حديث: لا أحل المسجد لحائض ولا جنب
أخرجه إسحاق بن راهويه في «مسنده» (1783)، والبخاري في «التاريخ الكبير» (1710)، وأبو داود في «سننه» (232)، والدولابي في «الكنى والأسماء» (843)، وابن خزيمة في «صحيحه» (1327)، وابن المنذر في «الأوسط» (2535)، والبيهقي في «الكبير» (4323)، جميعهم من طريق أفلت بن خليفة أبو حسان الذهلي، عن جَسْرَةَ بنت دجاجة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجوه بيوت أصحابه شارعة في المسجد، فقال: «وجهوا هذه البيوت عن المسجد». ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يصنع القوم شيئا رجاء أن تنزل فيهم رخصة، فخرج إليهم بعد فقال: «وجهوا هذه البيوت عن المسجد، فإني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب».
وقد ضعف هذا الحديث غير واحد من أهل العلم.
فقد أشار البخاري إلى تضعيفه، فقال عقب روايته: «وعند جسرة عجائب، وقال عروة وعباد بن عبد اللَّه، عن عائشة عن النَّبِيِّ ﷺ: «سدوا هذه الأبواب إلا باب أبي بكر»؛ وهذا أصح».
وقال ابن المنذر عقب روايته: « أفلت عندهم مجهول؛ ويبطل إذا كان كذلك أن يقوم بهذا الحديث حجة».
وقال أيضًا في «الأوسط» (2/ 232): «وحديث عائشة وقد ذكرته في غير هذا الموضع وهو غير ثابت؛ لأن أفلت مجهول؛ لا يجوز الاحتجاج بحديثه».
وقال ابن حزم في «المحلى» (2/ 186): «أفلت غير مشهور، ولا معروف بالثقة».
وقال البغوي في «شرح السنة» (2/ 46): «وضعَّف أحمد الحديث؛ لأن راويه أفلت بن خليفة مجهول».
وقال الخطابي في «معالم السنن» (1/ 78): «وقالوا: أفلتُ راويه مجهول، لا يصح الاحتجاج بحديثه».
وضعفه الألباني في «ضعيف سنن أبي داود» (32)؛ لأجل جسرة بنت دجاجة.
وأخرجه بنحوه: ابن ماجه (645)، والطبراني في «المعجم الكبير» (883)، والبيهقي في «السنن الكبير» (13400) و(13402)، من طريق أبي الخطاب الْهَجَري، عن محدوج الذهلي، عن جَسْرَةَ، قالت: أخبرتني أم سلمة، بنحوه.
قال أبو زرعة الرازي في «العلل» (2/ 138): «يقولون: عن جسرة، عن أم سلمة؛ والصحيح: عن عائشة».
وقال ابن حزم في «المحلى» (2/ 186): «وأما محدوج، فساقط يروى المعضلات عن جسرة، وأبو الخطاب الهجري مجهول».
وقال ابن رجب في «فتح الباري» له (1/ 324): «خرجه أبو داود مِن حديث عائشة، وابن ماجه مِن حديث أم سلمة، وفي إسنادهما ضعف».
وقال عبد الحق الإشبيلي - كما في «بيان الوهم والإيهام» لابن القطان (5/ 327) -: «لا يثبت مِن قِبَلِ إسناده».
وقال ابن رشد في «بداية المجتهد» (1/ 55): «وهو حديث غير ثابت عند أهل الحديث».