق» تحتمل معنيين:
- المعنى الأول: فمن فسَّر الآيةَ بمفردها من غير إضافة «الساق» إلى الله تعالى حملها على المعنى اللغوي وهو شدَّة الهول والأمر العظيم، ولا يلزم من هذا التفسير تأويل الصفات، لأنّ الآية ليست بهذا الوجه من آيات الصفات أي: أنّها ليست دالَّة على صفة -عنده- أصلاً لأنّها لم تضف «الساق» إلى الله تعالى، وعلى هذا يحمل تفسير ابن عباس رضي الله عنهما.
- المعنى الثاني: ومن فسَّر الآية على أنّ «الساق» مضافة إلى الله تعالى، وتجريدها عن الإضافة من باب التعظيم واحتجَّ لها بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا»(١- أخرجه البخاري في التفسير (4919)، وفي التوحيد (7439)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه)، كانت الآية في هذه الحالة من جملة آيات الصفات التي يجب إثباتها من غير تأويلها بشدَّة الهول وعظم الأمر خلافًا للمعطِّلة الذين حَمَلوا الآية على شدَّة الأمر مع نفيهم لصفة «الساق» مطلقًا ولا يثبتونها لا بالقرآن ولا بالسُّنة.
هذا، وعلى التفسير الثاني فلا يقتضي منافاة بين الآية والحديث، لأنّه يوم يكشف ربُّنا عن ساقه حقيقةً من غير تأويلٍ ولا تعطيلٍ ولا تشبيهٍ ولا تمثيلٍ ولا تحريفٍ، فإنّ ذلك اليوم أمر عظيم ويوم شدَّة وهول على المنافقين والكافرين لعجزهم عن السجود لربّ العالمين.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
١- أخرجه البخاري في التفسير (4919)، وفي التوحيد (7439)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.